إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اسئلة واجوبتها ( خاص ل زيارة الاربعين المقدس )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسئلة واجوبتها ( خاص ل زيارة الاربعين المقدس )

    هذا العمر القصیر بماذا نقضیه؟

    شهر محرم الحرام هي أیام الرجوع إلی الله؛ حزننا علی الحسین، بكائنا علیه، خدمته، الحضور في المجالس، اقامه المجالس کل هذه طرق للتقرب إلی الله وللتمسك بعروة أبي عبد الله (علیه السلام).

    الإمام الحسین (علیه السلام) رحمة الله الواسعة؛ أقل شيء في سبیل الحسین، هو عظیم عند الله.

    کل شيء یرتبط بسید الشهداء یكتسب من نور الإمام (علیه السلام).

    قد نحزن علی أشیاء کثیرة؛ على مصائب تنزل علینا، علی صفقه نخسرها، علی مرض نتألم منه، علی فقد الأحباب؛ لكن هذه الأحزان لا تقاس بحزننا علی آل البیت؛ حیث إنها عبادة. فعن عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: «نَفَسُ الْمَهْمُومِ لِظُلْمِنَا تَسْبِيحٌ وَ هَمُّهُ لَنَا عِبَادَةٌ»[3].

    قد نبكي علی أشیاء کثیرة؛ لكن الدمعة علی الحسین (علیه السلام) لها قیمة کبیرة عند الله.

    وفي الأمالي مسندا إلى الرضا (عليه السّلام) قال: «من تذكّر مصابنا، فبكى لما ارتكب منّا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا، فبكى و أبكى لم تبك عينه يوم القيامة».

    إذا أراد أهل السماء التقرب إلی الله فإنهم یتقربون إلیه بتوالي وتواتر البكاء علی المصائب التي حلت بأهل البیت (علیهم السلام). أي أنهم لا یقتصرون علی البكاء مرة وأخری، بل بكائهم علی مصائب أهل البیت متواترا؛ کما نقرأ في الزیارة الجامعة:

    «بَلْ يَتَقَرَّبُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِحُبِّكُمْ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ، وَ تَوَاتُرِ الْبُكَاءِ عَلَى مُصَابِكُمْ، وَ الِاسْتِغْفَارِ لِشِيعَتِكُمْ وَ مُحِبِّيكُمْ».

    فلنتزود من مائدة الحسین (علیه السلام) ولنزداد حزناً وأسی وبكاء وتعظیماً للشعائر في هذه الأیام؛ لنلحق برکب أبي عبد الله.

    زينب الحسيني



    نجمع معا مايمكن جمعه عن الزيارة الاربعينية المقدسة هنا


    السؤال الاول


    السلام عليكم .نرجوا منكم أن توضحوا لنا لماذا الامام الحسن العسكري (ع) يعطي هذه الخصوصية لزيارة الاربعين ( احدى علائم المؤمن قراءة زيارة الأربعين ) ولا يعطي هذه الخصوصية لزيارة عاشوراء التي هي أكثر اعتباراً ومعروفية ؟

    الجواب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ليس حديث الامام هنا في مقام الحصر, فكما يقال: (( اثبات الشيء لا ينفي ماعداه )), فهنا لك الكثير من الروايات التي تعدد علامات المؤمن مثلاً وليس الغرض منها الا التأكيد على هذه الامور, ولا يفهم منها نفي غيرها, مثل: (علامات المؤمن ثلاث. اذا وعد وفى, واذاحدث صدق, واذا أاتمن أدّى الامانة), وهناك روايات أخرى تذكر علامات غيرها مثلاً.
    هذا, وإن تأكيد الإمام (عليه السلام) على زيارة الأربعين لكي يتمسك الشيعة بهذه الزيارة, ولا يكتفوا في إحياء أمر الامام الحسين (عليه السلام) بأيام عاشوراء, ولتبيين حقيقة مظلومية السبايا وأهمية احيائها .
    وزيارة عاشوراء فضلها أبين من الشمس في رابعة النهار, وقد ذكرها أهل البيت (عليهم السلام) في مواطن أخرى كثيرة .
    ودمتم في رعاية الله - من مركز الابحاث العقائدية














  • #2
    السؤال الثاني


    لماذا زيارة الاربعين من علامات المؤمن

    ما هي الحكمة في جعل زيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام) علامة للمؤمن دون غيرها من زياراته المقدسة؟

    الجواب

    يظهر من ملاحظة العلامات الاربع الاخرى انها جميعا تميز المؤمن عن غيره فالجهر بالبسملة والتختم باليمين من مختصات الامامية وتعفير الجبين ايضا لان الامامي يصلي على التربة فتكون هذه الصفة اوضح عنده في الجبين بخلاف غيره ممن لا يصلي على التربة فانها ان وجدت فانها توجد في الرأس لا على الجبين. وكذلك صلاة احدى وخمسين ركعة في اليوم من مختصات الامامية باعتبار ان صلاة الفريضة سبع عشرة ركعة والنوافل اربع وثلاثين ركعة بخلاف غيرنا فان النوافل عندهم لا تصل الى هذا العدد ففي روضة الطالبين للنووي 1/429 قال :
    فأما الرواتب، فالوتر وغيره، وأما غير الوتر، فاختلف الأصحاب في عددها، فقال الأكثرون : عشر ركعات، ركعتان قبل الصبح، وركعتان قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء .
    ومنهم من نقص ركعتي العشاء . نص عليه في (البويطي) وبه قال الخضري . ومنهم من زاد على العشر ركعتين أخريين قبل الظهر . ومنهم من زاد على هذا أربعا قبل العصر .
    ومنهم من زاد على هذا آخريين بعد الظهر . فهذه خمسة أوجه لأصحابنا، وليس خلافهم في أصل الاستحباب، بل إن المؤكد من الرواتب ماذا ؟ مع أن الاستحباب يشمل الجميع .
    ولهذا قال صاحب (المهذب) وجماعة : أدنى الكمال : عشر ركعات، وهو وجه الأول . وأتم الكمال : ثماني عشرة ركعة، وهو الوجه الخامس.
    لذا فزيارة الاربعين لابد انها تشترك مع تلك الصفات الاربعة في انها من مختصات الشيعة دون غيرهم حتى تصبح علامة لهم لكن لعل ذكرها دون غيرها من زيارات الامام الحسين (عليه السلام) بسبب علم الائمة (عليهم السلام) السابق انها ستكون المظهر الاجلى للشيعة وتميزها عن غيرها من حيث المشي والانفاق وسعة المشاركة فيها للرجال والنساء والاطفال فصارت مظهر من مظاهر التشيع وغيرها من الزيارات وان ورد الحث عليها من الائمة (عليهم السلام) الا ان المشاركين فيها طبقة خاصة من الشيعة والغالب يكون فيها مشاركة الرجال الذين يواضبون على فعل المستحبات .
    ودمتم في رعاية الله
    من مركز الابحاث العقائدية








    تعليق


    • #3

      السلام عليكم
      من هو أول من زار سيد الشهداء الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) بعد دفنه؟

      الجواب

      أول من زار الحسين (عليه السلام) ووقف على مصارع الشهداء وبكى، هو عبيد الله بن الحر الجعفي الذي ندم على تركه نصرة الإمام الحسين (عليه السلام).
      وندمه هذا يتجلى من خلال قصيدة رثى بها الإمام الحسين (عليه السلام) جاء فيها:
      يالكِ حسرةٍ مادمتُ حياً ***** يرَّددُ بين حلقي والتراقي
      حسيناً حين يطلب بذل نصري ***** على أهل العداوة والنفاق
      من ابن المصطفى نفسي فداه ***** فيالله من ألم الفراقِ
      ثمّ زاره الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري في 20صفر، والتقى بالإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) في نفس المكان.
      ودمتم في رعاية الله

      ​من مركز الابحاث العقائدية

      تعليق


      • #4
        السؤال
        هل من علاقة بين تاريخ الزّيارة والعدد "الأربعين"


        الجواب

        أيمكن أن تكون زيارة جابر لكربلاء في ذلك التّاريخ مصادفة، أم أنّ جابراً تعمّد زيارة الإمام الحسين في اليوم الأربعين بعد استشهاده لاعتبارات تتعلّق بزمن محدّد وعدد محدّد؟ هل تناهى إلى سمعه ما رواه الأئمّة عليهم السلام نقلاً عن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عمّا له علاقة بالأربعين؟
        يتكرّر ذكر العدد الأربعين في القرآن الكريم وفي الأحاديث الشّريفة، وكذلك في تفاسير كثيرة لآيات بيّنات عند المفسرّين على اختلاف مذاهبهم، فعلى سبيل المثال، ورد في القرآن الكريم:
        ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾البقرة:51.
        ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ المائدة: 26.
        ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ الأعراف: 142.
        ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ الأحقاف: 15.
        أمّا الأحاديث الوارد فيها ذكر "الأربعين"، فتكاد لا تحصى، واخترنا منها بعض ما له علاقة بالبكاء على الميت:
        - عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً.
        - عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أنّه قال: إنّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحاً.
        - عن الإمام الصّادق(عليه السلام) أنّه قال: إنّ السّماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدّم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسّواد، والشّمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً، وما اختضبت امرأة منّا ولا ادّهنت ولا اكتحلت ولا رجّلت حتّى أتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده.
        وفي تفسير آيات القرآن الكريم نجد تكراراً للعدد "الأربعين"، عند المفسّرين المسلمين، شيعة وسنّة، من ذلك ما رواه الطّباطبائيّ عند الحديث عن مقتل ابن آدم(عليه السلام) على يد أخيه وشرح الأسباب والنتّائج، في الآيات: 27، 28، 29، 30، 31 في سورة المائدة:«انصرف آدم يبكي على هابيل أربعين يوماً وليلة».
        ومما قاله الماورديّ في "النّكت والعيون" في قوله تعالى: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِم السَّمَاءُ وَالأَرْضُ﴾ الدّخان/29: «أنّ السّماء والأرض تبكيان على المؤمن أربعين صباحاً ؛ قاله مجاهد».
        ومن لطائف المعارف التي أوردها وِل ديورانت Durant Will في موسوعة: قصّة الحضارة في حديثه عن زراعة الزّيتون في اليونان القديمة:«أنّ شجرة الزّيتون لا تُؤتي أُكلها إلّا بعد ستّة عشر عاماً من زرعها، ولا يُكتمل نُموّها إلّا بعد أربعين».

        ​من شبكة الكفيل العالمية - موقع الاربعين - بتصرف

        تعليق


        • #5
          السؤال
          اول من كتب نص زيارة الاربعين ؟


          الأولى:

          هي التي رواها الشيخ الطوسي في كتابيه التهذيب ومصباح المتهجد عن صفوان بن مهران والتي تبدأ بـ السَّلامُ عَلَى وَلِيِّ اللَّهِ وَحَبِيبِهِ السَّلامُ عَلَى خَلِيلِ اللَّهِ وَنَجِيبِهِ السَّلامُ عَلَى صَفِيِّ اللَّهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ... إلخ.

          الثانية:


          هي الزيارة المروية عن جابر بن عبد الله الأنصاري، والتي نقل لنا عطا (الظاهر نفس عطية العوفي الكوفي الذي رافق جابر بن عبد الله الأنصاري متجهاً صوب كربلاء في زيارته يوم الأربعين صورتها)، حيث قال: كُنت مع جابر بن عبد الله الانصاري يوم العشرين من صفر، فلمّا وصلنا الغاضريّة اغتسل في شريعتها، ولبس قميصاً كان معه طاهراً، ثمّ قال لي: أمعك شيء من الطّيب يا عطا؟ قلت: سعد، فجعل منه على رأسه وساير جسده ثمّ مشى حافياً حتّى وقف عند رأس الحسين (ع) وكبّر ثلاثاً ثمّ خرّ مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق سمعته يقول: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا آلَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا خِيَرَةَ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا سَادَةَ السَّادَاتِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا لُيُوثَ الْغَابَاتِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا سُفُنَ النَّجَاةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ... إلخ.
          "زيارة الأربعين" المروية عن جابر الأنصاري

          من شبكة المعارف الاسلامية

          تعليق


          • #6


            من هو جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضوان الله عليه ):

            الجواب
            هو أبو عبد الله، جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري.
            صَحِبَ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و شهد بدراً و ثماني عشرة غزوة مع النبي ( صلى الله عليه و آله )، و صَحِبَ الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) و شهد معه وقعة صِفِّين، و كان من شرطة خميسه.
            و صَحِبَ كذلك كل من الإمام الحسن بن علي، و الإمام الحسين بن علي، و الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليهم السلام )، و أدرك الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) أيضاً، إلاّ أنّه توفّي قبل إمامته.
            رَوَى عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله )، و الإمام علي ( عليه السَّلام )، و فاطمة الزهراء ( عليها السلام ).
            و كان جابر ( رحمه الله ) منقطعاً إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) و ثابتاً على حبّهم، و هو أوَّل من زار قبر الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) بكربلاء في العشرين من شهر صفر ( يوم الأربعين ) ، و بكى عليه كثيراً، و كان برفقة عطية العوفي 1.
            توفّي جابر ( رضوان الله عليه ) عام 78 هـ بالمدينة المنوّرة، و هو في الرابعة و التسعين من عمره، و كان ( رضوان الله عليه ) آخر مَن بَقي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و آله )، و كان النبي ( صلى الله عليه و آله ) قد أخبره بأنه سيبقى حياً حتى يدرك الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) خامس أئمة أهل البيت ( علهم السلام ) 2.

            ---------------
            • 1. عطية العوفي : احد رجال العلم و الحديث يروي عنه الاعمش و غيره و روي عنه أخبار كثيرة في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) و هو الذي تشرف بزيارة الحسين ( عليه السَّلام ) مع جابر الأنصاري الذي يعد من فضائله انه كان أول من زاره.
              قال أبو جعفر الطبري في كتاب ذيل المذيل : عطية بن سعد بن جُنادة العوفي من جديلة قيس ، يكنى أبا الحسن ، قال ابن سعد : اخبرنا سعد بن محمد بن الحسن بن عطية قال جاء سعد بن جُنادة إلى علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) و هو بالكوفة فقال يا أمير المؤمنين انه قد ولد لي غلام فسمِّه .
              فقال : هذا عطية الله ، فسُمِّيَ عطية .
              توفي سنة 111 بالكوفة ، و كان كثير الحديث ثقة.
              و حكي عن ملحقات الصراح قال : عطية العوفي ابن سعيد له تفسير في خمسة أجزاء ، قال عطية عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات على وجه التفسير ، و أما على وجه القراءة فقرأت عليه سبعين مرة ( الكُنى و الألقاب للشيخ عباس القمي : 3 / 489 بتلخيص ).
            • 2. لمزيد من التفصيل راجع، الكافي : 1 / 469 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية /


            من مركز الاشعاع الاسلامي للدراسات والبحوث الاسلامية ​

            تعليق


            • #7
              زيارة الأربعين: طاقة الـ (نيرفانا) الروحية

              ​مامعنى طاقة نيرفانا الروحية؟

              الجواب

              النيرفانا كلمة ذات جذور هندية سنسكريتية بمعنى الوصول إلى حالة (الغبطة المستديمة) ، وذلك بعد فترات طويلة يستغرقها الإنسان في التفكر والاستغراق في معرفة عمق الأشياء وكنهها وصولاً لمبتغاه من أجل الوصول إلى قيمته، وقد يتشظى المعنى إلى صفاء الروح بعد أن تتطهر بفعل مؤثرات تمنحها الانسجام والتصالح.
              ولو أسقطنا مفهوم (النيرفانا) بهذه الأبعاد على مانشاهده من صور وتمثلات الزيارة المليونية الخاصة بأربعينية الإمام الحسين (ع)؛ لوجدنا أن المؤثرات الإيمانية التي تُسْقط على الملايين القاصدة لكربلاء تفعل فعلها النيرفاني في إيصالها ببعدها الروحي إلى كل ما يتصل بمشاعر القاصدين، وكأنهم يعيشون طقس اغتسالٍ وتطهرٍ عبر هذه الخطى التي تمثل معراجاً روحياً. إن الشحن بطاقة النيرفانا يتخذ عند البوذيين مثلاً يلزم سلوكيات تتعلق بالعزلة والاختلاء بالنفس، وتقول الحكايات أنهم يتوارون في كهوف جبال التبت؛ من أجل الحصول على أوقات أكثر للتعبد والتأمل والتفكر.
              بينما الأمر في (نيرفانا) الزيارة الأربعينية يتخذ شكلاً لا علاقة له بطقوس العزلة والاختلاء في الكهوف أو أماكن التأمل الأخرى، بل على العكس، تأخذ الفكرة بعداً جماعياً يصل إلى أكثر من عشرين مليون إنساناً من جنسيات وأعراق مختلفة. وقد تكون هذه الزيارة تأكيداً لأهمية السلوك الجماعي الذي يحقق الكثير من الأهداف سواء للفرد أو المجتمع، زارعاً في النفوس المعاني الجميلة، والقيم النبيلة، حتى مع الزمن الطويل نسبياً الذي تستغرقه هذه الزيارة من دون حدوث مشاكل، بينما تسطع صور السلوكيات الأخلاقية، والتكافل الاجتماعي، الأمر الذي يعطي قوة إضافية للمجتمع المتوحد ، وهذا ما يفسر ديمومة هذه الطاقة الإيجابية التي تترسخ سنة بعد سنة منذ قرون.
              حالة من البناء الجماعي للإنسان تمتد عبر أكثر من أسبوعين سيراً على الأقدام تمنح تجديداً للمفاهيم، وشرحاً آخر لها يكاد يكون هو الشرح المؤكد، والذي لا تشوبه شائبة كأنه معراج روحي متحقق بأبعاده المتعلقة بفهم القضية ومؤثراتها التي تمنح هذه الطاقة الإيجابية، معززة بذهنية صافية مرتكزة على يقين لن يتزعزع، فضلاً عن سلوكيات اخلاقية تنسجم مع ذهنية الطاقة الروحية، الذهنية التي تؤكد أن هذه الملايين البشرية صارت عناصر مشحونة بكل احتياجات الروح السامية، فهي مجتمع مندمج روحياً وجسدياً بقيمة القضية وعمقها.
              هذه الخطى المليونية تنتج علائق إنسانية هي في حقيقتها مزيج من العواطف والأفكار. والعلائق بين هاتين البنيتين تُنتج وتُكتشف طيلة الفترة الزمنية التي يتوقف الزمن إزاءها، مسترقاً السمعَ لنبض المسافة المنتعشة إيمانياً بتسابيح المؤمنين، واجتماعياً بتكافلهم ومساعدتهم لبعضهم البعض في كرنفال الأنسنة المتجدد. لقد أثبتت الزيارة الأربعينية ومازالت تثبت ان الانطلاق لتجديد خصوصية كربلاء يمر عبر قناة التصور العقلاني، والنظرة الواقعية للشعائر التي تمثل " تقوى القلوب " ؛ ذلك لأن الافرازات الاجتماعية لهذه الزيارة تقود إلى حالة وجدانية حضارية، فحين نعمد لتأصيل العلائق الإنسانية في هذه الزيارة لابد أن ننظر لهذه الإفرازات؛ لأن الصور التي نشاهدها خلال أيام المشي ليست خيالات تأملية، او مناهج تدريس تُدرّس لمرحلة عمرية محددة، إنما هي مشاهد تتجلى فيها الروح العاشقة المتذوقة لحلاوة اليقين. هي تجربة تنطلق من واقع مدرك، وفكرة متيقظة، وجذوة عشق لن تنطفئ بتأكيدات نبوية " إن لقتل ولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تنطفئ أبداً "، إذن، نحن إزاء حاضر فاعل في الوجدان الذي يُظَنُّ خطأ أنه وجدان سيفضي إلى الغياب.
              ولكي تترسخ هذه الطاقة بأبعادها المتعددة، وأهمها البعد الإنساني الجماعي؛ لابد من تعزيز الاحتفاء بمسببها الأصلي، على أن يكون الابتعاد عابراً لمسميات العرق والدين، وهذا هو الذي تثبته الزيارة الأربعينية، متخذة من اشكال التعبير عنها مرتكزاً لتأصيل عالميتها، فهذه الحشود المليونية صار لها حضورٌ في اعمال الأدب المتنوعة، وكذلك في اللوحات الفنية، وربما نشاهد مستقبلاً معزوفات عالمية تتخذ من هذه الزيارة ومن الملايين الذين يحيونها عنواناً لافتاً وفريداً يعزز (النيرفانا) وطاقاتها المتوهجة عبر المبدعين وإنجازاتهم. وهذا ليس بالأمر الصعب، فمع كل موسم تتجدد فيه الزيارة الأربعينية؛ نجد أشياء مستحدثة؛ لذلك يمكن أن نرى في القادم من السنوات معارض للكتاب، أو ندوات تثقيفية وفكرية تُعرِّف بأبعاد هذه الزيارة مجتمعياً وثقافياً بل وحتى اقتصادياً.
              من شبكة النبا المعلوماتية




              التعديل الأخير تم بواسطة صدى المهدي; الساعة 30-08-2023, 10:45 AM.

              تعليق


              • #8
                هل زيارة الأربعين مستحبة؟

                الجواب


                بعد الزيارات المليونية للإمام الحسين عليه السلام كل عام، حاول بعضهم التشكيك في زيارة الأربعين، بأنها لم يثبت استحبابها بخصوصها، أي أنها ليست من الزيارات المخصوصة، كزيارة ليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، ويوم عرفة وغيرها.
                والكلام يكون في عدة نقاط:

                1- أن علماء الطائفة لم يعتنوا بتدوين أسانيد الروايات المتكفلة ببيان الآداب والسنن والمستحبات ونحوها، وإنما كانت عنايتهم بذكر أسانيد الروايات المبيِّنة للأحكام الإلزامية، وهي الواجبات والمحرمات، ولهذا تجد جميع روايات بعض كتب المستحبات مثل (مكارم الأخلاق) للطبرسي بلا أسانيد.

                وقد اختلف علماء الطائفة في طريقة التعامل مع مثل هذه المستحبات والسنن المذكورة في الكتب المعروفة على نحوين:

                النحو الأول: أن يؤتى بتلك الآداب والمستحبات بعنوان الاستحباب، اعتمادًا على قاعدة التسامح في أدلة السنن، إذ يكفي في إثبات الاستحباب وجود فتوى أو رواية تدل على هذا المستحب وإن كانت ضعيفة السند.

                النحو الثاني: أن يؤتى بتلك الآداب برجاء المطلوبية كما هو مسلك المحقق السيد الخوئي (قدس سره).

                وعليه، فإن زيارة الأربعين يؤتى بها بأحد هذين النحوين، وكذا جميع الزيارات والأدعية وغيرها من الآداب والسنن المذكورة في كتاب مفاتيح الجنان وغيره.

                2- أنه لا شك في أن زيارة الإمام الحسين عليه السلام مستحبة في جميع الأوقات، في العشرين من صفر وغيره، وعلى ذلك دلت الروايات المتواترة عن أهل بيت العصمة والطهارة.

                منها: ما رواه الكليني في الكافي بسنده عَنْ حَنَانٍ عَنْ أَبِيه قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه عليه السلام: يَا سَدِيرُ تَزُورُ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام فِي كُلِّ يَوْمٍ؟ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا، قَالَ: فَمَا أَجْفَاكُمْ! قَالَ: فَتَزُورُونَه فِي كُلِّ جُمْعَةٍ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَتَزُورُونَه فِي كُلِّ شَهْرٍ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَتَزُورُونَه فِي كُلِّ سَنَةٍ؟ قُلْتُ: قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ. قَالَ: يَا سَدِيرُ مَا أَجْفَاكُمْ لِلْحُسَيْنِ عليه السلام! أمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّه عَزَّ وجَلَّ أَلْفَيْ أَلْفِ مَلَكٍ شُعْثٌ غُبْرٌ، يَبْكُونَ، ويَزُورُونَ لَا يَفْتُرُونَ، ومَا عَلَيْكَ يَا سَدِيرُ أَنْ تَزُورَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام فِي كُلِّ جُمْعَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، وفِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ بَيْنَنَا وبَيْنَه فَرَاسِخَ كَثِيرَةً، فَقَالَ لِي: اصْعَدْ فَوْقَ سَطْحِكَ، ثُمَّ تَلْتَفِتُ يَمْنَةً ويَسْرَةً، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ انْحُ نَحْوَ الْقَبْرِ، وتَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّه، السَّلَامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّه وبَرَكَاتُه. تُكْتَبُ لَكَ زَوْرَةٌ، والزَّوْرَةُ حَجَّةٌ وعُمْرَةٌ. قَالَ سَدِيرٌ، فَرُبَّمَا فَعَلْتُ فِي الشَّهْرِ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً 1.

                وبه يتضح أنه إذا لم يثبت استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام في خصوص العشرين من صفر، فإن الاستحباب ثابت بالعنوان العام.

                وكل من زار الإمام الحسين عليه السلام في العشرين من صفر أو غيره فإنه مثاب مأجور حتى لو لم تكن زيارته عليه السلام في ذلك الوقت من الزيارات المخصوصة.

                والتشكيك في أن زيارة الإمام الحسين عليه السلام في العشرين من صفر مخصوصة أو غير مخصوصة، ليست له أي فائدة إلا صدّ الشيعة وتثبيطهم عن زيارته عليه السلام.

                3- أن الفرق بين الزيارة المخصوصة والزيارة المطلقة أن ثواب الزيارة المخصوصة أكثر، مثل زيارته في يوم عاشوراء، أو في ليلة النصف من شعبان، أو في ليلة القدر، أو يوم عرفة أو غيرها...

                ولكن كل من بلغه ثواب على عمل، فعمله برجاء ذلك الثواب، أعطاه الله ما كان يؤمّله من الثواب، وإن لم يكن الأمر كذلك، وهذا ما دلت عليه الروايات الصحيحة المستفيضة التي سميت: (روايات من بلغ).

                - منها: ما رواه الكليني في الكافي في بسند صحيح عن هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام قال: من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه، كان له، وإن لم يكن على ما بلغه 2.

                فمن بلغه أن في زيارة الأربعين ثواباً عظيماً وهو كذلك، فزار الإمام الحسين عليه السلام في ذلك الوقت برجاء نيل ذلك الثواب، فإن الله بفضله وواسع كرمه يعطيه من الثواب ما كان يؤمّله.

                4- أن ثواب الزيارة يختلف من زائر إلى آخر، فمن جاء من البصرة خالص النية عارفًا بحق الإمام، وقد عانى في طريقه ما عانى من التعب والجوع والعطش والفقر والخوف، فهو أكثر ثوابًا ممن لم يعان شيئًا من ذلك، حتى لو كانت زيارة الثاني مخصوصة وزيارة الأول مطلقة.

                ثم إن الله تعالى يعطي الزائرين الثواب بفضله ورحمته سواء أكانت الزيارة مخصوصة أم مطلقة، والله واسع الكرم كثير العطاء، فمن أحسن الظن بربه أعطاه الله تعالى أكثر مما أمله.

                الهوامش:
                1. الكافي 4/589.
                2
                الكافي 2/87.

                الشيخ علي آل محسن · 30-08-2023

                تعليق


                • صورة الزائر الرمزية
                  ضيف تم التعليق
                  تعديل التعليق
                  موستحبه لاكن واجب على كل مسلم ومسلم

              • #9
                حماية تاريخ الاربعين

                الجواب



                زيارة الأربعين منذ سقوط النظام البعثي، إذ مَثّل هذا الحدث علامة تاريخية فاصلة بين أيام المطاردات والزيارة بالتخفي، وبين مسير الحشود المليونية على الشوارع العامة من جميع أنحاء العراق، فضلاً عن الوفود من دول الشرق الأوسط وبقية أنحاء العالم.

                ومن المفارقات أننا أكملنا في هذه السنة 20 عاماً ، ومن ولد في عام 2003 أصبح عمره الآن 20 عاماً، هؤلاء هو جيل الشباب الحالي، وهم من يقودون المستقبل، لكن المؤسف أن نسبة كبيرة من هؤلاء لا يعرفون عن زيارة الأربعين في فترة ما قبل 2003، وبعضهم نسي ما جرى خلال سنوات الاحتلال الأولى، وضاع عليهم التاريخ الذي عايشوه أو عايشوا من عايشوه.

                ليس جيل 2003 وحدة الذي فقد إرشيف زيارة الأربعين خلال فترة حكم البعث، بل أن الزوار الذين كانوا يمشون سيراً على الأقدام ويطاردون من قبل أعضاء حزب البعث لا يملكون أي أرشيف من الزيارة سوى بعض الذكريات التي يتحدثون فيها شفوياً، لا يوجد شيء يوثق مسيرة الأربعين خلال تلك الحقبة.

                إذا كان هذا هو حال الجيل الذي عايش الزيارة، فما بالك بالأجيال التي سوف تأتي بعد قرون؟

                من الذي يضمن أن الخبر الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط عام 2016 ضد زوار الأربعين أن لا يكون وثيقة تاريخية بعد 50 أو 100 عام، ويحاجج بها على أن الزيارة سلوك سلبي وخارج عن إطار التعاليم الإسلامية.

                من يضمن عدم تحريف الشعائر الحسينية التي تمارس اليوم، وتصور بطريقة مختلفة أو يتم انتقاء بعض منها، وبما يشوه صورتها الحقيقية؟

                ربما تكون هذه المخاوف غير مبررة بالنسبة لبعض القراء، على اعتبار أن العراق بات يملك اسطولاً من القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية، فضلاً عن المؤسسات المعنية بتصوير الجزء الأكبر من الزيارة، وهو اعتراض صحيح إذا كانت قنواتنا الفضائية ومؤسساتنا الدينية تتمتع بنوع من الاستقرار الذي يجعلها قادرة حماية تراث وتاريخ الأربعين.

                وعندما أقول حماية تراث الأربعين، فهذا يعني توثيق الجزء الأكبر من الزيارة، عبر أخذ عينات مصورة ومكتوبة ومسجلة على أشرطة فيديو لكل شعيرة حسينية منذ انطلاق الزوار وحتى وصولهم إلى كربلاء المقدسة.

                العتبة الحسينية انتبهت مؤخراً لأهمية توثيق الزيارة الأربعينية، فقد بدأت بنقاشات وحوارات منذ عام 2016 وما قبل هذا التاريخ، لكن هذه الموسوعة في طور التكوين ولم تصل إلى مرحلة الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة التي تعتمد على البيانات الكبيرة، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها لتسهيل عملية التوثيق، وعملية الاسترجاع على حد سواء.

                وهناك فريق يرى بأن الأربعينية محفوظة ليس من خلال الورق والوثائق والصور، إنما يحفظها الله، ويديمها الولاء المطلق لمحبي أهل البيت من زوار وخدام للزوار ورواديد وخطباء المنبر، وغيرهم ممن يشاركون بشكل سنوي في أصعب الظروف وأسهلها.

                نعم مرة أخرى وأخيرة، هؤلاء هم جوهر استمرار زيارة الأربعين بغض النظر عن التوثيق الذي نتحدث عنه، إلا أن العالم يتغير بشكل هائل، ومن خلال مواكبة التطور العلمي والتقني، وتوظيفه في حفظ تراث الأربعين، يمكننا ليس الحفاظ على الزيارة فقط، بل الاستفادة منها كقوة ناعمة تخدم العراق وتعزز موقعه بين دول العالم، وتزيد من مكانة الزيارة على مستوى العالم وبين جميع البشر، لا أن تكون مقتصرة على محبي أهل البيت عليهم السلام.

                وفي الختام، أسألك كقارئ، ماذا تتذكر من زيارة الأربعين قبل عشر سنوات؟ ستجد نفسك لا تتذكر إلا القليل، من الذي يحفظ تراثك في الأربعين، إنه التوثيق الذي جعل الأمم تعبر من مرحلة الركود إلى التقدم، لأن حفظ التراث لا يعني توثيق الأحداث في صور فقط، إنما الاستفادة منها وأخذ الدروس والعبر من الأخطاء وتصحيحها، والإيجابيات وتعزيزها.
                ​من شبكة النبا المعلوماتية

                تعليق


                • #10
                  كيف يمكن لزيارة الأربعين أن تكون مفتاحا للتحول الوطني السليم؟ وما هي طرق إستثمار زيارة الاربعين في تحقيق التنمية المستدامة؟

                  الجواب


                  زيارة الأربعين ظاهرة فريدة من نوعها من بين جميع الظواهر الدينية والاجتماعية والثقافية المنتشرة في جميع أنحاء العالم على مستوى المذاهب والمعتقدات. وقد ثبت ذلك من خلال أبرز مشاهد شعائرها ألا وهو المشي على الأقدام في زمن تتوفر فيه كافة وسائل النقل المريحة.

                  ولا يخفى ما ترتب بعد فاجعة الطف من أمور مختلفة في أبعاد مختلفة، كان لزيارة الأربعين منها سهما سواء على مستوى الألفاظ أو الأعمال العزائية او الفنية العالمية وغيرها..

                  على مستوى الألفاظ ظهرت مفردات جديدة في قاموس اللغة العربية مثل كلمة "المشّاية" وهذه وليدة مسير "الأربعين".

                  ولظهور كلمة "الأربعين" ذاتها والتي لم تكن هي الأخرى تعرف قبل ذلك في أي ثقافة من الثقافات السابقة، وتعني إحياء ذكرى مرور أربعين يوما على وفاة الشخص، إذ عُرفت بعد أن رد الرأس الشريف وزيارة أهل البيت عليهم السلام في العشرين من صفر لعام ٦١ هـ.

                  وهنا دخلت هذه المفردات في اللا وعي الجمعي البشري، حتى صار يحيي ذكرى الأربعين حتى من لا يؤمن بمؤسس وصاحب الحدث بل ولربما يعتبر في عداد الأعداء!

                  الأمر الآخر على مستوى الأعمال؛ برزت ظاهرة الجلوس ثلاثة أيام لاستقبال المعزين عند أصحاب المتوفى والتي لم تكن موجودة قبل أن يجلس أهل البيت عليهم السلام ثلاثة أيام للعزاء في الشام، جعلها البعض سبعة أيام فسنت في بعض المناطق.

                  وعلى مستوى العمل الفني؛ وصل بعض المحققين إلى ان فن المسرح والتمثيل الموجود اليوم في جميع أنحاء العالم إنما هو وليد الشعائر الحسينية حيث يعتبر الإمام الصادق عليه السلام المؤسس الأول لفن المسرح العالمي حينما كان يقيم عزاء في بيته فرأى رضيعا وشابا، فأشار إلى الرضيع وتحدث عن مأساة عبدالله الرضيع في كربلاء ومسك بيد الشاب وعبّر من خلاله إلى فاجعة مقتل علي الأكبر ابني سيد الشهداء عليهم جميعا سلام الله. وذلك ما وصل إليه المحقق الكرباسي أثناء تحقيقاته لإعداد موسوعة دائرة المعارف الحسينية.

                  من هنا وبناء على هذا الأساس لا يستبعد أن تستلهم سائر الثقافات من ظاهرة "المشي"، فتدخل مفردة "المشاية" إلى معاجمها، وتستخدم تلك الظاهرة لتعظم سادتها وعظمائها كما استلهمت الكثير من تلك المفاهيم من قبل.

                  وهكذا يمكن القول؛ إن العراق كان مهد الحضارات قديمًا ثم المؤسس والملهم لكثير من ظواهر الثقافة الإنسانية على مر التاريخ. فهل يبقى مجال لتحول وطني سليم أعظم وأي تنمية أكثر استدامة من هذا الميزة؟، فلو أراد العراق أن يقلد سائر دول العالم من خلال استثمار فرصة دخول الوافدين، فيستثمر من زيارة الأربعين في مجال اقتصادي أو سياسي أو ما شابه لما كان بإمكانه أن ينتج ربحا ماديا مثل المملكة العربية السعودية في استثمارها لمناسبة الحج، وكيف له ذلك والسعودية تربح كل الربح التجاري والاقتصادي من الحجاج الأغنياء، في حين إن مختلف طبقات العراق يعطون كل ما يملكون لخدمة الزائرين الوافدين من جميع نواحي الأرض لأداء حج الحسين!.

                  وعليه فلا نتوقع اي استثمار غير ذلك الاستثمار الإنساني والمعرفي، ذلك لأن صاحب الأربعين قد أوصى أن يرشدوا ويضيِّفوا زواره لا أن يهدفوا إلى أي استثمار مادي، ولقد صار العراق فعلا خير موصَّى لذلك، مما أدى به إلى أن يفرض نفسه على العالم بنشر هذه الثقافة رغم تجاهل الإعلام العالمي والإقليمي له.

                  * مداخلة مقدمة الى الجلسة الحوارية التي عقدها مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث في ملتقى النبأ الاسبوعي تحت عنوان (زيارة الأربعين وآفاق التحول الوطني)


                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X