(37)سلسلة
المسير إلى الكوفة
في الكوفة
وصل الركب إلى الكوفة, وأدخلوا إلى قصر الإمارة, وأمر عبيدُ الله بنُ زياد للناس بالدخول عليه.
وضع رأسَ الإمام الحسين أمامَه وجعلَ ينكثُ ثناياهُ بعودٍ كان في يدِه, ويهزُّ أعطافَه شماتةً وفرحاً بقتل سيد شباب أهل الجنة.
جلست السيدة زينب بزاويةٍ متنكرةً, فقال ابنُ زياد: من هذه المتنكرة؟
- فلم تُجبْه روحي فداها.
- فأعاد السؤال مرة ثانية, فقالت إحداهُن: إنَّها بنت علي وبنتُ فاطمة.
فأقبل اللعين عليها قائلاً:
الحمد لله الذي فضحَكم وأكذبَ أحدوثَتَكم.
فقالت عليها السلام: الحمد لله الذي أكرمَنا بنبيِّه محمد صلى الله عليه وآله وطهرَنا من الرِّجس تطهيراً, إنما يُفتضَحُ الفاسق, ويُكذَّبُ الفاجر, وهو غيرُنا.
فقال اللعين: كيف رأيتِ صُنعَ اللهِ بأخيك واهلِ بيتِك؟
فقالت: ما رأيتُ إلا جميلاً, وهؤلاء قومٌ كُتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعِهم, وسيجمعُ اللهُ بينَك وبينَهم يا ابن زياد, فيُحاجُّون ويُخاصِمون, فانظر لِمَنْ الفَلَج يومئذٍ, هبَلَتْكَ أمُّكَ يا ابنَ مرجانة.
فاستشاط غضباً من كلامِها روحي فداها, وهمَّ بقتلِها, فالتفت إليه أحدُهم وقال:
- أصلح اللهُ الامير إنما هي امرأة ولا تؤاخذ بشيء من مَنطقِها.
فالتفتَ إليها وقال:
لقد شفى اللهُ نفسي من طاغيتِك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتِك.
فبكت ورقَّت وقالت:
لَعَمري لقد قَتلتَ كهلي, وأبرزتَ أهلي, وقطعتَ فَرعي, واجتَثَثْتَ أصلي, فإنْ يُشْفِكَ هذا فقد اشتفيتَ.
المسير إلى الكوفة
في الكوفة
وصل الركب إلى الكوفة, وأدخلوا إلى قصر الإمارة, وأمر عبيدُ الله بنُ زياد للناس بالدخول عليه.
وضع رأسَ الإمام الحسين أمامَه وجعلَ ينكثُ ثناياهُ بعودٍ كان في يدِه, ويهزُّ أعطافَه شماتةً وفرحاً بقتل سيد شباب أهل الجنة.
جلست السيدة زينب بزاويةٍ متنكرةً, فقال ابنُ زياد: من هذه المتنكرة؟
- فلم تُجبْه روحي فداها.
- فأعاد السؤال مرة ثانية, فقالت إحداهُن: إنَّها بنت علي وبنتُ فاطمة.
فأقبل اللعين عليها قائلاً:
الحمد لله الذي فضحَكم وأكذبَ أحدوثَتَكم.
فقالت عليها السلام: الحمد لله الذي أكرمَنا بنبيِّه محمد صلى الله عليه وآله وطهرَنا من الرِّجس تطهيراً, إنما يُفتضَحُ الفاسق, ويُكذَّبُ الفاجر, وهو غيرُنا.
فقال اللعين: كيف رأيتِ صُنعَ اللهِ بأخيك واهلِ بيتِك؟
فقالت: ما رأيتُ إلا جميلاً, وهؤلاء قومٌ كُتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعِهم, وسيجمعُ اللهُ بينَك وبينَهم يا ابن زياد, فيُحاجُّون ويُخاصِمون, فانظر لِمَنْ الفَلَج يومئذٍ, هبَلَتْكَ أمُّكَ يا ابنَ مرجانة.
فاستشاط غضباً من كلامِها روحي فداها, وهمَّ بقتلِها, فالتفت إليه أحدُهم وقال:
- أصلح اللهُ الامير إنما هي امرأة ولا تؤاخذ بشيء من مَنطقِها.
فالتفتَ إليها وقال:
لقد شفى اللهُ نفسي من طاغيتِك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتِك.
فبكت ورقَّت وقالت:
لَعَمري لقد قَتلتَ كهلي, وأبرزتَ أهلي, وقطعتَ فَرعي, واجتَثَثْتَ أصلي, فإنْ يُشْفِكَ هذا فقد اشتفيتَ.