في الحديث القدسي،
(مَا خَلَقْتُ سَمَاءً مَبْنِيَّةً وَلاَ أَرْضاً مَدْحِيَّةً وَلاَ قَمَراً مُنِيراً وَلاَ شَمْساً مُضِيئَةً وَلاَ فَلَكاً يَدُورُ وَلاَ بَحْراً يَجْرِي وَلاَ فُلْكاً يَسْرِي إِلاَّ فِي مَحَبَّةِ هؤلاء الْخَمْسَةِ ٱلَّذِينَ هُم تَحْتَ الْكِسَاءِ، فَقَالَ ٱلأَمِينُ جِبْرَائِيلُ: يَا رَبِّ وَمَنْ تَحْتَ الْكِسَاءِ؟ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: هُم أَهْلُ بَيْتِ ٱلنُّبُوَّةِ وَمَعْدِنُ ٱلرِّسَالَةِ هُمْ فَاطِمَةُ وَأَبُوهَا، وَبَعْلُهَا وَبَنُوهَا)
الحديث القدسي ربط وجودهم المبارك بخلق الوجود، أي بمعنى أن وجود أهل البيت عليهم السلام واسطة لمسيرة الوجود إلى الكمال،
الله سبحانه خلق فيهم الكمال فهم يأخذون الوجود إلى الكمال، يرجع الكثير من علماء الشيعة إلى الزيارة الجامعة (بكم فتح الله وبكم يختم)
ولو تأملنا في هذه الجملة لوجدناها عمدة احتجاج الحسين عليه السلام في واقعة الطف في خطبة مع الناس (بنا فتح الله وبنا يختم) بنا فتح الـ (بنا) تخصصية وتعني بنا لا بغيرنا أي لا وجود لاحتمالية لوجود غيرهم.
وفتح فعل ماض باعتبار بداية التكوين، وبنا يختم (يختم) فعل مضارع يعني الامتداد الرسالي إلى قيام الحجة عجل الله فرجه الشريف.
في الزيارة الجامعة نجد مسألة كونية ترتبط بوجود أهل البيت عليهم السلام (بكم ينزل الغيث) والإمام علي عليه السلام يقول (لولا الحجة لساخت الارض بأهلها) لا تصل إلى كمالها، هناك قضية مهمة للتأمل أن وجود أهل البيت في حديث الكساء هو من خلق الله سبحانه ويعني أن وجودهم أثر وجوده لكن الرابط الإصلاحي يرتبط بالوجود، بين أهل البيت عليهم السلام والوجود.
أي هم واسطة لإيصال الوجود إلى الكمال، السؤال الذي يطرح في مثل هذه المواقف الفكرية، هل الله سبحانه محتاج إلى خلقهم؟
لا يستطيع أن يوصل الوجود إلى الكمال بدونهم؟
قدرة الله أكبر، الله هو الذي جعل بإرادته الوجود ولا يحتاج إلى أهل البيت عليهم السلام ولا يحتاج إلى أنبياء ورسل لإصلاح الوجود، لكن لإرادته أن يجعل من يرابط مع هذا الوجود لدوام التواصل مع الله جلت حكمته.
ارتباط أهل الكساء عليهم السلام بوجودنا معناه أنهم يشعرون بمشاعرنا، يشعرون بألمنا، يشعرون بهمومنا، يفرحون لفرحنا، يحزنون لحزننا.
الله سبحانه تعالى شخص لنا وجودهم بالرحمة ربط وجود هم بين الناس وبينه سبحانه.
نتأمل بشكل أعمق لنصل إلى معنى الولاية، قال النبي للناس أ لست أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا بلى، قال من كنت مولاه فعلي مولاه.
الإمام علي عليه السلام يمتلك شعورا جمعيا رابطا بين الله وبين الناس، لو نعود إلى ما رواه علماء أهل العامة في صحاحهم وفي مسانيدهم وفي تفاسيرهم، عن أم سلمة وعن عائشة وعن غيرهم من كبار الصحابة، سنجد أن الآية مختصة بالنبي والأربعة الأطهار من أهل بيته، الإرادة هنا يسميها العلماء المسلمين تكوينية، يريد الله بإرادته أن يذهب عنكم الرجس، أن يذهب عنكم الذنوب، يقول بعض علماء أهل العامة أن حديث الكساء موضوعا!
كيف موضوع؟ وهو معترف به وموجود عند مسلم في صحاحه ورواه أحمد بن حنبل والترمذي، ورواه الحاكم في مستدركه
تكذيب هذا الحديث أو الطعن فيه يعني الطعن في مصادرهم هم.
يرى علماء المسلمين أن حديث الكساء هو تعريف نساء النبي صلى الله عليه وآله لا بد أن يدخل ضمن عنوان أهل البيت عليهم السلام، وهذا المعنى أن حديث الكساء أراد العصمة لأهل البيت عليهم السلام، غرس في قلوبهم اليقين بثمرات الطاعة، أصبحوا يعلمون بثمرات الطاعة، العصمة علم اليقين.
أجد في نهاية موضوعي قضية مهمة أجدها واضحة أن بعض علماء أبناء العامة المعاصرين ممن ينكرون علينا حديث الكساء، هم أساسا ينكرون مصادرا سنية لعلماء سنة، اختلافهم ليس معنا بقدر ما هو اختلافهم مع مصادرهم قلة الثقة بإرثهم العلمي، والعمل على حركة انتقائية يأخذون كل ما يرفد سياستهم بالقبول، ليبحثوا في كتبهم عنه وفي مصادرهم ويتحاوروا ويتناقشوا ما شاءوا، نحن لنا مصادرنا أئمة أهل البيت عليهم السلام وبهم نكتفي