ورد لفظ الخطوة أو ما يؤدي معناها في أخبار المشي لزيارة أبي عبد الله ؏ ، مثل ما جاء عن أبي الصامت ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) وهو يقول : "من أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة ألف حسنة ، ومحا عنه ألف سيّئة ، ورفع له ألف درجة .." .
ولفظ ( الخطوة ) غني بالمعاني والدلالات التي يقصدها المعصوم منه .. نحاول ذكر ما يتبادر الى الذهن منها :
١. إشارة الى أهمية وثواب المشي الى زيارة الإمام الحسين ؏ من القريب فضلاً عن البعيد لكربلاء ، فلا يزهد أحد بهذا العمل المبارك مادام الثواب يقاس بالخطوات لا بالكيلومترات ..!
٢. استعمال لفظ الخطوة هو لتقربب المسافة البعيدة ، فإن استعمال وحدة قياس البعيد تُشعر بالبعد ، والعكس صحيح ، فمسافة بعد النجوم تقاس مثلاً بالسنة الضوئية.. وهكذا، فعن أمير المؤمنين ؏ : ( العمر أنفاس معدده ) ، استعمل عليه السلام ( النَفَس ) كوحدة قياس لإشعارنا بقصر العمر .
٣. لعلها دعوة للإهتمام بتفاصيل هذه الزيارة ودقائقها ، فقد يحسب أحدنا نفسه بأنه أدى الزيارة بالمجمل ولا يهتم بالأخطاء الصغيرة التي تحصل هنا أو هناك باعتبار العمل ككل راجح ، فكما يُحسب ثواب الخطوة فإنه يؤشر علينا عتاب الخطلة الصغيرة لا سامح الله ..
٤. الأشياء الثمينة تقاس بأصغر وحداتها ، فالذهب يقاس بالغرام والمثقال ، بينما يقاس الحديد بالطن ، والدرجات العالية في الصف السادس الاعدادي يتم التنافس على ما بعد الفارزة .. وهكذا
٥. لتعظيم الثواب وبيان الأثر العظيم للعمل ، فعندما أراد الله سبحانه وتعالى بيان أهمية الإنفاق في سبيل الله استعمل لفظ ( الحبة) بقوله تعالى : ( مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة ٢٦١
أزيدونا جزاكم الله خيرا ..
تعليق