ـ أسلم التركي :
قد ذكر أهل السير والمقاتل أن ألإمام الحسين عليه السلام إشتراه بعد وفاة أخيه ألإمام الحسن عليه السلام . ووهبه لإبنه علي بن الحسين عليه السلام (1).
وكان أبوه تركيا ، وكان اسلم كاتبا عند الحسين عليه السلام في بعض حوائجه وكان قارئا للقرآن وعارفا بالعربية . فلما خرج الحسين عليه السلام من المدينة إلى مكة ، كان أسلم ملازما له حتى أتى معه كربلاء ، فلما كان اليوم العاشر وشب القتال إستأذنه عليه السلام .فبرز للقتال وهو يرتجز :أميري حسين ونعم ألأميرسرور فؤاد البشير النذير
وعن منتهى ألآمال :البحر من طعني وضربي يصطليوالجو من سهمي ونبلي يمتليإذا حسامي في يميني ينجليينشق قلب الحاسد المبجل
فقتل جماعة وفي منتهى ألآمال كانو سبعين ، فتحاشوه فصرعوه فجاءه الحسين عليه السلام فرآه وبه رمق يومي إلى الحسين عليه السلام فإعتنقه
(1) المامقاني : تنقيح المقال ج9 ص 326 .البالغون الفتح في كربلاء373
الحسين عليه السلام ووضع خده على خده ، ففتح عينيه ورآه فتبسم (1)وقال السماوي رحمه ألله وقال : من مثلي وإبن رسول ألله واضع خده على خدي ثم فاضت نفسه رضوان ألله عليه (2).
قال المحقق شمس الدين : ورد ذكره عند الطبري بإسم (سليمان) . وفي الزيارة وعند السيد ألأمين . وذكره الشيخ في الرجال ، فقال (سليم ، مولى الحسين عليه السلام ، قتل معه).
نرجح إن الذي قتل في كربلاء إسمه أسلم وليس سليمان أو سليماً .
ذكره الشيخ في الرجال ، ولم ينص على مقتله . وذكره السيد ألأمين في أعيان الشيعة في جدوله ، وفي المقتل : (.. وخرج غلام تركي كان للحسين عليه السلام إسمه أسلم).
وذكره سيدنا ألأستاذ في معجم الحديث . ومن المؤكد أن هذا هو مراد الذين عبروا بـ (.. ثم خرج غلام تركي كان للحسين ..) دون أن يذكروا إسمه . وأما سليمان فقد كان مولى للحسين أيضا . وكان رسوله إلى أهل البصرة ، وسلمه احد من أرسل إليهم من زعماء البصرة ، وهو المنذر بن الجارود العبدي ، إلى عبيدألله بن زياد (لع) ، عامل يزيد بن معاوية (لع) على البصرة حينذاك فقتله ، وسليمان هذا يكنى أبا رزين(3). وصف أسلم هذا في المصادر بأنه (قارئ للقرآن ، عارف بالعربية ) ووصف بأنه كان كاتبا مولى .
(1) القمي : منتهى ألآمال : ص 389 .
(2) ألإبصار : 71 .
(3) ألأنصار : ص 73 .البالغون الفتح في كربلاء374
تعليق