مِن مصائب آلِ مُحمّدٍ الأطهار:
اتّخاذُ الشاميّينَ يومَ دُخولِ سبايا آلِ الرسولِ للشام عيداً مِن الأعياد!💔
:
كانت الشامُ المشؤومةُ أشدَّ المصائبِ على قلبِ إمامِنا السجّادِ وعلى قلبِ العقيلةِ وقلوبِ العائلةِ الحسينيّة،
لأنّ أهلَ الشامِ جعلوا اليومَ الأوّلَ مِن صفر وهو يومُ دخولِ سبايا آلِ الرسولِ إلى الشام.. جعلوه عيداً مِن الأعياد!
وعلّقوا الزينةَ في الطُرُقاتِ.. وضربوا الدفوفَ فَرَحاً بقتل ريحانةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله!
❂ يُحدّثنا سَهلُ بن سعدٍ الساعدي -أحد أصحاب رسول الله- وهو يصِفُ دهشتَهُ مِن فرحِ أهلِ الشامِ بقتلِ الحسين.. إلى الحدِّ الذي جعلوا فيه يومَ دخولِ سبايا آلِ محمّدٍ إلى الشام عِيداً مِن الأعياد! يقولُ:
(خرجتُ إلى بيتِ المقدس حتّى توسّطتُ الشام، فإذا أنا بمدينةٍ مُطّردةِ الأنهار، كثيرة الأشجار، قد علّقوا السُتورَ والحُجُبَ والديباج، وهم فرحون مُستبشرون، وعندهم نساءٌ يلعبنَ بالدُفوف والطبول! فقلتُ في نفسي:
لا نرى لأهل الشام عيداً لا نعرفهُ نحن!
فرأيتُ قوماً يتحدّثون، فقلتُ:
يا قوم لكم بالشام عيدٌ لا نعرفهُ نحن؟!
قالوا: يا شيخ، نراك غريباً!
فقُلتُ: أنا سهلُ بن سعد، قد رأيتُ محمّداً "صلّى اللهُ عليه وآله"
قالوا: يا سهل ما أعجبك السماءُ لا تمطِرُ دماً، والأرضُ لا تنخسِفُ بأهلها؟
قلتُ: ولم ذاك؟ قالوا: هذا رأسُ الحسينِ عترةُ محمّدٍ يُهدى مِن أرض العراق!
فقلتُ: واعجباه، يُهدى رأسُ الحسين والناسُ يفرحون؟!
ثمّ قُلت: مِن أيّ بابٍ يدخل؟
فأشاروا إلى بابٍ يُقالُ له "باب الساعات"
قال سهل: فبينا أنا كذلك، حتّى رأيتُ الرايات يتلو بعضها بعضاً.. فإذا نحن بفارسٍ بيده لواءٌ منزوعُ السنان عليه رأسٌ مِن أشبه الناس وجهاً برسول الله،
فإذا مِن ورائه رأيتُ نسوةً على جمالٍ بغير وطاء!
فدنوتُ مِن أوّلهنَّ، فقلتُ:
يا جارية مَن أنت؟ فقالت: أنا سكينة بنت الحسين، فقُلتُ لها: ألكِ حاجة إليّ؟ فأنا سهل ابنُ سعد ممّن رأى جدّك رسول الله وسمعتُ حديثه،
قالت: يا سهل، قُل لصاحب هذا الرأس أن يُقدّم الرأس أمامنا حتّى يشتغلَ الناسُ بالنظرِ إليه، ولا ينظروا إلى حرمِ رسولِ الله)!
[البحار-ج45]
❂ ويقول المُحدّث القمّي في كتاب [نفس المهموم]
(أوقفوا أهلَ البيتِ على بابِ الشامِ ثلاثة أيام، حتّى يُزيّنوا البلد.. فزيّنوها بكلِّ حليٍّ وزينةٍ ومِرآةٍ كانت فيها،
فصارت بحيث لم ترَ عينٌ مثلَها،
ثمّ استقبلَهم مِن أهلِ الشامِ خمسمائةِ ألف مِن الرجالِ والنساءِ مع الدفوفِ
وخرج أُمراءُ الناسِ مع الطُبولِ والصُنوجِ والبوقات، وكان فيهم ألوفٌ مِن الرجالِ والشبّانِ والنسوان يرقصون ويضربون بالدفوفِ والصنج والطنبور، وقد تزيّنَ جميعُ أهلِ الشامِ بأنواعِ الثيابِ والكُحلِ والخِضاب، وكان خارج البلد مِن كثرةِ الخلائقِ كعرصةِ المَحشر.. يموجُ بعضُها في بعض!
فلّما ارتفع النهارُ أدخلوا الرُؤوسَ البلد ومِن ورائها الحَرَم والأسارى مِن أهلِ البيت
يقولُ سهل بن سعد:
رأيتُ الرُؤوسَ على الرماح، ويقدِمُهم رأسُ العباس بن عليِّ"صلواتُ الله عليهما" ورأسُ الإمامِ -الحسين- كان وراء الرؤوس أمامَ المُخدّرات، وللرأسِ مَهابةٌ عظيمة، ويُشرقُ منه النور، بلحيةٍ مُدوّرةٍ قد خالطها الشَيب، والريحُ تلعَبُ بلحيتِهِ الشريفة يميناً وشمالاً كأنّه أميرُ المؤمنين"صلوات الله عليه")
❂ وجاء في كتاب [الّلهوف] للسيّد ابن طاووس:
(أنّه جاء شيخ -مِن أهل الشام- فدنا مِن نساءِ الحسينِ وعيالِه -وقد أُقيموا على درج بابِ المسجدِ الجامع- فقال:
الحمدُ للهِ الذي قتلَكم، وأهلكَكم، وأراح البلادَ مِن رجالِكم، وأمكن أميرَ المؤمنين منكم!
فقال له إمامُنا السجّاد: يا شيخ، هل قرأتَ القرآن؟ قال نعم،
قال الإمام: فهل عرفتَ هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلى المودّةَ في القُربى}؟
قال الشيخ: قد قرأتُ ذلك. فقال له الإمام: نحنُ القُربى يا شيخ
فهل قرأتَ هذه الآية: {وآتِ ذا القُربى حقّه}؟ قال الشيخ: قد قرأتُ ذلك. قال الإمام: فنحنُ القربى يا شيخ،
فهل قرأتَ هذه الآية: {واعلموا أنّما غنِمتُم من شيءٍ فإنّ للهِ خُمُسَهُ وللرسولِ ولذي القُربى}؟
قال: نعم. فقال الإمام: فنحنُ القربى يا شيخ.
وهل قرأتَ هذه الآية: {إنّما يُريدُ اللهُ ليُذهِبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركم تطهيرا}؟ قال الشيخ قد قرأتُ ذلك،
فقال الإمام: فنحنُ أهلُ البيتِ الذين خُصِّصنا بآيةِ الطهارةِ يا شيخ
فبقي الشيخُ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به، وقال مُتعجّباً: باللهِ إنّكم هم؟!
فقال الإمام: تاللهِ إنّا لنحنُ هم مِن غيرِ شكٍّ وحقِّ جدّنا رسولِ اللهِ إنّا لنحنُ هم،
فبكى الشيخُ ورمى عمامتَهُ ورفع رأسهُ إلى السماءِ وقال:
الّلهُمّ إنّي أبرأُ إليك مِن عدوِّ آلِ محمّدٍ مِن جنٍّ وإنس،
ثمّ قال: هل لي مِن توبة؟! فقال له الإمام: نعم، إن تُبتَ تاب اللهُ عليك وأنت معنا، فقال أنا تائب،
فبلغ يزيدُ بن معاوية حديثَ الشيخ فأمر به فقُتِل!)
➖➖➖➖➖➖
منقول
اتّخاذُ الشاميّينَ يومَ دُخولِ سبايا آلِ الرسولِ للشام عيداً مِن الأعياد!💔
:
كانت الشامُ المشؤومةُ أشدَّ المصائبِ على قلبِ إمامِنا السجّادِ وعلى قلبِ العقيلةِ وقلوبِ العائلةِ الحسينيّة،
لأنّ أهلَ الشامِ جعلوا اليومَ الأوّلَ مِن صفر وهو يومُ دخولِ سبايا آلِ الرسولِ إلى الشام.. جعلوه عيداً مِن الأعياد!
وعلّقوا الزينةَ في الطُرُقاتِ.. وضربوا الدفوفَ فَرَحاً بقتل ريحانةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله!
❂ يُحدّثنا سَهلُ بن سعدٍ الساعدي -أحد أصحاب رسول الله- وهو يصِفُ دهشتَهُ مِن فرحِ أهلِ الشامِ بقتلِ الحسين.. إلى الحدِّ الذي جعلوا فيه يومَ دخولِ سبايا آلِ محمّدٍ إلى الشام عِيداً مِن الأعياد! يقولُ:
(خرجتُ إلى بيتِ المقدس حتّى توسّطتُ الشام، فإذا أنا بمدينةٍ مُطّردةِ الأنهار، كثيرة الأشجار، قد علّقوا السُتورَ والحُجُبَ والديباج، وهم فرحون مُستبشرون، وعندهم نساءٌ يلعبنَ بالدُفوف والطبول! فقلتُ في نفسي:
لا نرى لأهل الشام عيداً لا نعرفهُ نحن!
فرأيتُ قوماً يتحدّثون، فقلتُ:
يا قوم لكم بالشام عيدٌ لا نعرفهُ نحن؟!
قالوا: يا شيخ، نراك غريباً!
فقُلتُ: أنا سهلُ بن سعد، قد رأيتُ محمّداً "صلّى اللهُ عليه وآله"
قالوا: يا سهل ما أعجبك السماءُ لا تمطِرُ دماً، والأرضُ لا تنخسِفُ بأهلها؟
قلتُ: ولم ذاك؟ قالوا: هذا رأسُ الحسينِ عترةُ محمّدٍ يُهدى مِن أرض العراق!
فقلتُ: واعجباه، يُهدى رأسُ الحسين والناسُ يفرحون؟!
ثمّ قُلت: مِن أيّ بابٍ يدخل؟
فأشاروا إلى بابٍ يُقالُ له "باب الساعات"
قال سهل: فبينا أنا كذلك، حتّى رأيتُ الرايات يتلو بعضها بعضاً.. فإذا نحن بفارسٍ بيده لواءٌ منزوعُ السنان عليه رأسٌ مِن أشبه الناس وجهاً برسول الله،
فإذا مِن ورائه رأيتُ نسوةً على جمالٍ بغير وطاء!
فدنوتُ مِن أوّلهنَّ، فقلتُ:
يا جارية مَن أنت؟ فقالت: أنا سكينة بنت الحسين، فقُلتُ لها: ألكِ حاجة إليّ؟ فأنا سهل ابنُ سعد ممّن رأى جدّك رسول الله وسمعتُ حديثه،
قالت: يا سهل، قُل لصاحب هذا الرأس أن يُقدّم الرأس أمامنا حتّى يشتغلَ الناسُ بالنظرِ إليه، ولا ينظروا إلى حرمِ رسولِ الله)!
[البحار-ج45]
❂ ويقول المُحدّث القمّي في كتاب [نفس المهموم]
(أوقفوا أهلَ البيتِ على بابِ الشامِ ثلاثة أيام، حتّى يُزيّنوا البلد.. فزيّنوها بكلِّ حليٍّ وزينةٍ ومِرآةٍ كانت فيها،
فصارت بحيث لم ترَ عينٌ مثلَها،
ثمّ استقبلَهم مِن أهلِ الشامِ خمسمائةِ ألف مِن الرجالِ والنساءِ مع الدفوفِ
وخرج أُمراءُ الناسِ مع الطُبولِ والصُنوجِ والبوقات، وكان فيهم ألوفٌ مِن الرجالِ والشبّانِ والنسوان يرقصون ويضربون بالدفوفِ والصنج والطنبور، وقد تزيّنَ جميعُ أهلِ الشامِ بأنواعِ الثيابِ والكُحلِ والخِضاب، وكان خارج البلد مِن كثرةِ الخلائقِ كعرصةِ المَحشر.. يموجُ بعضُها في بعض!
فلّما ارتفع النهارُ أدخلوا الرُؤوسَ البلد ومِن ورائها الحَرَم والأسارى مِن أهلِ البيت
يقولُ سهل بن سعد:
رأيتُ الرُؤوسَ على الرماح، ويقدِمُهم رأسُ العباس بن عليِّ"صلواتُ الله عليهما" ورأسُ الإمامِ -الحسين- كان وراء الرؤوس أمامَ المُخدّرات، وللرأسِ مَهابةٌ عظيمة، ويُشرقُ منه النور، بلحيةٍ مُدوّرةٍ قد خالطها الشَيب، والريحُ تلعَبُ بلحيتِهِ الشريفة يميناً وشمالاً كأنّه أميرُ المؤمنين"صلوات الله عليه")
❂ وجاء في كتاب [الّلهوف] للسيّد ابن طاووس:
(أنّه جاء شيخ -مِن أهل الشام- فدنا مِن نساءِ الحسينِ وعيالِه -وقد أُقيموا على درج بابِ المسجدِ الجامع- فقال:
الحمدُ للهِ الذي قتلَكم، وأهلكَكم، وأراح البلادَ مِن رجالِكم، وأمكن أميرَ المؤمنين منكم!
فقال له إمامُنا السجّاد: يا شيخ، هل قرأتَ القرآن؟ قال نعم،
قال الإمام: فهل عرفتَ هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلى المودّةَ في القُربى}؟
قال الشيخ: قد قرأتُ ذلك. فقال له الإمام: نحنُ القُربى يا شيخ
فهل قرأتَ هذه الآية: {وآتِ ذا القُربى حقّه}؟ قال الشيخ: قد قرأتُ ذلك. قال الإمام: فنحنُ القربى يا شيخ،
فهل قرأتَ هذه الآية: {واعلموا أنّما غنِمتُم من شيءٍ فإنّ للهِ خُمُسَهُ وللرسولِ ولذي القُربى}؟
قال: نعم. فقال الإمام: فنحنُ القربى يا شيخ.
وهل قرأتَ هذه الآية: {إنّما يُريدُ اللهُ ليُذهِبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركم تطهيرا}؟ قال الشيخ قد قرأتُ ذلك،
فقال الإمام: فنحنُ أهلُ البيتِ الذين خُصِّصنا بآيةِ الطهارةِ يا شيخ
فبقي الشيخُ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به، وقال مُتعجّباً: باللهِ إنّكم هم؟!
فقال الإمام: تاللهِ إنّا لنحنُ هم مِن غيرِ شكٍّ وحقِّ جدّنا رسولِ اللهِ إنّا لنحنُ هم،
فبكى الشيخُ ورمى عمامتَهُ ورفع رأسهُ إلى السماءِ وقال:
الّلهُمّ إنّي أبرأُ إليك مِن عدوِّ آلِ محمّدٍ مِن جنٍّ وإنس،
ثمّ قال: هل لي مِن توبة؟! فقال له الإمام: نعم، إن تُبتَ تاب اللهُ عليك وأنت معنا، فقال أنا تائب،
فبلغ يزيدُ بن معاوية حديثَ الشيخ فأمر به فقُتِل!)
➖➖➖➖➖➖
منقول