(الصحوة)
حصاة صغيرة تشهد صحوة اليقين، سؤال يكسر صمت الخنوع
ـ ما دلالة الإمامة سيدي يا أمير المؤمنين؟
:ـ أعلمي لولا الضفاف يا حبابة ما نجى النخل..
ولا استطاع الحلم أن يوقظ المحبة في لغة الحنين..
يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة رحمك الله؟
فقال عليه السلام: اتني بتلك الحصاة وأشار بيده إلى حصاة، فأتته بها فطبع فيها بخاتمه ثم قال لها:
-يا حبابة إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة والإمام لا يعزب عنه شيء أراده
***
(التعريف)
أم الندى، حبابة الوالبية الأسدية من اليمن, وهي من المعمرين الذين أفنوا عمرهم في طاعة الله، عاشت (236) سنة، وأدركت ثمان حجج من حجج الله تعالى، أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الإمام الرضا عليه السلام، وذكر (السيد هاشم البحراني) في (مدينة المعاجز) بجزئه الثالث، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) بشّرها بأنها ستبقى إلى زمان الرضا (عليه السلام) وأنها سترى في نفسها برهاناً عظيماً منه، وتختار الموت فتموت ويتولى الإمام الرضا (عليه السلام) أمرها ويقوم على حفرتها ويصلّي عليها، وبشرها (عليه السلام) كذلك بأنها من المؤمنات المكرورات قائلاً: «وأنا مبشرك بأنك من المكرورات من المؤمنات مع المهدي (عليه السلام) من ذريتي إذا أظهر الله أمره».
***
(الرشاد)
ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في بصائر الدرجات حيث قال (عليه السلام): «إن حبابة الوالبية كان إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت إلى الحسين (عليه السلام) وكانت امرأة شديدة الاجتهاد وقد قال الشيخ الطوسي عنها أنها كانت من العالمات الفاضلات.
كما عبر عنها (عبد العظيم الهندي) في كتابه (من أخلاق الإمام الحسين (عليه السلام)): إنها امرأة من الشيعة الحقيقيين.
فورع هذه المرأة وعبادتها وعلمها واجتهادها ويقينها بأئمتها (عليهم السلام) وتعلقها بهم وسعيها إليهم، رغم كبر سنها ومعرفتها لهم، كل ذلك جعلها مؤهلة لأن تكون واحدة من الـ٣١٣ الذين سيظهرون مع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وهذه منزلة لا يلقّاها إلّا ذو حظ عظيم. وعندما يغمض القلب عينه يتوسد القبر هادئا وينام..
على إطلالة بصمة المهدي عجل الله تعالى فرجه ستصحو الحصاة صرخة تدحر الضيم عن كل قلب حزين..
وعلى يقظة السلام سلام الله عليك يا حبابة في كل حين.