ما السر في قراءة رأس الحسين للآية الشريفة (9) من سورة الكهف على وجه الخصوص دون غيرها من السور؟
- [*=center] عن المنهال بن عمرو أنه قال : (أنا والله رأيت رأس الحسين بن علي حين حمل وانا بدمشق وبين يدي الرأس رجل يقرأ سورة الكهف حتى بلغ قوله تعالى:
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا ). سورة الكهف/9
- [*=center]( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) ) أنّ الآية في أصحاب الكهف أنّهم كانوا مؤمنين ومضطهدين من قبل الملك والسلطان الجاير في زمنهم، وكانوا منفردين في طريق الحق، وكانوا يخفون إيمانهم عن قوم الملك، إلا أنّه بقدرته تعالى أبقى وحفظ أصحاب الكهف بعدما هلك ذلك السلطان وقومه، ونشأ نسل جديد وحضارة أخرى، ليبين تعالى على أنّه قادر على نصر المستضعفين ويرجعهم إلى الدار الدنيا، وتكون العاقبة هي غلبتهم على القوم الظالمين، كما في قوله تعالى:
( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) القصص/5 .
( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) الانبياء/105 .
( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) الانبياء/105 .
- [*=center] ولعلّ في تلاوة هذه الآيات اشارة الى قصّة أصحاب الكهف، إذ كان فيها إحياء بعد إماتة ثلاثمائة وتسع سنين، فهنا بطريق أولى يكون إنطاق الرأس الشريف أعجب، لأن هناك احياء بعد اماتة، وهنا رأس بلا جسد يتكلم، فرأسه (عليه السلام) بتلاوة هذه الآيات يظهر المعجزة الولائيّة في نطقه.
- [*=center] ولا يبعد أن تكون الاشارة الى إمكانية الهداية للناس أو إتمام الحجّة عليهم، كما انّ عودة أصحاب الكهف الى الدنيا سبباً لهداية الكثير ورسوخ الايمان فيهم وإلقاء الحجّة عليهم.
- [*=center] ويمكن أن تكون الاشارة الى تحدّي أصحاب الكهف الظلم والطغيان في الفئة الحاكمة وعدم رضوخهم واستسلامهم لهم مع قلّة عددهم، فكأنّما كان الامام (عليه السلام) يريد أن يلفت النظر بانّ الانحراف السائد المتمثّل في الحكم الاموي لابدّ وأن يواجه ولو بقلّة العدد والمؤنة كما كانت سيرته (عليه السلام) في نهضته.
والله أعلم بحقائق الامور
المصادر
تاريخ دمشق - بن عساكر