بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
هناك من يسأل: أن المهدي أخذ الإمامة بالإرث لا بالاستحقاق والجدارة، فلأنه من نسل الإمام علي (عليه السلام) اتخذه الشيعة إماماً.
والجواب:
1– هذه دعوى لا دليل عليها فلا يوجد عندنا من يقول إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إنما صار إماماً لأنه ابن الإمام العسكري أو حفيد الإمام علي (عليهما السلام).
بل لأنه تميز بما تجب به الإمامة من شرائط وحاز عليها فصار بها إماماً، وهذا ما دلّت عليه الأدلة عقلية وهي ما كان الله سبحانه وتعالى يعذب الناس، ويحاسب الناس إلاّ بعد أن يقيم الحجّة عليهم.
ومن جملة إقامة الحجة عليهم، إرسال الرسل والأنبياء وأوصياء الأنبياء.
ويُعرَف هؤلاء جميعاً بالدرجة الأولى بماذا؟ بالعقل، لذلك يقول الإمام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه: ((إنّ لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجّة باطنة، أمّا الحجة الظاهرة فهي الرسل والأنبياء والأئمة، وأمّا الحجة الباطنة فالعقول))[1] فالله تعالى يحاسب الناس على قدر عقولهم، فقد ورد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: ((لَمَّا خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اَلْعَقْلَ اِسْتَنْطَقَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: وَعِزَّتِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ وَلاَ أُكْمِلُكَ إِلاَّ فِيمَنْ أُحِبُّ أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَإِيَّاكَ أَنْهَى وَإِيَّاكَ أُعَاقِبُ وَإِيَّاكَ أُثِيبُ)).[2]
هذا يعني أن العقل مطيع لله. الفطرة العقلية السليمة تأخذ بعنق الإنسان ليخضع لله تعالى ويعترف بوحدانية وبصفاته.
وفي نفس الوقت بواسطة العقل يعرف الإنسان نبيّه، يعرف رسوله، ثم يعرف الأوصياء الذين يأتون من بعد الرسل.
هذا بواسطة العقل الذي هو حجة داخلية باطنية.
والحجّة الخارجية، نفس الأنبياء والرسل والأوصياء والأئمة، لأن هؤلاء حجج الله تعالى على بريّته
أم كانت نقلية، سواء ما كان منها قرآني ﴿لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾[3].
أم روائي يقول النبي الكريم (صلى الله عليه وآله): ((ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان. قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في غيبته؟- لأن المتعارف أن الإمام أو النبي أو الرسول ظاهر للناس ينتفعون منه هذا إذا كان حاضراً أمّا إذا كان غائباً فهل ينتفع منه؟- فقال: إي والذي بعثني بالنبوة إنهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها السحاب)).[4].
فجميع الأئمة من لدن عليّ (عليه السلام) إليه (عجّل الله فرجه) إنما نعتقد بهم لأن الأدلة المختلفة كشفت عن تميزهم وتأهلهم لهذا المنصب الإلهي الفريد بما يحملون من علم وعمل.
2– لو كان كما يدّعون لوقع الاختيار على غير الأئمة (عليهم السلام) من أولادهم ممن ادعوها لهم أو على الأقل نقول إنها مناصفة بينهم كورثة.
-----------------------------------------
[1] الكافي للكليني، ج1، ص 16.
[2] الکافي، ج1، ص10 .
[3] سورة النساء، الآية: 165.
[4] كمال الدين للصدوق، ص253.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
هناك من يسأل: أن المهدي أخذ الإمامة بالإرث لا بالاستحقاق والجدارة، فلأنه من نسل الإمام علي (عليه السلام) اتخذه الشيعة إماماً.
والجواب:
1– هذه دعوى لا دليل عليها فلا يوجد عندنا من يقول إن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إنما صار إماماً لأنه ابن الإمام العسكري أو حفيد الإمام علي (عليهما السلام).
بل لأنه تميز بما تجب به الإمامة من شرائط وحاز عليها فصار بها إماماً، وهذا ما دلّت عليه الأدلة عقلية وهي ما كان الله سبحانه وتعالى يعذب الناس، ويحاسب الناس إلاّ بعد أن يقيم الحجّة عليهم.
ومن جملة إقامة الحجة عليهم، إرسال الرسل والأنبياء وأوصياء الأنبياء.
ويُعرَف هؤلاء جميعاً بالدرجة الأولى بماذا؟ بالعقل، لذلك يقول الإمام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه: ((إنّ لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجّة باطنة، أمّا الحجة الظاهرة فهي الرسل والأنبياء والأئمة، وأمّا الحجة الباطنة فالعقول))[1] فالله تعالى يحاسب الناس على قدر عقولهم، فقد ورد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: ((لَمَّا خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اَلْعَقْلَ اِسْتَنْطَقَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: وَعِزَّتِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ وَلاَ أُكْمِلُكَ إِلاَّ فِيمَنْ أُحِبُّ أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَإِيَّاكَ أَنْهَى وَإِيَّاكَ أُعَاقِبُ وَإِيَّاكَ أُثِيبُ)).[2]
هذا يعني أن العقل مطيع لله. الفطرة العقلية السليمة تأخذ بعنق الإنسان ليخضع لله تعالى ويعترف بوحدانية وبصفاته.
وفي نفس الوقت بواسطة العقل يعرف الإنسان نبيّه، يعرف رسوله، ثم يعرف الأوصياء الذين يأتون من بعد الرسل.
هذا بواسطة العقل الذي هو حجة داخلية باطنية.
والحجّة الخارجية، نفس الأنبياء والرسل والأوصياء والأئمة، لأن هؤلاء حجج الله تعالى على بريّته
أم كانت نقلية، سواء ما كان منها قرآني ﴿لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾[3].
أم روائي يقول النبي الكريم (صلى الله عليه وآله): ((ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان. قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في غيبته؟- لأن المتعارف أن الإمام أو النبي أو الرسول ظاهر للناس ينتفعون منه هذا إذا كان حاضراً أمّا إذا كان غائباً فهل ينتفع منه؟- فقال: إي والذي بعثني بالنبوة إنهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها السحاب)).[4].
فجميع الأئمة من لدن عليّ (عليه السلام) إليه (عجّل الله فرجه) إنما نعتقد بهم لأن الأدلة المختلفة كشفت عن تميزهم وتأهلهم لهذا المنصب الإلهي الفريد بما يحملون من علم وعمل.
2– لو كان كما يدّعون لوقع الاختيار على غير الأئمة (عليهم السلام) من أولادهم ممن ادعوها لهم أو على الأقل نقول إنها مناصفة بينهم كورثة.
-----------------------------------------
[1] الكافي للكليني، ج1، ص 16.
[2] الکافي، ج1، ص10 .
[3] سورة النساء، الآية: 165.
[4] كمال الدين للصدوق، ص253.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
تعليق