إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج المنتدى 91(الاخلاق في رؤى الامام الحسين ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    لبيك يا حسين

    تعني

    لبيك أيها ا
    لنبي ..

    لبيك أيها ا
    لقرآن ..

    لبيك يا ا
    لله !!



    فليسأل كل منا نفسه .. ما نسبة الصدق في هذه التلبية ؟!!

    وكم لدينا من أخلاق القرآن ؟

    أعتقد أن السؤال مؤلم .. والإجابة أنكى ألماً !
    يا أرحم الراحمين

    تعليق


    • #12
      المشاركة الأصلية بواسطة خادم أبي الفضل مشاهدة المشاركة
      أزمة تطبيق لا أزمة علم

      ان الاخلاق بمفهومه المتبادر الى الذهن هو فن التواصل مع الأخرين بنحو يقوم الفرد بواجباته ويلتزم بمسؤولياته ، ويأخذ حقوقه دونما تعدي او ظلم بنحو يبعث الارتياح والمحبة والسلام في القلوب والنفوس ، هذا البيان لمفهوم الاخلاق هو ما تألف معرفته غالبية الناس ويطلقون عليه بالعامية ( انسان حباب وطيب ومريح ومحبوب ومألوف ) ذي اخلاق حَسنة .
      اما الشخص الذي ينفر الناس منه !
      ولا يألف و لايؤلف !
      ويكون متعجرف وجلف جافي!!
      وغليظ القلب .. !
      آنفه .. متكبر ..!
      هو من لايمتلك الاخلاق .. وبعبارة دقيقة اخلاقه سيئة !

      وأخلاق الانسان وما يرتكز عليه جوهره وباطنه لاينكشف الا بالاحتكاك والتجربة والتعامل المباشر والا فالتحدث عن التحمل والصبر ومدارة الناس ومحبتهم وتقديم العون لهم والتواصل معهم عن محبة وسلام هو علم وقول لايمكن ان نصف المتحدث بذلك انه ذو اخلاق مالم نضعه في دائرة الضوء وتحت مجهر التجربة !
      ولذا هناك موازين ومعاييرنكتشف منها جوهر الانسان منها :
      السفر .. حتى قيل السفر ميزان الاخلاق
      المناصب والمواقع القيادية فالانسان هنا يظهر معدنه وواقعه هل يتغير اذا صار في منصب يكون له فيه نفوذ وتحكم !!
      المرض والاسقام تؤثر على مزاج الانسان ونفسيته
      التعب والجهد في العمل والوظيفة
      الفقر والعوز فقد كان الفقر ان يكون كفرا
      العمل الجماعي : هو اكبر كاشف في معرفة اسلوب الانسان ومايرتكز عليه باطنه
      لحظات الغضب : فهي ميزان مهم في كشف الانسان واخراج مكنونه
      الحرب والقتال: فهي تظهر معدن الانسان من حيثية شجاعته ونصرته
      النعمة : فهي معيار عظيم في كشف حقيقة الانسان سواء كانت النعمة له او لغيره فهو اذا رأى نعمه هل يحسد الاخرين مثلا او يفرح ..
      و مثيرات خبايا وواقع النفس الانساية في الحياة كثيرة ولا يكفي ان نقرا كتب مكارم الاخلاق مثلا او كتاب اخلاق اهل البيت او كتاب جامع السعادات في جعلنا اصحاب اخلاق طيبة بل ينبغي لنا ان نوفر في بواطننا الصدق في التعامل مع الخالق ومع انفسنا ومع الاخرين أذ ان الصدق هو أساس كل الفضائل ورأسها
      فمتى ما كنا نوجه مسارات نواينا نحو الفضائل فقد صدق الباطن واذا صدق الباطن وافقه السلوك والقول .. وكفى بالمرء قباحة ان يحدث خلاف ما يفعل ويفعل خلاف ما يدعي .. وهذه الازمة المعاصرة هي أزمة تطبيق مع توفر العلوم والتكنولوجيا نجد الازدواجية في التعامل والمعايير الى درجة ان البعض يستغل منصبه في تمرير مصالحه وما ان تنتهي مصالحه يرمي الاخرين كما يرمي قشر الموز .. فهو لايرى من قيمة للروابط الاجتماعية الا بقدر مصالحه ؟؟!
      على الفرد يراقب الله تعالى ويصحح نيته في كل شيء!
      فنجد نبي الله عيسى مثلا ، يتعامل مع احد الحيوانات تعامل يستغرب منه اصحابه فيرد عليهم النبي عيسى بقوله : لا احب ان اعتاد الا على قول الخير : فهو يتعامل مع الحيوان تعامل آمن وبسلام لكي ينمي ملكات الخير في باطنه ..
      هناك بون بين ذلك الفرد المصلحي وما نبهنا عليه سيدنا المسيح ..


      وفقنا الله واياكم للقول والعمل



      اللهم صل على محمد وال محمد


      ولله الحمد وله المنة والشكر على فيضه وعطاياه العظيمة واولها محورنا المبارك


      الذي يفيض علينا بالوعي بكل اسبوع


      وابدأ بالتواصل مع رد مشرفنا الكريم الفاضل (خادم ابي الفضل )


      وفي البدء نشكر كلماتكم الكريمة وتفصيلكم الطيب عن الشرخ الحاصل بين التطبيق والعلم


      ونقول :


      الحسين عليه السلام الذي هو امتدادٌ للرحمة المهداة وسلوكه القويم صلى الله عليه واله


      وحبيب الله وثأره ومرآة الكمال الالهي التي انعكست بعلو درجاته ورقي مقاماته


      من الحري بنا ان نكون من السائرين على نهجه والاقتفاء لاثاره العظيمة


      لاننا حسييون ممهدون


      فمن يلتزم التكبر والكذب والغش والتلون والسرقة والفجور كيف سيكون حسنياً ...؟؟؟؟؟


      نعم هنالك من يدعي القرب لاكنه بابعد الزوايا عنه عليه السلام


      وهذا منحدر خطير لان الامام الحسين باب نجاة الامام ....


      وسنفصل بالردود القادمة ومن الله التوفيق ...













      تعليق


      • #13
        المشاركة الأصلية بواسطة خادمة ام أبيها مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صل على محمد وال محمد
        بارك الله فيك اختي الفاضلة ام سارة على اختياركم لهذا الموضوع القيم الذي يحاكي اخلاقيات هذا العصر والشكر والتقدير الى الانامل التي خطت الموضوع
        إن الأخلاق هي النور الذي يعالج الروح ويشفيها من أمراضها ، كما يعالج الطب أمراض البدن ، فالأخلاق العظيمة السامية ترافق الرسالة العظيمة التي حملها الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى العالمين… وإذا تأملنا في سيرة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نجدها النموذج الأرقى لمكارم الخلاق، ولذلك يقول الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .


        ويخطابه الباري سبحانه وتعالى بقوله: ( وإنك على خلق عظيم ) . وسلك الإمام الحسين (ع) نهج جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقد رسم نموذجاً رائعاً في المواقف الأخلاقية الخادة، لا سيما التي سجلها في واقعة الطف.. ولذلك نقول: أن تحب أقربائك ليس غريباً ، وأن تحب أصدقاؤك ليس غريباً ، وأن تحب من يحقد عليك ... ولو باطناً ليس غريباً كذلك ، فكل هذا ممكن ، ولكن أن تحب عدوّك الذي يشهر السيف بوجهك ويتلهّف على قتلك ، هذا هو الحبّ العظيم الذي كان يفيض من قلب الإمام أبى عبد الله الحسين ( عليه السلام ) .


        كان الإمام الحسين (روحي له الفداء) يخرج صباح عاشوراء إلى ساحة القتال وينظر إلى عدوّه ، ثم يبكي ويطيل البكاء فيظنّ الحاضرون أنه يبكي تفجعاً أوحقداً أو غربة .. بل كان الإمام ( عليه السلام ) يبكي لأنهم يدخلون النار بسببه ، هذا الذي كان يؤلمه ، ما أعظم هذه الروحية ، كلها عطاء ورحمة ورأفة وانسانية .
        وموقف آخر من واقعة كربلاء هو قبول الإمام الحسين ( عليه السلام ) توبة الحر بن يزيد الرياحي ، مع أن موقف الحر هو الذي أدى بالإمام إلى الموت والأسر لأهل بيته ( عليهم السلام ) ، وكيف أن الإمام الحسين ( عليه السلام ) وقف في تلك الصحراء الملتهبة يسقي الماء لجيش الحر ذات ألف فارس الذي جاء لقتاله ( عليه السلام ) ..
        فهذه أخلاق لا توزن بشيء ، فلو عرضنا هذه المواقف للعالم لدخل العالم إلى الاسلام عن طريق الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) .


        لقد رسم الإمام الحسين ( عليه السلام ) لأهل بيته مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات ، وأمرهم بالتحلّي بها ليكونوا قدوة لغيرهم ، وتوجيه الناس إلى الحق والخير، وإبعادهم عن نزعات الشر من الاعتداء والغرور وغير ذلك .
        فقد كتب إليه رجل يسأله عن خير الدنيا والاخرة ، فأجابه ( عليه السلام ) : ( أما بعد: فإنّ من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس ) ، وقال أيضاً : (عباد الله اتقوا الله ، وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد لكان الأنبياء أحق بالبقاء.. غير أن الله خلق الدنيا للبلاء ، وخلق أهلها للفناء … فتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) .
        تأمل يا أخي المؤمن إلى هذا الموقف الأخلاقي للإمام الحسين ( عليه السلام ) : فقد جنى غلام جناية توجب العقاب عليه ، فأمر به أن يضرب فقال الغلام : يا مولاي ، والعافين عن الناس . قال ( عليه السلام ) : قد عفوت عنك ، قال: يا مولاي ، والله يحب المحسنين . قال ( عليه السلام ) : أنت حر لوجه الله ، ولك ضعف ما كنت أعطيك .
        هكذا كان الإمام الحسين ( عليه السلام ) مدرسة أخلاقية واسعة فلنتعلم منها ولو شيئاً يسيراً ، وفقنا الله وإياكم لذلك

        اللهم صل على محمد وال محمد


        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته


        شكراا لفيض كلماتك اختي الفاضلة العزيزة (خادمة ام ابيها )

        وانطلق من نشرك


        وقال أيضاً : (عباد الله اتقوا الله ، وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد لكان الأنبياء أحق بالبقاء.. غير أن الله خلق الدنيا للبلاء ، وخلق أهلها للفناء … فتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) .

        وهنا مربط الفرس وتسكب العبرات وهو الميل للدنيا


        فكلنا يعرف ان حب الدنيا والاخرة لايجتمعان معا


        وعندما مال عمر بن سعد ومال قلبه لملك الري ماذا فعل ؟؟؟

        واي حرمة انتهك ...؟؟؟

        اذن ميل الانسان والقلب للدنيا هو مصدر الابتعاد عن التطبيق للتقوى والاخلاق


        وازمة المثل التي قد يعانيها مجتمعنا وبنسب مختلفة


        فالمصالح الدنيوية تجعل الانسان يتشدق بالحق والصدق ويرفع شعارات القداسة والشرف


        لكن بلا تطبيق .....!!!!

        فالناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه مادرت معايشهم فان محصوا بالبلاء قلّ الديانوان


        اذن المرتكز ونقطة القطب والمحور هي ان نحب للاخرين مانحب لنا


        وان نطالب بالحق والصدق ولو تعارض مع مصالحنا .....


        ولنا تفصيلات اخرى فكونوا معنا ...












        تعليق


        • #14
          المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة

          لا يخفى على أحد أن ثورة الإمام الحسين(ع)تتضمن أبعاداً، ثقافية وأخلاقية وعقائدية، يمكن للمتأمل أن يستفيدها من تلك النهضة المباركة.

          لكن نود أن ننظر إلى قضية الحسين(ع)من خلال بعد آخر، وهو البعد المعنوي، فهل أن ثورة الإمام الحسين(ع)تنطوي على أبعاد معنوية، كما تنطوي على الأبعاد الأخرى التي أشرنا إليها.

          وفي مقام الإجابة، نقول، أنه لا يخفى ما للبعد الروحي والمعنوي من أهمية قصوى، وأثر ذلك على الفرد الإنساني.

          وقضية الحسين(ع)كذلك، حيث أنها تشتمل على البعد المعنوي، وهذا يجعلها قضية إنسانية، مضافاً إلى كونها قضية إسلامية، مما يعني أن كل إنسان يعيشها ويتعاطف معها.

          هذا ونحاول أن نشير إلى بعض الأبعاد المعنوية لنهضة الإمام الحسين(ع).




          مما لا إشكال فيه أن قضية أبي عبد الله الإمام الحسين(ع)تمثل قضية الصراع بين الحق والباطل،والإيمان والكفر،ولكن ليس على مستوى الإسلام والكفر الصريح كما كان يحصل في حركة الأنبياء،بل تمثل الصراع بينهما على مستوى الانحرافات الخالدة التي تنتهي إلى الكفر وإفراغ النظرية الإسلامية من محتواها الحقيقي في داخل المجتمع الإسلامي وهي إلى جانب ذلك تمثل موقف الحق الذي لا شبهة فيه مطلقاً،في الوقت الذي يتعرض فيه الحق إلى هذا القدر من الظلم والاستهتار.




          القيم الأخلاقية الإنسانية التي تجسدها هذه الملحمة التاريخية، حيث تمثل مدرسة في هذا الجانب الإنساني العظيم.

          ولعل سرّ استمرار هذه الملحمة في قدرتها على التأثير والتفاعل هو هذا المضمون الأخلاقي الرائع لها الذي ينسجم مع أوليات الفطرة الإنسانية.

          حيث تجسد في تفاصيل مجراها معاني العزة والكرامة والإباء والشجاعة والإيثار والرأفة حتى بالأعداء، والشعور بالمسؤولية تجاه الإسلام والمسلمين والثبات على المبادئ والصبر على النوائب والآلام والمصاعب، وبذل الجهد وإفراغ الوسع في هداية الناس وإنقاذهم.




          الدرجة العالية والحجم الكبير في التضحية والفداء من أجل الإسلام، ومصالح الأمة الإسلامية.

          فإن القضية الحسينية تـتميز بهذه الميزة التضحوية العظيمة، حيث لم تكن التضحية بالنفس والمال والولد والأخوة والأصحاب وحدها، بل كان إلى جانب ذلك كله التضحية بالأهل وتعريض النساء إلى محنة الأسر والعدوان، وقد شملتهم العناية الإلهية فأنقذتهم من آثارها ونتائجها المأساوية الأخرى.

          كما كانت أيضاً تضحية عظيمة بالجاه والاعتبار وبالنخبة الصالحة وبالعلماء الأفاضل الذين كانوا إلى جانب الإمام الحسين(ع)والذين كانوا من الممكن أن يتحول كل واحد منهم إلى مدرسة عظيمة في المعرفة والأخلاق وإلى هادٍ ومرشدٍ في الأمة.




          إن مأساة الحسين(ع)لم تكن ذات بعد واحد، بل فيها أبعاد متعددة يكاد الإنسان يجد في معالمها جميع الأبعاد المأساوية التي يواجهها في حياته الشخصية أو الاجتماعية.

          فقتل الأبناء والأخوة والأرحام والأطفال والشباب والشيوخ والنساء، والأصدقاء والأولياء والضعفاء، والقادة والسادة والعلماء، والنهب والسلب والأسر، والتمثيل، والتعذيب النفسي والجسدي، والعدوان المادي والمعنوي بمختلف أشكاله إلى غير ذلك من المعالم كلها نجدها في هذه المأساة المروعة، ويعطي هذا الجانب زخماً روحياً ومعنوياً آخر لهذه القضية العظيمة.




          إن الشهيد هو ابن الرسالة الإسلامية، الذي تربى في أحضانها، فهو ابن بنت رسول الله(ص)والذي كان يوليه النبي(ص)عناية خاصة متعمدة ومقصودة بهدف إيجاد التأثير لهذه الواقعة في نفوس المسلمين، وقد كان الإمام الحسين وأخوه الإمام الحسن وأختهما السيدة زينب(ع)يمثلون الذرية الباقية لرسول الله(ص)إذ لم تكن له ذرية غيرها.
          المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة
          لا يختلف اثنان من الشيعة أو المنصفين من المجتمع الإنساني في أن الثورة الحسينية هي ثورة إصلاحية بامتياز ، بل أن حيثيات عناصر الثورة وسحر أثرها متقدمة على مثيلاتها من الثورات الإنسانية الأخرى الوضعية أو الإسلامية ، وأشارت إلى هذه المعاني آلاف الدراسات والأبحاث والخطباء ، وما زلنا نتحدث عن ثورة الإمام الحسين عليه السلام كحدث تاريخي كان منعطفا خطيرا في القرن الأول من تاريخ الأمة الإسلامية ، ووفق ما تعرضه دراساتنا وبحوثنا وما يتناوله خطباؤنا على المنابر والمجالس وحتى بحوث الخارج في الدراسات الحوزوية من عظمة للثورة ، من المفترض أن تكون لها آثار إصلاحية مادية واضحة في كل مجالات حياة المجتمع الإسلامي ، وخاصة إذا علمنا أن ما يميز تلك الثورة المباركة هو طبيعة قائدها ومنزلته من النبي وما نؤكده وهو ( حق ) علاقته بالسماء ، أي أن الإرادة السماوية هي التي رسمت خطوطها العريضة وثبتت أهدافها ، لحاجة الأمة لها في ظروف قاسية تعرضت فيها الدعوة الإسلامية إلى محاولات خطيرة من (الطمس) المقصود من قبل الخط الأموي .

          وفق المعطيات التي ذكرتها ، كان على الأمة الإسلامية أن تكون في مقدمة الأمم وأن تسبق غيرها في كل مضامين الحياة المادية والمعنوية ، باعتبار أن الأمام الحسين عليه السلام قد سبق كل المصلحين الأوربيين وغيرهم الذين تمكنوا من إحداث نقلة فكرية وعلمية وحتى أخلاقية في مجتمعاتهم في العصور الحديثة ، كما أن قدرة ( الثورة الحسينية ) على التغيير وخلق ( رأي عام ) ذات أثر غير مسبوق في تاريخ البشرية .

          وبما أن غالبية الأمة الإسلامية من المذاهب المختلفة ، قد اتفقت على إقصاء ( الثورة الحسينية ) بسبب إقصائها لصاحبها لدوافع سياسية تاريخية معروفة ، فإن هذه ( الغالبية ) غير مكلفة بتبني الثورة ولا هي معنية أصلاً بالنظر في أهدافها ، لكن أتباع أهل البيت من الشيعة مكلفون شرعا وعقلاً بتبني ( الثورة ) وهم معنيون ( حصراً ) بالنظر في أهدافها والعمل بها حسب الفهم الشرعي الطبيعي للعلاقة بين القائد وأتباعه ، كما أن الثورة الحسينية هي الثورة الوحيدة في العالم التي تحمل ( مقومات نجاحها ) وهذه المقومات لا تتوفر في أي ثورة أخرى سبقتها أو أخرى تأتي بعدها ، فهي مشروع مضمون النتائج لو توفر له من يتعامل معه ( بإخلاص وصدق وهمة ) ، وتتمثل مقومات الثورة الحسينية التي انفردت بها دون غيرها هي أولاً : أنها إلاهية بامتياز ، فهي رغبة سماوية قبل أن تكون رغبة حسينية أو حاجة بشرية ، وأن الإمام الحسين قد نفَّذ أبعاد تلك الرغبة بنجاح وأنجز بكفاءة ما هو مطلوب منه . ثانياً: قائد الثورة لم يكن تقليديا وإنما يمتلك من الصفات ما لم تمتلكه قيادات الثورات الإنسانية الأخرى، فهو ابن بنت رسول الله وهو المعصوم الموصول بالسماء، وهو ابن علي عليه السلام الذي أقام بسيفه الدين ونور ببلاغته وحكمته العقول. ثالثا: وضوح أهداف ومبادئ وآليات الثورة، وانسجامها مع حاجة الأمة ومتطلبات الإنسان في كل عصر.

          وبالإضافة إلى ما امتازت به ثورة الإمام الحسين عليه السلام من مقومات النجاح والخلود فإنها طرحت مشروعا لإعادة بناء الأمة ، تمثل بخطاب ( خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) وعزز الإمام هذا المشروع ( بآلية ) فاعلة لتحقيقه عندما قال عليه السلام ( أريد أن آمر بالمعروف وأنه عن المنكر ) ، فالإصلاح الذي رفعه الإمام كشعار وهدف وأكد عليه في خطبه ووصاياه وهو في طريقه إلى كربلاء ، كان أحد الأقطاب الذي تدور حوله الثورة، ولو تمعنا في طبيعة الإصلاح الذي نادى به الإمام لوجدناه إصلاحا شاملاً ، ( إصلاح سياسي واجتماعي توعوي وأخلاقي ) يريد من خلاله إعادة الأمة إلى واقعها في زمن النبي بعد أن اجتهد الأمويون في تغيير ذلك الواقع الذي أوشك أن يتبدل تماما لصالح ( الشرك ) ، ووصل التشكيك برسالة النبي حدا التصريح من قبل رأس الدولة ( يزيد ) الذي قال ( لا خبر جاء ولا وحي نزل ) . وهذا الأمر يضع أتباع الثورة الحسينية أمام مسؤولية دينية شرعية (صارمة) لا تقبل المساومة أو المهادنة ، وهي العمل بمشروع الثورة الحسينية من خلال ألآلية التي رسمتها ، للوصول إلى الأهداف التي ثار واستشهد من أجلها الإمام الحسين وهي أهداف إلهية ورغبة سماوية للحفاظ على رونق العقيدة ومصالح الأمة .

          وهنا علينا أن نتساءل ، هل نجح أتباع أهل البيت وخاصة أولئك الذين يطلقون على أنفسهم ( بالحسينيين) افرادا وجماعات وكتل سياسية ومنظمات اجتماعية وخطباء وعلماء ، أن يحققوا آمال قائدهم في اتباع نهج الثورة والعمل على تحقيق أهدافها وطاعة قائدها في تبني آلية الوصول لأهدافها ؟؟ ولو أردنا أن نفتش في واقعنا السياسي والاجتماعي عن أثر إصلاحي مادي للثورة هل نجد لها ذلك الأثر الواضح ، بالطبع ( كلا )

          ولابد من البحث عن أسباب انتشار الظواهر الفتاكة من تخلف وفساد متعدد الألوان وشيوع سرقة المال العام من قبل المسؤولين الشيعة خاصة ، وانتشار الرشوة والكذب بين العامة ، كل ذلك يحصل بعد أكثر من عشر سنوات في ظل الحرية ، وها نحن اسرى التخلف السياسي والاجتماعي والفساد مع امتلاكنا ثورة عملاقة كالطف وقائد فذ كالحسين ، وثروة مادية من نفط وغاز وزراعة وغيرها ، وفي قراءة متأنية نجد أن سبب الخيبة يأتي بسبب عدم فهمنا لطبيعة الثورة والعلاقة بها ، فما زالت العلاقة العاطفية بالإمام الحسين هي الطاغية في تعاملنا معه ، علما أن الإمام عليه السلام لم يدرج العاطفة في قائمة الأهداف ، فهو شخصية إلهية يهمها أولاً التصاق الأمة بخالقها وتجسيد طاعته بشكل عملي ، وهذا الهدف السامي الإلهي ينصهر في داخله أي معنى آخر ، فلا قيمة عند الإمام الحسين لمجرد حب الناس له ، ولو خيِّر الإمام الحسين بين أن يحبه ( الموالي ) وبين الالتزام بالصلاة والعمل بالإصلاح لأمر بالخيار الثاني ، ولو تذكرنا الآية المباركة ( قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) أو تمعنا في وصايا النبي صلى الله عليه وآله في أهل بيته لوجدنا أن المقصد القرآني والنبوي من محبة أهل البيت هو ليس الحب الشخصي بل ( طاعة الله ) والتقرب إليه في الإخلاص والعبادات ، من خلال ذلك الحب الشخصي ، وأن محبة الحسين أو الارتباط به عاطفيا ، إذا تجردت من طاعة الله والسير على النهج الإلهي لا تساوي شيئا عند الحسين ، لأنها ليس من أهداف ثورة الحسين التي ضحى وسبيت عياله من أجلها . نعم هي مقدمة مهمة لطاعة الإمام ، لآنه لا يمكن لك أن تطيع ما لا تحب ، كما أنه لا يجوز أن تعصي ما تحب .

          فاٌلإمام الحسين صورة مكررة لجده النبي الأكرم في علاقته من العقيدة والمجتمع ، ولطالما صرح برغبته في أن ( يباهي بأمته الأمم ) ولطالما أكد على مكارم الأخلاق والاهتمام بالعلم من أجل أن ترتقي أمته ولا تسبقها الأمم الأخرى ، وهذه الحقيقة من بديهيات الرغبة النبوية والتي هي امتداد للرغبة الإلهية ، وبالبديهة أيضا أن نسلم أن الإمام الحسين لا يسره بل يغضبه أن تكون الأمة الإسلامية وشيعته حصرا في مؤخرة الأمم الأخرى ، ومن منا لا يعترف في أن الشعب العراقي وأكثريته الشيعية في تلك المؤخرة ، ومن منا لا يقر في أننا وصلنا إلى مرحلة التعايش مع الكثير من الظواهر السلبية المتخلفة التي لا حصر لها ، ومن منا ينكر في أننا عجزنا في أن نخطو باتجاه الانعتاق من ذلك التخلف .

          ولو أردنا أن نتصفح حياة الشعوب المعاصرة وأقربها إلينا المجتمعات الأوربية ، نجد أن عدة نفر من المصلحين استطاعوا أن يحركوا في تلك الشعوب الرغبة في الإصلاح وألهموها من خلال كتاباتهم أهمية التحرك لإنقاذ حاضرها ومستقبلها من كل أنواع الفساد والجريمة والتخبط الخلقي ، ودفعوها باتجاه ثورة عارمة والاندفاع نحو إصلاحات جذرية ولم تتوقف تلك الشعوب حتى أتمت إنجاز أهدافها متأثرة بمصلحيها ، وكانت النتيجة باهرة عندما توحد 22 شعب تتباين فيما بينها في الثقافة واللغة والتاريخ وقد خرجت للتو من حروب طاحنة ، فأصبحت سياستها واحدة واقتصادها واحد وحطمت أغلب القيود التي تفرقها … فهل ياترى أن جان جاك روسو الذي مهد لتوحيد الشعوب الأوربية يمتلك من عوامل التوحيد والإصلاح أكثر من الإمام الحسين عليه السلام ؟ بالطبع كلا وألف كلا .. فالمباديء التي رسمها لنا الحسين والمشاعر المتقدة الفاعلة في صدور المجتمعات الإسلامية التي خلفتها لنا ثورة الطف في وسعها أن توحد العالم بأسره ، وهي تمتلك من عوامل الإصلاح والتجديد ما لا تمتلكه أي ثورة أخرى ، وثورة الحسين لو أردنا أن نتمعن في طبيعتها لوجدناها أول ثورة استطاعت مع قائدها ومفجرها أن تصبح عامل لتجميع الأمة ، وإذا كانت ( سورة الجمعة وصلاتها ) عامل لتجميع عدة آلاف فإن ثورة الحسين استطاعت أن تجمع الملايين في وقت واحد ، لكن طبيعة تعاملنا مع أهداف الثورة وانشغالنا بقشورها واستخفافنا ( باللب وبالجوهر ) حولها إلى مجرد موسم تتجمع فيه تلك الملايين وتسير باتجاه قائد الثورة وتمارس طقوسا أصبحت بمرور السنين طقوس روتينية لاثمرة مادية لها – مع كل الأموال الطائلة والجهود والزمن الذي نصرفه في تلك المناسبة – وهذا يدعونا جميعاً إلى إعادة تقييم طبيعة تعاملنا مع الثورة ، أي علينا أن نتعامل مع الإمام الحسين على أنه قائد مصلح قبل أن يكون شهيدا ، لأن هدف الإصلاح في وجدان الإمام الحسين قد سبق الشهادة وهو الذي دفعه باتجاه التضحية بنفسه وبأهل بيته وعائلته ، ولذا فإن علينا أن نهتف في وجه العالم وفيما بيننا أن الحسين مصلح قبل أن نسوقه للعالم على أنه مظلوماً شهيدا .

          فمن أجل أن نكون حسينيين بامتياز علينا أولاً أن نعيد صياغة علاقتنا بالثورة الحسينية العملاقة، ففي هذه الثورة من المفاهيم والأسس والمبادئ ما بوسعها أن توحدنا وتنتشلنا من واقعنا الحاضر ( المخيف ) الذي يرفل بالتخلف والفساد والفشل وسرقة المال العام والضعف أمام الأعداء والتفسخ الخلقي المريب إلى واقع جديد نستطيع من خلالها اللحاق بمن سبقنا ، وفي ذلك الوقت ( وحده ) نكون قد ضمنَّا ( شفاعة الحسين ) وشفاعة جده وأبيه وأمه البتول ، أما إذا اكتفينا بالشعائر ونحينا جانبا كل تلك المبادئ التي استشهد من أجلها عليه السلام ففي ذلك مظلمة للحسين المصلح الشهيد ولثورته.






          اللهم صل على محمد وال محمد


          كلمات طيبة ورد يحوي الكثير من النقاط المضيئة من استاذي الكريم (ابو محمد الذهبي )


          وكان بودي ان اتواصل مع الفئة من الناس التي تحمل اخطاء اشخاص على الدين والمذهب


          فعندما يشاهد مسلما يسرق قال هكذا هم المسلمون


          وعندما يشاهد منحرفا بعقيدة يذبح باسم الاسلام قال هو دين ارهاب وتخويف وقتل


          وعندما يرى منقبة تعمل الفواحش بالخفاء عمم الصورة والفكرة على كل المنقبات


          وعندما رائ زائرا يأكل حق ذي رحم قال هكذا هم زوار الحسين ...


          ووووووو


          فلماذا نحمل الاعمال على ديننا رغم انها حالات شاذة وان وجدت فاللوم لايقع

          على ديننا واسلامنا ابداااا


          ولا على مبادئ الحسين وشعائره

          وننادي بايقافها ومنعها لان لاجدوى منها .....!!!!!


          فتلك شعيرة الله احياها واعلاها فمن نحن لنقيسها بشخوص واماكن ومواقف ....!!!!


          نعم نريد ونأمل وندعوا ان يكون من يتبع الحسين عليه السلام حسينياً قلباً وقالبا


          وذلك المؤمل من محبي الحسين وزواره


          فان المحب لمن احب مطيع ....


          وساكون بتفصيل ورد اخر فكونوا معنا ....










          تعليق


          • #15
            المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صل على محمد وال محمد
            **************************
            عظم الله لكم الأجر وأحسن لكم العزاء بمصاب ابي الأحرار الأمام الحسين وأهل بيته الأطهار عليهم الاف التحيا والسلام:
            لم تدع ساعات الطف معلماً من معالم الحياة إلا ومثلت الدرس الأرقى والأمثل النابع بالفكر والنور لذا كان الإمام الحسين هادياً مهدياً وسفينة نجاة للأمة الإسلامية على مر العصور .
            وبرز الدرس الإخلاقي بين هذه الدروس المضيئة من السلوك المقدس الذي جسده عليه السلام في تلك الساعات فها هو الإمام يخرج صباح عاشوراء إلى ساحة القتال والموت ساحة ملؤها الوحوش التي نزعت الرحمة من قلوبهم وينظر إلى عدوّه ثم يبكي ويطيل البكاء فيظنّ الحاضرون أنه يبكي على نفسه التي أيقنت الموت جزعاً و تفجعاً أوحقداً أو غربة.. لكنه كان ( يبكي لأن هذا الجمع سيدخل النار بسببه بعد ساعة كان هذا الذي يؤلمه ويبكيه ما أعظم هذه الروحية كلها عطاء ورحمة ورأفة وانسانية.. وموقف آخر من واقعة كربلاء هو قبول الحسين توبة الحر بن يزيد الرياحي مع أن موقف الحر معه ليس بالموقف المشرف هو الذي أدى بالإمام إلى الموت والأسر لأهل بيته وكيف أن الحسين وقف في تلك الصحراء الملتهبة يسقي الماء لجيش الحر ذو ألف فارس الذي جاء لقتال الحسين.. فهذه أخلاقه لا توزن بشيء:وكان الحسين على درجة عالية من الأخلاق كيف لا وهو أبن النبي العظيم الذي وصفه الله تعالى بـ (وإنك لعلى خلق عظيم).
            قال أنس: كنت عند الحسين فدخلت عليه جارية فحيته بباقة ريحان فقال لها: (أنت حرة لوجه الله)
            فقلت: تحييك بباقة ريحان لا خطر لها (أي لا قيمة لها) فتعتقها؟
            قال الإمام: (كذا أدبنا الله قال: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها) وكان أحسن منها عتقها أيضا).

            ومن مواعظ الإمام الحسين عليه السلام :
            - إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس فاجتهد ألا يعرفك
            لولا ثلاثة ما وضع ابن آدم رأسه لشيء : الفقر و المرض و الموت
            وقال :- صاحب الحاجة لن يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن رده
            وقال :- البخيل من يبخل بالسلام
            وقال :- من تعجّل لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه غدا
            وقال :- لا تتطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت
            وقال :- لا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله
            وقال (الصدق عز والكذب عجز والسر أمانة والجوار قرابة . والمعونة صدقة والعمل تجربة والخلق الحسن عبادة والصمت زين والشح فقر السخاء غنى والرفق لب ))


            المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صل على محمد وال محمد
            +++++++++++++++++++
            روي أنّ رجلاً صار إلى الحسين (ع) فقال: جئتُك أستشيرك في تزويجي فلانة. فقال (ع): لاأُحب ذلك لك وكانت كثيرة المال وكان الرجل أيضاً مُكثراً. فخالف الحسين(ع) فتزوج بها. فلم يلبث الرجل حتى افتقر فقال له الحسين(ع):قد أشرتُ إليك فخلِِِّ سبيلها فإن الله يُعوضُك خيراُ منها ثم قال (ع):وعليك بفلانة. فتزوجها فما مضت سنةٌ حتى كثُر مالهُ وولدت له ولداً ذكراً ورأى منها ما أحب
            عند التأمل في هذه الحادثة نجد أن الإمام الحسين (عليه السلام) قد استخدم أسلوب التسامح مع من خالف مشورته ولو كان أحدُ منّا في مثل هذا الموقف لربما رفض تقديم النصيحة لمن لم يعمل بنصيحته الأولى وربما عيَّره بأن هذا جزاء من لا يستمع للمشورة ولكن الحسين (عليه السلام) نموذجّ مختلف تمثل شخصيته ومواقفه الكمال الإنساني :
            يعلمنا الحسين (عليه السلام) بأن نتسامح مع من يختلف معنا في الرأي والعمل وفي حال مقدرتنا على نصحه أن لانقصر في ذلك.

            يقول الإمام الحسين (عليه السلام): لو شتمني رجُلٌ في هذه الأذن -وأومأ إلى اليُمنى- واعتذر في اليسرى لقبلتُ ذلك منهُ وذلك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) حدثني أنهُ سمع جدّي رسول الله (ص) يقول: لايردُ الحوض من لم يقبل العذِر من مُحقٌ أو مبطل
            نعم قد نحفظ هذه الكلمة وغيرها من المقولات العظيمة الواردة عن أئمة البيت (عليه السلام) لكن أين نحن عن التأسي والإقتداء؟
            فماذا سيفعل الواحد منَّا لو تعرض لشتيمة شاتمٍ؟ فلنسأل أنفسنا بصدقٍ هذا السؤال لنتعرف عن مدى تمسكنا بتعاليم أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم أجمعين) فمعرفتنا لمواقفهم الشريفة وحفظنا لكلماتهم العظيمة لن تغنيانا شيئاً إن نحن عملنا ما يخالفها.
            عن الحسين (عليه السلام) مع الجناة:
            روي أنّ غلاماً له [أي للإمام الحسين(ع)] جني جنايةًٍ كانت توجب العقاب فأمر بتأديبه فانبرى العبد قائلاً: يا مولاي والكاظمين الغيظ فقال (ع): خلّوا عنه فقال: يا مولاي والعافين عن الناس فقال (ع): قد عفوت عنك قال يا مولاي والله يحب المحسنين فقال (ع): أنت حرّ لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك
            ألا نجد في هذا السلوك الحسيني تفسيراً عملياً لقوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 134].
            أقول: ألم يتعلم (غاندي) من الحسين (عليه السلام) درس اللاعنف؟ إي وربي لقد تعلم ذلك من الحسين (عليه السلام) وهو القائل: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر فما بالنا نحن لا نتعلم هذا الدرس من الحسين (عليه السلام)؟ ألسنا بحاجةٍ ونحن نعيش في هذا العصر العنيف -المليء بالرعب- إلى قراءة سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)؟ ألسنا بحاجة للأخذ بمنهجه الشريف الذي هو امتدادٌ لمنهج وسيرة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله)؟ أوَ لم يقل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً
            وختاماً أردد مع العلامة المدرسي مقولته الرائعة إذ يقول: لحسين ينتمي للمستقبل فالعالم سيظل يحتاج إليه دائماً وأبداً وحتى في الجنّة هو سيد شبابها وأميرهم



            اللهم صل على محمد وال محمد


            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته


            وعظم الله لك الاجر عزيزتي الغالية (خادمة الحوراء زينب )


            وسلمت يداك على الاحاديث الكريمة التي طرزتي بها ردك الكريم


            وكيف لا وهو الحسين بن علي عليه السلام


            وفي الحقيقة كثيرا مايخجل الانسان من انه يدعي الوصل بالحسين وهو لايتمثل ولو بخلق من اخلاقه العظيمة


            وبودي ان اذكر من هذه الاخلاق شيئا ليتنور محورنا بنورها الوضاء


            ومنها اهتمامه بالفقراء والمساكين:
            -----------------------------------
            وجد على ظهر الامام الحسين عليه السلام يوم كربلاء اثر غير اثر جراح واقعة الطف فسالوا الامام السجاد عليه السلام عن ذلك فقال مما كان ينقل الجراب على ظهره الى منازل الارامل واليتامى والمساكين
            //////////////////////////////////////////////
            تواضعه عليه السلام:
            -------------------------------
            وروي انه عليه السلام مر بمساكين قد بسطوا كساء لهم والقوا عليه كسرات من الخبز فقالوا هلم يابن رسول الله فاكل معهم ثم تلى ان الله لا يحب المستكبرين ثم قال قد اجبتكم فاجيبوني قالوا نعم فقاموا معه حتى اتوا منزله فقال للجاريه اخرجي ماكنت تدخرين


            وهذه قطرة من رشحات سيد الشهداء والاّ فهو القمة في كل خلق قويم


            وساكون مع اخلاق اخرى بردي القادم فكونوا معنا .....















            تعليق


            • #16
              المشاركة الأصلية بواسطة الاعلامية فاطمة صاحب مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ع

              احسنتم وابدعتم اختي المتألقة " مقدمة البرنامج " في القاء الضوء على هذا الجانب المهم الا وهو ( الاخلاق )

              الأخلاق مفهوم طالما حث عليه القرآن الكريم كدستور و جهة تشريعية وحث عليه اهل البيت ع كجهة تنفيذية ونجد ان القرآن اعطانا اجلى

              وابهى صورة حية لمفهوم الاخلاق ألا وهو رسول الله ص حيث نعته بذلك النعت المميز وقال ( وإنك لعلى خلق عظيم )

              نتسائل : لماذا قال له الله : وانك لعلى خلق عظيم ؟ لماذا لم يقل : عبادتك عظيمة يا محمد ؟ وهو العابد الذي تتورم قدماه لكثرة عبادته .

              لماذا لم يذكر جانبا اخر او بُعدا اخر من ابعاد شخصيته كالعلم والمعرفة او العبادة او اي بعد غيرها ؟

              هل تسائلنا لماذا اثنى الله تعالى على خلق نبيه الخاتم دون الابعاد الاخرى في شخصيته الكريمة ص ؟

              الا يدل ذلك على ان البعد الاخلاقي في شخصية الانسان هو الاهم لأنه هو الوسيلة الاقوى لايصال الانسان الى مراتب الكمال بل انه يعد

              المقياس لتدين الانسان ، قال النبي ص واله : " لا تنتظروا الى كثرة صلاتهم وصومهم .. ولكن انظروا الى صدق الحديث واداء الامانة "

              فمقياس التدين هو الاخلاق وليس كثرة العبادة .

              هذا من جهة ، من جهة ثانية ان الاخلاق يعد الوسيلة الكبرى للقيام بأي مشروع اصلاحي وهذا ما اعتمده الرسول ص في مشروعه

              الرسالي الاصلاحي الذي كان له الاثر البالغ والواضح في نفوس الاخرين واستقطابهم قال تعالى مخاطبا نبيه " ولو كنت فظا غليظ القلب

              لانفضوا من حولك "

              وكذلك الامام الحسين عليه السلام اعتمد هذه الوسيلة الكبري ( التي هي جزء من شخصيته) عند قيامه بمشروعه الاصلاحي ، ومواقفه في

              ذلك كثيرة ومعروفة .

              ولكن يبقى التساؤل :

              أين نحن عن أأئمتنا الهداة عليهم السلام ؟؟؟

              اللهم صل على محمد وال محمد


              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته


              وعظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء باستشهاد ابي الاحرار الحسين بن علي عليه السلام


              وشكرااا لتواصلك الكريم مع محورك المبارك الذي هو المحك والفاصل بالتطبيق


              اختي العزيزة واعلاميتنا القديرة (فاطمة صاحب)


              وكانت لي مجموعة قصص قرائتها احببت ان اضيفها على المحور ومنها :

              ذهب الامام سيد الشهداء عليه السلام ذات يوم مع أصحابه إلى بستان له، وكان في ذلك البستان غلام اسمه (صافي) فلمّا قرب من البستان رأى الغلام قاعداً يأكل خبزاً، فنظر الحسين عليه السلام إليه وجلس عند نخلة مستتراً لا يراه. وكان يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب ويأكل نصفه الآخر، فتعجّب الحسين من فعل الغلام، فلمّا فرغ الغلام من أكله قال: الحمد لله رب العالمين، اللهم اغفر لي، واغفر لسيّدي، وبارك له كما باركت على ابويه، برحمتك يا ارحم الراحمين.فقام الحسين وقال: يا صافي!فقام الغلام فزعاً وقال: يا سيدي وسيد المؤمنين! إني ما رايتك. فاعف عنّي. فقال الحسين عليه السلام : اجعلني في حل يا صافي لأنّي دخلت بستانك بغير اذنك. فقال صافي: بفضلك يا سيدي وكرمك وبسؤددك تقول هذا. فقال الحسين : رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب، وتأكل النصف الآخر، فما معنى ذلك؟ فقال الغلام : إن هذا الكلب ينظر الي حين آكل، فاستحي منه يا سيدي لنظره الي، وهذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء، فأنا عبدك وهذا كلبك، فأكلنا رزقك معاً.
              فبكى الحسين عليه السلام وقال : أنت عتيق لله، وقد وهبت لك ألفي دينار بطيبة من قلبي ، فقال : إن أعتقتني فأنا أريد القيام ببستانك، فقال الحسين عليه السلام : إن الرجل إذا تكلّم بكلام فينبغي أن يصدّقه بالفعل، فأنا قد قلت دخلت بستانك بغير إذنك.
              فصدّقت قولي ووهبت البستان وما فيه لك.
              ==========================
              قال أنس : كنت عند الحسين عليه السلام ، فدخلتْ عليه جارية فحيّته بطاقة ريحان ، فقال لها : أنت حرة لوجه الله ، فقلتُ : تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ؟.
              قال : كذا أدّبنا الله ، قال الله : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) وكان أحسن منها عتقُها



              وتعقيباً على الموقفين اقول :


              كم منا من يسئ القول ويغلظ لابناءه ومملوكيه ؟؟؟ويدعي حب الحسين ...!!!

              وكم منا من يقابل الاساءة بعشر امثالها


              واذا احسن له انسان قال انا صاحب فضل عليّ ومن واجبه الاحسان لي ...!!!!


              وكم منا لو خاصم احدااا واغتاض منه لو تدخل 100 نفر لحل خلافه لما تراجع عنه ...!!!!

              وكم منا يفكر ببدء الاحسان للاخرين والمساعدة لهم ان احتاجوه


              او على الاقل برد الاحسان بالاحسان ...!!!


              وكم وكم وكم .....


              طبعا ليس الخلل بالحسين ولا الحل بان نترك خطه ونهجه لتعذر التطبيق علينا


              لكن حبذا لو حاولنا ...


              لو دعونا الله ....

              لو غيرنا بالقليل .....


              لو اصلحنا انفسنا ليصلح الله ماحولنا بصلاحنا ....



              آمال وآلام تمتزج معا بقلوب الكثير


              ولهذا نبقى دائما ندعوا بحق الحسين عليه السلام


              اجعلنا من الحاملين والمطبقين لشعاراته العظيمة


              وشكري لمرورك الطيب كما ستكون لك مفاجاة قريبة معنا بالبرنامج .....














              تعليق


              • #17
                جل شكري وتقديري لكم اختي الفاضلة " مقدمة البرنامج "

                انتظر مفاجأتكم .


                تقبلي خالص دعواتي .
                sigpic

                تعليق


                • #18
                  بسمه تعالى
                  واقعة الطف جسدت انعكاسات النبوة و انعكاسات الجاهلية
                  مرت البشرية منذ الازل بمراحل عديدة و كان ابرز سمات هذه المراحل حرب ضارية و متواصلة بين عناصر الخير و الشر , و تمثلت عناصر الخير بخط السماء و تمثل الشر بخط الشيطان . فكان النصر الحقيقي للحق الذي تجسد في افعال انبياءه وأوليائه الصالحين.
                  وهذا يعكس لنا ابعاد و نتائج التمسك بالمبدئ و مواصلة مقاومة طرق الشر و الفساد مهما كانت قوتها وان اختلفت النتائج من حيث الشكل , لربما يكون الشر منتصراً شكلا ًوفق نظرياته المنحرفة , لكن التاريخ المنصف يسجل المنتصر الحق الذي اتخذ من منهج الباري عز وجل طريقا لإعمار الارض و خلافتها.
                  اما واقعة الطف فقد تصدرت جميع الوقائع التاريخية في جميع ابعادها الدينية و الاجتماعية و السياسية , فكانت واقعة الطف و ما تزال مثالاً حياً للنهوض ومقارعة الظلم و العدوان الذي تمثل بيزيد و انصاره. فخرج سيد الشهداء الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) في رحلة ليجسد فيها جميع المبادئ التي جاء بها جده المصطفى (صلى الله عليه واله) و انعكست كلها في افعاله واقواله ومن ابرز ما جاء به :
                  1. الخضوع و الانصياع لأمر الله عز وجل و التسليم له في كل الامور مهما بلغت قساوتها.
                  2. الثبات على الموقف و الاصرار على تحقيق الاهداف.
                  3.العزيمة في مواجهة التحديات مهما حشد الظالمين من طاقات وامكانات مادية و معنوية ضالة عن طريق الصواب و الاستقامة.
                  4. الصبر امام الاعداء و عدم الرضوخ للضغوط التي يمارسها الاعداء ضد خصومهم.
                  5. النبل و الاخلاق السامية التي تمثلت في اخلاق سبط الرسول (صلى الله عليه واله) في تفاعله الايجابي مع خصومه و محاولة هدايتهم لطريق الحق و الهداية.
                  6. الترابط الكبير بين الصديق و الاهل من خلال التسابق في بذل النفس و الاستشهاد بين يدي ريحانة المصطفى.
                  7. مثل ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) المثل الاعلى و القائد العظيم في ادارة المعركة و اهدافها.
                  8. بكاء على القاتل رغم جرائمه و استباحته لدماء خير خلق الله على وجه الارض.

                  كل هذه الافعال و المواقف عكست البيت الطاهر الذي عاش السبط الشهيد في كنفه و تلقى فيه علم الانبياء و الرسل فكانت افعاله و اقواله حجة على شر خلق الله في حواراته معهم يوم الواقعة , وان جميع ما قيل في واقعة الطف يعكس مزاجين , مزاج الرأفة و الرحمة و مزاج يتلذذ بسفك دماء المسلمين و استباحة دمائهم , مزاجٌ انتهك كل مقدس من اجل السلطة و التحكم بأرزاق البشر و استعبادهم.

                  التعديل الأخير تم بواسطة المراقب العام; الساعة 29-10-2015, 04:12 PM.

                  تعليق


                  • #19
                    موضوع راق لي كثير ونحن بايامنا هذه
                    نقول ما لا نفعل
                    سوف اكون قاسية نوعا معا بالكلام ولكن كمل يقول ضاقت بنا فساعد الله قلب الامام صاحب الزمان من افعالنا هذه التي نفعلها وللاسف الشديد
                    اعجبنى رد الاخ الفاضل خادم أبا يالفضل عندما قال نحن في ازمة
                    بالفعل عندما نجد شخص اخذ منصب الكل يذهب اليه وكأن بيده كل شيء ولا نعرف ان الدنيا دواره يوما لك ويوم عليك
                    النفاق الموجود في القلوب وللاسف الشديد نتعامل مع الناس بشكل وبداخلنا شكلا اخر
                    لماذا لا نكون صادقيين مع أنفسنا
                    اذا نريد ان نتعلم خلق بسيط من الامام الحسين - عليه السلام - فيجب علينا ان لا نطعن اخواتنا ونتحدث عليهم بالسوء خلف ظهورهم
                    تحياتي لصاحبة الموضوع ولكل من مر وكتب رد وتحياتي لك اخت زهراء حكمت
                    اختكم مها الصائغ

                    تعليق


                    • #20
                      المشاركة الأصلية بواسطة ترانيم السماء مشاهدة المشاركة
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      واعظم الله اجركم واحسن عزاءكم بمصاب سيد الشهداء عليه السلام
                      ماشاء الله على هذا الاختيار الحاذق والمناسب لموضوع المحور

                      المشاركة الأصلية بواسطة ترانيم السماء مشاهدة المشاركة
                      وأهلُ البيت (سلامُ الله عليهم) كانوا يباركون لِمَنْ تصدُرْ منه بادرةٌ أخلاقيّة إيمانيّة ؛ فيومَ عاشوراء التفتَ أبو ثمامةَ الصائدي إلى‏ الشمس قد زالتْ ـ أي حَلّ وقتُ الظهر ـ , فقال للحسين (عليه السّلام) : نفسي لكَ الفداء ! إنّي أرى‏ هؤلاءِ قد اقتربوا منك , لا والله لا تُقتَلُ حتّى‏ اُقتلَ دونك , واُحبّ أنْ ألقى‏ الله وقد صلّيتُ هذه



                      الصلاةَ التي دنا وقتُها .




                      في ضمير التأريخ , عليه أن يردّدَها على‏ مسامع الأجيال ؛ فإنَّ فيها هدايتَها ونجاتها , ومعرفةَ السبيل إلى‏ سعادتها وبيان اُمورها .


                      * قال الفرزذق (الشاعر) : لَقِيَني الحسينُ (عليه السّلام) في منصرفي من الكوفة , فقال : (( ما وراءَكَ يا أبا فراس ؟ )) .


                      قلت : أَصْدُقكَ ؟


                      قال : (( الصدق اُريد )) .


                      قلتُ : أمّا القلوبُ فمعَك , وأمّا السيوفُ فمعَ بني اُميّة , والنصرُ من عند الله .


                      قال : (( ما أراكَ إلاّ صدقت ؛ الناسُ عبيدُ المال , والدينُ لغْوٌ(1) على‏ ألسنتهم , يَحُوطونه ما درّتْ به معايشُهم , فإذا مُحِّصُوا للابتلاء قلَّ الديّانون ))(2) .


                      وهذه علامةٌ تنذرُنا بالخطر على‏ ديننا , فإن كنّا من عبّادِ الدنيا فإنّنا عمّا قريب ـ إذا كان الابتلاء ـ سنكتشف أنَّ دينَنا مستعار أو مُعار , فلا بدَّ لنا من الاستعداد للامتحان , وخلع حبِّ الدنيا من قلوبنا ؛ لننجوَ بديننا .


                      * * * * *


                      ويبلغُ الخلُق الحسينيّ مراقيهِ التي شاءَ الله له أن يبلغها ؛ فقد صارح أصحابَه أكثرَ من مرّة أنّه سيُقتل , وأنَّ كربلاءَ الطاهرةَ هي المثوى‏ ؛ لكيلا يقولَ أحدٌ خُدعتُ وكنتُ أظنُّه النصر نُقْبل عليه . ثمَّ قدَّم لهم الفرصَ الوافرة , وعاملهم بالصراحةِ الطيّبة حتّى‏ يكونوا على‏ بيّنةٍ من أمرهم مختارين ؛ إمّا أن يرجعوا إلى‏ أهليهم وديارهم , وإمَّا أن يتشرّفوا بالشهادةِ بين يدَيْ ول‏يِّ الله , سيّدِ شباب أهل الجنّة (عليه السّلام) .


                      ــــــــــــــــــ


                      (1) وفي نسخةٍ اُخرى‏ : لعق .



                      (2) كشف الغمّة 2 / 207 .



                      لقد تعامل الإمامُ الحسين (عليه السّلام) مع الناس بالصدق والصراحة والرفق , وأدلى‏ بنصحه وموعظته ودعوته على‏ وجهِ البساطة والوضوح . فحينما أراد أن يخرج إلى‏ كربلاء وقف في مكّة وخطب الناسَ قائلاً : (( ... خُطَّ الموتُ على‏ وُلْدِ آدمَ مخطَّ القلادةِ على‏ جِيدِ الفتاة , وما أولَهني إلى‏ أسلافي اشتياقَ يعقوبَ إلى‏ يُوسُف . وخُيِّر لي مصرعٌ أنا لاقيه , كأنّي بأوصالي تُقطّعها عُسلانُ الفَلَوات بين النواويسِ وكربلاء , فيملأْنَ منّي أكراشاً جُوفا , وأجربةً سَغْبا , لا مَحيصَ عن يومٍ خُطَّ بالقلم ... ألاَ ومَن كان فينا باذلاً مهجتَه , مُوَطّناً على‏ لقاءِ الله نفسَه , فلْيرحلْ معنا ؛ فإنّي راحلٌ مصبِحاً إن شاءَ الله ))(1) .


                      (1) اللهوف / 53 .



                      اللهم صل على محمد وال محمد


                      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته


                      اهلا وسهلا بالعزيزة الغالية والاخت المتواصلة (ترانيم السماء )


                      ماشاء الله على فيض ردك حوى الموضوع من كل الجوانب وبكل التفاصيل


                      وهو وحده يصلح ان يكون نشرا قيما ونافعا فشكراا على نبض كلماتك الحسينية


                      واعجبنتي كلمات للشيخ حبيب الكاظمي حفظه الله عن التغيير يقول فيها :


                      ماذا نعمل في عاشوراء
                      ،
                      اولاً: التغيير الجوهري..
                      ،
                      إن الهدف من المجالس الحسينية، هي أن يخرج الإنسان بتغيير جوهري في ذاته..
                      علينا أن نذهب إلى هذه المجالس، بنية الاستفادة العملية..
                      وذلك من خلال محاولة تغيير جوهري للملكات الفاسدة في أعماق النفس..
                      ،
                      فمن علامات القبول بعد عاشوراء: أن يخرج الإنسان بانقلاب جوهري، وأن يخرج بالاستغفار..
                      ،
                      فالبعض لهم هاجس جفاف الدمعة، يخشى أن يأتي محرم، وفي ليلة عاشوراء لا تذرف لهُ دمعة..
                      ،
                      نعم، يقول أمير المؤمنين (ع): (ما جفّت الدموع؛ إلاّ لقسوة القلوب.. وما قست القلوب؛ إلاّ لكثرة الذنوب)..



                      واضيف لها


                      من المهم جدااا ان يحسب الانسان مدى النجاح الذي حققه ولو كل 10 ايام من هذين الشهرين


                      على اي الملكات السيئة عمل ...؟؟؟؟


                      وماذا حقق؟؟؟؟


                      وكم يعطي لنفسه درجة للنجاح او الارتفاع



                      وقد يكون الانخفاض او الرسوب معاذ الله


                      والذي لايملك الوقت لذلك على اقل تقدير


                      يحسب النسب مرتين


                      مرة بعد شهر محرم


                      ومرة بعد شهر صفر


                      مامدى التطبيق والعمل ليس القول فقط


                      فالامر محك ويحتاج لجهد بالتحمل والصبر ليكون مع الحسين عليه السلام


                      لكن الحسين حبيب وجيه وبه نسال القربى من الله تعالى ...



                      شكرااا لمرورك الكريم ....









                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X