صار لي ايام وايام ابحثُ في دائره القاموس والكلام التي مركزها القلب وفيه حب المصطفى واولاده الكرام، عن كلمات عن معانٍ لم تكتبها الاقلام ، ذهَبَتْ خواطري لتُعانقت الامل والاحلام رايت فيها شمسًا تعانق النهار، وقمرًا ظل محتفظًا و محتضنًا نجوم الفلك الدوار، منظر آخر جميل رسمته السماء حمائم تطير عاليا و عصافير تزقزق على جانبي الطريق،عن اليمين منه شجيرات تحمل اجمل الورود و مختلف الالوان ،وعلى الجانب الاخر طفل وطفلة، رايتهما يرسمان ويكتبان، رسما سيف ذو الفقار وكتبا في عيد الغدير يُنصّب الامام، اذأً في عروقنا حبهم يجري كالهواء الذي ينعش الصدور وعليه تتوقف الحياة،حتى الاطفال ؛فرحوا به.
طَبعتُ على وجنة كل منهما قبلة- الطفل والطفلة- ممزوجة بدعوة الثبات على الولاية، وسافرتُ مع اشرعة حب آل البيت، وتذكرتُ تلك الكلمات الجميلات نطقتها شفاه مكرمات بقيت على مر الدهور خالدات، تعطي لكل مؤمن ومؤمنة صك الولاية والثبات.
تلك الكلمات قالها: خير الانام الرسول الهمام ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه)،المكان في غدير خم الذي أصبح عيدًا للمسلمين، دلالةٌ على عظمة ومكانة أمير المؤمنين (عليه السلام) عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فهو سيّد الخلق وخاتم النبيّين اختار عليّاً خلفاً له دون غيره، ليَفهم المسلمون أنَّ عليّاً امتداد طبيعيّ له، وشعاع متألق من روحه العظيمة. والزمان كان بعد حجه الوداع، صوره رائعه لمشهد اروع انه يوم العهد المعهود يوم الميثاق والجمع المشهود، والكثير منا يعرف ان الانتماء الى علي عليه السلام، يكلف كثيرا ويُتعب كثيرا ؛وذلك لانه حقيقة الانتماء ليست عنوانا نتعنون به او شعارًا نرفعه، بل هو خط عليه نسير. دعوة نطلقها ؛لنأخذ بأسباب الثقافة،لنعرف كيف نصوغ مفاهيمها ،ونجددها وأن نعرف كيف ننفتح على الحياه كلها من خلال علي عليه السلام ؛ فالمسالة ليست ان نزور عليًا في التاريخ؛ بل لابد ان ندعوه الى زيارتنا، لازيارة الجسد بل ان يدخل في فكرنا، وسياستنا ،واقتصادنا، وارادتنا،وعلاقتنا، واوضاعنا بكل ما انطلق من فكره وروحه وحركته في الحياه وما تركه لنا، لنسموا في مواقع سموه وهو الذي محله محل القطب من الراحى ينحدر عنه السيل ولا يرقى اليه الطير.
وما بين (غديره)و (عاشوراء ابنه) مشوار طويل تفسره العبارة التالية: (إنما نقاتلك بغضًا لابيك).
وهكذا تبقى مكانة أميرنا مشرقة على مر العصور لشيعته وغيرهم.
عن الإمام السجاد (عليه السلام) :
" فإنّ علياً (عليه السلام) كالكعبة التي أمر الله باستقبالها للصلاة . جعله الله ليؤتمَّ به في أمور الدين والدنيا " .
تفسير العسكري (عليه السلام)، ج١، ص٦٢٧
ان الحاكم القائد اذا كان عادلا؛فالعدل سيسري على الجميع.
وبالنتيجة أن حكم المعصوم ،وقيادته،وتصدي المعصوم للمسؤوليةيؤدي إلى سعادة الأمة بأكملها، فالغدير هو عيد الله الأكبر، وسمي بهذا لانه تمت النعمة وكمُل الدين، نعم إتمام النعمة صارت بولاية أمير المؤمنين عليه افضل الصلاة والتسليم.
قال تعالى في سورة المائدة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)المائدة،الاية 3
فالغدير هويتنا،وحذار من تضييعها.
دعوتنا اللهم :ثبتنا على ولايتهم والسير على نهجهم وأجعلنا موالين لهم في الدنيا وشفاء لنا يوم القيامة.
أمل شبيب علي الأسدي
محافظة: الديوانية.