الاخفاق في تحقيق الآمال
وهو سبب رئيسي للاكتئاب والخيبة في تحقيق حلم حياة؛ كنجاح او ترقية، او شهادة عالمية
او ربح كبير في صفقة تجارية.
وينتقل ذلك بالعدوى الى الاولاد في الجيل الثاني فالآباء الذين اخفقوا في تحقيق احلام حياتهم..
يتمنون ان يحدث ذلك في ابنائهم فتراه ينفق سيلا من المال ليصبح ابنه (ربما الوحيد)
طبيباً او مهندساً او عالما، لكن الولد الذي خلقه الله بإمكانات ضعيفة نسبيا
يقع بين مطرقة احلام الابوين وسندان ضعفه وقصوره..
فيبدأ اولا بالكذب والادعاءات بتحصيل العلامات ..
ثم عندما ينكشف امره اخيرا يشعر بالإحباط.. ويفقد امله بنفسه..
يبكي ولا يشتكي
ويدخل في الحلقة المفرغة المريعة التي تميز الاكتئاب.
فلوم الوالدين يزيد اكتئابه، وازدياد اكتئابه يزيد من لوم الوالدين والاقارب له
ومن ثم المقارنة المريعة بينه وبين اقرانه
فهذا افضل منك ....
وذاك حصل على درجات اعلى ....
وابن الجار ينجح شهريا ....
وابن العم يتعلم وبلا مدرس ....
وهكذا ...
واذا لم ينتبه الوالدان والاقارب له..
ويواسونه ويعالجونه فانه بعد فترة ينقطع عن الطعام.. ويأرق.. وينحل ويبكي باستمرار..
او يكذب ويؤلف قصصا للهروب من الفشل والرسوب ان حدث
وقد يدفعه احباطه اخيراً الى المصير المروع الذي يميز بعض حالات الاكتئاب، الا وهو الانتحار
وذلك عندما يقنع نفسه بانه لم يعد يصلح لشيء..
وان مستقبله قاتم لا محالة، وان الموت طريق النجاة..
وانه طريق الخلاص الوحيد.
ونقول وكذلك يقول الله تعالى :
((لا يكلف الله نفسا الا وسعها)) (البقرة : 286).
((ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به)) (البقرة : 286).
وسنة الخالق في ارضه ان يسخر الناس بعضهم لبعض ليتكامل المجتمع ويستمر ..
فهناك المزارع والحداد.. والطبيب.. والاستاذ .. والعامل .. والمهندس..
فتخيلوا مجتمعا ليس فيه الا الاطباء فمن هم المرضى اذن...!!!!
ومن سيقدم لهم الطعام، ومن يصنع الثياب، ومن يعمر المساكن، ومن يؤمن المياه والكهرباء..!!!!
قال تعالى:
(( اهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحيوة الدنيا
ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضنا سخريا)) (الزخرف : 43: 32).
فادرسوا امكانات اولادكم، وخفضوا لهم سقف الآمال والتوقعات
خصوصا ان علامات فروع الجامعة العالية اصبح فوق احتمال وذكاء معظم الطلاب
فحتى الطالب الذي يحصل على 95% من العلامات
قد لا تؤهله علاماته للدخول في الفرع الذي يريده في الجامعة..
وغالبا لا يملك اهله المال اللازم لدراسته في الجامعات الخاصة او الجامعات خارج القطر ..
فالله.. الله في ابنائكم لا تدفعوهم الى الاكتئاب ..ليفقدوا التمتع والشعور بالرضا
بحياتهم ومن ثم الابداع والتقدم بها بمجالات متعددة ....
تعليق