ايجاز / تكثيف/ أدهاش / قوة الايماء / الختام المبهر للومضة / واضاف الشاعر علي الفتلاوي لغة المحكي اليومي ليعبر عن حالات شعورية عامرة ، ترتكز على شفافية الفكرة ، لتغتزل أكبر قدر من العاطفة ، يؤكد الشاعر الناقد معلمي الاستاذ عودة ضاحي التميمي مقدمته على ان هذا النمط من الشعر الشعبي ليس سهل المراس ، فهو صعب وبعيد عن متناول الكثير ، اعتقد ان هناك من سبقني بالرأي بانه اسلوب شعري يصلح لأكثر من شكل شعري ، اغلب النقاد النفسيين يجدونه للأسف يعبر عن حالات الفوضى الروحية عند الشاعر والارتباك الحاصل في المجتمع على اعتباره ان الحاجة أصبحت ماسة لنمط شعري يختزل كل تلك التناقضات بتعبيرات مقتضبة لكنها موحية في الوقت نفسه ، انا قد أخالف صفة الفوضوية ولا أؤمن بها فالشاعر علي هادي الفتلاوي بشعريته الهادئة ينقلنا الى مغزى آخر ، ان فوضوية الحياة جعلتنا نحتاج الى روحية الشعر ، الأديب خالد مطلك عبر بجملة بسيطة مختصرة ، استطاع ان يرسم لوحات خالدة في الشعر الشعبي ، استطاع ان يصنع سجادة عربية شعبية ، كنت اقرأ بعض المقاطع لصديقي الكاتب علي عمة في صدى الروضتين فقال هذا ليس شعر انها موسيقى ، واضاف لها مفردة شعبية ( تلجع) أي بمعنى انها تمس شغاف القلب ، وختم جملته بان هذا الشاعر عاشق من رأسه الى أخمص قدميه ، أي بمعنى انه استطاع ان يحول ذاتيته الى جوهر موضوعي يتعالق مع عوالم كل قارىء ، فالقارىء لم يأت من المريخ بل هو يحمل نفس المعاناة الروحية للمتلقي من لقاء ـــ الفة ــــ هجر ــــ شوق ـــ لوعات وهذا ما يملكه كل شاب عراقي من لوعة حمل بذرتها الشاعر الفتلاوي ، أرى ان الومضة في الشعر الشعبي تكون في أرقى حالاتها
( لا فكر قلبي باحزانه ..... ولا روحي أهتمت بالهم
بس بيك ايفكرن اعرفهن .... يالتفتر بيه ويه الدم )
و( اللجعة )التي تسمى بالتماس الشعوري ، القضية الفنية في هذه المجموعة تكمن في قوة التماس الشعوري مع الفن القادر على التنوع الاسلوبي في فضاء الومضة
( أنت مبين كلش شاطر ..... ومبين طبعك حساس
ما يحتاج اكتبلك أحبك .... لو أكتب انت اغله الناس )
كنت اخمن بانه سيقترب لعوالم الدارمي ، لكني وجدته يذهب بمعرفة واثقة تحو دقة الفكرة ، واجاز الصورة وتصف الاشارة وجمال التصوير أي بمعنى ان التكثيف يضمن الحالة الشعرية علي الفتلاوي لايعتمد في التكثيف على الدلالة المجازية ، وانما هو يعشق دفقة المباشرة ، ، أي بما يمكن تسميته الومض الظاهر ، بمعنى وجود المخالفة مع حيثيات النقد الذي يؤمن بتعددية التأويل الكامن خلف الاختزال ، اختزال وايجاز ومعنى علي الفتلاوي هو شعوري له معنى واحد يهز المشاعر
( راح أحجي الكل واحد عاشك ..... والعاشك يسمع يا ريته
محد يشلع قلبك صدك .... غير الانسان الحبيته )
أنا لااريد ان اضيع شعرية الفتلاوي في حومة التنظير ، لكن اريد ان أبين ان حساسية البؤرالشعرية اساسية تستثمر طاقتها الفاعلة في التشكيل الشعري الى صورتها التعبيرية ،و لااريد ان أكرر ما قلته في شعرية المجموعة لكني اشير الى امتلاك الشاعر لمقدرة الشحن العاطفي ، اللوعة /الشوق / المحبة / نار الفرقة التي جعلت منه شاعر عاشق يقدم تراتيله نصائح للعاشقين .... محبتي