وعي وفَهم الترابطِ العقدي والإصلاحي بين الإمامين المَعصومَينِ – الحُسَينِ والمَهدي –
__________________________________________
لقد أكَّدَ الوكيلُ الشرعي , السيِّدُ أحمد الصافي , خطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرمِ الحُسيني الشريفِ .
اليومَ , الجُمعةَ السادسَ عشر , من مُحرّمِ الحرامِ , 1437 هجري , الموافق , ل , الثلاثين من تشرين الأول ,2015م .
في الخُطبةِ الأولى , على ضَرورةِ وعي وفَهم الترابطِ العقدي والإصلاحي بين الإمامين المَعصومَينِ – الحُسَينِ والمَهدي –
عليهما السلام - في حَراكهما التغييري .
وأنَّ شعيرةَ استذكارِ واقعةِ عاشوراءِ الطفِ الفجيعةِ لهي واحدةٌ من أهم ما سيكونُ حاضراً في مشروع الإمام المَهدي
– عجّلَ اللهُ فرجهَ الشريفِ في العالمين مِن قريب –
لذا علينا أنْ نستحضرَ ذكرَ الإمام المَهدي – روحي فداه - في حالِ إحيائنا لذكرى شهادة سيد الشهداءِ الإمام الحُسَينِ
– عليه السلام – استحضاراً يُقدّمَ لنا فَهماً ومَعرفةً مَكينة
عن قدرِ العلاقة الترابطية والطولية بين مشروعي الإمامين المعصومين -عليهما السلام – في الإصلاح والتغيير .
وما كانَ من الإمام الحُسَينِ إلاّ أنْ يكونَ مُصلِحَاً في وقتٍ كَثُرَ فيه الفسادُ والظلمُ والباطلُ .
وإنْ تمكّنَ أعداءُ اللهِ آنذاكَ من قتلِ الإمام الحُسَينِ المعصوم
إلاّ أنّهم لم يتمكنوا من قتلِ قضيته التي ظلّتْ حيّةً وباقيّة ببقاءِ إحيائها واستذكارها وهي حاضرةٌ حضوراً كبيراً
بين يدي الإمام المَهدي - روحي فداه - .
وستكونُ هذه القضيّة الحُسَينّية الشريفة من أولى اهتمامات الإمام المهدي من حيث إكمال حَراكِ الإصلاح والتغيير بصورة كاملة
تعمُّ الأرضَ قاطبةً, بعد أنْ يُمكِّنه اللهُ تعالى فيها.
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) (55),النور .
فالإمامُ المَهدي – عليه السلام - ينظرُ في أنّ الإمامَ الحُسَينَ جُزءاً مُقوِّماً من مشروعه وحَراكه القادم .
وهو – روحي فداه – يتعاطى مع القضيّةِ الحُسَينيةِ على أنّها أكبرُ من إقامةِ شعيرةٍ .
بل ينظرُ إليها على أنّها قاعدةٌ مُمَهِدةٌ له تمهيداً صالحاً ومُنتجا
من جهةِ بقاءِ موضوعها وأحكامها وأهدافها وشعاراتها والمؤمنين بها حتى ظهورَ الأمرِ والقيامِ بالحقِ.
فما بدأ به الإمامُ الحُسَينُ - عليه السلام – مُصلحاً بخروجه وحَراكه وشهادته سيُكمِله الإمامُ المَهدي بصورةٍ تامةٍ و أوسعِ جغرافيّةً ونطاقا.
كما أكّدتْ الروايات الصحيحة على هذا المضمون القيّم :
الواردة عن الإمام جعفرِ الصادق – عليه السلام -
( وآخرهم القائمُ بالحقِّ بقيةُ اللهِ في الأرضِ و صاحبُ الزمانِ ،
واللهِ لو بقيَ في غَيبته ما بقيَ نوحٌ في قومهِ لم يَخرج من الدنيا
حتى يظهرَ فيملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ جوراً وظلما )
: كمالُ الدينِ وتمامُ النعمةِ , الصدوق ,ص33.
بعد أنْ يأذنَ اللهُ له بالظهورِ والقيامِ بالقسطِ والعدلِ والحقِّ والإصلاحِ في العالمين , وبعد أنْ يُمكّنه سبحانه قدرةً وقوةً وعُلوا.
قال اللهُ تعالى :
(( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)) (5) النمل .
وسينتقمُ الإمامُ المهدي - روحي فداه - مِن قَتلة الإمامِ الحُسَينِ
باعتباره الولي الشرعي وصاحب الحق في القصاصِ ووليَّ الدمِ .
وإلى ألان لم يُؤخَذ بثأرِ الإمامِ الحُسَينِ رغم حدوثِ الثورات والتي قد رفعتْ شعارَ الثأر للإمام الحُسَين -عليه السلام –
ذلك لأنّ صاحبَ الثأرِ – ثأرُ اللهِ - هو الإمامُ المعصومُ – المَهدي – فهو المُنتَقِم مِن القَتلة .
وبإذن الله تعالى :
(( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ))(33)الإسراء.
إذ أنّ رزيّة ومَصيبة الإمام الحُسَين هي عظيمةٌ في السمواتِ والأرضِ ,
وأنَّ قتلة الإمامِ الحُسَين هم أعداءُ اللهِ واقعا وحقيقةً وشعاراتهم تدلّ على ذلك يقيناً .
ولتكن لنا عينٌ على الإمامِ الحُسَينِ وعينٌ على الإمامِ المَهدي .
ننظرُ بأحدهما إلى إحياءِ أهدافِ القضيّةِ الحُسَينيةِ ونستذكرها فَهماً ومَنهجا
وننظرُ بالأخرى إلى الدعاءِ بتعجيلِ الفرجِ لإمامنا المهدي في العالمين من قريبٍ .
__________________________________________________ ___
تدوينُ - مرتضى علي الحلِّي - النجفُ الأشرفُ –
- وقعَ هذا التدوينُ فحوىً و بتصرفٍ واجتزاءٍ مني مع الحفظِ على المضمونِ -
__________________________________________________ __
الجُمعةُ – السادس عشر مِن مُحرّم الحَرامِ – 1437 هجري .
- 30 - 10 - 2015 م .
__________________________________________________ __
__________________________________________
لقد أكَّدَ الوكيلُ الشرعي , السيِّدُ أحمد الصافي , خطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرمِ الحُسيني الشريفِ .
اليومَ , الجُمعةَ السادسَ عشر , من مُحرّمِ الحرامِ , 1437 هجري , الموافق , ل , الثلاثين من تشرين الأول ,2015م .
في الخُطبةِ الأولى , على ضَرورةِ وعي وفَهم الترابطِ العقدي والإصلاحي بين الإمامين المَعصومَينِ – الحُسَينِ والمَهدي –
عليهما السلام - في حَراكهما التغييري .
وأنَّ شعيرةَ استذكارِ واقعةِ عاشوراءِ الطفِ الفجيعةِ لهي واحدةٌ من أهم ما سيكونُ حاضراً في مشروع الإمام المَهدي
– عجّلَ اللهُ فرجهَ الشريفِ في العالمين مِن قريب –
لذا علينا أنْ نستحضرَ ذكرَ الإمام المَهدي – روحي فداه - في حالِ إحيائنا لذكرى شهادة سيد الشهداءِ الإمام الحُسَينِ
– عليه السلام – استحضاراً يُقدّمَ لنا فَهماً ومَعرفةً مَكينة
عن قدرِ العلاقة الترابطية والطولية بين مشروعي الإمامين المعصومين -عليهما السلام – في الإصلاح والتغيير .
وما كانَ من الإمام الحُسَينِ إلاّ أنْ يكونَ مُصلِحَاً في وقتٍ كَثُرَ فيه الفسادُ والظلمُ والباطلُ .
وإنْ تمكّنَ أعداءُ اللهِ آنذاكَ من قتلِ الإمام الحُسَينِ المعصوم
إلاّ أنّهم لم يتمكنوا من قتلِ قضيته التي ظلّتْ حيّةً وباقيّة ببقاءِ إحيائها واستذكارها وهي حاضرةٌ حضوراً كبيراً
بين يدي الإمام المَهدي - روحي فداه - .
وستكونُ هذه القضيّة الحُسَينّية الشريفة من أولى اهتمامات الإمام المهدي من حيث إكمال حَراكِ الإصلاح والتغيير بصورة كاملة
تعمُّ الأرضَ قاطبةً, بعد أنْ يُمكِّنه اللهُ تعالى فيها.
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) (55),النور .
فالإمامُ المَهدي – عليه السلام - ينظرُ في أنّ الإمامَ الحُسَينَ جُزءاً مُقوِّماً من مشروعه وحَراكه القادم .
وهو – روحي فداه – يتعاطى مع القضيّةِ الحُسَينيةِ على أنّها أكبرُ من إقامةِ شعيرةٍ .
بل ينظرُ إليها على أنّها قاعدةٌ مُمَهِدةٌ له تمهيداً صالحاً ومُنتجا
من جهةِ بقاءِ موضوعها وأحكامها وأهدافها وشعاراتها والمؤمنين بها حتى ظهورَ الأمرِ والقيامِ بالحقِ.
فما بدأ به الإمامُ الحُسَينُ - عليه السلام – مُصلحاً بخروجه وحَراكه وشهادته سيُكمِله الإمامُ المَهدي بصورةٍ تامةٍ و أوسعِ جغرافيّةً ونطاقا.
كما أكّدتْ الروايات الصحيحة على هذا المضمون القيّم :
الواردة عن الإمام جعفرِ الصادق – عليه السلام -
( وآخرهم القائمُ بالحقِّ بقيةُ اللهِ في الأرضِ و صاحبُ الزمانِ ،
واللهِ لو بقيَ في غَيبته ما بقيَ نوحٌ في قومهِ لم يَخرج من الدنيا
حتى يظهرَ فيملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ جوراً وظلما )
: كمالُ الدينِ وتمامُ النعمةِ , الصدوق ,ص33.
بعد أنْ يأذنَ اللهُ له بالظهورِ والقيامِ بالقسطِ والعدلِ والحقِّ والإصلاحِ في العالمين , وبعد أنْ يُمكّنه سبحانه قدرةً وقوةً وعُلوا.
قال اللهُ تعالى :
(( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)) (5) النمل .
وسينتقمُ الإمامُ المهدي - روحي فداه - مِن قَتلة الإمامِ الحُسَينِ
باعتباره الولي الشرعي وصاحب الحق في القصاصِ ووليَّ الدمِ .
وإلى ألان لم يُؤخَذ بثأرِ الإمامِ الحُسَينِ رغم حدوثِ الثورات والتي قد رفعتْ شعارَ الثأر للإمام الحُسَين -عليه السلام –
ذلك لأنّ صاحبَ الثأرِ – ثأرُ اللهِ - هو الإمامُ المعصومُ – المَهدي – فهو المُنتَقِم مِن القَتلة .
وبإذن الله تعالى :
(( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ))(33)الإسراء.
إذ أنّ رزيّة ومَصيبة الإمام الحُسَين هي عظيمةٌ في السمواتِ والأرضِ ,
وأنَّ قتلة الإمامِ الحُسَين هم أعداءُ اللهِ واقعا وحقيقةً وشعاراتهم تدلّ على ذلك يقيناً .
ولتكن لنا عينٌ على الإمامِ الحُسَينِ وعينٌ على الإمامِ المَهدي .
ننظرُ بأحدهما إلى إحياءِ أهدافِ القضيّةِ الحُسَينيةِ ونستذكرها فَهماً ومَنهجا
وننظرُ بالأخرى إلى الدعاءِ بتعجيلِ الفرجِ لإمامنا المهدي في العالمين من قريبٍ .
__________________________________________________ ___
تدوينُ - مرتضى علي الحلِّي - النجفُ الأشرفُ –
- وقعَ هذا التدوينُ فحوىً و بتصرفٍ واجتزاءٍ مني مع الحفظِ على المضمونِ -
__________________________________________________ __
الجُمعةُ – السادس عشر مِن مُحرّم الحَرامِ – 1437 هجري .
- 30 - 10 - 2015 م .
__________________________________________________ __
تعليق