لو أردنا أن نعرض العمل الكبير الذي يقوم به خَدَمَة زوار الإمام الحسين ؏ على القرآن الكريم لكي نعطيه بُعداً قرآنياً يضعه في أعلى مستويات الشرعية الإسلامية .. لما إحتجنا الى كثير بحثٍ وتأمّل ، مما يجعله في درجة البداهة والإرتكاز الإسلامي الذي لا يحتاج الى برهان أو مزيد بيان .. وسنعرضه ضمن جهتين ، عامّة وخاصّة :
» أمّا الجهة العامّة : فهو يرتكز على روح القرآن الكريم وآدابه العامة التي تدعوا الى البذل والعطاء والتعاون على البرّ والتقوى والتكافل والنصرة والعمل الصالح والإحسان للغير وإغاثة الملهوف وإعانة المضطر وإقراء الضيف وسائر الأعمال الصالحة .. وجميع أو أغلب هذه العناوين والمفاهيم القرآنية تنطبق كلياً أو جزئياّ على ما يقوم به خَدَمَة الإمام الحسين ؏ للمؤمنين الذين يؤدّون الزيارة مشياً أو بوسائط النقل المختلفة .. من مأكل ومشرب ومبيت وتقديم سائر الخدمات الطبية والأمنية والتنظيمية ..
» أمّا الجهة القرآنية الخاصة : فمن أوضح أشكالها هو ما قام به الأنصار للمهاجرين في المدينة المنورة من إيواء وحماية وإيثار في المال والمسكن ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ الحشر ٩ ، هذه النصرة التي أعزت المسلمين وجذّرت الإيمان وأقامت راية ( لا اله الا الله محمد رسول الله ) حتى فتحت الشرق والغرب .. ففي كل مدينة اليوم يمر بها زوار الحسين ع نجد هذه الثنائية القرآنية المقدسة ( المهاجرين والأنصار ) وبنفس الروح والإثرة والأثر إن شاء الله تعالى .
تعليق