بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدِ وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِّ على محمدِ وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لم تتزوج السيدة المعصومة؟
ثم إنّ هناك أمراً لابدّ من البحث حوله وله صلة وثيقة بما نحن فيه، إذ له مدخلية في مكانتها الاجتماعية، ومنزلتها بين الناس، ذلكم هو عدم زواج السيدة فاطمة المعصومة (ع).
والمستفاد من جملة الروايات أن بنات الإمام الكاظم (ع) وعددهن إحدى وعشرون بنتاً لم تتزوج منهنّ واحدة.
وهذا أمر مثير للتساؤل، ولا سيّما مع ملاحظة أن ورد عن أهل البيت (ع) من الحثّ على التناكح والترغيب فيه، وأنّ به إكمال ثلث الدين أو نصفه أو ثلثيه، فيا ترى ما هي الأسباب المانعة عن هذا الأمر في حق بنات الإمام الكاظم (ع)؟
وينبغي أن نؤكّد قبل كل شيء على أنّ عدم اقتران واحدة من بنات الإمام الكاظم (ع) بزوج ـ ولا سيّما السيدة فاطمة المعصومة (ع) ـ لم يكن عن عيب مانع في الخلق أو الخُلق، وقد مرّ علينا أنها كانت جليلة القدر ذات شأن عظيم، ومنزلة كبيرة، على أن هذا الأمر لم تنفرد به وحدها من دون سائر أخواتها، فلابدّ أن يكون المانع أمراً آخر، وهذا ما نسعى للبحث حوله بمقدار ما يسعفنا به ما ورد حول هذه القضية من الروايات.
ومن الضروري أن نلتفت قبل ذلك إلى أنّ هذا الأمر يعدّ من الشؤون الخاصّة التي هي أشبه شيء بالأسرار العائلية والأسريّة كغيرها من الخصوصيّات التي لا تكون معرضاً عامّاً لعامة الناس لإبداء أنظارهم فيها، وإنّما ساغ للباحث أن يتناول بعض الشؤون بالدراسة والتحليل لأنّ أهل البيت (ع) يمثّلون القدوة الصّالحة التي ترشد الإنسان إلى طريق الحق والهداية، وقد صدرت الأوامر الإلهية والنبويّة بالإقتداء بهم، والسير على خطاهم، واقتفاء آثارهم، فإنّهم لا يخرجون الناس من باب هدى ولا يدلونهم في باب ضلالة.
تعليق