التاسعة: بطان
رحل الإمام الحسين من الثعلبية، وتابع سيره حتى وصل إلى بطان (4).
العاشرة: الشقوق
وتابع الإمام الحسين المسير حتى وصل إلى الشقوق (5).
الحادية عشر: زبالة
وتابع الإمام الحركة دون توقف حتى وصل إلى زبالة (1) وفي زبالة وصله خبر مقتل أخيه في الرضاعة عبد الله بن يقطر، فأخرج للناس كتابا ونادى: " بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فقد أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل، وهاني بن عروة، وعبد الله بن يقطر، وقد خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف، فلينصرف ليس عليه منا ذمام " (2) فتفرق الناس عنه ولم يبق معه إلا الذين جاءوا من المدينة (3).
وقال القندوزي: إن الإمام الحسين قال في زبالة: " أيها الناس فمن كان منكم يصبر على حد السيف، وطعن الأسنة فليقم معنا، وإلا فلينصرف عنا " (4) وتواترت أنباء مقتل مسلم وهانئ وعبد الله، ووصلته رسالة محمد بن الأشعث بهذا الخصوص، فقال الإمام: " كل ما حم نازل، وعند الله نحتسب أنفسنا وفساد أمتنا " (5) ويبدو أن هلال بن نافع لقي الإمام الحسين أيضا، فأكد له أنباء مقتل الثلاثة، وقال له: " إن قلوب الأغنياء مع ابن زياد وأما باقي قلوب الناس فإليك، فقال الإمام " اللهم اجعل الجنة لنا ولأشياعنا منزلا كريما، إنك على كل شئ قدير " (6).
ويرسل الرواة لقاء الإمام الحسين مع الفرزدق إرسال المسلمات، وقول الفرزدق للإمام: يا ابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته، وكذلك قول الإمام: رحم الله مسلما فلقد صار إلى روح الله وريحانه وجنته ورضوانه، ألا إنه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا، ثم أنشأ يقول:
فإن تكن الدنيا تعد نفيسة * فدار ثواب الله أعلى وأنبل وإن تكن الأبدان للموت أنشئت * فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل وإن تكن الأرزاق قسما مقدرا * فقلة حرص المرء في الرزق أجمل وإن تكن الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به الحر يبخل (1) وقال لابنة مسلم: يا ابنتي أنا أبوك وبناتي أخواتك (2).
الثانية عشر: القاع
ثم سار الإمام الحسين إلى القاع (3).
الثالثة عشر: العقبة
ومن القاع سار الإمام إلى العقبة (4) وفي القاع لقيه شيخ من بني عكرمة يقال له: عمرو بن لوذان، فسأل الإمام: أين تريد؟ فقال الإمام: " الكوفة فقال له الشيخ: أنشدك الله لما انصرفت فوالله ما تقدم إلا على الأسنة، وحد السيوف، وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال، ووطأوا لك الأشياء فقدمت عليهم، كان ذلك رأيا، فأما على هذه الحال التي تذكر فإني لا أرى لك أن تفعل.
فقال الإمام: " يا عبد الله ليس يخفي علي الرأي، ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره، ثم قال: " والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم " (5).
ولما صعد الإمام الحسين عقبة البطن قال لأصحابه: " ما أراني إلا مقتولا " قالوا: وما ذلك يا أبا عبد الله، قال: رؤي رأيتها في المنام، قالوا: وما هي، قال:
رأيت كلابا تنهشني أشدها علي كلب أبقع " (1).
الرابعة عشر: واقصة - القرعاء
وسار الإمام من العقبة قاصدا واقصة (2)، وسار من واقصة حتى انتهى إلى القرعاء (3)، ثم سار إلى مغيثة (4) ولم ينزلها، وتابع سيره حتى وصل إلى شراف.
الخامسة عشر: شراف
لما وصل الإمام الحسين إلى شراف نزل فيها، وأمر فتيانه وغلمانه أن يستقوا من الماء، فاستقوا وأكثروا ثم ساروا حي انتصف النهار، فقال رجل: " الله أكبر، فقال الحسين: " الله أكبر مما كبرت " قال: رأيت النخل، فقال الأسديان عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعل: إن هذا المكان ما رأينا به نخلة قط!!
فقال الحسين: فما تريانه رأى؟ فقالا: نراه رأى هوادي الخيل أي رؤوسها، فقال الإمام " وأنا والله أرى ذلك ".
ثم قال الإمام: " ما لنا من ملجأ نلجأ إليه فنجعله في ظهورنا، ونستقبل القوم بوجه واحد؟ فقال الأسديان: بلى هذا ذو حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك، فإن سبقت إليه فهو كما تريد، فأخذ إليه ذات اليسار وملنا معه، فما كان أسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل، فتبيناها فعدلنا، فلما رأونا عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا " (5).
السادسة عشر: ذو حسم، وطليعة جيش بني أمية
لما وصل الإمام الحسين إلى ذي حسم (1) وأمر بأبنيته فضربت خيمة، وجاء القوم وهم قرابة ألف فارس بقيادة الحر بن يزيد التميمي حتى وقف وخيله مقابل الحسين في حر الظهيرة، فقال الإمام الحسين لفتيانه: اسقوا القوم، وأرووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا (2)، وهكذا كان، ثم سألهم الإمام الحسين قائلا: أيها القوم من أنتم: قالوا: نحن أصحاب الأمير عبيد الله بن زياد، فقال الحسين: ومن قائدكم، قالوا: الحر بن يزيد الرياحي، فناداه الحسين: ويحك يا ابن يزيد ألنا أم علينا؟ فقال الحر: بل عليك يا أبا عبد الله، فقال الحسين: " لا حول ولا قوة إلا بالله " (3).
ويبدو أن مهمة طليعة هذا الجيش تنحصر في مراقبة تحركات الإمام والحيلولة بينه وبين الوصول إلى الكوفة، أو بينه وبين الرجوع إلى المدينة.
رحل الإمام الحسين من الثعلبية، وتابع سيره حتى وصل إلى بطان (4).
العاشرة: الشقوق
وتابع الإمام الحسين المسير حتى وصل إلى الشقوق (5).
الحادية عشر: زبالة
وتابع الإمام الحركة دون توقف حتى وصل إلى زبالة (1) وفي زبالة وصله خبر مقتل أخيه في الرضاعة عبد الله بن يقطر، فأخرج للناس كتابا ونادى: " بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فقد أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل، وهاني بن عروة، وعبد الله بن يقطر، وقد خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف، فلينصرف ليس عليه منا ذمام " (2) فتفرق الناس عنه ولم يبق معه إلا الذين جاءوا من المدينة (3).
وقال القندوزي: إن الإمام الحسين قال في زبالة: " أيها الناس فمن كان منكم يصبر على حد السيف، وطعن الأسنة فليقم معنا، وإلا فلينصرف عنا " (4) وتواترت أنباء مقتل مسلم وهانئ وعبد الله، ووصلته رسالة محمد بن الأشعث بهذا الخصوص، فقال الإمام: " كل ما حم نازل، وعند الله نحتسب أنفسنا وفساد أمتنا " (5) ويبدو أن هلال بن نافع لقي الإمام الحسين أيضا، فأكد له أنباء مقتل الثلاثة، وقال له: " إن قلوب الأغنياء مع ابن زياد وأما باقي قلوب الناس فإليك، فقال الإمام " اللهم اجعل الجنة لنا ولأشياعنا منزلا كريما، إنك على كل شئ قدير " (6).
ويرسل الرواة لقاء الإمام الحسين مع الفرزدق إرسال المسلمات، وقول الفرزدق للإمام: يا ابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته، وكذلك قول الإمام: رحم الله مسلما فلقد صار إلى روح الله وريحانه وجنته ورضوانه، ألا إنه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا، ثم أنشأ يقول:
فإن تكن الدنيا تعد نفيسة * فدار ثواب الله أعلى وأنبل وإن تكن الأبدان للموت أنشئت * فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل وإن تكن الأرزاق قسما مقدرا * فقلة حرص المرء في الرزق أجمل وإن تكن الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به الحر يبخل (1) وقال لابنة مسلم: يا ابنتي أنا أبوك وبناتي أخواتك (2).
الثانية عشر: القاع
ثم سار الإمام الحسين إلى القاع (3).
الثالثة عشر: العقبة
ومن القاع سار الإمام إلى العقبة (4) وفي القاع لقيه شيخ من بني عكرمة يقال له: عمرو بن لوذان، فسأل الإمام: أين تريد؟ فقال الإمام: " الكوفة فقال له الشيخ: أنشدك الله لما انصرفت فوالله ما تقدم إلا على الأسنة، وحد السيوف، وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال، ووطأوا لك الأشياء فقدمت عليهم، كان ذلك رأيا، فأما على هذه الحال التي تذكر فإني لا أرى لك أن تفعل.
فقال الإمام: " يا عبد الله ليس يخفي علي الرأي، ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره، ثم قال: " والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم " (5).
ولما صعد الإمام الحسين عقبة البطن قال لأصحابه: " ما أراني إلا مقتولا " قالوا: وما ذلك يا أبا عبد الله، قال: رؤي رأيتها في المنام، قالوا: وما هي، قال:
رأيت كلابا تنهشني أشدها علي كلب أبقع " (1).
الرابعة عشر: واقصة - القرعاء
وسار الإمام من العقبة قاصدا واقصة (2)، وسار من واقصة حتى انتهى إلى القرعاء (3)، ثم سار إلى مغيثة (4) ولم ينزلها، وتابع سيره حتى وصل إلى شراف.
الخامسة عشر: شراف
لما وصل الإمام الحسين إلى شراف نزل فيها، وأمر فتيانه وغلمانه أن يستقوا من الماء، فاستقوا وأكثروا ثم ساروا حي انتصف النهار، فقال رجل: " الله أكبر، فقال الحسين: " الله أكبر مما كبرت " قال: رأيت النخل، فقال الأسديان عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعل: إن هذا المكان ما رأينا به نخلة قط!!
فقال الحسين: فما تريانه رأى؟ فقالا: نراه رأى هوادي الخيل أي رؤوسها، فقال الإمام " وأنا والله أرى ذلك ".
ثم قال الإمام: " ما لنا من ملجأ نلجأ إليه فنجعله في ظهورنا، ونستقبل القوم بوجه واحد؟ فقال الأسديان: بلى هذا ذو حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك، فإن سبقت إليه فهو كما تريد، فأخذ إليه ذات اليسار وملنا معه، فما كان أسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل، فتبيناها فعدلنا، فلما رأونا عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا " (5).
السادسة عشر: ذو حسم، وطليعة جيش بني أمية
لما وصل الإمام الحسين إلى ذي حسم (1) وأمر بأبنيته فضربت خيمة، وجاء القوم وهم قرابة ألف فارس بقيادة الحر بن يزيد التميمي حتى وقف وخيله مقابل الحسين في حر الظهيرة، فقال الإمام الحسين لفتيانه: اسقوا القوم، وأرووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا (2)، وهكذا كان، ثم سألهم الإمام الحسين قائلا: أيها القوم من أنتم: قالوا: نحن أصحاب الأمير عبيد الله بن زياد، فقال الحسين: ومن قائدكم، قالوا: الحر بن يزيد الرياحي، فناداه الحسين: ويحك يا ابن يزيد ألنا أم علينا؟ فقال الحر: بل عليك يا أبا عبد الله، فقال الحسين: " لا حول ولا قوة إلا بالله " (3).
ويبدو أن مهمة طليعة هذا الجيش تنحصر في مراقبة تحركات الإمام والحيلولة بينه وبين الوصول إلى الكوفة، أو بينه وبين الرجوع إلى المدينة.
تعليق