بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ﴾، سورة الضحى، الآية: 10.
تفسير آخر لهذه الآية: بأن المقصود من السؤال هي الأسئلة العلمية والدينية:
فذهب بعض المفسّرين إلى أنّ المراد من كلمة «سَّائِلَ» في هذه الآية ليس السائل الفقير والمحتاج للمال، بل الشخص الذي يسأل أسئلة علمية ودينية، وهذا التفسير إنّما ينسجم مع سياق الآية السابقة فيما إذا فسّرنا «الضالّ» بمعنى فقدان العلم والغفلة عن تعاليم السماء، أي: أيّها النبي لقد وجدناك فاقداً للعلم والمعرفة وعلّمناك ما لم تكن تعلم، وعليه فلا تطرد من يأتيك ويسألك عن أسئلة دينية وعلمية بل ينبغي عليك أن تتقبل هذه الأسئلة برحابة صدر وتجيب عنها بكلام لطيف ورقيق .
إنّ سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) تشير إلى أنّه كان يبذل اهتماماً كبيراً بهذا الأمر بحيث إنّه كان يوماً راكباً جواده ومتجهاً إلى ميدان القتال والجهاد، فجاءه رجل وأخذ بلجام فرسه وقال:
«عَلِّمْني عَمَلًا أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ».
فنظر إليه المسلمون الذين كانوا مع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والمتجهين إلى القتال نظروا إليه شزراً ولعلهم اعترضوا عليه بأنّ هذا الوقت، ليس وقت السؤال، فقال لهم النبي (صلى الله عليه وآله): اتركوه، ثم التفت إليه وقال:
((ما أَحْبَبْتَ، أَنْ يَأْتِيَهُ الناسُ إِلَيْكَ فَاْتِهِ إِلَيْهِمْ، وَما كَرِهْتَ، أَنْ يَأْتِيَهُ إِلَيْكَ فَلا تَأْتِهِ إِلَيْهِمْ، خَلِّ سَبيلَ الرَّاحِلَةِ)) .
وينقل مثل هذا السلوك الأخلاقي ما ورد عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ((إِنَّ أَعْرَابِيّاً قَامَ يَوْمَ الْجَمَلِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السَّلام)، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَقُولُ إِنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ ؟!
قَالَ : فَحَمَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَقَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ، أَمَا تَرَى مَا فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ تَقَسُّمِ الْقَلْبِ !
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السَّلام): " دَعُوهُ، فَإِنَّ الَّذِي يُرِيدُهُ الْأَعْرَابِيُّ هُوَ الَّذِي نُرِيدُهُ مِنَ الْقَوْمِ " .
ثُمَّ قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ، إِنَّ الْقَوْلَ فِي أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ، فَوَجْهَانِ مِنْهَا لَا يَجُوزُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَجْهَانِ يَثْبُتَانِ فِيهِ .
فَأَمَّا اللَّذَانِ لَا يَجُوزَانِ عَلَيْهِ: فَقَوْلُ الْقَائِلِ وَاحِدٌ يَقْصِدُ بِهِ بَابَ الْأَعْدَادِ، فَهَذَا مَا لَا يَجُوزُ، لِأَنَّ مَا لَا ثَانِيَ لَهُ لَا يَدْخُلُ فِي بَابِ الْأَعْدَادِ، أَمَا تَرَى أَنَّهُ كَفَرَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ، وَقَوْلُ الْقَائِلِ هُوَ وَاحِدٌ مِنَ النَّاسِ يُرِيدُ بِهِ النَّوْعَ مِنَ الْجِنْسِ، فَهَذَا مَا لَا يَجُوزُ لِأَنَّهُ تَشْبِيهٌ وَ جَلَّ رَبُّنَا وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ .
وَ أَمَّا الْوَجْهَانِ اللَّذَانِ يَثْبُتَانِ فِيهِ: فَقَوْلُ الْقَائِلِ هُوَ وَاحِدٌ لَيْسَ لَهُ فِي الْأَشْيَاءِ شِبْهٌ، كَذَلِكَ رَبُّنَا .
وَقَوْلُ الْقَائِلِ إِنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدِيُّ الْمَعْنَى، يَعْنِي بِهِ أَنَّهُ لَا يَنْقَسِمُ فِي وُجُودٍ وَلا عَقْلٍ وَلَا وَهْمٍ ، كَذَلِكَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ)) .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ﴾، سورة الضحى، الآية: 10.
تفسير آخر لهذه الآية: بأن المقصود من السؤال هي الأسئلة العلمية والدينية:
فذهب بعض المفسّرين إلى أنّ المراد من كلمة «سَّائِلَ» في هذه الآية ليس السائل الفقير والمحتاج للمال، بل الشخص الذي يسأل أسئلة علمية ودينية، وهذا التفسير إنّما ينسجم مع سياق الآية السابقة فيما إذا فسّرنا «الضالّ» بمعنى فقدان العلم والغفلة عن تعاليم السماء، أي: أيّها النبي لقد وجدناك فاقداً للعلم والمعرفة وعلّمناك ما لم تكن تعلم، وعليه فلا تطرد من يأتيك ويسألك عن أسئلة دينية وعلمية بل ينبغي عليك أن تتقبل هذه الأسئلة برحابة صدر وتجيب عنها بكلام لطيف ورقيق .
إنّ سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) تشير إلى أنّه كان يبذل اهتماماً كبيراً بهذا الأمر بحيث إنّه كان يوماً راكباً جواده ومتجهاً إلى ميدان القتال والجهاد، فجاءه رجل وأخذ بلجام فرسه وقال:
«عَلِّمْني عَمَلًا أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ».
فنظر إليه المسلمون الذين كانوا مع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والمتجهين إلى القتال نظروا إليه شزراً ولعلهم اعترضوا عليه بأنّ هذا الوقت، ليس وقت السؤال، فقال لهم النبي (صلى الله عليه وآله): اتركوه، ثم التفت إليه وقال:
((ما أَحْبَبْتَ، أَنْ يَأْتِيَهُ الناسُ إِلَيْكَ فَاْتِهِ إِلَيْهِمْ، وَما كَرِهْتَ، أَنْ يَأْتِيَهُ إِلَيْكَ فَلا تَأْتِهِ إِلَيْهِمْ، خَلِّ سَبيلَ الرَّاحِلَةِ)) .
وينقل مثل هذا السلوك الأخلاقي ما ورد عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ((إِنَّ أَعْرَابِيّاً قَامَ يَوْمَ الْجَمَلِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السَّلام)، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَقُولُ إِنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ ؟!
قَالَ : فَحَمَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَقَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ، أَمَا تَرَى مَا فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ تَقَسُّمِ الْقَلْبِ !
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السَّلام): " دَعُوهُ، فَإِنَّ الَّذِي يُرِيدُهُ الْأَعْرَابِيُّ هُوَ الَّذِي نُرِيدُهُ مِنَ الْقَوْمِ " .
ثُمَّ قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ، إِنَّ الْقَوْلَ فِي أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ، فَوَجْهَانِ مِنْهَا لَا يَجُوزُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَجْهَانِ يَثْبُتَانِ فِيهِ .
فَأَمَّا اللَّذَانِ لَا يَجُوزَانِ عَلَيْهِ: فَقَوْلُ الْقَائِلِ وَاحِدٌ يَقْصِدُ بِهِ بَابَ الْأَعْدَادِ، فَهَذَا مَا لَا يَجُوزُ، لِأَنَّ مَا لَا ثَانِيَ لَهُ لَا يَدْخُلُ فِي بَابِ الْأَعْدَادِ، أَمَا تَرَى أَنَّهُ كَفَرَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ، وَقَوْلُ الْقَائِلِ هُوَ وَاحِدٌ مِنَ النَّاسِ يُرِيدُ بِهِ النَّوْعَ مِنَ الْجِنْسِ، فَهَذَا مَا لَا يَجُوزُ لِأَنَّهُ تَشْبِيهٌ وَ جَلَّ رَبُّنَا وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ .
وَ أَمَّا الْوَجْهَانِ اللَّذَانِ يَثْبُتَانِ فِيهِ: فَقَوْلُ الْقَائِلِ هُوَ وَاحِدٌ لَيْسَ لَهُ فِي الْأَشْيَاءِ شِبْهٌ، كَذَلِكَ رَبُّنَا .
وَقَوْلُ الْقَائِلِ إِنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدِيُّ الْمَعْنَى، يَعْنِي بِهِ أَنَّهُ لَا يَنْقَسِمُ فِي وُجُودٍ وَلا عَقْلٍ وَلَا وَهْمٍ ، كَذَلِكَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ)) .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
تعليق