قال تعالى:
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ )
صدق الله العلي العظيم
يعتبر سقي الماء من أهم الأعمال وأحبها تقربا إلى الله تبارك تعالى
ومن مبادئ الإسلام عدم منعه عن أحد لأنه من المشتركات التي أباحها الله سبحانه للناس أجمعين.
فلا يحق لأحد منعه عن أحد ومن خلال مطالعة السيرة العطرة للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه لم يمنع الماء عن قريش في معركة بدر الذين جاءوا لحربه وقتاله مع أنهم منعوا المسلمين عندما إستولوا عليه أول مرة وعندما أرسل النبي صلى الله عليه كتيبة لجلب الماء إلى المسلمين أوصاهم بعدم منع المشركين منه ونفس الموقف حصل مع أمير المؤمنين عليه السلام عندما منع معاوية الماء عن أمير المؤمنين عليه السلام وجيشه ولكن في المقابل عندما إستول الإمام عليه السلام وجيشه أخذوا حاجته منه ولكنهم لم يمنعوا معاوية وجيشه من الورودإلى الفرات إمتثالا لأمر أمير المؤمنين عليه السلام، وهذا يكشف عن أخلاق الإمام عليه السلام ودناءة وخبث وسريرة معاوية بن أبي سفيان.
وهكذا هي سيرة أبنائه الطاهرين عليه وعليهم السلام فهذا إمامنا الحسين عليه السلام سقى جيش الحر في الطريق الذي كان عدده ألف فارس بل سقى حتى خيولهم ولكنهم منعوا عنه الماء يوم عاشوراء.
وعندما نطالع الأحاديث الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في فضل سقي الماء يتبين فضله وثوابه العظيم إخترنا مجموعة مباركة منها :
رَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ: "مَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءُ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً، وَ مَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ لَا يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءُ كَانَ كَمَنْ أَحْيَا نَفْساً، وَ مَنْ أَحْيَا نَفْساً فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً" من لا يحضره الفقيه : 2 / 64 .
1-عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أول ما يبدأ به في الآخرة صدقة الماء ـ يعني : في الأجر .وسائل الشيعة : ج 9 ص 472.
2- عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أفضل الصدقة إبراد كبد حرى (1) .الكافي 4 : 57 | 2 .
3-عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة ، ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان كمن أحيا نفسا ، ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا .الفقيه 2 : 36 | 151 .
4-عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : جاء أعرابي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : علمني عملا أدخل به الجنة ، فقال : أطعم الطعام ، وأفش السلام ، قال : فقال لااطيق ذلك ، قال : فهل لك إبل ؟ قال : نعم ، قال : فانظر بعيرا فاسق عليه أهل بيت لا يشربون الماء إلا غبا فلعله لا ينفق بعيرك ولا يتخرق (1) سقاؤك حتى تجب لك الجنة .
الكافي 4 : 57 | 5 .
5-عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن الله تبارك وتعالى يحب إبراد الكبد الحرى ، ومن سقى كبدا حرى من بهيمة وغيرها (1) أظله الله (2) يوم لا ظل إلا ظله . الفقيه 2 : 36 | 150 .
6-عن ابن عباس قال : أتى رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ما عمل إن عملت به دخلت الجنة ؟ قال : اشتر سقاءا جديدا ثم اسق فيها حتى تخرقها فإنك لا تخرقها حتى تبلغ بها عمل الجنة .امالي الطوسي 1 : 317 .
7- عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ، ومن كسا مؤمنا كساه الله من الثياب الخضر .ثواب الاعمال : 164 | 2 .
بقلم:مشرف ساحة أهل البيت عليهم السلام
تعليق