إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مأجورين : (قـم جـدد الـحـزن فـي الـعـشـرين من صفر)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مأجورين : (قـم جـدد الـحـزن فـي الـعـشـرين من صفر)


    زيارة الأربعين مسيرة الكمال الإنساني



    قم جدد الحزن في العشرين من صفر *** ففيه ردت رؤوس الآل للحفر
    آل النبي التي حلت دماؤهم *** في دين قوم جميع الكفر منه بري
    يا مؤمنون احزنوا فالنار شاعلة *** ترمى على عروة الإيمان بالشرر
    ضجوا لسفرتهم وابكوا لرجعتهم *** لا طبتِ من رجعةٍ كانت ومن سفر
    تذكروا مبتدأ أيام رجعتهم *** وأعقبوا سوء ما لاقوا بذا الخبر
    فسلهم هل رجعتم للجسوم وقد *** تركتموها مزار الذئب والنسر
    وسلهم عن رؤوس الآل هل نشفت *** دماؤها أم لها التقطير كالمطر
    وسل أراس حسينٌ غاب رونقه *** أم نوره مخجلٌ للشمسٍ والقمر












    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
    للشريعة المحمدية المقدسة غايات وأهداف جليلة في مقدمتها السير ببني آدم إلى الكمال الإنساني والرجوع إلى حيث أمر الله قال تعالى: (إِنَّا لِلّهِ وإِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ)[1]، وقد أوجدت لذلك سبل بينتها وطرائق أوضحتها منها التمسك بالثقلين الكتاب العزيز والعترة الهادية صلوات الله عليها كما نص على ذلك حديث الثقلين المتواتر, ومنها كذلك ما ورد في الزيارات الشريفة إن الأئمة المعصومين سلام الله عليهم أبواب الله تعالى التي منها يؤتى، وإنهم سلام الله عليهم سفن النجاة فمن اقتفى أثرهم واتبع نهجهم وتمسك بهم أمن من الغرق والهلاك ووصل إلى بر الأمان حيث السعادة الأبدية والرضا الإلهي.
    الإمام الحسين سفينة النجاة العظيمة والسريعة وفق الأحاديث الشريفة بل هو سلام الله عليه سفينة الكمال، وقد ورد في الأثر الشريف: «قال الحسين دخلت على جدي وعنده أُبي بن كعب فقال لي مرحباً يا زين السماوات والأرض فقال أُبي كيف يكون غيرك زينهما فقال والذي بعثني بالحق انه لفي السماء أكبر منه في الأرض وانه مكتوب على يمين العرش وانه لمصباح هدى وسفينة نجاة»
    الحديث الشريف ذو مضامين كبيرة لا نستطيع الاحاطة بها بهذه المقالة الموجزة، لذا ومن اجل الوقوف على جانب صغير منها لا بد من بحث وجيز لبعض المفردات التي وردت فيه كالعرش ويمينه.



    العَرْش في اللغة: سرير الملِك، يدلُّك على ذلك سرير ملِكة سَبَإِ، سمَّاه اللَّه عز وجل عَرْشاً فقال عز من قائل: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)[3] ،وقد يُستعار لغيره، والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ وعِرَشَةٌ. والعَرْش: البيتُ، وجمعه عُروشٌ. وعَرْش البيت: سقفُه، والجمع كالجمع، وفي الحديث: أَو كالقِنْديلِ المعلَّق بالعَْرش،يعني بالسقف
    أما في الاصطلاح فلا يمكن لنا حده لأنه من الغيب فيتعين علينا طريقه وهو أهل بيت العصمة والرسالة سلام الله عليهم، حيث وردت في معاني العرش روايات كثيرة منها ما رواه العلامة المجلسي في البحار حيث أورد أكثر من ستين رواية، وظاهر بعضها إن للعرش مظاهر مختلفة بل ورد النص عليه في بعض الروايات كما ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه الإسلام قال: «حملة العرش والعرش العلم ثمانية أربعة منا وأربعة ممن شاء الله».




    فنلاحظ ان الحديث الشريف قد بين لنا ان العرش هو العلم، وتوجد روايات أخر عرفت العرش بمظهر آخر من مظاهره وغيرها قالت انه اسم علم وقدرة وهكذا.
    أما مسألة يمين العرش فلعلها لبيان الأقربية أو الأشرفية لاسيما وانه ورد أيضا إن الله سبحانه خلق العقل عن يمين العرش ففي حديث سماعة عن الإمام الصادق قال: «إن الله خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش...»
    اذاً فقد تقدم ان الحسين مكتوب على يمين العرش والعقل كذلك والعرش هو العلم وهو منتهى الكمال الإنساني الذي لا يستطيع الإنسان إدراك ما فوقه فعن أبي جعفر : «تكلموا فيما دون العرش ولا تكلموا فيما فوق العرش فإن قوماً تكلموا في الله فتاهوا حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه»
    وعليه فمن يصل إلى حقيقة الإمام الحسين فقد بلغ الكمال، ولا يُعترض ان ذاك رسول الله ؟ فالجواب جلي في المقام حيث الحسين ورسول الله واحد وكما ورد في الحديث الشريف حيث روى سعيد بن راشد عن يعلى بن مرة قال سمعت رسول الله يقول: «حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا»





    المسير إلى الحسين مسير إلى الكمال:

    الشريعة المقدسة طالما بعثت المسلمين إلى التكامل المعنوي عبر الماديات وتحمل الصعوبات والمشاق وكأفضل مثال لذلك السفر لحج بيت الله الحرام كفرض واجب على كل مستطيع واستحباب الحج لمن حج سابقا، وجعلت لذلك الثواب العظيم وذات الأمر نجده في زيارات مراقد المعصومين سلام الله عليهم ابتداء برسول الله حتى الإمام الهادي والعسكري سلام الله عليهما لكن عند استقراء الروايات الشريفة نجد أن لزيارة سيد الشهداء تميُز خاص وثواب فاق الجميع بل فيها إشارة إلى التكامل الإنساني موضع البحث فعن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله : ما لمن زار قبر الحسين ؟
    قال: كان كمن زار الله فوق عرشه.
    قال: قلت: ما لمن زار احد منكم؟
    قال كمن زار رسول الله
    وعن الحسين بن محمد القمي عن أبي الحسن الرضا قال: «من زار قبر أبي عبد بشط الفرات كمن زار الله فوق عرشه»
    والجدير بالذكر ان زيارة سيد الشهداء وهي بهذا الثواب العظيم لابد لها من تكامل أولي واستعداد ذاتي حتى يوفق الشخص لزيارته فعن الفضيل بن عثمان عمن حدثه عن أبي عبد الله قال: «من أراد الله به الخير قذف في قلبه حب الحسين وحب زيارته، ومن أراد الله به السوء قذف الله في قلبه بغض الحسين وبغض زيارته»
    فنلاحظ ان الرواية الشريفة هدفت الى جميع المؤمنين على حب الحسين وان الله يحب من احب الحسين كما صرحت بذلك رواية صدر البحث عن رسول الله ، ومن هنا نفهم جانب من المتحابين في الله وقد جعل الله لهم الثواب العظيم والمنزلة الرفيعة فعن أبي جعفر قال: قال رسول الله : «المتحابون في الله يوم القيامة على ارض زبرجدة خضراء في ظل عرشه عن يمين وكلتا يديه يمين وجوههم أشد بياضاً وأضوء من الشمس الطالعة يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، يقول الناس من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابون في الله»، أي ان الحب والبغض في الله جامع لهدف واحد من مصاديقه الكاملة حب الحسين وإظهار ذلك الحب والود بالتوجه إلى الله سبحانه عبر الحسين ومن عند الحسين ، فعظم الله سبحانه أجر من زار الحسين بثواب عظيم جزيل فجعل ووفق الروايات الشريفة في كل خطوة حجة وعمرة مبرورة وهكذا يضاعف الله لمن يشاء.
    وقد قرن الله سبحانه بزيارة الحسين ظرفين مكاني وزماني وعظّمهما وجعلهما هدف الزائرين فوقتت الروايات الشريفة زيارات مخصوصة لسيد الشهداء كزيارة عرفة العظيمة وزيارة النصف من شعبان الشريفة وزيارة النصف من رجب وزيارة الأربعين وهي محل البحث، لذا سوف نبحث عبر الروايات في كلا الظرفين المكاني ارض كربلاء المقدسة والزماني زيارة الأربعين الشريفة.





    كربلاء اشرف بقاع الأرض:

    ارض كربلاء الطاهرة المطهرة بدم سيد الشهداء كما هو نص الزيارة الرجبية، بل إنها اشرف منزلة من ارض الكعبة المشرفة، ففي الخبر إن الله أوحى إلى أرض الكعبة التي افتخرت بنفسها انه لولا أرض كربلاء ما فضلتك: «عن أبي عبد الله : ان ارض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فجٍّ عميق وجُعلت حرم الله وأمنه. فأوحى الله اليها: كفّي وقرّي ما فضل ما فضلتِ به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غمست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من ضمته كربلاء لما خلقتك ولا خلقت الذي افتخرت به، فقري واستقري وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً، غير مستنكفٍ ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلا مسختك وهويت بك في نار جهنم»[13].
    وعن أبي الجارود قال: قال علي بن الحسين : اتخذ الله ارض كربلاء حرما آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله ارض الكعبة ويتخذها حرماً بأربعة وعشرين الف عام وانه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون ـ أو قال أولو العزم من الرسل ـ وأنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميعاً وهي تنادي: أنا ارض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة[




    زيارة الأربعين:
    وظرفها الزماني يوم العشرين من شهر صفر الخير، قال المحدث الجليل الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان: روى الشيخ في التهذيب والمصباح عن الإمام الحسن العسكري قال: «علامات المؤمن خمس، صلاة إحدى وخمسين، أي الفرائض اليومية وهي سبع عشر ركعة والنوافل اليومية زهي أربع وثلاثون ركعة وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين بالسجود والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم».
    كما ونلحظ ان عدد الأربعين ذاته يمثل جانب التكامل في الإنسان قال أبو عبد الله الصادق : «إذا بلغ العبد ثلاثاً وثلاثين سنة فقد بلغ أشده وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه»[15] ،وقال : «من حفظ من شيعتنا أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً فلم يعذبه»[16].
    والقرآن العظيم أشار إلى ذات العدد في مسألة التكامل قال تعالى: (حَتَّى‏ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى‏ وَالِدَيَّ)[17]. وكذلك الله سبحانه واعد موسى لأربعين يوم حتى يتلقى التوراة منه سبحانه قال تعالى: (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسى‏ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ)[18].
    كذلك نجد الأمر في الروايات الشريفة ما ورد عن الإمام الصادق إنه قال: «إذا مات المؤمن فحضر جنازته أربعون رجلاً من المؤمنين فقالوا اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت أعلم به منا قال الله تبارك وتعالى قد أجزت شهادتكم وغفرت له ما علمت مما لا تعلمون».
    والحديث حول صلاة الليل حيث يستحب الدعاء لأربعين مؤمناً وكذلك ما ورد عن أبي عبد الله الصادق قال: من قدّم في دعائه أربعين من المؤمنين ثم دعا بنفسه أستجيب له.
    وشاءت إرادة الله سبحانه أن تكون نهضة سيد الشهداء وآله الأطهار من حين شهادته في العاشر من محرم عام 61للهجرة في كربلاء حتى العشرين من صفر من ذات السنة وهي مدة مثلت مسيرة السبايا من كربلاء إلى الكوفة ومن ثم إلى دمشق في الشام والعودة إلى كربلاء المقدسة، وما مسير المؤمنين اليوم وبأعداد مليونية إلى كربلاء مشاة من جميع أنحاء العالم إلا تذكير بمسيرة كربلاء الخالدة.



    وخلاصة الأمر إن من كان في كربلاء المقدسة ـ الظرف المكاني ـ وفي يوم الأربعين ـ الظرف الزماني ـ فقد جمع عاملي التكامل المنشود شرط الاستعداد المسبق للتكامل لاسيما حب الله ورسوله وأهل بيته وكذا إن يكون عارفا بحقهم أي الجانب العلمي، فمن يكون له ذلك يكون قاب قوسين من التكامل المقصود.
    والحمد لله رب العالمين.



    تجمييع من
    شبكة النبا المعلوماتية
    مركز الاشعاع للدراسات والبحوث الاسلامية
    شبكة الكفيل العالمية


  • #2
    زيارة الأربعين.. العشق في طريق الحق





    في كل عام يتجدد اللقاء، لكنه لقاء لا يشبه ما سبق او ما سيأتي، كل خطوة فيه بألف معنى وألف حكاية، وكل دمعة سقطت فيه يسقط معها شهيد صبر من اجل الحق.
    تمر فيه الأيام والساعات وهي عاجزة عن وصف التضحيات والبطولات وما مر فيها على ارض الطف من ألوان الايثار والدروس والعبر امام القسوة والجبروت والطغيان والجهل، في صولة ميزها التاريخ بين الحق والباطل.
    اما صعوبات الطريق فهي -على قساوتها- تذوب امام عظمة التضحية وتفاصيلها، امام كبرياء الامام الحسين (عليه السلام) وهو يقول للطغات: "لا اعطي بيدي إعطاء الذليل، ولا افر فرار العبيد".
    في كل عام تتجدد واقعة كربلاء في قلوب العاشقين، ويتصاعد غبار المعركة، وتلتقي السيوف والرايات، وهم يحثون السير نحو كربلاء ليجددوا العهد والوعد في الثبات على الحق امام الباطل.
    لقد مثل الامام الحسين (عليه السلام) عنوان الحق والرفض للظلم والتسلط على الرعية، وقد واجهة بشجاعة الطغيان الاموي والانحراف الذي مثله (يزيد) ومن قبله ابيه (معاوية) بعد ان أفرغ تعاليم الدين الإسلامي من محتواها، وحول الدولة والخلافة الإسلامية الى ملك يتوارثه الأبناء من الإباء، وسعى في سبيل ذلك الى قتل معارضيه وإرهاب الناس وشراء الذمم والتعاون مع أعداء الإسلام في سبيل تحقيق أحلامه في السيطرة على الملك والتفرد في السلطة.
    لقد عانى المعارضون لنهج الدولة الاموية الامرين، وقضى الكثير منهم حياته في التعذيب او السجون او الاغتيال، وتداعى الحال بالأمة الإسلامية الى ضياع الحقوق وغلبة الباطل، وقد ذكر الامام الحسين (عليه السلام) هذا الامر بقوله: "الا ترون ان الحق لا يعمل به، وان الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فأني لا أرى الموت الا سعادة، والحياة مع الظالمين الا برما".
    وقد لخص المرجع الراحل الامام السيد محمد الشيرازي اهداف الامام الحسين (عليه السلام) في الخروج يوم كربلاء بالآتي:
    أولاً: فضح الحكومة الأموية واجتثاث جذورها، وذلك لأن الأمويين كانوا قد تمادوا في طغيانهم وجبروتهم نتيجة ما توفر عندهم من المال والسلاح والنفوذ والسلطان، فراحوا يفكرون بإنهاء الدين الإسلامي والقضاء عليه،
    ثانياً: تصحيح الاعتقادات الدينية للمسلمين، فإن من مفاسد الأمويين الذي كان مورداً لاهتمامهم هو قيامهم بعرض صورة مشوهة من الإسلام والمعتقدات الدينية وذلك بغية إبعاد الناس من الخط الواقعي للإسلام والذي يمثله أهل البيت.
    ثالثاً: تصحيح سلوك الناس وتقويمه، بعد أن تلون سلوك الناس وأخلاقهم في ظل النظام الأموي بطابع العنف والاستبداد والوحشية والاستهتار مما لا يتناسب مع الخلق الإسلامي والإنساني.
    لو تمعنا جيداً في هذه الأهداف لوجدنا انها لا تقتصر على زمن حكم "الامويين" فقط، بل يتوسع مداها الى جميع الأزمنة التي يحكم فيها المستبدون، كما انها لا تقتصر على نصرة جهة دون أخرى، بمعنى نصرة المسلمين فحسب، بل تتعدى ذلك الى نصرة كل المجتمعات الإنسانية المظلومة، لان الظلم والاستبداد والطغيان والفساد مرفوض في تعاليم الاسلام وثقافة اهل البيت (عليهم السلام) من أي جهة صدر او أي جهة استهدف، وهذا الامر جزء لا يتجزأ من تعاليم الإسلام السمحاء في نصرة المظلوم والوقوف بوجه الظالم.
    لذلك فان الامام الحسين (عليه السلام) فتح الطريق للإصلاح والثورة ضد الطغاة، او كما عبر عنها السيد الشيرازي بقوله: "إن الإمام الحسين (عليه السلام) عبر نهضته المباركة دل الأجيال على الطريق وأوضح عن السبيل لعلاج مشاكل المجتمع والحصول على سعادة الدنيا وكرامة الآخرة".
    وفي معرض الحديث عن العلاج للمشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي، بل والإنسانية جمعاء، وسبل علاجها والتي ضحى الامام الحسين (عليه السلام) بنفسه واهل بيته واصحابه من اجل تصحيح مساراتها الخاطئة، يرى الامام الشيرازي (رحمه الله) ان الحل في متناول اليد حتى يستردوا سؤددهم ويسترجعوا عزهم ويتخلصوا من مشاكلهم التي أحدقت بهم.
    انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي التي انطلق منها الامام الحسين (عليه السلام) في التأسيس لثورته الخالدة، خصوصاً وان "الدين الإسلامي لم يكن خاصاً بأمة من الأمم، كما أنه لم يكن لفترة معينة من الزمن، بل هو لكل الأمم ولكل الأزمنة، وقد تكفل بوضع طرق العلاج لكل مشكلة يمكن لها أن تحدث في عصر من العصور، كما أنه تدارك حدوث المشكلات قبل تحققها بوضع الطرق الوقائية السليمة للحيلولة دون وقوعها".
    ان العلاج هو الالتزام بتطبيق هذه الأمور الأربعة:
    1 ـ الأمة الواحدة.
    2 ـ الأخوة الإسلامية.
    3 ـ الحريات.
    4 ـ الشورى.
    وحتى نحقق ما نصبو اليه من النصر على الباطل والظفر بالحق الذي خط طريقه الامام الحسين (عليه السلام) بدمه الشريف، ليسير عليه من بعده كل العاشقين والمتلهفين لواقعة كربلاء العظيمة وما جرى فيها من دروس وعبر خلدها التاريخ وجعلها رمزاً لا يتكرر، علينا ان نفهم وندرك واجبنا تجاه الامام الحسين (عليه السلام) في الحاضر والمستقبل حتى نحذو حذوه في طريق الحق؟
    ان "واجبنا اليوم هو أن نتعرف على عظمة شخصية الإمام الحسين (عليه السلام)، وعلى أهداف نهضته المباركة وأن نسعى للعمل بكل قوانين الحياة التي أتى بها جده رسول الله (صلى الله عليه واله) وبينها أهل بيته (عليهم السلام) ورعاها هو بشهادته وسقاها بدمه الطاهر، ثم نعرض صورتها وصورة الأئمة الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) بجمالها اللائق ونورها المتألق إلى العالم كله".
    وهي رسالة عظيمة وتكليف كبير لا يستطيع حمله او التصدي اليه الا أصحاب الهمم العالية والنفوس الكبيرة التي اشتاقت الى طريق الامام الحسين (عليه السلام) وعشقت الشهادة في سبيل القيم والمبادئ التي ضحى من اجلها سيد الشهداء (عليه السلام)، وهكذا يكون الطريق في زيارة الأربعين التي يبذل في سبيلها العاشقين خطواتهم في طريق الحق.
    * باحث في مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X