إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج المنتدى 92(الامام السجادع مصدراً للالهام الفكري والروحي)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    اللهم صل على محمد وال محمد

    اهلا بمحورنا الغالي على قلوبنا والذي اصبح جزءأ لا يتجزأ من حياتنا اليومية

    وان لم يحالفنا الحظ بالمشاركة في المحور السابق فبالتاكيد لن يفوتنا هذه المرة

    بالتاكيد ان لاختي الغالية ام سارة الق يضفيه عليها اخلاصها وولائها لمحورها

    واختياراتها دائما متميزة بالاخص هذا الاسبوع وهو اختيار موضوع اخي المحقق بنشره الراقي والمتميز

    ان مصائب الامام السجاد عليه السلام تفوق الوصف وقد تحمل من مصائب السبي ما تعجز عن كتابته الاقلام وتتصوره العقول

    فهو شهد معركة الطف من اولها الى اخرها مع ما فيها من مصاءب ورزايا تفوق الوصف فقد شهد الام السبي المؤلمة

    ولا نريد ان نتكلم عن السلاسل والجامعة التي كانت تطوق عنقه الشريف وركوبهم نوق بغير وطاء

    ولكننا لا نتصور كيف تحمل الامام مصائب اسر وسبي بنات النبوة اللواتي كن مخدرات لايُرى لهن ظل

    ولا يُسمع لهن صوتا ...كيف تحمل بابي وامي ان يرى الشمر وجنوده يسوقهن اسارى ويرى بام عينيه الاطفال

    وهم يقعون من على النوق اثناء المسير ويعانون من الهوان وهم لاعهد لهم بهذه المعاملة القاسية والدروب البعيدة

    وهو لايستطيع الذود عنهم لمرضه الشديد ... لااستطيع ان اتخيل كم كبير هو قلبه ليحمل كل هذا الصبر وكل هذه البلايا

    فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا


    تعليق


    • #12

      إن حياة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) وسيرته الطاهرة مليئة بمكارم الأخلاق وهي تشكل قسماً مهماً من بحر فضائله ومكارمه، فكان الإمام (عليه السلام) خير دليل وأسوة للإنسان الصالح، وأفضل نموذج لكل البشرية في طريق الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
      يقول أحد الشعراء[1]:
      من ذا يكافئ زهرة فواحة؟ أو من يثيب البلبل المترنما
      ينبغي للإنسان بصورة عامة وللمسلم بصورة خاصة أن يكون كباقة الورد العطرة، وأن يخدم الإنسانية من دون أن يتوقع مكافأة الناس له، وأن يعمل خالصاً لله عزّ وجلّ، كما ورد في القرآن الكريم حكاية عن أهل البيت (عليهم السلام) حيث قالوا: ((إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً))[2].
      وأن يحب الناس، وإذا ما أساء إليه شخص ما، فعليه بالعفو والإحسان، فإن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) كانوا كذلك، يغضون الطرف عن الذنب ويحسنون إلى المذنب.
      وخلاصة القول على الإنسان أن يقابل الإساءة بالإحسان والشر بالخير، مما يعبر عنه في علم الأخلاق بـ (الملكات الإنسانية العالية).
      وهذه من مزايا مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
      إن المجرم في عالم اليوم إذا لم يلتزم بمنطق القوانين والمقررات، فإنهم سوف يجبرونه بالقوة من أجل المحافظة على حقوق الآخرين حتى لا يتجاوز حدوده ويتعدى على حقوق الآخرين.
      أما في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الأخلاقية، فإن المجرم لا يُطرد ولاينفى، بل يجعل منه مؤمن صالح، حيث يسعون في هدايته بالحكمة والموعظة الحسنة ويستقبلونه بالوجه الطلق، مما يوجب هدايته إلى الطريق المستقيم والفطرة التي فطر الله الناس عليها.
      فسياستهم (عليهم السلام) هي سياسة اللين واللاعنف والأخلاق الطيبة، أما سياسة العصا والسيف فإنها ليست من شيمهم، فلم يقوموا بالسيف إلا للدفاع عن النفس، فإن نبي الإسلام العظيم (صلى الله عليه وآله) وخليفته الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يبتدئوا بحرب مطلقاً، بل كانوا دائماً وفي كل حروبهم في حالة الدفاع عن النفس وصد هجوم الكفار والمشركين، وحتى في تلك الحروب الدفاعية كانوا يجتنبون حد الإمكان عن القتل وإراقة الدماء[3].
      نعم إنهم حملوا رسالة المحبة إلى العالم، وبينوا أن معالم دينهم قائمة على المحبة وكانوا يقابلون حتى أعدائهم بالمحبة والوئام.
      وكان الإمام زين العابدين غصناً من أغصان هذه الشجرة النبوية العظيمة والمورقة دائماً والملقية بظلالها على رؤوس الخلق إلى أبد الآبدين.
      وقد كانت أخلاقه الطيبة مدرسة للآجيال، وإليكم بعض النماذج من سلوكه الطاهر.
      مع الأقرباء
      ذكروا أنه وقف على علي بن الحسين (عليه السلام) رجل كان له بعض القرابة من الإمام (عليه السلام) وشتمه، فلم يكلمه الإمام (عليه السلام) بسوء، فلما انصرف قال (عليه السلام) لجلسائه: «لقد سمعتم ما قال هذا الرجل وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا مني ردي عليه».
      قال: فقالوا له نفعل، ولقد كنا نحب أن يقول له ويقول.
      فأخذ (عليه السلام) نعليه ومشى وهو يقول: ((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين))[4].
      قالوا: فعلمنا أنه لا يقول له شيئاً.
      قال: فخرج (عليه السلام) حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال: «قولوا له هذا علي بن الحسين».
      قال: فخرج إلينا متوثباً للشر وهو لا يشك أنه إنما جاء مكافئاً له على بعض ما كان منه.
      فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): «يا أخي إنك كنت قد وقفت عليّ آنفاً فقلت وقلت، فإن كنت قلت ما فيّ فاستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس فيّ فغفر الله لك».
      قال: فقبل الرجل بين عينيه وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحق به[5].
      وروي أن الإمام السجاد (عليه السلام) كان يخرج بالليل متنكراً من دون أن يعرفه أحد ويطرق أبواب بعض أقربائه ويساعده مالياً، وكان الشخص يأخذ المال ويقول: لكن علي بن الحسين لا يواصلني لا جزاه الله عني خيراً، فيسمع الإمام ذلك ويصبر عليه ولم يعرفه بنفسه.
      وبعد استشهاد الإمام السجاد (عليه السلام) انقطع الخير عن الرجل فعرف أن الشخص المحسن الذي لم يكن يعرفه كان هو الإمام السجاد (عليه السلام)، عندها جاء إلى قبره وبكى بحسرة وندم على ما فرطه في حق الإمام[6].
      مع الموالي والعبيد
      إن كثيراً من الناس تختلف أقوالهم عن أعمالهم، فإذا كان معدماً لا يملك شيئاً، يتمنى أن لو كانت له الدنيا وما فيها ليخدم الناس، فيقول: إذا ما وصلت إلى منصب حكومي أو مادي، فسأرعى من تحت يدي وأساعد المحتاجين والفقراء، ولكن عند ما يجد القدرة في أي صعيد فإنه يطغى في حدود إمكاناته، هذه طبيعة البعض.
      أما أولياء الله والأئمة الطاهرون (عليهم السلام) فالمهم لديهم هو رضا الله عزّ وجلّ، فإنهم يستحضرون الله دائماً ويجعلون من رضائه ملاكاً لأعمالهم، وإذا ملكوا ما ملكوا، فإنهم ليس فقط لا يتغيرون ولايتبدلون بل يسعون للاستفادة منها في خدمة المحرومين والمنقطعين.
      والإمام زين العابدين (عليه السلام) من هؤلاء الأطهار فإنه على عظمته وزعامته الدينية، لم ينس حتى الموالي والعبيد، بل كان يتعامل معهم تعامل الأب العطوف، وربما تجاوزت محبته (عليه السلام) عطوفة الأب بالنسبة إلى أولاده:
      هكذا العفو
      في يوم من الأيام كان للإمام زين العابدين (عليه السلام) مجموعة من الضيوف، فأمر (عليه السلام) أن يعد لطعامهم مقداراً من اللحم فيشوى في التنور ويؤتى به على الخوان، وعندما حل وقت الطعام، جلب أحد غلمانه جفنة اللحم المشوي إلى الخوان وكانت الجفنة شديدة الحرارة، ولشدة عجلة الغلام وقبل أن يصل إلى الخوان سقطت من يده على رأس أحد أولاد الإمام الصغار فاحترق ومات.
      فتغير لون الغلام وأصابه الهلع وأخذ يرتجف من رهبة الجزاء، فإنه قد قتل طفلاً من أطفال الإمام (عليه السلام).
      ومن الطبيعي أن كل أب عندما يشاهد مقتل ولده بهذه الطريقة المفجعة، أن يشد على الطرف بما يمكنه وأقله التوبيخ باللسان، ولكن الإمام السجاد (عليه السلام) لما رأى ذلك سلّم أمره إلى الله تعالى وخاطب الغلام وقال: أنت حر لوجه الله، فإنك لم تعتمد ذلك، ثم أخذ في جهاز ابنه ودفنه[7].
      وبالطبع أن تحرير العبد حتى وإن كان له أجر أخروي، ولكنه يضر بالمالك من الناحية المادية لأن في استطاعته بيعه والاستفادة من ثمنه.
      أمنت عذابك
      في إحدى المرات نادى الإمام السجاد (عليه السلام) أحد غلمانه فلم يجبه، فأعاد النداء فلم يجبه، فناداه في المرة الثالثة فلم يجبه أيضاً، فقال له الإمام السجاد (عليه السلام) بهدوء: يا بني ألم تسمع ندائي في المرة الأولى والثانية؟
      قال: سمعت.
      قال (عليه السلام): فلماذا لم تجبني؟
      قال: لأني أمنت عذابك.
      عندما سمع الإمام (عليه السلام) جوابه هذا عفى عنه وقال: الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني[8].
      وينبغي الإشارة إلى أن العبيد في ذلك الزمان لم تكن لهم أية شخصية أو أهمية في المجتمع، وكان يكفي أن يقصّر في تلبية النداء حتى يعاقب عليه.
      إن طريقة تعامل الإمام زين العابدين (عليه السلام) تنم عن نهاية عطفه ومحبته بالنسبة إلى من كان تحت يده.
      كظمت غيظي
      واحدة من إماء الإمام السجاد (عليه السلام) قامت بصب الماء على يديه ليسبغ الوضوء للصلاة، ولكن فجأة سقط الإبريق من يديها فشج وجه الإمام.
      فنظر إليها الإمام (عليه السلام) وهو جالس.
      فقالت: ((والكاظمين الغيظ)).
      قال (عليه السلام): كظمت غيظي.
      قالت: ((والعافين عن الناس)).

      قال (عليه السلام): عفوت عنك.
      قالت: ((والله يحب المحسنين))[9].
      قال (عليه السلام) فاذهبي فأنت حرة لوجه الله، وكان الدم يتقاطر من وجه الإمام (عليه السلام)[10].
      نعم هذه هي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)..
      مدرسة الأخلاق والإحسان، حتى مع المقصرين والمخالفين، وهذه هي سياسة باقة الورد بدل السوط وغصن الزيتون بدل السيف.
      مع الأسرة والعائلة
      ورد في الروايات الشريفة أن الذي يؤذي عائلته وخاصة زوجته وأطفاله فيغلظ عليهم في القول والأخلاق، فإنه سيعذب عذاباً أليماً في يوم القيامة، وإذا مات فستناله ضغطة القبر والعياذ بالله. وهذا أثر طبيعي ووضعي للعمل، لأن نتيجة الضغط على الأسرة في الدنيا هي ضغطة القبر في البرزخ.
      وفي المقابل من أكرم عائلته ووسع عليهم في الرزق وعاشرهم بالمعروف وحسن الخلق، فسينال ثواب الآخرة ونعيم الجنة.
      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»[11].
      وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن سعدا لما مات شيعه سبعون ألف ملك، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) على قبره، فقال: ومثل سعد يضم، فقالت أمه: هنيئا لك يا سعد وكرامة، فقال لها رسول الله: يا أم سعد لا تحتمي على الله، فقالت: يا رسول الله قد سمعناك وما تقول في سعد، فقال: إن سعدا كان في لسانه غلظ على أهله»[12].
      وعن معمر بن خلاد عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: «ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته، وتلا هذه الآية: ((ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا))[13]، قال: «الأسير عيال الرجل، ينبغي إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة عليهم» الحديث[14].
      وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
      «من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله، كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإن من فرح ابنة فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقر عين ابن فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله جنات النعيم»[15].
      وقال الصادق (عليه السلام): «رحم الله عبدا أحسن فيما بينه وبين زوجته فإن الله عز وجل قد ملكه ناصيتها وجعله القيم عليها»[16].
      وقال أبو عبد الله (عليه السلام): «كانت لأبي (عليه السلام) امرأة وكانت تؤذيه فكان يغفر لها»[17].
      عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أوصاني جبرئيل (عليه السلام) بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بينة»[18].
      قال (عليه السلام): «من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة، أعتق الله رقبته من النار وأوجب له الجنة، وكتب له مائتي ألف حسنة ومحا عنه مائتي ألف سيئة ورفع له مائتي ألف درجة وكتب الله عز وجل له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة»[19].
      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ما من عبد يكسب ثم ينفق على عياله إلا أعطاه الله بكل درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف»[20].
      قال (صلى الله عليه وآله): «خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ولا يظلمونهم ثم قرأ: ((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض))[21] الآية»[22].
      ومن هنا فقد أكد الإسلام على حفظ الأسرة وإكرام من يعوله الإنسان والسعي في خدمتهم وقضاء حوائجهم، فإن الأسرة تمثل مجتمعاً صغيراً بحد ذاتها وهي النواة للمجتمع الأكبر، فإذا صلحت صلح المجتمع وإلا فلا، ولا يكون صلاحها إلا بالمحبة والصداقة والاحترام المتقابل بين الأفراد.
      إن هذه القاعدة (قاعدة الأسرة السليمة والمتحابة) وسائر القواعد الإسلامية الأخرى يجدها المتتبع بشكل واضح ومصداق عملي جلي في سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) فمثلاً إذا ما تصفحنا تاريخ الإمام السجاد (عليه السلام) وسلوكه مع أفراد عائلته سنراه في القمة، فإنه مضافاً إلى كونه (عليه السلام) أعبد أهل زمانه وأزهدهم، فهو لا ينسى رعاية من يعوله وإكرام اسرته الشريفة، بل يأخذ بخدمتهم ويهيأ لهم وسائل الراحة المشروعة ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ويربيهم على أفضل العبادات:
      ابتاع لعيالي
      ورد في الكافي عن أبي حمزة الثمالي أنه قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): «لأن أدخل السوق ومعي دراهم ابتاع به لعيالي لحماً وقد قرموا أحب إليّ من أعتق نسمة»[23].
      وقد أشار الإمام السجاد (عليه السلام) في هذا الحديث إلى أن ثواب شراء شيء للعيال أكثر من ثواب عتق رقبة في سبيل الله، وذلك لأن الزوجة والأولاد كل أملهم بكرم رب الأسرة وسخاوته، مضافاً إلى أن علاقتهم به لا تنفصم عراها، أما العبد إذا تحرر فان علاقته بمالكه تنفصم ويتخذ قراراته بنفسه.
      قال أبو الحسن (عليه السلام): «إذا وعدتم الصبيان ففوا لهم فإنهم يرون أنكم الذين ترزقونهم، إن الله عزّ وجلّ ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان»[24].
      أتصدق لعيالي
      عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أصبح خرج غادياً في طلب الرزق فقيل له: يا ابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي، قيل: له: أتتصدق؟ قال: من طلب الحلال فهو من الله جلّ وعز صدقة عليه»[25].
      وفي هذه الرواية بعض الملاحظات الدقيقة ينبغي ذكرها:
      الأولى: إن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) لا يأخذون من بيت المال حد الإمكان وإنما كانوا يشتغلون ببعض الأعمال مثل الزراعة وما أشبه، وبهذه الطريقة كانوا يحصلون على نفقاتهم ونفقات عائلتهم.
      الثانية: إن ثواب طلب الرزق الحلال من أجل تأمين نفقات العائلة يعادل ثواب إعطاء الصدقة في سبيل الله، هذا بالإضافة إلى الروايات الكثيرة التي تحث المسلمين على العمل، والزراعة، والتجارة وغيرها، وتبين أن أجر ذلك مثل أجر المجاهد في سبيل الله[26] وأن الكاسب حبيب الله، وأن العمل والكسب الحلال من أسباب غفران الذنوب.
      عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا كان الرجل معسرا فيعمل بقدر ما يقوت به نفسه وأهله ولا يطلب حراما فهو كالمجاهد في سبيل الله»[27].
      وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: «الذي يطلب من فضل الله عز وجل ما يكف به عياله أعظم أجرا من المجاهد في سبيل الله عزّ وجلّ»[28].
      وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «إياك الكسل والضجر فإنهما مفتاح كل سوء، إنه من كسل لم يؤد حقا ومن ضجر لم يصبر على حق»[29].
      وقال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): «إن الله تعالى ليبغض العبد النوام، إن الله تعالى ليبغض العبد الفارغ»[30].
      وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يحتطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة (عليه السلام) تطحن وتعجن وتخبز»[31].
      مع الناس
      إن سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وتعاملهم مع الناس هي المثل الأعلى في كافة ميادين الحياة الاجتماعية..
      فإنهم القدوة في حبهم وعطفهم.
      وفي رأفتهم حتى بعدوهم.
      وفي أخلاقهم وحسن معاشرتهم.
      وقد جعلهم الله تعالى الأسوة الحسنة حيث أمرنا جل جلاله باتباعهم والسير على هداهم فقال عز من قائل: ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كانوا يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا))[32].
      إذن فمن أراد الله والنجاة في يوم القيامة فعليه باتخاذ هؤلاء الأطهار (عليهم السلام) قدوة ومثلاً أعلى له في الحياة الدنيا وذلك لأنهم سفن النجاة التي من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى.
      وقد كان الإمام السجاد (عليه السلام) في سلوكه وتعامله مع الآخرين نموذجاً في الأخلاق الإسلامية وكان (عليه السلام) محط إعجاب الناس وتعلقهم بالرسول (صلى الله عليه وآله) والرسالة.
      وفي هذا يحدثنا الإمام الصادق (عليه السلام) ويقول: «كان علي بن الحسين (عليه السلام) لا يسافر إلا مع رفقة لا يعرفونه ويشترط عليهم أن يكون من خدام الرفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مرة مع قوم فرآه رجل فعرفه، فقال لهم: أتدرون من هذا؟
      فقالوا: لا.
      قال: هذا علي بن الحسين (عليه السلام).
      فوثبوا إليه فقبلوا يده ورجليه، وقالوا: يا ابن رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنم لو بدرت إليك منا يد أو لسان أما كنا قد هلكنا إلى آخر الدهر، فما الذي يحملك على هذا.
      فقال: إني كنت سافرت مرة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لا أستحق فإني أخاف أن تعطوني مثل ذلك فصار كتمان أمري أحب إلي»[33].
      هكذا أراد أن يخفي الإمام (عليه السلام) أمره تواضعاً فأبى الله إلا أن يظهره ويرفعه.
      وأما مشيته (عليه السلام) فكانت السكينة والوقار فلا طيش ولا خفة ولاشموخ بالأنف، لأن الإنسان مهما بالغ في مشيته فسوف لن يخرق الأرض ولا يبلغ الجبال طولاً، قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): «كان علي بن الحسين (صلوات الله عليه) يمشي مشية كأن على رأسه الطير لا يسبق يمينه شماله»[34].
      وفي تعامله مع من كان يؤذيه كان مصداقاً لقوله تعالى: ((ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))[35].
      وقد كان هشام بن إسماعيل يؤذي علي بن الحسين (عليه السلام) في إمارته، فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس فقال: ما أخاف إلا من علي بن الحسين، وقد وقف عند دار مروان وكان علي بن الحسين (عليه السلام) قد تقدم إلى خاصته ألا يعرض له أحد منكم بكلمة، فلما مر ناداه هشام: الله أعلم حيث يجعل رسالاته[36].
      وفي أحد الأيام مر الإمام (عليه السلام) على بعض المجذومين وكان (عليه السلام) راكباً على حمار وهم يتغذون فدعوه إلى الغذاء فقال (عليه السلام): «إني صائم ولولا أني صائم لفعلت» فلما صار إلى منزله أمر بطعام فصنع وأمر أن يتنوقوا فيه ثم دعاهم فتغذوا عنده وتغذى معهم[37].
      سلوكه (عليه السلام) مع نفسه
      إن الكثير من الناس يسير في حياته نحو الإفراط أو التفريط فتختل الموازين الاجتماعية والنفسية بذلك.
      فهناك عابد جاهل، وآخر متعلم لا دين له..

      وهناك غني بخيل، وفقير لا يملك شيئاً ولكنه كريم النفس..
      وهناك جبان خائف وهناك متهور يضر بنفسه والآخرين..
      وهكذا في سائر الأمور التي لم يراع فيها قانون الإسلام وهو رعاية حد الوسط في الأمور.
      قال تعالى: ((وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً))[38].
      وقال (عليه السلام): «خير الأمور أوسطها»[39].
      وقال أبو عبد الله (عليه السلام): في باب الجبر والتفويض: «لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين»[40].
      إن الإسلام قد حدد جميع الموازين الدقيقة للموضوعات والأحكام في حياة الإنسان مع نفسه والآخرين، بحيث لا يكون إفراط ولا تفريط.
      والميزان لمعرفة ذلك هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) بأقوالهم وأفعالهم وسيرتهم العطرة.
      فقد تجلت كافة الجوانب الأخلاقية والآداب الإسلامية وموازين الشرع المقدس في شخصية نبي الإسلام محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) وابنته سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) والأئمة الطاهرين من أبنائها (عليهم السلام).
      كما ورد في الزيارات: «السلام على ميزان الأعمال»[41].
      فمثلاً كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) زاهداً في الدنيا، بل كان في قمة الزهد والتقوى، فكان لا يهتم باللذائذ الحسية والحاجات البدنية، ولكن مع ذلك كله لم يكن ينسى احتياجات الجسم في صحته وعافيته، لأن الإسلام يعتبر سلامة الجسم من عوامل التقوى والورع.
      قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «ألا وإنّ من صحة البدن تقوى القلب»[42].
      فكان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يتمتع بصحة كاملة[43] ويهتم بآداب النظافة وسننها..
      فقد كان يخرج إلى المسجد وقد استاك أسنانه[44] وعطّر نفسه بأفضل عطر مما يسمى بالمسك والغالية[45]، كما كانت ملابسه نظيفة ومرتبة[46] وكان سرج فرسه قطيفة حمراء[47].
      إن الإمام زين العابدين (عليه السلام) عندما كان يسافر إلى مكة للحج كان يأخذ معه أفضل الزاد مما يحتاجه المسافرون[48]، كي يجد القدرة على العبادة وأداء مناسك الحج.
      نعم إن الإمام السجاد (عليه السلام) كان باستطاعته أن يسافر من دون أخذ زاد وما أشبه، فينجز كافة أعماله عن طريق المعجزة والكرامة، ولكنهم باعتبارهم أسوة حسنة لكل الناس فإنهم (عليه السلام) كانوا يعيشون كبقية الناس العاديين ليبقوا أسوة.

      مكانته (عليه السلام) الاجتماعية
      وفي التاريخ: أنه حج هشام بن عبد الملك، فلم يقدر على الاستلام من الزحام، فنصب له منبر وجلس عليه، وأطاف به أهل الشام، فبينما هو كذلك، إذ أقبل علي بن الحسين (عليه السلام)، وعليه إزار ورداء، من أحسن الناس وجها، وأطيبهم رائحة، بين عينيه سجادة، كأنها ركبة عنز، فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر، تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له، فقال: شامي من هذا يا أمير.
      فقال: لا أعرفه لئلا يرغب فيه أهل الشام.
      فقال الفرزدق ـ وكان حاضراً ـ: لكني أنا أعرفه.
      فقال الشامي: من هو يا أبا فراس.
      فأنشأ قصيدة:
      يا ســـــائلي أين حل الجود والكـــرم عـــندي بيان إذا طلابـــــه قدمـــــوا
      هـــــذا الذي تعرف البطحاء وطأتــه والبيت يعـرفه والحـــــل والحـــــرم
      ‏هذا ابن خـــــير عـــــباد الله كلــــهم هذا التقي النقي الطاهـــــر العــــــلم
      هذا الذي أحمد المخـــــتار والــــــده صلى عليه إلهي ما جـــرى القـــــلم
      ‏لو يعلم الركن من قد جـــــاء يلثــمه لخر يلثم منه مـــا وطـــــي القـــــدم
      هذا علي رســـــول الله والـــــــــــده أمست بنور هداه تهتدي الأمـــــــــم‏
      هذا الذي عـــــمه الطيار جعـــــفـــر والمقتول حمزة ليث حــــبه قـــــسم‏
      هذا ابن سيدة النســــوان فاطــــــمة وابن الوصي الذي فـــــي سيفه نقم‏
      إذا رأته قريـــــش قـــــال قائـــــــلها إلى مكارم هذا ينتــــهي الكـــــــــرم‏
      يكاد يمسكه عـــــرفان راحـــــــــــته ركن الحطيم إذا ما جاء يستـــــــــلم‏
      وليس قولك من هــذا بضائــــــــــره العرب تعرف من أنـــــكرت والعـجم‏
      ينمي إلى ذروة العز التي قصـــــرت عن نيلها عرب الإســلام والعـــــجم
      يغضي حياء ويُغـــــضى من مهـابته فما يكلم إلا حــــــــــين يبتــــــــــسم‏
      ينجاب نور الدجــــى عن نور غـرته كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم‏
      بكفه خيزران ريـــــــحه عـــــــــــبق من كف أروع في عـــــرنينه شمــم‏
      ما قال لا قط إلا فـــــي تشــــــــــهده لولا التشهد كانـــــت لاؤه نعـــــــــم‏
      مشتقة من رســـــول الله نبعــــــــته طابت عناصره والخــــيم والشـــــيم‏
      حمال أثقال أقوام إذا قـــــدحـــــــــوا حلو الشمائل تحلو عــنده نعــــــــــم‏
      إن قال قال بما يهوى جميعــــــــــهم وإن تكلم يومــا زانـــــه الكــــــــــلم‏
      هذا ابن فاطـــــمة إن كــــنت جاهـله بجده أنبــياء الله قـــــد ختــــــــــموا
      الله فضـــــله قـــــدما وشرفـــــــــــه جرى بذاك له في لوحـه القــــــــــلم
      ‏من جده دان فضل الأنبـــــياء لــــــه وفضل أمته دانت لـــــها الأمــــــــم
      عم البرية بالإحسان وانقـــشعــــــت عنها العماية والإملاق والظـــــــــلم‏
      كلتا يديه غــــياث عـــــم نفعـــــهـما يستوكفان ولا يعـــــروهـــــما عــدم
      ‏سهل الخليفة لا تخشى بــــــــــوادره يزينه خصلتان الحــلم والكـــــــــرم
      ‏لا يخلف الوعـــــد ميـــــمونا نقـيبته رحب الفناء أريب حـــــين يعـــــترم
      من معشر حبهم دين وبغــــضــــــهم كفر وقربهم منـــــجى ومعـــــــتصم‏
      يستدفع السوء والبـــلوى بحــــــبهم ويستزاد به الإحـــــسان والنعـــــــم
      ‏مقدم بعــد ذكـــــر الله ذكرهـــــــــــم في كـــــل فـــرض ومختوم به الكـلم
      إن عـــــد أهــــل التقى كانوا أئمـتهم أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
      لا يستطيع جواد بعـــــد غـــــايــتـهم ولا يدانيهم قـــــوم وإن كرمــــــــوا
      هم الغيوث إذا ما أزمة أزمـــــــــــت والأسد أسد الشرى والبأس محتـدم
      يأبى لهم أن يحل الذم ساحتـــــــــهم ‏خيم كريم وأيد بالـــــندى هـــــــضـم
      لا يقبض العسر بسطا من أكـــــفـهم سيان ذلك إن أثروا وإن عـــــــدموا
      إن القبائل ليست فــي رقابهـــــــــــم لأولية هــــذا أو لــــــــــه نعــــــــــم
      من يعـــــرف الله يعـــــرف أولـية ذا ‏فالدين من بيت هذا نالـــــه الأمـــــم
      بيوتهم في قريش يستــضاء بــــــها في النائبات وعـــند الحلم إن حلمـوا
      فجده من قريش فـــــي أرومـــــــتها محـــــمد وعـــــلي بعده عـــــــــــلم
      ‏بدر له شاهد والشعب من أحــــــــــد والخندقان ويوم الفتح قد عــــــلموا
      وخيبر وحنين يشــــــهدان لـــــــــــه وفي قريظة يوم صـــــيلم قــــــــــتم
      ‏مواطن قد علت في كــــل نائــــــــبة على الصحابة لم أكتم كما كتــــــموا
      ‏فغضب هشام ومنع جائزته، وقال: ألا قلت فينا مثلها.
      قال: هات جدا كجده، وأبا كأبيه، وأما كأمه، حتى أقول فيكم مثلها.
      فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة، فبلغ ذلك علي بن الحسين (عليه السلام)، فبعث إليه باثني عشر ألف درهم، وقال: «أعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به».
      فردها وقال: يا ابن رسول الله ما قلت الذي قلت، إلا غضبا لله ولرسوله، وما كنت لأرزأ عليه شيئا.
      فردها إليه وقال: «بحقي عليك لما قبلتها، فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك» فقبلها.
      فجعل الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس، فكان مما هجاه به قوله:
      أ يحبسني بين المدينة والــــتي إليها قلوب الناس تهوى منيبها
      تقلب رأسا لم يكن رأس سيـــد وعــــــينا له حولاء باد عيوبها
      فأخبر هشام بذلك فأطلقه، وفي رواية أنه أخرجه إلى البصرة[55].
      روي أن يزيد بن معاوية أمر بمنبر وخطيب ليسيء إلى الإمام الحسين وأمير المؤمنين علي (عليهما السلام)، فصعد الخطيب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم أكثر الوقيعة في علي والحسين (عليهما السلام) وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد فذكرهما بكل جميل.
      قال: فصاح به علي بن الحسين (عليه السلام): «ويلك أيها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار».
      ثم قال علي بن الحسين (عليه السلام): «يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات لله فيهن رضا ولهؤلاء الجلساء فيهن أجر وثواب».
      قال: فأبى يزيد عليه ذلك.
      فقال: الناس يا أمير، ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا.
      فقال: إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان.
      فقيل له: يا أمير وما قدر ما يحسن هذا.
      فقال: إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا.
      قال: فلم يزالوا به حتى أذن له.
      فصعد (عليه السلام) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون وأوجل منها القلوب، ثم قال: «أيها الناس أعطينا ستا وفضلنا بسبع، أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين، وفضلنا بأن منا النبي المختار محمدا ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد رسوله ومنا سبطا هذه الأمة، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي:
      أيها الناس أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، أنا ابن خير من انتعل واحتفى، أنا ابن خير من طاف وسعى، أنا ابن خير من حج ولبى، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن من ((دَنا فَتَدَلَّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى))[56]، أنا ابن من صلى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى، أنا ابن محمد المصطفى، أنا ابن علي المرتضى، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله، أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله سيفين وطعن برمحين وهاجر الهجرتين وبايع البيعتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيين وقامع الملحدين ويعسوب المسلمين ونور المجاهدين وزين العابدين وتاج البكاءين وأصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين، أنا ابن المؤيد بجبرئيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل المارقين والناكثين والقاسطين والمجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين وأول من أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين وأول السابقين وقاصم المعتدين ومبيد المشركين وسهم من مرامي الله على المنافقين ولسان حكمة العابدين وناصر دين الله وولي أمر الله وبستان حكمة الله وعيبة علمه، سمح سخي، بهي بهلول زكي، أبطحي رضي، مقدام همام، صابر صوام مهذب قوام، قاطع الأصلاب ومفرق الأحزاب، أربطهم عنانا وأثبتهم جنانا وأمضاهم عزيمة وأشدهم شكيمة، أسد باسل، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة وقربت الأعنة طحن الرحى، ويذروهم فيها ذرو الريح الهشيم، ليث الحجاز وكبش العراق مكي مدني، خيفي عقبي، بدري أحدي، شجري مهاجري، من العرب سيدها، ومن الوغى ليثها، وارث المشعرين وأبو السبطين: الحسن والحسين، ذاك جدي علي بن أبي طالب.
      ثم قال: أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيدة النساء.
      فلم يزل يقول: أنا أنا حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد بن معاوية أن تكون فتنة، فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام فلما قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر.
      قال علي (عليه السلام): لا شيء أكبر من الله.
      فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله.
      قال علي بن الحسين (عليه السلام): شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي.
      فلما قال المؤذن: أشهد أن محمدا رسول الله.
      التفت من فوق المنبر إلى يزيد فقال: محمد هذا جدي أم جدك يا يزيد؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته؟
      قال: وفرغ المؤذن من الأذان والإقامة وتقدم يزيد فصلى صلاة الظهر![57].
      قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): «عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة وهو غدا جيفة، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه، وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك العمل لدار البقاء»[60].



      [

      تعليق


      • #13


        المصادر

        [1] هو الشاعر: إيليا أبو ماضي. وقال في قصيدته حول المحبة:
        كن بلسماً إن صار دهـرك أرقـــــما وحلاوة إن صار غـــــيرك عــــلقما
        إن الحياة حبـــتك كـــــل كنـــــوزها لا تبخلن عـــــلى الحياة ببعــض ما
        أحسن وإن لم تجز حــــتى بالـــــثنا أي الجزاء الغيث يبــــغي إن هـما؟
        من ذا يكافي زهرة فـــــوّاحــــــــة؟ أو من يثيب البلبل المتــــرنــــــما؟
        لو لم تفح هذي وهذا مـــــا شـــدى عاشت مذممة وعـــــاش مذمـــــما
        يا صاح خذ علم المحبة عـــــنــهما أني وجدت الحب عـــــلما قـــــــيماً
        أيقظ شعورك بالمحبة إن غـــــــفى لولا شعور الناس كانوا كالــــــدمى
        أحبب فيغدو الكوخ كوناً نــــــــــيّرا وأبغض فيمسي الكون سجناً مظلما
        [2] سورة الإنسان: 9.
        [3] فقد ورد أنه بعد واقعة الجمل قالت صفية بنت الحارث زوجة عبد الله بن خلف الخزاعي للإمام علي (عليه السلام): يا قاتل الأحبة، يا مفرق الجماعة، فقال الإمام (عليه السلام): «إني لا ألومك أن تبغضيني يا صفية وقد قتلت جدك يوم بدر وعمك يوم أحد وزوجك الآن، ولو كنت قاتل الأحبة لقتلت من في هذه البيوت» ففتش فكان فيه مروان وعبد الله بن الزبير، بحار الأنوار: ج31 ص310 ب114.

        [4] سورة آل عمران: 134.

        [5] راجع بحار الأنوار: ج46 ص54-55 ب5 ح1.

        [6] راجع بحار الأنوار: ج46 ص100 ب5 ضمن ح88.

        [7] كشف الغمة: ج2 ص81 مناقبه ومزاياه وصفاته.

        [8] راجع إعلام الورى: ص261-262 ب3 ف4.

        [9] سورة آل عمران: 134.

        [10] راجع بحار الأنوار: ج46 ص68 ب5 ح36، والإرشاد للشيخ المفيد: ج2 ص146-147 باب ذكر طرف من الأخبار لعلي بن الحسين (عليه السلام).

        [11] من لا يحضره الفقيه: ج3 ص555 باب النوادر ح4908.

        [12] الزهد: ص87 ب16 ح233.

        [13] سورة الإنسان: 8.

        [14] وسائل الشيعة: ج21 ص540 ب20 ح27805.

        [15] مستدرك الوسائل: ج15 ص118 ب5 ح17715.

        [16] مكارم الأخلاق: ص217 ب8 ف5 في حق المرأة على الزوج.

        [17] من لايحضره الفقيه: ج3 ص441 باب حق المرأة على الزوج ح4528.

        [18] مكارم الأخلاق: ص216 ب8 ف5 في حق المرأة على الزوج.

        [19] مكارم الأخلاق: ص216 ب8 ف5 في حق المرأة على الزوج.

        [20] مكارم الأخلاق: ص216 ب8 ف5 في حق المرأة على الزوج.

        [21] سورة النساء: 34.

        [22] مكارم الأخلاق: ص216 ب8 ف5 في حق المرأة على الزوج.

        [23] الكافي: ج4 ص12 باب كفاية العيال والتوسع عليهم ح10.

        [24] وسائل الشيعة: ج21 ص484 ب88 ح27652.

        [25] بحار الأنوار: ج46 ص67 ب5 ح32.

        [26] راجع من لا يحضره الفقيه: ج3 ص168 باب المعايش والمكاسب ح3631.

        [27] الكافي: ج5 ص88 باب من كد على عياله ح3.

        [28] وسائل الشيعة: ج17 ص67 ب23 ح22002.

        [29] من لا يحضره الفقيه: ج3 ص168-169 باب المعايش والمكاسب والفوائد والصناعات ح3634.

        [30] وسائل الشيعة: ج17 ص58 ب17 ح21972.

        [31] غوالي اللآلي: ج3 ص200 ق2 باب التجارة ح25.

        [32] سورة الأحزاب: 21.

        [33] وسائل الشيعة: ج11 ص430 ب46 ح15177.

        [34] مستدرك الوسائل: ج8 ص239 ب49 ح9345.

        [35] سورة فصلت: 34.

        [36] المناقب لابن شهر آشوب: ج4 ص163 فصل في كرمه وصبره وبكائه (عليه السلام).

        [37] بحار الأنوار: ج46 ص94 ب5 ضمن ح84.

        [38] سورة الإسراء: 29.

        [39] غوالي اللآلي: ج1 ص296 فصل 10 ح199.

        [40] الكافي: ج1 ص160 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين ح13.

        [41] بحار الأنوار: ج97 ص287 ب4.

        [42] نهج البلاغة، قصار الحكم: 388.

        [43] كان الإمام السجاد (عليه السلام) يملك بدناً سالماً وقوياً، وقصة مرضه في يوم عاشوراء كانت معجزة من الله لحفظ وليه من القتل وحتى لا تخلو الأرض من الحجة، وقيل: إن سبب مرض الإمام (عليه السلام) كان إصابته بالعين لما مزق الدرع بيده، قال أحمد بن حنبل: كان سبب مرض زين العابدين (عليه السلام) في كربلاء أنه لبس درعاً ففضل عنه فأخذ الفضلة بيده ومزقه. بحار الأنوار: ج46 ص41 ب3 ح36.

        [44] بحار الأنوار: ج46 ص98 ب5 ضمن حديث 86.

        [45] الكافي: ج6 ص515 باب المسك ح6، والكافي: ج6 ص517 باب الغالية ح5.

        [46] الكافي: ج6 ص517 باب الغالية ح5.

        [47] الكافي: ج6 ص541-542 باب آلات الدواب ح5.

        [48] بحار الأنوار: ج46 ص71 ب5 ح52.

        [49] كشف الغمة: ج2 ص74 وأما مناقبه ومزاياه وصفاته.

        [50] كشف الغمة: ج2 ص74 وأما مناقبه ومزاياه وصفاته.

        [51] كشف الغمة: ج2 ص74-75 وأما مناقبه ومزاياه وصفاته.

        [52] كشف الغمة: ج2 ص81 وأما مناقبه ومزاياه وصفاته.

        [53] العدد القوية: ص64 اليوم الخامس عشر.

        [54] الإرشاد: ج2 ص141-142 باب ذكر طرف من الأخبار لعلي بن الحسين (عليه السلام).

        [55] راجع المناقب: ج4 ص169-172 فصل في سيادته (عليه السلام).

        [56] سورة النجم: 8-9.

        [57] راجع بحار الأنوار: ج45 ص138-139 ب39 الوقائع المتأخرة عن قتله (عليه السلام).

        [58] الأمالي للشيخ الصدوق: ص167-168 المجلس 31 ح4.

        [59] الكافي: ج1 ص468 باب مولد علي بن الحسين (عليه السلام) ح6.

        [60] كشف الغمة: ج2 ص76 وأما مناقبه ومزاياه وصفاته.

        [61] الكافي: ج2 ص81 باب أداء الفرائض ح1.

        [62] وسائل الشيعة: ج9 ص449 ب36 ح12469.

        [63] من لا يحضره الفقيه: ج3 ص164 باب المعايش والمكاسب والفوائد والصناعات ح3598.

        [64] تهذيب الأحكام: ج5 ص468 باب26 ح286.

        [65] مكارم الأخلاق: ص198 باب8 ف1.

        [66] كشف الغمة: ج2 ص81 وأما مناقبه ومزاياه وصفاته.

        [67] سورة الفرقان: 62.

        تعليق


        • #14
          المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة

          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام
          ): من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا.

          â—? قيل للإمام السجاد من أعظم الناس خطرا فقال (عليه السلام): من لم ير الدنيا خطرا لنفسه.

          â—?
          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.

          â—?
          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل.

          â—?
          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في كل جد وهزل فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير.

          â—?
          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): كفى بنصر الله لك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله فيك.

          â—?
          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): الخير كله صيانة الإنسان نفسه.

          â—?
          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن المعرفة وكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلة مرائه وحلمه وصبره وحسن خلقه.

          â—?
          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن كان الأبوان إنما عظُم حقهما على أولادهما لإحسانهم إليهم ، فإحسان محمد وعلي (ع) إلى هذه الأمة أجل وأعظم، فهما بأن يكونا أبويهم أحق.

          â—?
          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): مرضت مرضا شديدا، فقال لي أبي (ع) ما تشتهي ؟.. فقلت: أشتهي أن أكون ممن لا أقترح على الله ربي ما يدبره لي قال لي: أحسنت ضاهيت إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، حيث قال جبرئيل (ع): هل من حاجة ؟.. فقال: لا أقترح على ربي، بل حسبي الله ونعم الوكيل.

          â—?
          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): ما عرض لي قط أمران: أحدهما للدنيا والآخر للآخرة، فآثرت الدنيا إلا رأيت ما أكره قبل أن أمسي.


          â—?
          قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): أعطينا ستا وفضّلنا بسبع : أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين وفضّلنا بأن منّا النبيّ المختار ومنّا الصدّيق ومنّا الطيّار ومنّا أسد
          المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة
          إن الإمام زين العابدين عليه السلام كان حاضراً في يوم عاشوراء، وقد شاء الله عزَّ وجلَّ أن تحفظ ذرية رسوله صلى الله عليه وآله، وأن لا تخلو الأرض من الحجة، فأصيب الإمام عليه السلام بمرض شديد لا يقوى على الحركة والقيام، فلم يتمكن من الدفاع عن أبيه الإمام الحسين عليه السلام والشهادة في سبيله، إلا أنه كان السر في إحياء واقعة عاشوراء وعدم طمسها.


          المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة
          وصيته عليه السلام:
          روى الشيخ الثقة الجليل علي بن محمد الخزاز القمي في كتابه كفاية الأثر عن عثمان بن عفان بن خالد انه قال: مرض على بن الحسين عليهما السلام ـ في مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده محمداً
          وروي عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «لما حضرت علي بن الحسين عليه السلام الوفاة ضمني إلى صدره، ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي عليه السلام حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه به، قال: يا بنيّ إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله».
          وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: لما حضر علي بن الحسين عليه السلام الوفاة، أغمي عليه ثلاث مرات، فقال في المرة الأخيرة: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين، ثم توفي عليه السلامولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.


          اللهم صل على محمد وال محمد


          وعلى بركة الله وبعزاء محمد واله الاطهار نبدأ النقاش بمحوركم الاسبوعي والذي حمل عبق الولاية

          والاقتداء بخير الساجدين والعابدين الامام علي بن الحسين عليه السلام


          وارحب باخي الكريم واستاذي المحترم المتواصل (ابو محمد الذهبي )


          لردوده التي تنوعت بين درر لاحاديث الامام السجاد عليه السلام


          وبين الامام في عاشوراء


          والرد الثالث عن وصاياه عليه السلام ولحظات المصيبة والعزاء


          وساتواصل في البدء بالقاء الضوء على الواقع الذي استلم به الامام عليه السلام الامامة

          لقد بلغت الحرب النفسية الذروة بعد واقعة الطف الأليمة

          ولم تكن بأقل من الحرب في ظل السيوف، وأراد يزيد (لعنه الله )أن يظهر بمظهر الغالب الظافر في جميع المجالات

          وأن يرى انتهاء الأمر بتمامه، لكي يتم بذلك كل شي‏ء له وهو يعلم أنه لا يصل إليه إلا بظفره في هذه الحرب.

          في المقابل نرى جبهة الحق تسير في خطى قائدها

          وهي جبهة شحيحة بالعدد لكن عظيمة بالبلاغة والمنزلة والجاه

          فنرى السيدة زينب عليها السلام تقف خلف الإمام زين العابدين عليه السلام

          في جميع المواقف، وكيف لا وهو الحجة على الأرض بعد أبيه عليه السلام.

          روي أن يزيد قال للسيدة زينب عليها السلام: "تكلمي؟!" فأجابت عليها السلام: "هو المتكلم ".

          أي الإمام زين العابدين عليه السلام وقد أرادت بذلك أن تعرّف قائد المسيرة المظفرة.


          ولاننكر ان الآلام كانت قد اخذت الكثير من القلب المتآلم لهما عليهما السلام


          لكن بنفس الوقت كانت درجتهما الروحية ترتقي اكثر واكثر


          وهذا امر واضح لكل من يخوض غمار جهاد مع النفس والهوى والشيطان فيتغلب عليهم


          ومن هذا المنطلق استمد الامام السجاد القوة


          انه عطاء بعين الله وماكان لله ينمو ويُثمر ويتضاعف في الدنيا والاخرة


          وساكون برد تفصيلي اخر


          فكل الشكر لكم اخي الكريم وكونوا معنا .....








          تعليق


          • #15
            المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صل على محمد وال محمد
            -----------------------------------
            كان علي بن الحسين (عليه السلام) ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام او الحطب حتى يأتي باباً باباً فيقرعه ثم يناول من يخرج اليه وكان يغطي وجهه لئلا يعرفه ليه السلام)، فخرج علي (عليه السلام) بحرمه وحرم مروان الى ينبع وقيل بل أرسل حرم مروان وأرسل معهم ابنه عبد اللّه بن علي إلى الطائف.
            وروي عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: كان بالمدينة رجل بطّال يضحك أهل المدينة من كلامه فقال: يوماً لهم: قد اعياني هذا الرجل يعني عليّ بن الحسين (عليه السلام) فما يضحكه مني شيء ولا بد من ان احتال في ان اضحكه قال فمر علي بن الحسين (عليه السلام) ذات يوم ومعه موليان له فجاء ذلك البطَّال حتى انتزع رداءه من ظهره واتبعه الموليان فاسترجعا الرداء منه والقياه عليه وهو مخبت لا يرفع طرفه من الارض ثم قال لمولييه ما هذا فقالا له رجل بطّال يضحك اهل المدينة ويستطعم منهم بذلك قال فقولا له يا ويحك ان للّه يوماً يخسر فيه البطّالون.
            المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صل على محمد وال محمد
            +++++++++++++++++
            لهفي عليه يئن في أغلاله ... بين العدى ويقاد بالأصفاد
            مضنى وجامعة الحديد بنحره ... غل يعاني منه شر قياد


            السلام عليك ياسيدي ومولاي يوم ولدت طاهرا مطهرا
            ويوم ظلمت ويوم استشهدت مسموما مظلوما


            اللهم صل على محمد وال محمد

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

            وعظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء باستشهاد ذو الثفنات وصاحب العبادات والاسير في البلاد بيد الطغاة


            وكل الشكر والتقدير على تواصلك الكريم الراقي المستمر اختي العزيزة (خادمة الحوراء زينب)


            برديكِ الكريمين الاول عن عبادة الامام السجاد عليه السلام واخلاقه العظيمة


            والثاني شعرا عطرتِ به محوركم المبارك


            ومازلت اريد ان اسلط الضوء على الحالة التي استلم بها الامام السجاد وقت الخلافة


            والتداعيات التي كانت بها لتكون مدخلاً لنا لباب الدعاء الذي احببنا ان نرتشفه من سيرة الامام عليه السلام


            كان الإمام زين العابدين عليه السلام يواجه مشاكل عديدة ينبغي له أن يتغلب عليها:

            1- طاغوتاً متغطرساً يعيش نشوة النصر المزعوم، لابد أن يواجه بكلمة الحق على رؤوس الأشهاد

            ليكشف الغطاء عن واقعه الملحد، ويظهر على حقيقته خصوصاً أمام أتباعه ومواليه.

            2- نظاماً قمعياً أقامه معاوية على الترغيب والترهيب والجماجم والأشلاء

            وأراد له الشيطان أن يكون التأسيس للامبراطورية الأموية التي تتخذها "الشجرة الملعونة في القران"

            وسيلة لطمس معالم الدين وتحريف شريعة سيد المرسلين".

            وكان لابد من هز أركان هذه الإمبراطورية التي تتخذ مال الله دولاً وعباد الله خولاً باسم الإسلام

            وخلافة رسول الله صلى الله عليه واله.

            3- إعلاماً مضللاً وبيئة مسمومة، عرفت الإسلام من خلال يزيد بن أبي سفيان ثم معاوية

            وها هم يسمعون أن هؤلاء السبايا جي‏ء بهم من معركة مع خارجي خرج على "أمير المؤمنين"!

            كان على الإمام زين العابدين عليه السلام أن يواجه ذلك ليمزق غيوم الجهل التي تلبدت منذ حوالي أربعة عقود.

            وبهذا كان الوضع مولما ويحتاج لايقاض ضمير الامة التي باتت بسبات مستمر


            وعليه ان يستمر بنهضة قادها ابيه عليه السلام بقوة وقدم من اجلها كل شي ...

            فبدا بجانبين


            جانب الخطب والاعلام المكثف مع سيدتنا وملاتنا زينب عليها السلام


            وجانب الدعاء وهو لغسل تبعات تلك الذنوب التي سببت الركود والموت السريري لقلب الامة


            وساكون برد اخر تفصيلي اكثر


            وشكرااا لتواصلك السجادي المثمر .....









            تعليق


            • #16
              الإمامُ السجاد عليه السلام

              منذ الأيام الأولى من حياته كان جدّه الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام يتعاهده بالرعاية ويشعّ عليه من أنوار روحه التي طبّق

              شذاها العالم بأسره، فكان الحفيد ـ بحقٍّ ـ صورة صادقة عن جدّه، يحاكيه ويضاهيه في شخصيّته ومكوّناته النفسية.

              كما عاش عليه السلام في كنف عمّه الزكي الإمام الحسن المجتبى عليه السلام إذ كان يغدق عليه من عطفه وحنانه، ويغرس في نفسه مُثُلَه العظيمة

              وخصاله السامية، وكان الإمام عليه السلام طوال هذه السنين تحت ظلّ والده العظيم أبي الأحرار وسيّد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليه السلام

              الذي رأى في ولده علي زين العابدين عليه السلام امتداداً ذاتيّاً ومشرقاً لروحانيّة النبوّة ومُثُل الإمامة، فأولاه المزيد من رعايته وعنايته، وقدّمه على بقية أبنائه، وصاحَبَه في أكثر أوقاته.

              واكب الإمام عليه السلام واقعة كربلاء منذ البداية وحتى النهاية، وهو الذي شهد مصرع أبيه وإخوته وأعمامه وبني عمومته وأصحاب أبيه عليه

              السلام
              ، كما شاهد بنات رسول الله صلى الله عليه واله عصر عاشوراء يتراكضن في البيداء من خباء إلى خباء، ومن خيمة إلى خيمة، ولله صبره

              وهو ينظر ابن مرجانة وبيده العود ينكث ثنايا أبيه الحسين عليه السلام. وكانت خاتمة الجولة الشام، ومجلس يزيد بن معاوية، وشماتة بني أمية.

              أمّا جوانب حياته الأخرى ففيها الشيء الكثير من العِبر والدروس، فلقد كان عليه السلام الغاية في العبادة، وكيف لا يكون كذلك وقد أجمع أهل السيّر والتراجم على أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وصارت لأعضاء سجوده ثفنات كثفنات البعير، يقطعها في السنة مرتين، وأصبح لا يُعرف

              إلّا بزين العابدين، والسجاد، وذي الثفنات، وسيّد العابدين، كما أن سيرته عليه السلام هي السيرة المثالية التي لا يقدر عليها إلا نبي أو وصي نبي،

              وإلا فهل هناك من يقبل أن يضمّ عائلة مروان بن الحكم - أعدى الناس لأهل البيت عليهم السلام - إلى عياله في واقعة الحرّة، أو يعول بمائة بيت

              من أهل المدينة، أو يحمل جراب الدقيق على ظهره ويطوف على بيوت الفقراء، يوصلها إليهم سراً وهم لا يعرفونه.

              شهادته عليه السلام
              :

              أرسل الوليد سمّاً قاتلاً من الشام إلى عامله على المدينة، وأمَرَه أن يدسَّه للإمام عليه السلام ، ونفَّذ عامله ذلك، فسَمَتْ روح الإمام عليه السلام

              العظيمة إلى خالقها، بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها، وعباداتها، وجهادها، وتجرُّدِها من الهوى، وكان ذلك في الخامس والعشرين من محرم (95)هـ.

              تعليق


              • #17
                المشاركة الأصلية بواسطة خادم أبي الفضل مشاهدة المشاركة

                دور الامام السجاد في بلورة القيم الاخلاقية من خلال الدعاء

                بسم الله وله العزة سبحانه
                والصلاة على اكرم الخلائق محمد واله الوارثين نوره

                معلوم ان الائمة الاطهار لهم هدف واحد مع تنوع ادوارهم وبتعبير السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه تنوع ادوار ووحدة هدف ، فكل معصوم هدفه الاصلاح
                {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ [هود/88]
                وإمامنا الحسين أفصح عن دوافع نهضته المباركة وهدفها الكبير هو الاصلاح ولذا كان دوره المواجهة المسلحة والاستماتة من اجل التغيير برفض الظلم والظالمين ليحقق الفتح بشهادته صلوات الله عليه ، إذ أن الضرف دعى لتلكم المواجهة ومتطلبات المرحلة كانت تنادي بلزوم هز ضمير الامة المتخدر وايقاظها من سباتها الذي غطت به جراء هيمنة الطغاة عليها وسلبها عزتها وكرامتها فكان الامام المعصوم بين سِلة وذلة !
                الا أنه صرخ بوجه تلكم الطغمة الفاسدة :
                "هيهات منا الذلة"
                حتى لبت السيوف لنداء بدنه الشامخ ساجدة راكعة ومتوضئة بدمه الطاهر لتسقى شجرة الاسلام الخالدة من منبع خلوده وتنتعش البشرية بنمير جوده وجهوده .....
                ، فالامام السجاد عليه السلام بعد وقعة كربلاء أتخذ ادوار متعددة في اصلاح الامة وخصوصا بعد ان شعرت الامة بذنبها العظيم في خذلان إمامهم وسبط نبيهم الحسين عليه السلام وسكوتهم عن الطاغية الزنيم يزيد
                فهي أمة تعيسة أمة بلا قيم بلا أرادة !!
                إرادتها مشلولة أمام شهواتها وملاذها ، امة ترى المحراب في مساجد يأمها أمثال مروان والوليد ويزيد ويعتلي منابرها أمثال ابن مرجانه هؤلاء السُفلة من الناس والفجرة الكفرة الذي اتخذوا من سبِ إمام الهدى علياسنة يتبركون بها ؟ اية أمة غطت بالجهل والخنوع هي ؟؟أمة ترى ذلك الخنوع افضل من الموت مع سبط الرسول الاعظم ونصرته !!
                هي أمة لا تدرك معنى العقل ؟ او معنى الصلاح او معنى التقوى والرشاد ؟ امة تركت القرءان الناطق وعدلت عن الثقل الاصغر في استمداد معارفها ودينها فهي أمة بائسة
                لا تمتلك أي قيم تؤهلها ان تكون في مصاف (خير أمة أخرجت للناس )
                فالمعصوم إمام منهجه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
                وهذا ما دلنا عليه الائمة فقد روي الكليني
                عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: " اعرفوا الله بالله، والرسول بالرسالة، واولي الامر بالامر بالمعروف والعدل والاحسان "
                ولذا ان الامة التي تتبع الامام وتهتدي بهداه وتخلص له الطاعة هي خير أمة لانها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر قال الله سبحانه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران/110]
                ومن خلال الربط مع حديث الامام الحسين يتضح المنهج ويبلج الطريق لذي البصيرة "ما خرجتُ أشراً ولا بطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي، لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر".
                ويرى الامام زين العابدين عليه السلام ان مجالسة الصالحين داعية الى الصلاح
                قال عليه السلام : مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح ..)
                فوجوده صلوات الله عليه بين المجتمع الذي استيقظ من غفلته واستشعر عمق جريمته ان يأخذ بأيديهم الى أصلاح احوالهم واول تلك الاحوال هو بواطنهم وملكاتهم وان يصححوا ارادتهم واهدافهم في الحياة ،
                ولكي تكون المعاني السامية ومرتكزات القيم قريبة من قلوبهم وتلامس ارواحهم وينفعلوا بها ويتأثروا بمضامينها ان تكون الوسيلة الى ذلك هي المناجاة والدعاء مع الخالق فليس شيء انفع من ان ينفتح الانسان على خالقه ويتعشق مع بارئه فيبثه همه وحزنه ويكاشفه بمكنونات سره مستمدا منه الحول والقوة ويشتكي اليه من نفسه الهلوعة الجزوعة التي هي ( نفسا بالسوء امارة والى الخطيئة مبادرة ...) بمناجاة الشاكين ليرتفع بعد ذلك الى مصاف التائبين (فاحيه بتوبة منك ياأملي و بغيتي ..) ليجد قلبه بين الراجين والخائفين ويحلق بعد ذلك مع المريدين والمحبين ليفوز بوسام العارفين والمفتقرين والزاهدين ..
                وعليه- الفرد- ان يعرف ما عليه من حقوق حتى يسير في طريق الصالحين ويتدرع بدرع الاخلاق فكان دعائه في مكارم الاخلاق هو محطات تهذيب ووعي ورقي تأخذ بايدي المريدين الى رحاب الصلاح والفلاح ..
                نعم ان الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق هي منهج للفرد الطامح نحو بناء شخصيته بناء إيمانيا ورساليا وروحيا فالإعتقاد يركز ويزكو من خلال تعميقه بالمناجاة والدعاء
                وبعدُ فالدعاء عبادة بل هو مخ العبادة كما نطقت بذلك الاخبار واكدت عليه الاثار
                فبلورة القيم وابرازها من حيز الإنسلاخ الى حيّز الوعي والايمان بها ومن ثم الجد والاجتهاد في تطبيقها خير سبيل الى ذلك كان هو الدعاء هذا ما درب وثقف عليه ألامام الكريم علي بن الحسين السجاد فكان هو لوحده كتلة نورانية من الاخلاق ولسانه النوراني يضيء للقلوب والعقول أفاق عالم الارواح فيهديها الى رشدها وصلاحا من خلال أدعيته ومناجاته وتوسلاته واستغفاره فمزج في ادعيته الدواء والعلاج لسقم الارواح فجاءت ثروة هائلة من المناهج والمسالك الروحية والمعرفية والعلمية ..وحري ٌ بنا نحن امة الاسلام ان نجعلها في مناهجنا الدراسية ومعاهدنا العلمية والجامعية في ظل ما نعيشه من فوضى عارمة وتخبط فكري وعطش روحي لايرويه الا جود وكفي صاحب الماء المعين مولانا سيد العابدين والساجدين صلوات الله عليه

                فسلام عليه يوم ولد ويم استشهد ويوم يبعث حيا
                ورزقنا الله السير بهديه ونيل شفاعته

                والحمد لله وحده

                اللهم صل على محم

                وعظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء مشرفنا الموالي الواعي (خادم ابي الفضل )

                بمصائب محمد وال محمد


                وكل الشكر والتقدير لفيض كلماتكم التي تعودنا على انهمارها على محوركم الاسبوعي المبارك


                وكلمات تسلسلتم بها من بداية الخط الاصلاحي للامام الحسين عليه السلام


                والى امتداده السجادي على يدي ولده زين العابدين عليه السلام


                ولو نظرنا نظرة مبدئية ومبسطة لفلسفة الدعاء وجدنا

                إنّ الإنسان من خلال الدعاء يستطيع أن ينشئ صلة وصل واتّصال مع خالقه، تكون سبباّ في توفيقه لمراده وحوائجه

                سواء الدنيويّة أم الأخرويّة، وحيث إنّ هذا الارتباط بالخالق القادر، المجزل بنعمه المتفضّل بكرمه المغرق بإحسانه وعطاياه

                أمر مطلوب عند المخلوقين المحتاجين والمفتقرين لحاجتهم وفقرهم إلى الغني المطلق، يقول تعالى:

                ((
                يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ))

                ، كان لا بدّ أن نلحق بحثنا حول العبادة بنوع خاص منها وهو الدعاء.




                وبما إنّ الدعاء والعبادة يعكسان الإحساس بالخضوع والفقر والرغبة فيما عنده تعالى

                هذا الإحساس المتأصّل في وجدان الإنسان

                والذي يظهر حتّى عند الغافلين في بعض الظروف الّتي تستثير هذا الإحساس

                وخاصة بعد الميل الشديد والركون للدنيا


                او التردد وخور الهمم التي قد يعاني منها المجتمع في بعض الاحوال


                كان استخدام الامام لهذا السلاح والذي له نتائج وابواب عدة


                سناخذها برد اخر فكونوا معنا .....

                وكل الامتنان لتواصلكم الكريم










                التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 04-11-2015, 06:02 PM.

                تعليق


                • #18
                  المشاركة الأصلية بواسطة كربلاء الحسين مشاهدة المشاركة
                  وصف الفرزدق الشاعر الإمام زين العابدين عليه السلام بأنه أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة و كان بين عينيه أثر السجود ولذا لقّب بالسجّاد.

                  وقال عنه ابنه محمّد الباقر عليه السلام :

                  كان أبي علي بن الحسين عليه السلام إذا انقضى الشتاء يتصدق بكسوته على الفقراء وإذا انقضى الصيف يتصدّق بها أيضا كان يلبس أفخر الثياب وإذا وقف للصلاة اغتسل و تطيّب.

                  اشتهر الإمام زين العابدين بكثرة دعائه و بكائه:

                  يقول طاووس اليماني وكان رجلا من أصحابه: رأيت رجلا يصلّي في المسجد الحرام تحت الميزاب يدعو ويبكي في دعائه فجئته حين فرغ من صلاته فإذا هو زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله تبكي وأنت ابن رسول الله فقال أما أني ابن رسول الله فلا يأمنّني من عذاب الله وقد قال الله "فلا أنساب بينهم يومئذ" لقد خلق الله الجنّة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبدا حبشيّا وخلق النار لمن عصاه وأساء ولو كان سيّدا قرشيّا .

                  حجّ إلى بيت الله تعالى ماشيّا عشرين مرة .

                  و كان يوصي أصحابه بأداء الأمانة ويقول:

                  فوالذي بعث محمّد بالحق لو أن قاتل الحسين عليه السلام ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديّته إليه.

                  وكان يوصيهم أيضا بقضاء حوائج المحتاجين ويقول :

                  إن لله عبادا يسعون في قضاء حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة ومن أدخل على مغ†من سرورا فرّح الله قلبه يوم القيامة.

                  كان زين العابدين عليه السلام جالسا بين أصحابه فجاءه رجل من أبناء عمومته وشتمه وأسمعه كلاما مرّا فلم يكلّمه الإمام حتّى مضى ثمّ قال الإمام لأصحابه قد سمعتم ما قال هذا الرجل و أنا أحب أن تبلغوا معي حتى تسمعوا ردّي عليه فقاموا معه يظنّون أن الإمام سوف يرد عليه بالمثل .

                  طرق الإمام الباب فخرج الرجل مستعدا للشر فقال له الإمام بأدب جم يا أخي انك قلت فيّ ما قلت فان كان حقّا فأستغفر الله منه وإن كان باطلا فغفر الله لك فتأثّر الرجل وندم وأقبل على الإمام معتذرا.

                  ذهب الإمام إلى محمد بن أسامة بن زيد ليعوده في مرضه فرآه يبكي فقال الإمام "ما يبكيك؟"

                  فقال محمد بن أسامة: عليّ دين فقال الإمام وكم يبلغ؟ قال: خمسة عشر ألف دينار

                  فقال الإمام هو عليّ وفّاه عنه.

                  كان الإمام يخرج في منتصف الليل ويحمل معه الأموال والطعام ويجوب المدينة فيوزّع على فقرائها ما يحمله وهم لا يعرفونه وكان يعول أكثر من مائة أسرة وعندما استشهد افتقدوا ذلك الرجل فعرفوا أنّه الإمام عليه السلام.

                  الفرزدق

                  وكان الفرزدق الشاعر حاضرا فارتجل قصيدة تعدّ من روائع الأدب العربي إذ قال جوابا على سغ†ال الشامي من هذا:

                  هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم

                  هذا ابن خير عباد الله كلّهم هذا التقي النقي الطاهر العلم

                  هذا ابن فاطمة أن كنت جاهله بجـده أنبـياء الله قد ختـم

                  الصحيفة السجّاديّة

                  تبدو الصحيفة السجّاديّة كتابا صغيرا يتضمّن مجموعة من الأدعية ولكنها في الحقيقة مدرسة كبرى تعلّم الإنسان الخلق الكريم و الأدب الرفيع إضافة إلى المسائل الفلسفيّة والعلميّة و الرياضيّة وحتى السياسة وهذه نماذج من أدعيته عليه السلام:

                  اللهم اني أعوذ بك من الكسل والجبن والبخل والغفلة والقسوة والذلّة . سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار. سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر. سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور. سبحانك عجبا من عرفك كيف لا يخافك.

                  وللإمام أدعية خاصة بالأيام ولكل أسبوع دعاء وخمس عشرة مناجاة تنساب كلماتها رقة وعذوبة وتدل على أدب رفيع ونفس خاشعة لله سبحانه.

                  من كلماته المضيئة

                  قال لابنه الباقر عليهما السلام:

                  يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم في الطريق.. إياك ومصاحبة الكذّاب فإنه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيد ويبعد لك القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه يبيعك بأكلة وما دونها وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك فيما أنت أحوج ما تكون إليه وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضّرك وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله.

                  يا بني افعل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل إلى يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره.عظم الله لكم الاجر واحسن الله لكم العزاء


                  اللهم صل على محمد وال محمد


                  عظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء اختي الفاضلة العزيزة (كربلاء الحسين )


                  وشكري لجميل وراقي تواصلك الاسبوعي الكريم


                  وهانحن نخوض غمار الرحمة والصحيفة السجادية وينابيعها وفيوضها الكريمة التي لاتنفذ ابداااا


                  فهي الدستور لكل زمان ومكان

                  ومن هذه الدرر السجادية اخترت دعائه عليه السلام بمكارم الاخلاق


                  اللهم صل على محمد وآله، وبلغ بإيماني أكمل الإيمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانته بنيتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال. اللهم وفر بلطفك نيتي، وصحح بما عندك يقيني، واستصلح بقدرتك ما فسد مني. اللهم صل على محمد وآله، ما يشغلني الاهتمام به، واستعملني بما تسألني غدا عنه، واستفرغ أيامي فيما خلقتني له، وأغنني وأوسع علي في رزقك، ولا تفتني بالنظر (1) وأعزني ولا تبتليني (2) بالكبر، وعبدني لك ولا تفسد عبادتي بالعجب، وأجر للناس على يدي الخير، ولا تمحقه بالمن، وهب لي معالي الأخلاق، واعصمني من الفخر. اللهم صل على محمد وآله، ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزا ظاهرا إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها.


                  ومنها دعائه على الظالمين



                  اللهم صل على محمد وآله، وحصن ثغور (1) المسلمين بعزتك، وأيد حماتها بقوتك، وأسبغ (2) عطاياهم من جدتك. اللهم صل على محمد وآله، وكثر عدتهم، واشحذ أسلحتهم، واحرس حوزتهم (3) وامنع حومتهم، وألف جمعهم، ودبر أمرهم، وواتر (4) بين ميرهم (5) وتوحد بكفاية مؤنهم، واعضدهم بالنصر


                  ومن هنا نعرف مدى عمق المنهج الدعائي الذي اتخذه الامام عليه السلام

                  بالاصلاح ورسالته التي بداها ابيه عليه السلام


                  باصلاح النفس اولا ...

                  شكراا لتواصلك الطيب .....










                  تعليق


                  • #19
                    المشاركة الأصلية بواسطة مديرة تحرير رياض الزهراء مشاهدة المشاركة
                    اللهم صل على محمد وال محمد

                    اهلا بمحورنا الغالي على قلوبنا والذي اصبح جزءأ لا يتجزأ من حياتنا اليومية

                    وان لم يحالفنا الحظ بالمشاركة في المحور السابق فبالتاكيد لن يفوتنا هذه المرة

                    بالتاكيد ان لاختي الغالية ام سارة الق يضفيه عليها اخلاصها وولائها لمحورها

                    واختياراتها دائما متميزة بالاخص هذا الاسبوع وهو اختيار موضوع اخي المحقق بنشره الراقي والمتميز


                    المشاركة الأصلية بواسطة مديرة تحرير رياض الزهراء مشاهدة المشاركة
                    صحيفة سجادية إرث بقى

                    يا إمام العاشقين لجرحه.. عجزت عن فهم كنهك الجراح..

                    يا لك من جريح ما أجلده.. وصلباً ما ألينه.. ومظلوماً ما أقدره.. ويا بعيداً ما أقربه..

                    يا لك من جَسور من أحلمه.. ويا لك من ميت ما أحياه..

                    ها هو صدى الأزمان يتساءل.. أيّ صدر حمل في جوفه شخصية تقف عندها الملمات حيارى.. وتعترف المصائب بالعجز عن هدها..



                    قصيدة شعر أقضت مضجع هشام بن عبد الملك.. فأوجعته ضرباً.. فلاح له سم قاتل ظنّاً منه أن السم سيقتله، ولم يعِ بأن صحيفة السجاد بقيت وتبقى لآخر الدهر سلاحاً للإمام عليه السلام ينتصر بها على السم الغادر وأهله.
                    اللهم صل على محمد وال محمد


                    عظم الله لك الاجر واحسن لك العزاء بمصائب محمد وال محمد


                    وكل الشكر والتقدير والاحترام ممزوج بالثناء والعرفان للعزيزة والمشرفة المتألقة (مديرة تحرير رياض الزهراء)


                    باركك الله وبارك كلماتك الموالية التي تنثريها علينا بحب وولاء محمد واله الاطهار


                    ومازلت بباب الدعاء الذي خطه لنا الامام السجاد عليه السلام بمنهجه المبارك


                    ومنها التبري من خط الظلم والظالمين بقوله


                    عن المنهال بن عمرو، قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام منصرفي من مكة، فقال لي: يا منهال! ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟

                    فقلت: تركته حيا بالكوفة. قال: فرفع يديه جميعا، ثم قال عليه السلام:
                    اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار.


                    ولما نظر إليه المختار، قال لحرملة: الحمد لله الذي مكنني منك، ثم قال: الجزار الجزار.

                    فأتي بجزار، فقال له: اقطع يديه. فقطعتا، ثم قال له: اقطع رجليه.

                    فقطعتا، ثم قال: النار النار. فأتي بنار وقصب، فألقي عليه فاشتعل فيه النار، فقلت: سبحان الله!

                    فقال لي: يا منهال إن التسبيح لحسن ففيم سبحت؟ فقلت: أيها الأمير، دخلت في سفرتي هذه

                    منصرفي من مكة على علي بن الحسين عليهما السلام،

                    فقال لي: يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي، فقلت: تركته حيا بالكوفة

                    فرفع يديه جميعا، فقال: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد

                    اللهم أذقه حر النار. فقال لي المختار: أسمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول هذا؟

                    دعاؤه عليه السلام على عبيد الله بن زياد لعنه الله

                    المدائني، عن رجاله أن المختار بن أبي عبيد الثقفي ظهر بالكوفة.

                    فبعث برأس ابن زياد إلى علي بن الحسين عليهما السلام. فأدخل عليه وهو يتغدى.

                    فقال علي بن الحسين عليهما السلام: أدخلت علي ابن زياد لعنه الله وهو يتغدى

                    ورأس أبي بين يديه فقلت: اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدى.

                    فالحمد لله الذي أجاب دعوتي.


                    ومن هنا نعلم ان دعائه عليه السلام في مرات كان لاصلاح النفس

                    ومرات لاصلاح المجتمع


                    وفي بعض الاوقات للتخلص من اعداءمحمد واله والمضمرين لهم الشر والعداء


                    وفقكِ الله للخيرات وجمعنا مع محمد واله بجنان الخلد العُلى













                    تعليق


                    • #20
                      المشاركة الأصلية بواسطة البيان مشاهدة المشاركة
                      هل نستطيع ان نقتدي بهذه الشخصية العظيمة ؟
                      من الاسئلة المطروحة في محوركم المبارك هو امكانية الاقتداء و التأسي بوسائل الاصلاح البشرية , نحب ان نبين ان الله نوع للإنسان طرق الهداية و كان البشر في المقدمة , لان وسيلة الاصلاح ربما تكون كلمات و ربما تكون رمز يوحد صفوف الجنس البشري كما هو الحال في الكعبة الشريفة و دورها في لم شمل المسلمين و جعلهم يتوحدون بالعبادة للواحد القهار.
                      ولكن كل وسائل الاصلاح لا تفعل الا بوجود الانسان الصالح الزاهد الذي يشتري اخرته بدنياه فيأخذ على عاتقه تفعيل جميع وسائل الخير و الاستقامة و يجعلها في خدمة الانسان و اعمار الارض و جعلها مساحة نظيفة للعيش و الانتاج بمختلف مصنفاته .
                      الان نأتي للنقاش الامكانيات المتاحة للإنسان:
                      الانسان كائن عملاق في امكاناته و قدراته و يستطيع ان يقلب الموازين في لحظات سواء كان لجانب الخير او الشر و كله بإذن الله و مشيئته .
                      يعني ان الانسان يملك كافة القابليات لأن يتخذ احد الطريقين منهج و حياة له , فإذا اختار طريق الضلالة انتقل الى عالم الظلام و الجحيم الابدي و اما اذا اختار طريق الصواب كان له بمثابة المسلك المستقيم الذي يأخذه الى الحياة السرمدية التي وعدت بها جميع الكتب السماوية .
                      يأتي السؤال هنا هل يستطيع الانسان التنازل ؟؟!!
                      هنا يكمن جوهر الاجابة عن سؤالنا , ان على الانسان ان يتنازل عن الكثير من مغريات الدنيا وان يتحلى بالصبر لكي يستطيع ان يواجه و يقاوم كل محاولة تهدف الى طمس هويته الدينية و الاجتماعية , عليه ان يتنازل حتى يحصل على القابليات التي تفعل دوره الايجابي في صناعة المجتمع.
                      مختصر كلامنا , نعم يملك كافة وسائل الصلاح و الهداية اذا تمسك بنهج الانبياء و الرسل و الائمة (صلوات الله عليهم اجمعين).

                      اللهم صل على محمد وال محمد


                      عظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء الاخ الفاضل الكريم (البيان )


                      وعودة ميمونة لافياء منتدانا الثر المبارك


                      وشكرا لاجابتكم الوافية عن سؤال كاتب محورنا الكريم بالتأسي والاقتداء بشخصيات ال البيت عليهم السلام


                      ولااعرف لما اخذني قلبي للمناجاة السجادية وصناديق كنوزها العظيمة


                      وهي ايضا من ابواب الوصول لله والتاسي بمحمد واله الاطهار


                      خاصة اذاكان الانسان راغبا زاهدا راجيا مريدا محبا مفتقرا لاجئا لله تعالى


                      وكل كلمات هذة المناجاة وصنوفها عظيمة وفيها مفاتيح القلب الضعيف للوصول لطريق الله وهداه



                      واخترت منها جزءا من مناجاة المريدين


                      سُبْحانَكَ ما أَضْيَقَ الطُّرُقَ عَلى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَلِيلَهُ! وَما أَوْضَحَ الْحَقَّ عِنْدَ مَنْ هَدَيْتَهُ سَبِيلَه!

                      2 ـ إلهِي فاسْلُكْ بِنا سُبُلَ الْوُصُولِ إلَيْكَ، وَسَيِّرْنا فِي أَقْرَبِ الطُّرُقِ لِلْوُفُودِ عَلَيْكَ، قَرِّبْ
                      عَلَيْنَا الْبَعِيدَ، وَسَهِّلَ عَلَيْنَا الْعَسِيرَ الشَّدِيدَ، وَأَلْحِقْنا بِعِبادِكَ الَّذِينَ هُمْ بِالْبِدارِ إلَيْكَ يُسارِعُونَ
                      وَبابَكَ عَلَى الدَّوامِ يَطْرُقُونَ، وَإيَّاكَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ يَعْبُدُونَ، وَهُمْ مِنْ هَيْبَتِكَ مُشْفِقُونَ،
                      الَّذِينَ صَفَّيْتَ لَهُمُ الْمَشارِبَ، وَبَلَّغْتَهُمُ الرَّغآئِبَ، وَأَنْجَحْتَ لَهُمُ الْمَطالِبَ، وَقَضَيْتَ لَهُمْ مِنْ
                      فَضْلِكَ الْمَآرِبَ، وَمَلأْتَ لَهُمْ ضَمآئِرَهُمْ مِنْ حُبِّكَ وَرَوَّيْتَهُمْ مِنْ صافِي شِرْبِكَ، فَبِكَ إلى

                      لَذِيذِ مُناجاتِكَ وَصَلُوا، وَمِنْكَ أَقْصى مَقاصِدِهِمْ حَصَّلُوا، فَيا مَنْ هُوَ عَلَى الْمُقْبِلِينَ عَلَيْهِ
                      مُقْبِلٌ، وَبِالْعَطْفِ عَلَيْهِمْ عآئِدٌ مُفْضِلٌ، وَبِالْغافِلِينَ عَنْ ذِكْرِهِ رَحِيمٌ رَؤُوفٌ

                      شكرااا لتواصلكم الواعي ...















                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X