(33)سلسلة
المسير إلى الكوفة
المسير إلى الكوفة
دفن الأجساد:
لما ارتحل عسكر ابنِ سعد عن كربلاء, نزلت طائفة من بني أسد على نهر الفرات, وبنوا بيوتهم هناك.
خرجت نساؤهم تستقي الماء في اليوم الثالث من قتل الإمام الحسين عليه السلام فمروا بطريقهم على المعركة, فرأت جُثثاً حول المسناة, وأخرى نائية عن الفرات, وبين الجثث جثة تكللت بأنوار الله وتعطرت بالطيب, وكأن هذه الجثث اليومَ قُتلت.
عادت النساء صارخات وقالت لرجالها:
يا بني اسد انتم جلوس في بيوتكم وهذا الحسين وأهل بيتِه وأصحابُه مجزرين كالأضاحي على الرمال؟؟
بماذا تعتذرون من رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء إذا وردتم عليهم؟
حيث لم تنصروا أولادَهم ولا دافعتم عنهم بضربة سيف ولا بطعنة رمح, ولا بجذبة سهم.
فقالوا إنا نخاف من بني أمية
فقالت النساء: إن فاتكم نصرةُ تلك العصابة فقوموا الآن إلى مواراة أجسادهم, فإن لم تدفنوها نتولى دفنَها بأنفسِنا.
تعليق