اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله الحسين ورحمة الله وبركاته
لعن الله قاتليك وظالميك ومن شايع وبايع على ذلك
مأجورين ومثابين إن شاء الله تعالى
عن عمّار الدهنيّ أنه قال:
سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول:
"إنّ الله يحبّ كلّ قلب حزين، ويحبّ كلّ عبد شكور، يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلاناً؟ فيقول: بل شكرتك يا ربّ، فيقول: لم تشكرني إن لم تشكره، ثمّ قال: أشكركم لله أشكركم للناس"
وسائل الشيعة ج 16
هكذا يفترض أننا تعلمنا وهكذا يجب أن نكون قد تربينا في مدرسة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام
و من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزَّ وجلّ
وإن تأخر شكرنا وتعبيرنا عن مدى الاعتزاز والتشرف بما قدمنا لا يعني عدم الشكر ولو بالدعاء لصاحب العطاء في ظهر الغيب وهذا حتما لا يكفي ولا يغني عن تقديم الشكر علانية مع العلم أنه حتى مع إعلان الشكر لا نخرج من محيط معروفك واحسانك
فإليك يا صاحب المعروف المتفضل بالسبق في إهدائنا كنوزا لا تقدر بثمن ولا تكال بمكيال دنيوي
و لا يمكن مكافئته لأنه أكبر من أن يجازى عليه
فما أعظم من أن تهدينا الدعاء فكيف به مقرونا بالزيارة المخصوصة و في يوم عظيم كيوم عاشوراء
ولم تكتفي بالعطاء بل جدت بما لا يطرأ حتى على بال أقرب المقربين من أرحامنا إهدائنا خطوات مقدسة ثوابها لا يقدره إلا رب الحسين عليه السلام
ولم تكتفي بل نقلتنا رغم هول الموقف حينها وصعوبة الحركة ومن قلب الزحام إلى حيث تشتاق أرواحنا للمكوث هناك و الرفرفة حول تلك الأضرحة الطاهرة الشريفة المعظمة عند الله بالتقاط صور رائعة معبرة تنقلنا للحياة في قلب الحدث وتخيل الموقف ولو بعد حين
هنا يعجز اللسان و تتصاغر الكلمات عن تقديم شكر يعبر عن مدى امتناننا وتقديرنا لهذا الإهداء العظيم
الذي لا يأتي إلا من جواد كريم ذو طبع نبيل أصيل
لقد أحسنت أخي الكريم المفيد إلينا كثيرا فهديتك رغم بعدنا عن كربلاء ورغم ما تخلقه في نفوسنا من حزن لعدم مقدرتنا على زيارة تلك المراقد المشرفة و رغم ما تؤجج في أرواحنا من شوق إلى معانقة تلك القباب الطاهرة إلا أنها تركت أثرا عظيما في نفوسنا أشبه ما يكون بأثر الماء الزلال المهدى إلى عطشان في حر الصحراء وأكثر والله
تقبل الله منك وأحسن إليك وزادك قربا منه وشرفا ورفعة وعلوا ورضا فوق ما يناله الصالحين الأبرار
ووفقك لخير الدنيا والآخرة و أسكنك الفردوس الأعلى ورزقك مجاورة المختار وآله الأخيار
وجزاك أوفى الجزاء وأحسن المثوبة وحفظك ورعاك وأحسن خاتمتك و أطال عمرك في خير وعافية ومعافاة في الدينا والآخرة
حقيقة يعجز اللسان عن الشكر فالهدية أعظم من أن يقدم في حقها شكر
وأي شكر مهما عظم ومهما قويت بلاغته في قبالتها سيكون لا شيء ...
شكرا لك الف شكر أخي الكريم المفيد و لن تفيك حقك أبدا وإن كررناها مدى الحياة
دمت جوادا كريما سخي النفس وطيبها ودام عطاءك نهرا ننهل منه خيرات تغذي أرواحنا بفيوضات روحانية
ودمت مدرسة نتعلم منها كيف يكون العطاء المقرون بحب الله وحب الآخرين في الله
احترامي وتقديري وامتناني
تعليق