كظم الغيظ
بسم الله الرحمن الرحيم
في رحاب الدّعاء
"أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ وَارْزُقْنِي التَّحَفُّظَ مِن الْخَطَايَـا، وَالاحْتِرَاسَ مِنَ الزَّلَلِ فِي الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ، فِي حَالِ الرِّضَا وَالْغَضَبِ..."
الصحيفة السجّاديّة،ص122.
"أللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ وَحَلِّنِي بِحِلْيَـةِ الصَّالِحِينَ، وَأَلْبِسْنِي زِينَةَ المُتَّقِينَ فِيْ... كَظْمِ الْغَيْظِ"...
"أَللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ... سَوْرَةِ الغَضَبِ".
الصحيفة السجّادية
في رحاب الدّعاء
يُعتبر كظم الغيظ زينة المتّقين كما يصرّح السجاد عليه السلام في هذا الدّعاء الشريف، ومعناه كما ذكر أهل اللغة:
تجرّع الغيظ واحتمال سببه والصبر عليه حينما يكون قادراً على إمضائه فيحبسه,
والكظيم: الحابس غيظه
والفرق بينه وبين الصبر:
• أنّ الكظم فيما يقدر على الانتقام،
• والصبر فيما لا يقدر عليه
كنزول البلاء والمصيبة كما أفاد بعضهم.
وقد مدحه الله تعالى في كتابه المجيد, قال سبحانه:
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
آل عمران: 134.
تواترت الأخبار على شرافة كظم الغيظ وعظم أجره.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"مِن أحبّ السبيل إلى الله تعالى جرعتان:
جرعة غيظ تردها بحلم، وجرعة مصيبة تردها بصبر".
وسائل الشيعة، ج12، ص176.
وقال مولى
الساجدين عليه السلام:
"وما تجرّعت جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكافي بها صاحبها".
الكافي, ج2, ص108.
يقول أحد الرواة:"جعلت جارية لعليّ بن الحسين عليه السلام تسكب الماء عليه وهو يتوضّأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجّه(شجّه أي جرحه.)
فرفع عليّ بن الحسين عليه السلام رأسه إليها
فقالت الجارية: إنّ الله عزّ وجلّ يقول:
•{والكاظمين الغيظ}
فقال لها: قد كظمت غيظي،
قالت:{والعافين عن الناس}،
قال: قد عفى الله عنك،
قالت:{والله يحبّ المحسنين},
قال: اذهبي فأنت حرّة".
أمالي الصدوق، ص201.
كظم الغيظ ثمرة الحلم
كثيراً ما يواجه الإنسان في الدّنيا بلاءات ويكون بعضها متمثّلاً في الإساءة إليه والتعدّي عليه جرّاء علاقته بمن لا يحسن أن تكون معهم علاقة
حيث أخطأ في الاختيار وانتقاء الأصدقاء، أو مع إخوانه الّذين ينبغي معاشرتهم كأعوان وأحبّة في طريق الهدى,
فيتعرّض في بعض الأحيان إلى أذيّة معيّنة من أحدهم سرعان ما تودي به إلى الخروج عن الآداب في الخطاب والمعاملة نتيجة سيطرة الغضب على موقفه وعدم التحلُّم والتحمُّل وكظم الغيظ, مع أنّ المطلوب منه في حالة من هذا القبيل -
سيّما وأنّ المخطىء ربّما يكون لأوّل مرّة وعلّه عن غير قصد - هو أن يحلم عن توبيخه أو تعنيفه أو ردّ الصاع صاعين
ولا يتحقّق هذا المطلوب ما لم يكن هذا الإنسان متحلّياً بفضيلة الحلم الّتي تثمر كظم الغيظ
فالسلاح الرادع للنفس عن التمادي والانفعال المؤدّي إلى مخالفة الخُلُق الكريم هو الحِلم
وبهذا يتبيّن ما له من دور مهمّ في رفعة الإنسان.
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"ابتغوا الرفعة عند الله،
قالوا: وما هي يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
قال:
• تَصِلُ من قطعك،
• وتعطي من حرمك
• وتحلم عمّن ظلمك أو جهل عليك".
المحجة البيضاء، ج5، ص3
عن أمير المؤمنين عليه السلام:
"الكظم ثمرة الحلم
غرر الحكم: 820.
أفضل الناس من كظم غيظه وحلم عن قدر
طوبى لمن كظم غيظه ولم يطلقه وعصى إمرة نفسه فلم تهلكه"
ينابيع الحكمة، ج4، ص503.
من نتائج كظم الغيظ
نستعرض بعض النتائج المترتّبة على الكظم, كما جاءت على لسان أهل البيت عليهم السلام بما فيها من الخير في الدارين:
1 - عزّ الدّنيا والآخرة:
يقول الصادق عليه السلام:
"ما من عبد كظم غيظاً إلّا زاده الله عزّاً في الدّنيا والآخرة".
2 - رضا الله تعالى:
في الحديث:
"من كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه أملأ الله قلبه يوم القيامة رضاه".
3-الأمن والإيمان:
يقول الباقر عليه السلام:"من كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمناً وإيماناً يوم القيامة".
4 - أجر الشهيد:
عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
"ومن كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه وحلم عنه أعطاه الله أجر شهيد".
وسائل الشيعة، ج12، ص178، ب114، حديث 12.
5 - الجنّة والشفاعة:
عن الصادق عليه السلام:
• "ثلاث من كُنّ فيه استكمل خصال الإيمان:
• مَن صبر على الظلم
• وكظم غيظه واحتسب،
• وعفا وغفر،
• كان ممّن يدخله الله عزّ وجلّ الجنّة بغير حساب
• ويشفّعه في مثل ربيعة ومضر".
بحار الأنوار، ج71، ص417.
6-مرافقة الأنبياء:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"ثلاثة يرزقون مرافقة الأنبياء:
• رجل يُدفع إليه قاتل وليّه ليقتله فعفا عنه،
• ورجل عنده أمانة لو يشاء لخانها فيردّها إلى من ائتمنه عليها،
• ورجل كظم غيظه عن أخيه ابتغاء وجه الله.
المستدرك، ج9، ص12، حديث 7.
7 - غرف في أعلى الجنّة:
يقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:
• "في ليلة المعراج رأيت غرفاً في أعلى الجنّة فقلت: لمن هي؟
قال: للكاظمين الغيظ، وللعافين عن الناس وللمحسنين".
8-موت الأضغان:
عن أمير المؤمنين عليه السلام:
• "الكاظم من أمات أضغانه".
غرر الحكم، 1112.
9 - تخيُّر الحور العين:
عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:
"من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يخيّره في أيّ الحور شاء".
المحجة البيضاء، ج5، ص309.
خلاصة القول في كظم الغيظ
أ - كظم الغيظ زينة المتّقين
ويكون بتحمّل أسبابه والصبر عليها مع القدرة على المقابلة والانتقام وصاحبه أفضل الناس.
ب - ثمرة الحِلم كظم الغيظ
ويكون بالسيطرة على النفس حتّى لا تذهب جرّاء الغضب إلى مخالفة الآداب أو التعدّي من جديد.
والالتزام بهذه الفضيلة موجب لرفعة الإنسان وإكرامه.
ج - للكظم نتائج عديدة وهي:
• عزّ الدينا والآخرة،
• رضا الله سبحانه،
• الأمن والإيمان،
• أجر الشهيد،
• الجنّة
• الشفاعة،
• مرافقة الأنبياء،
• غرف الجنّة،
• موت الأضغان،
• واختيار الحور العين.
قصة جميلة
لا, أنا باقر!
قال نصرانيّ للإمام الباقر عليه السلام مستهزئاً به: أنت بقر!
فقال الإمام عليه السلام بكلّ برودة وبسط وجه: لا, أنا باقر!
النصرانيّ تنقيصاً من كرامة الإمام عليه السلام: أنت ابن الطبّاخة!
الإمام عليه السلام بكلّ طلاقة وجه: ذاك حرفتها!
النصرانيّ شتماً للإمام عليه السلام وتهييجاً لغضبه:
أنت ابن السوداء الزنجيّة البذيّة!
الإمام عليه السلام صفحاً:
إن كنت صدقت غفر الله لها،
وإن كنت كذبت غفر الله لك!
فلمّا رأى النصرانيّ حلم الإمام الباقر عليه السلام أعلن إسلامه.
إنّنا يجب علينا أن نقتدي بهؤلاء الأئمّة، ونبني على سيرتهم مناهج حياتنا، ونسير على هداهم...
ولكن هل ترى مثل ذلك في واحد منّا؟
إنّنا لو قيل لنا: من أنت؟
نحتدم غيظاً، ونجعل هذه الكلمة سوءاً من عدوّ، ننتقم ممّن فاه بها ملء استطاعتنا وقدرتنا.
وفيما رُوي عن حِلم الإمام السجاد عليه السلام وكظمه للغيظ:
أن رجلاً سبّ الإمام السجاد عليه السلام ، فأغضى الإمام عليه السلام عنه حتّى يُشعِر بأنّه لم يسمع.
فسبّه مرّة ثانية.
والإمام ساكت، مغضٌّ عنه.
ثمّ سبّه مرّة ثالثة، والإمام عليه السلام ساكت.
فلم يتحمّل الرجل سكوت الإمام عليه السلام فقال للإمام: إيّاك أعني.
فأجابه الإمام عليه السلام: وعنك أغضي.
رُوي في المكارم: كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يؤتى بالصبيّ الصغير ليدعو له بالبركة أو يسمّيه فيأخذه، فيضعه في حجره تكرمة لأهله،
وربّما بال الصبيّ عليه فيصيح بعض من رآه حين بال,
فيقول صلى الله عليه وآله وسلم لا تزرموا بالصبيّ، فيدعه يقضي بوله ثمّ يفرغ له من دعائه وتسميته ويبلغ سرور أهله ولا يرون أنّه يتأذى ببول صبيّهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده.
اللَّهُمَّ? صَلِّ? عَلْ? مُحَمَّدٍ وآلِ? مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ? فَرَجَهُمْ?
بسم الله الرحمن الرحيم
في رحاب الدّعاء
"أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ وَارْزُقْنِي التَّحَفُّظَ مِن الْخَطَايَـا، وَالاحْتِرَاسَ مِنَ الزَّلَلِ فِي الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ، فِي حَالِ الرِّضَا وَالْغَضَبِ..."
الصحيفة السجّاديّة،ص122.
"أللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ وَحَلِّنِي بِحِلْيَـةِ الصَّالِحِينَ، وَأَلْبِسْنِي زِينَةَ المُتَّقِينَ فِيْ... كَظْمِ الْغَيْظِ"...
"أَللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ... سَوْرَةِ الغَضَبِ".
الصحيفة السجّادية
في رحاب الدّعاء
يُعتبر كظم الغيظ زينة المتّقين كما يصرّح السجاد عليه السلام في هذا الدّعاء الشريف، ومعناه كما ذكر أهل اللغة:
تجرّع الغيظ واحتمال سببه والصبر عليه حينما يكون قادراً على إمضائه فيحبسه,
والكظيم: الحابس غيظه
والفرق بينه وبين الصبر:
• أنّ الكظم فيما يقدر على الانتقام،
• والصبر فيما لا يقدر عليه
كنزول البلاء والمصيبة كما أفاد بعضهم.
وقد مدحه الله تعالى في كتابه المجيد, قال سبحانه:
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
آل عمران: 134.
تواترت الأخبار على شرافة كظم الغيظ وعظم أجره.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"مِن أحبّ السبيل إلى الله تعالى جرعتان:
جرعة غيظ تردها بحلم، وجرعة مصيبة تردها بصبر".
وسائل الشيعة، ج12، ص176.
وقال مولى
الساجدين عليه السلام:
"وما تجرّعت جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكافي بها صاحبها".
الكافي, ج2, ص108.
يقول أحد الرواة:"جعلت جارية لعليّ بن الحسين عليه السلام تسكب الماء عليه وهو يتوضّأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجّه(شجّه أي جرحه.)
فرفع عليّ بن الحسين عليه السلام رأسه إليها
فقالت الجارية: إنّ الله عزّ وجلّ يقول:
•{والكاظمين الغيظ}
فقال لها: قد كظمت غيظي،
قالت:{والعافين عن الناس}،
قال: قد عفى الله عنك،
قالت:{والله يحبّ المحسنين},
قال: اذهبي فأنت حرّة".
أمالي الصدوق، ص201.
كظم الغيظ ثمرة الحلم
كثيراً ما يواجه الإنسان في الدّنيا بلاءات ويكون بعضها متمثّلاً في الإساءة إليه والتعدّي عليه جرّاء علاقته بمن لا يحسن أن تكون معهم علاقة
حيث أخطأ في الاختيار وانتقاء الأصدقاء، أو مع إخوانه الّذين ينبغي معاشرتهم كأعوان وأحبّة في طريق الهدى,
فيتعرّض في بعض الأحيان إلى أذيّة معيّنة من أحدهم سرعان ما تودي به إلى الخروج عن الآداب في الخطاب والمعاملة نتيجة سيطرة الغضب على موقفه وعدم التحلُّم والتحمُّل وكظم الغيظ, مع أنّ المطلوب منه في حالة من هذا القبيل -
سيّما وأنّ المخطىء ربّما يكون لأوّل مرّة وعلّه عن غير قصد - هو أن يحلم عن توبيخه أو تعنيفه أو ردّ الصاع صاعين
ولا يتحقّق هذا المطلوب ما لم يكن هذا الإنسان متحلّياً بفضيلة الحلم الّتي تثمر كظم الغيظ
فالسلاح الرادع للنفس عن التمادي والانفعال المؤدّي إلى مخالفة الخُلُق الكريم هو الحِلم
وبهذا يتبيّن ما له من دور مهمّ في رفعة الإنسان.
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"ابتغوا الرفعة عند الله،
قالوا: وما هي يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
قال:
• تَصِلُ من قطعك،
• وتعطي من حرمك
• وتحلم عمّن ظلمك أو جهل عليك".
المحجة البيضاء، ج5، ص3
عن أمير المؤمنين عليه السلام:
"الكظم ثمرة الحلم
غرر الحكم: 820.
أفضل الناس من كظم غيظه وحلم عن قدر
طوبى لمن كظم غيظه ولم يطلقه وعصى إمرة نفسه فلم تهلكه"
ينابيع الحكمة، ج4، ص503.
من نتائج كظم الغيظ
نستعرض بعض النتائج المترتّبة على الكظم, كما جاءت على لسان أهل البيت عليهم السلام بما فيها من الخير في الدارين:
1 - عزّ الدّنيا والآخرة:
يقول الصادق عليه السلام:
"ما من عبد كظم غيظاً إلّا زاده الله عزّاً في الدّنيا والآخرة".
2 - رضا الله تعالى:
في الحديث:
"من كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه أملأ الله قلبه يوم القيامة رضاه".
3-الأمن والإيمان:
يقول الباقر عليه السلام:"من كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمناً وإيماناً يوم القيامة".
4 - أجر الشهيد:
عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
"ومن كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه وحلم عنه أعطاه الله أجر شهيد".
وسائل الشيعة، ج12، ص178، ب114، حديث 12.
5 - الجنّة والشفاعة:
عن الصادق عليه السلام:
• "ثلاث من كُنّ فيه استكمل خصال الإيمان:
• مَن صبر على الظلم
• وكظم غيظه واحتسب،
• وعفا وغفر،
• كان ممّن يدخله الله عزّ وجلّ الجنّة بغير حساب
• ويشفّعه في مثل ربيعة ومضر".
بحار الأنوار، ج71، ص417.
6-مرافقة الأنبياء:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"ثلاثة يرزقون مرافقة الأنبياء:
• رجل يُدفع إليه قاتل وليّه ليقتله فعفا عنه،
• ورجل عنده أمانة لو يشاء لخانها فيردّها إلى من ائتمنه عليها،
• ورجل كظم غيظه عن أخيه ابتغاء وجه الله.
المستدرك، ج9، ص12، حديث 7.
7 - غرف في أعلى الجنّة:
يقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:
• "في ليلة المعراج رأيت غرفاً في أعلى الجنّة فقلت: لمن هي؟
قال: للكاظمين الغيظ، وللعافين عن الناس وللمحسنين".
8-موت الأضغان:
عن أمير المؤمنين عليه السلام:
• "الكاظم من أمات أضغانه".
غرر الحكم، 1112.
9 - تخيُّر الحور العين:
عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:
"من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يخيّره في أيّ الحور شاء".
المحجة البيضاء، ج5، ص309.
خلاصة القول في كظم الغيظ
أ - كظم الغيظ زينة المتّقين
ويكون بتحمّل أسبابه والصبر عليها مع القدرة على المقابلة والانتقام وصاحبه أفضل الناس.
ب - ثمرة الحِلم كظم الغيظ
ويكون بالسيطرة على النفس حتّى لا تذهب جرّاء الغضب إلى مخالفة الآداب أو التعدّي من جديد.
والالتزام بهذه الفضيلة موجب لرفعة الإنسان وإكرامه.
ج - للكظم نتائج عديدة وهي:
• عزّ الدينا والآخرة،
• رضا الله سبحانه،
• الأمن والإيمان،
• أجر الشهيد،
• الجنّة
• الشفاعة،
• مرافقة الأنبياء،
• غرف الجنّة،
• موت الأضغان،
• واختيار الحور العين.
قصة جميلة
لا, أنا باقر!
قال نصرانيّ للإمام الباقر عليه السلام مستهزئاً به: أنت بقر!
فقال الإمام عليه السلام بكلّ برودة وبسط وجه: لا, أنا باقر!
النصرانيّ تنقيصاً من كرامة الإمام عليه السلام: أنت ابن الطبّاخة!
الإمام عليه السلام بكلّ طلاقة وجه: ذاك حرفتها!
النصرانيّ شتماً للإمام عليه السلام وتهييجاً لغضبه:
أنت ابن السوداء الزنجيّة البذيّة!
الإمام عليه السلام صفحاً:
إن كنت صدقت غفر الله لها،
وإن كنت كذبت غفر الله لك!
فلمّا رأى النصرانيّ حلم الإمام الباقر عليه السلام أعلن إسلامه.
إنّنا يجب علينا أن نقتدي بهؤلاء الأئمّة، ونبني على سيرتهم مناهج حياتنا، ونسير على هداهم...
ولكن هل ترى مثل ذلك في واحد منّا؟
إنّنا لو قيل لنا: من أنت؟
نحتدم غيظاً، ونجعل هذه الكلمة سوءاً من عدوّ، ننتقم ممّن فاه بها ملء استطاعتنا وقدرتنا.
وفيما رُوي عن حِلم الإمام السجاد عليه السلام وكظمه للغيظ:
أن رجلاً سبّ الإمام السجاد عليه السلام ، فأغضى الإمام عليه السلام عنه حتّى يُشعِر بأنّه لم يسمع.
فسبّه مرّة ثانية.
والإمام ساكت، مغضٌّ عنه.
ثمّ سبّه مرّة ثالثة، والإمام عليه السلام ساكت.
فلم يتحمّل الرجل سكوت الإمام عليه السلام فقال للإمام: إيّاك أعني.
فأجابه الإمام عليه السلام: وعنك أغضي.
رُوي في المكارم: كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يؤتى بالصبيّ الصغير ليدعو له بالبركة أو يسمّيه فيأخذه، فيضعه في حجره تكرمة لأهله،
وربّما بال الصبيّ عليه فيصيح بعض من رآه حين بال,
فيقول صلى الله عليه وآله وسلم لا تزرموا بالصبيّ، فيدعه يقضي بوله ثمّ يفرغ له من دعائه وتسميته ويبلغ سرور أهله ولا يرون أنّه يتأذى ببول صبيّهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده.
اللَّهُمَّ? صَلِّ? عَلْ? مُحَمَّدٍ وآلِ? مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ? فَرَجَهُمْ?