السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
--------------------------------
١٢ محرم وصول سبايا الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى الكوفة
تحرَّك موكب سبايا أهل البيت ( عليهم السلام ) في الحادي عَشر من المحرم وهو يقطع الصحاري حامِلاً الذكريات الموحِشة والمؤلمة للَيلَة الفِراق والوحشة التي قضَوها على مَقربة من مَصارع الشهداء
فدخَلَ الركب الكوفةَ في اليوم الثاني عشر من المحرَّم سنة ( 61 هـ ) ففزع أهلُ الكوفة وخرَجوا إلى الشوارع بين مُتسائِلٍ لا يدري لِمَن السبايا وبين عَارفٍ يُكفْكِف أدمعاً ويُضمِر نَدَماً .
ثمَّ اتَّجه موكبُ السبايا نحو قَصْر الإمارة مُخترقاً جموع أهل الكوفة وهُم يبكون لِما حَلَّ بالبيت النبوي الكريم .
ولمَّا اكتسبت أيديهم وخَدَعتْ وعودُهم سبط النبي ( صلى الله عليه وآله ) وإمام المسلمين الحسين ( عليه السلام ) وهَاهُم يرَوْن أهله ونساءه أسَارَى .
وهاهو رأسُ السبط الشهيد يحلِّق في سَماء الكوفة على رأسِ رمح طويل وقد دعوه ليكون قائداً للأمَّة الإسلامية وهادياً لها نحو الرشاد .
فحدَّقت زينب ( عليها السلام ) بالجموع المحتشدة ومَرارة فقدان أخيها تملأ فَمها وذُلّ الأَسر يحيطُ بموكِبها فنظرت ( عليها السلام ) إلى أهل الكوفة نظرة غَضَبٍ واحتقار وخَطَبت بهم خطبة مُقرعة ومؤنِّبة .
وأدخِلَ رأس الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى القصر ووُضع بين يدي ابن زياد فأخذ يضرب الرأسُ الشريف بقضيب كان في يده وعليه علامات الفرح والسرور .
ثم أُدخل النساءُ والأطفال ومعهم الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) فانبرى ابن زياد مخاطباً زينب ( عليها السلام ) وشامتاً بها : الحمدُ لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم .
فردَّتْ ( عليها السلام ) عليه بلسانِ المرأة الواثقة بأهدافها : ( الحمْدُ لله الذي أكرَمَنا بنبيِّه محمدٍ ( صلى الله عليه وآله ) وطهَّرَنا مِن الرِّجس تطهيراً إنما يَفتضحُ الفاسِق ويكذبُ الفاجِر وهو غَيرُنا ) .
فقال ابن زياد : كيف رأيت فِعلَ الله بأهلِ بيتك ؟
فقالت ( عليها السلام ) : ( كتبَ اللهُ عليهم القتل فَبَرَزوا إلى مَضاجِعِهم وسيجمع اللهُ بَينك وبَينَهُم فتحاجُّون إليه وتَخْتصِمون عِنده ) .
ثم جاء الدور بعد ذلك للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ليقف أمام عبيد الله بن زياد .
فسأله : مَن أنت ؟
فأجاب الإمام ( عليه السلام ) : ( أنَا علي بن الحسين ) .
فقال : ألمْ يقتلُ الله علي بن الحسين ؟
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( كَانَ لي أخٌ يُسمَّى علياً قَتَله الناس ) .
فقال ابن زياد : بل قتله الله .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) الزمر : 42 .
فغضب ابن زياد لِرَد الإمام ( عليه السلام ) ، فنادى جلاوزته : اِضربوا عنقه .
فتعلَّقت عَمَّته زينب ( عليها السلام ) به وصاحت : ( يَا بْن زياد حَسْبك مِن دِمائِنا والله لا أفارِقُه فإن قَتلتَهُ فاقتلني معه ) .
فتراجع عن ذلك .
ولم يقف حِقد ابن زياد وقَساوته وأسلوبه الوحشي إلى حَد بل راح يطوف في اليوم الثاني برأس الحسين ( عليه السلام ) في شوارع الكوفة يُرهِب أهلَها ويتحدَّى روح المعارضة والمقاومة فيها .
اللهم صل على محمد وال محمد
--------------------------------
١٢ محرم وصول سبايا الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى الكوفة
تحرَّك موكب سبايا أهل البيت ( عليهم السلام ) في الحادي عَشر من المحرم وهو يقطع الصحاري حامِلاً الذكريات الموحِشة والمؤلمة للَيلَة الفِراق والوحشة التي قضَوها على مَقربة من مَصارع الشهداء
فدخَلَ الركب الكوفةَ في اليوم الثاني عشر من المحرَّم سنة ( 61 هـ ) ففزع أهلُ الكوفة وخرَجوا إلى الشوارع بين مُتسائِلٍ لا يدري لِمَن السبايا وبين عَارفٍ يُكفْكِف أدمعاً ويُضمِر نَدَماً .
ثمَّ اتَّجه موكبُ السبايا نحو قَصْر الإمارة مُخترقاً جموع أهل الكوفة وهُم يبكون لِما حَلَّ بالبيت النبوي الكريم .
ولمَّا اكتسبت أيديهم وخَدَعتْ وعودُهم سبط النبي ( صلى الله عليه وآله ) وإمام المسلمين الحسين ( عليه السلام ) وهَاهُم يرَوْن أهله ونساءه أسَارَى .
وهاهو رأسُ السبط الشهيد يحلِّق في سَماء الكوفة على رأسِ رمح طويل وقد دعوه ليكون قائداً للأمَّة الإسلامية وهادياً لها نحو الرشاد .
فحدَّقت زينب ( عليها السلام ) بالجموع المحتشدة ومَرارة فقدان أخيها تملأ فَمها وذُلّ الأَسر يحيطُ بموكِبها فنظرت ( عليها السلام ) إلى أهل الكوفة نظرة غَضَبٍ واحتقار وخَطَبت بهم خطبة مُقرعة ومؤنِّبة .
وأدخِلَ رأس الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى القصر ووُضع بين يدي ابن زياد فأخذ يضرب الرأسُ الشريف بقضيب كان في يده وعليه علامات الفرح والسرور .
ثم أُدخل النساءُ والأطفال ومعهم الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) فانبرى ابن زياد مخاطباً زينب ( عليها السلام ) وشامتاً بها : الحمدُ لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم .
فردَّتْ ( عليها السلام ) عليه بلسانِ المرأة الواثقة بأهدافها : ( الحمْدُ لله الذي أكرَمَنا بنبيِّه محمدٍ ( صلى الله عليه وآله ) وطهَّرَنا مِن الرِّجس تطهيراً إنما يَفتضحُ الفاسِق ويكذبُ الفاجِر وهو غَيرُنا ) .
فقال ابن زياد : كيف رأيت فِعلَ الله بأهلِ بيتك ؟
فقالت ( عليها السلام ) : ( كتبَ اللهُ عليهم القتل فَبَرَزوا إلى مَضاجِعِهم وسيجمع اللهُ بَينك وبَينَهُم فتحاجُّون إليه وتَخْتصِمون عِنده ) .
ثم جاء الدور بعد ذلك للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ليقف أمام عبيد الله بن زياد .
فسأله : مَن أنت ؟
فأجاب الإمام ( عليه السلام ) : ( أنَا علي بن الحسين ) .
فقال : ألمْ يقتلُ الله علي بن الحسين ؟
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( كَانَ لي أخٌ يُسمَّى علياً قَتَله الناس ) .
فقال ابن زياد : بل قتله الله .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) الزمر : 42 .
فغضب ابن زياد لِرَد الإمام ( عليه السلام ) ، فنادى جلاوزته : اِضربوا عنقه .
فتعلَّقت عَمَّته زينب ( عليها السلام ) به وصاحت : ( يَا بْن زياد حَسْبك مِن دِمائِنا والله لا أفارِقُه فإن قَتلتَهُ فاقتلني معه ) .
فتراجع عن ذلك .
ولم يقف حِقد ابن زياد وقَساوته وأسلوبه الوحشي إلى حَد بل راح يطوف في اليوم الثاني برأس الحسين ( عليه السلام ) في شوارع الكوفة يُرهِب أهلَها ويتحدَّى روح المعارضة والمقاومة فيها .