محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء
خرج الإمام الحسين من مكة قاصدا العراق، والكوفة بالذات، إلا أنه لم يتمكن من دخول الكوفة إنما وصل إلى كربلاء، وحصر فيها حتى تمت المذبحة، وخلال رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء توقف الإمام الحسين في عدة أماكن " محطات " إما للراحة، أو للتزود بالماء، أو للقيام بواجب إقامة الحجة، أو لاستقطاب الأعوان، وقد توقف الإمام في ثلاث عشرة محطة، كان خلالها حر الحركة والتوقف لا يخشى إلا الدرك من خلفه، وفي المحطة الثالثة عشر وجد بانتظاره طليعة الجيش الأموي، فسايرته تلك الطليعة، وما زالت تماشيه حتى لا يحيد حتى حصرته في منطقة كربلاء، حيث حطت رحاله، وسفكت دماؤه، وسنستعرض سريعا المحطات التي توقف عندها ركب الإمام، ونبرز التصريحات التي أدلى بها الإمام، وبعد ذلك سنستعرض المحطات التي توقف عندها الإمام أثناء مسايرة طليعة جيش الفرعون له.
المحطات الستة عشر:
الأولى: التنعيم
عندما خرج الإمام الحسين من مكة مر بمنطقة التنعيم (1) وفي تلك المنطقة وجد الإمام بالصدفة عيرا تحمل حللا مرسلة من والي اليمن إلى يزيد بن معاوية، فقال الإمام لأصحاب الإبل: " من أحب منكم أن ينصرف معنا إلى العراق وفيناه كراءه، وأحسنا صحبته، ومن أحب المفارقة أعطيناه من الكراء على ما قطع من الأرض، ففارقه بعضهم ومضى معه من أحب صحبته " (1).
الثانية: الصفاح
وسار الإمام من منطقة التنعيم حتى انتهى إلى منطقة الصفاح (2) وفي هذه المنطقة لقي الإمام الحسين الفرزدق الشاعر المعروف، فسأله عن خبر الناس، فقال الفرزدق: " قلوبهم معك، والسيوف مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء، فقال الإمام: صدقت، لله الأمر، والله يفعل ما يشاء، وكل يوم ربنا في شأن، إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجال فلم يعتد من كان الحق نيته، والتقوى سريرته، وسأله الفرزدق عن نذور ومناسك، وافترقا " (3).
الثالثة: ذات عرق
اندفع الإمام من الصفاح ولم يتوقف إلا عند ذات عرق (4) فلقي فيها بشر بن غالب الأسدي، وسأله الإمام عن أهل الكوفة، فقال له بشر: " السيوف مع بني أمية والقلوب معك، فقال الإمام: صدقت " (5).
وسئل الإمام: " ما أنزلك في هذه الأرض القفراء والتي ليس فيها ريف ولا متعة؟ فأجاب الإمام: إن هؤلاء أخافوني، وهذه كتب أهل الكوفة، وهم قاتلي، فإن فعلوا ذلك ولم يدعوا لله محرما إلا انتهكوه بعث الله إليهم من يقتلهم حتى يكونوا أذل من فرام الأمة ". أسد هم إمامان، إمام هدى دعا إلى الهدى، وإمام ضلالة دعا إلى ضلالة، فهدى من أجابه إلى الجنة، ومن أجابه إلى الضلالة دخل النار " (1).
وفي رواية الصدوق بإسناده إلى أبي عبد الله قال: " وإمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار وهو قوله عز وجل * (فريق في الجنة وفريق في السعير) * [الشورى / 7] (2).
الرابعة: الحاجز
سار الإمام من ذات عرق حتى وصل إلى الحاجز (3)، وفي الحاجز كتب الإمام رسالة إلى أهل الكوفة موجهة من الحسين إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين في الكوفة جوابا على كتاب مسلم بن عقيل وجاء فيه: " أما بعد فقد ورد كتاب مسلم بن عقيل يخبرني باجتماعكم على نصرنا والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنع، ويثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي، فاكمشوا أمركم وجدوا فإني قادم عليكم في أيامي هذه " (4) ثم طوى الكتاب وأرسله مع قيس بن مسهر الصيداوي وفي الطريق لقيه الحصين بن تميم فأرسله إلى عبيد الله بن زياد، فقال له عبيد الله: إصعد إلى القصر، وسب الكذاب ابن الكذاب، يعني الإمام الحسين، فصعد رسول الحسين ثم قال: " أيها الناس إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله وأنا رسوله إليكم، وقد فارقته بالحاجز، فأجيبوه، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه، واستغفر لعلي بن أبي طالب، فأمر عبيد الله أن يرمى به من فوق القصر، ورمي بالفعل وتقطع ومات (1) ولكن بعد أن بلغ رسالة الحسين، وأقام الحجة على الناس هنالك.
خرج الإمام الحسين من مكة قاصدا العراق، والكوفة بالذات، إلا أنه لم يتمكن من دخول الكوفة إنما وصل إلى كربلاء، وحصر فيها حتى تمت المذبحة، وخلال رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء توقف الإمام الحسين في عدة أماكن " محطات " إما للراحة، أو للتزود بالماء، أو للقيام بواجب إقامة الحجة، أو لاستقطاب الأعوان، وقد توقف الإمام في ثلاث عشرة محطة، كان خلالها حر الحركة والتوقف لا يخشى إلا الدرك من خلفه، وفي المحطة الثالثة عشر وجد بانتظاره طليعة الجيش الأموي، فسايرته تلك الطليعة، وما زالت تماشيه حتى لا يحيد حتى حصرته في منطقة كربلاء، حيث حطت رحاله، وسفكت دماؤه، وسنستعرض سريعا المحطات التي توقف عندها ركب الإمام، ونبرز التصريحات التي أدلى بها الإمام، وبعد ذلك سنستعرض المحطات التي توقف عندها الإمام أثناء مسايرة طليعة جيش الفرعون له.
المحطات الستة عشر:
الأولى: التنعيم
عندما خرج الإمام الحسين من مكة مر بمنطقة التنعيم (1) وفي تلك المنطقة وجد الإمام بالصدفة عيرا تحمل حللا مرسلة من والي اليمن إلى يزيد بن معاوية، فقال الإمام لأصحاب الإبل: " من أحب منكم أن ينصرف معنا إلى العراق وفيناه كراءه، وأحسنا صحبته، ومن أحب المفارقة أعطيناه من الكراء على ما قطع من الأرض، ففارقه بعضهم ومضى معه من أحب صحبته " (1).
الثانية: الصفاح
وسار الإمام من منطقة التنعيم حتى انتهى إلى منطقة الصفاح (2) وفي هذه المنطقة لقي الإمام الحسين الفرزدق الشاعر المعروف، فسأله عن خبر الناس، فقال الفرزدق: " قلوبهم معك، والسيوف مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء، فقال الإمام: صدقت، لله الأمر، والله يفعل ما يشاء، وكل يوم ربنا في شأن، إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجال فلم يعتد من كان الحق نيته، والتقوى سريرته، وسأله الفرزدق عن نذور ومناسك، وافترقا " (3).
الثالثة: ذات عرق
اندفع الإمام من الصفاح ولم يتوقف إلا عند ذات عرق (4) فلقي فيها بشر بن غالب الأسدي، وسأله الإمام عن أهل الكوفة، فقال له بشر: " السيوف مع بني أمية والقلوب معك، فقال الإمام: صدقت " (5).
وسئل الإمام: " ما أنزلك في هذه الأرض القفراء والتي ليس فيها ريف ولا متعة؟ فأجاب الإمام: إن هؤلاء أخافوني، وهذه كتب أهل الكوفة، وهم قاتلي، فإن فعلوا ذلك ولم يدعوا لله محرما إلا انتهكوه بعث الله إليهم من يقتلهم حتى يكونوا أذل من فرام الأمة ". أسد هم إمامان، إمام هدى دعا إلى الهدى، وإمام ضلالة دعا إلى ضلالة، فهدى من أجابه إلى الجنة، ومن أجابه إلى الضلالة دخل النار " (1).
وفي رواية الصدوق بإسناده إلى أبي عبد الله قال: " وإمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار وهو قوله عز وجل * (فريق في الجنة وفريق في السعير) * [الشورى / 7] (2).
الرابعة: الحاجز
سار الإمام من ذات عرق حتى وصل إلى الحاجز (3)، وفي الحاجز كتب الإمام رسالة إلى أهل الكوفة موجهة من الحسين إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين في الكوفة جوابا على كتاب مسلم بن عقيل وجاء فيه: " أما بعد فقد ورد كتاب مسلم بن عقيل يخبرني باجتماعكم على نصرنا والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنع، ويثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي، فاكمشوا أمركم وجدوا فإني قادم عليكم في أيامي هذه " (4) ثم طوى الكتاب وأرسله مع قيس بن مسهر الصيداوي وفي الطريق لقيه الحصين بن تميم فأرسله إلى عبيد الله بن زياد، فقال له عبيد الله: إصعد إلى القصر، وسب الكذاب ابن الكذاب، يعني الإمام الحسين، فصعد رسول الحسين ثم قال: " أيها الناس إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله وأنا رسوله إليكم، وقد فارقته بالحاجز، فأجيبوه، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه، واستغفر لعلي بن أبي طالب، فأمر عبيد الله أن يرمى به من فوق القصر، ورمي بالفعل وتقطع ومات (1) ولكن بعد أن بلغ رسالة الحسين، وأقام الحجة على الناس هنالك.