بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
الشهادة على الأعمال تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
وهذا التقسيم جاء بذكر من القرآن الكريم لقوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾[1].
فالقسم الأول: شهادة ملكيَّة.
أي شهادة ظاهريَّة، كأن تحصل جريمة ونحن شهود عليها ولكن شهادة ملكيَّة، أي أننا نشهد أن ظاهر فلان عمل كذا وكذا، فلا نعرف دوافعه، لذلك شهادتنا ظاهريَّة.
القسم الثاني: شهادة ملكوتيَّة.
أما المعصوم هو الذي يشهد شهادة ملكوتيَّة؛ أي أن المعصوم يرى حقيقة العمل لا ظاهره فقط، فهو يدرك دوافع العمل، ويدرك بواطنه، إذن المعصوم يدرك حقائق الأعمال لذلك شهادته شهادة ملكوتيَّة.
القسم الثالث: شهادة أمريَّة.
أي بأن تكون سيرته الصالحة الزاكية في حد نفسها شهادة على الناس.
وأما الشهادة الملكوتيَّة فالإمام الرضا(عليه السلام) يشهد على الخلائق شهادة ملكوتيَّة، يشهد حقائق الأعمال كما هي وظيفة آبائه الطاهرين(عليه السلام) ، ومما ورد في ذلك قول الإمام:
((مَن زَارَني عَلى بُعد دَاري أتيتُهُ يَومَ القيَامةِ فِي ثَلاثِ مَواطِنَ حَتّى أُخَلِّصَهُ مِنْ أهوالِها؛ إذا تَطايرَتْ الكُتُب يَميناً وَشِمالًا وَعندِ الصّراطِ وَعِندَ المِيزانِ))[2].
وقال النبي(صلى الله عليه وآله): ((سَتُدفَنُ بَضعَةٌ مِنّي بِخُراسانَ وَما زارَها مُؤمنٌ إلّا أوجبَ اللَّهُ لَهُ الجَنّةَ وَحَرّمَ جَسَدَهُ عَلَى النّار))[3].
روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: ((إنّ بِخُراسانَ لَبُقْعَةٌ يأتي عَلَيها زَمانٌ تَصيرُ مُختَلفَ المَلائكَةِ فلا يَزالُ فَوجٌ يَنزلُ مِنَ السَّماءِ وَفَوجٌ يَصعَدُ إلى أن يُنفَخَ فِي الصّور، فَقِيلَ لَهُ: يَابنَ رَسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأيّةُ بُقعَةٍ هَذه؟ قَالَ: هِي بأرضِ طُوسٍ وَهُو واللَّهِ رَوضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنّةِ مَنْ زَارَني فِي تِلكَ البُقعَةِ كَمَنْ زارَ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله))[4].
عَنِ اَلنُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: ((سَيُقْتَلُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي بِأَرْضِ خُرَاسَانَ بِالسَّمِّ ظُلْماً اِسْمُهُ اِسْمِي وَاِسْمُ أَبِيهِ اِسْمُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، أَلاَ فَمَنْ زَارَهُ فِي غُرْبَتِهِ غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ عَدَدِ اَلنُّجُومِ وَقَطْرِ اَلْأَمْطَارِ وَوَرَقِ اَلْأَشْجَارِ))[5].
((إنّي سأُقتل مسموماً مظلوماً واُقبر إلى جنب هارون ويجعل الله عزّ وجلّ تربتي مختلف شيعتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة. والذي أكرم محمداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوّة واصطفاه على جميع الخليقة لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين إلاّ استحق المغفرة من الله عزّ وجلّ يوم يلقاه)).[6].
هذا نوع من الشهادة الملكوتية؛ لأن الإمام وهو في قبره يرى زائريه، يشهد أعمالهم وينظر إلى حقائق قلوبهم فمن زاره عارفًا بحقه، أي أن الإمام اطّلع على قلبه وعرف أنه يعرف حق الإمام فهو يشهد على عمله شهادة ملكوتيَّة، تكون سببًا لضمان الجنَّة له، ويجب على الزائر أن يعرف أنه(عليه السلام) غريب شهيد، فالإمام كان يتكلَّم عن شهادته في حياته، فعندما دخل عليه دعبل الخزاعي وقد رآه حزينًا كئيبا، وقد لبس الثياب السود، فسأل الإمام ”مالي أراك حزينًا كئيبا، قال: يا دعبل أما تعرف أن هذه الأيام هي أيام عاشوراء أيام حزن وأسى علينا أهل البيت؟
-----------------------------------------------------------------------------
[1] سورة التوبة، الآية: 105.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 584، ح 3189.
[3] عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 255، ح 4.
[4] عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 255، ح 5.
[5] وسائل الشیعة، ج14، ص554.
[6] عيون أخبار الرضا (ع)، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 248.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
الشهادة على الأعمال تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
وهذا التقسيم جاء بذكر من القرآن الكريم لقوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾[1].
فالقسم الأول: شهادة ملكيَّة.
أي شهادة ظاهريَّة، كأن تحصل جريمة ونحن شهود عليها ولكن شهادة ملكيَّة، أي أننا نشهد أن ظاهر فلان عمل كذا وكذا، فلا نعرف دوافعه، لذلك شهادتنا ظاهريَّة.
القسم الثاني: شهادة ملكوتيَّة.
أما المعصوم هو الذي يشهد شهادة ملكوتيَّة؛ أي أن المعصوم يرى حقيقة العمل لا ظاهره فقط، فهو يدرك دوافع العمل، ويدرك بواطنه، إذن المعصوم يدرك حقائق الأعمال لذلك شهادته شهادة ملكوتيَّة.
القسم الثالث: شهادة أمريَّة.
أي بأن تكون سيرته الصالحة الزاكية في حد نفسها شهادة على الناس.
وأما الشهادة الملكوتيَّة فالإمام الرضا(عليه السلام) يشهد على الخلائق شهادة ملكوتيَّة، يشهد حقائق الأعمال كما هي وظيفة آبائه الطاهرين(عليه السلام) ، ومما ورد في ذلك قول الإمام:
((مَن زَارَني عَلى بُعد دَاري أتيتُهُ يَومَ القيَامةِ فِي ثَلاثِ مَواطِنَ حَتّى أُخَلِّصَهُ مِنْ أهوالِها؛ إذا تَطايرَتْ الكُتُب يَميناً وَشِمالًا وَعندِ الصّراطِ وَعِندَ المِيزانِ))[2].
وقال النبي(صلى الله عليه وآله): ((سَتُدفَنُ بَضعَةٌ مِنّي بِخُراسانَ وَما زارَها مُؤمنٌ إلّا أوجبَ اللَّهُ لَهُ الجَنّةَ وَحَرّمَ جَسَدَهُ عَلَى النّار))[3].
روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: ((إنّ بِخُراسانَ لَبُقْعَةٌ يأتي عَلَيها زَمانٌ تَصيرُ مُختَلفَ المَلائكَةِ فلا يَزالُ فَوجٌ يَنزلُ مِنَ السَّماءِ وَفَوجٌ يَصعَدُ إلى أن يُنفَخَ فِي الصّور، فَقِيلَ لَهُ: يَابنَ رَسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأيّةُ بُقعَةٍ هَذه؟ قَالَ: هِي بأرضِ طُوسٍ وَهُو واللَّهِ رَوضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنّةِ مَنْ زَارَني فِي تِلكَ البُقعَةِ كَمَنْ زارَ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله))[4].
عَنِ اَلنُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: ((سَيُقْتَلُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي بِأَرْضِ خُرَاسَانَ بِالسَّمِّ ظُلْماً اِسْمُهُ اِسْمِي وَاِسْمُ أَبِيهِ اِسْمُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، أَلاَ فَمَنْ زَارَهُ فِي غُرْبَتِهِ غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ عَدَدِ اَلنُّجُومِ وَقَطْرِ اَلْأَمْطَارِ وَوَرَقِ اَلْأَشْجَارِ))[5].
((إنّي سأُقتل مسموماً مظلوماً واُقبر إلى جنب هارون ويجعل الله عزّ وجلّ تربتي مختلف شيعتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة. والذي أكرم محمداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوّة واصطفاه على جميع الخليقة لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين إلاّ استحق المغفرة من الله عزّ وجلّ يوم يلقاه)).[6].
هذا نوع من الشهادة الملكوتية؛ لأن الإمام وهو في قبره يرى زائريه، يشهد أعمالهم وينظر إلى حقائق قلوبهم فمن زاره عارفًا بحقه، أي أن الإمام اطّلع على قلبه وعرف أنه يعرف حق الإمام فهو يشهد على عمله شهادة ملكوتيَّة، تكون سببًا لضمان الجنَّة له، ويجب على الزائر أن يعرف أنه(عليه السلام) غريب شهيد، فالإمام كان يتكلَّم عن شهادته في حياته، فعندما دخل عليه دعبل الخزاعي وقد رآه حزينًا كئيبا، وقد لبس الثياب السود، فسأل الإمام ”مالي أراك حزينًا كئيبا، قال: يا دعبل أما تعرف أن هذه الأيام هي أيام عاشوراء أيام حزن وأسى علينا أهل البيت؟
-----------------------------------------------------------------------------
[1] سورة التوبة، الآية: 105.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 584، ح 3189.
[3] عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 255، ح 4.
[4] عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 255، ح 5.
[5] وسائل الشیعة، ج14، ص554.
[6] عيون أخبار الرضا (ع)، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 248.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
تعليق