بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
السنوات القلائل التي أعقبت استشهاد الاِمام الرضا (عليه السلام) فكانت هي الاُخرى مشحونة بالحذر والترقب من قبل الشيعة عموماً والبيت الهاشمي خصوصاً؛ للسياسة التي اتخذها المأمون في تقريب الإمام الجواد (عليه السلام) وإنزاله تلك المنزلة منه ، وهذا الترقب والحذر راجع إلى عدة أمور لعلّ من أهمها ما نوجزه بالنقاط التالية :
1 ـ شغف المأمون بأبي جعفر (عليه السلام) بعد أن استدعاه من المدينة المنورة إلى بغداد ؛ لما رأى من غزارة علمه وهو لم يبلغ الحلم بعد ، ولم يحضر عند أحد للتلمّذ والدراسة، ثم إنّ صغر السن وامتلاك علوم جمة والجلوس للمناظرة والحجاج مع كبار الفقهاء هي ظاهرة فريدة وغريبة في دنيا الإسلام يومذاك، تجلب الانتباه وتأخذ بالعقول وتستهويها؛ لهذا فقد أبقاه عنده فترة طويلة.
2 ـ المأمون ، ولأجل رفع أصابع الاتّهام عنه باغتيال الإمام الرضا (عليه السلام)، أراد أن يثبت ظاهرياً للعوام والخواص حبّه للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، من خلال بقائه على ولاء وحب البيت العلوي؛ لذلك أظهر اهتماماً زائداً ، وتكريماً متميزاً للإمام الجواد (عليه السلام)، بل وأقرّ له ما كان يعطي أباه الرضا عليه السلام من عطاء وزيادة، فبلغ عطاؤه ألف ألف درهمٍ سنوياً .مرآة الجنان، اليافعي، ج 2، ص 80.
3 ـ تزويجه إياه من ابنته ( زينب ) المكناة بأم الفضل، واسكانه قصور السلطنة.
4 ـ توليته بعد وروده بغداد عام ( 204 هـ ) عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) مكة والمدينة. وبقي على ولايتهما حتى أواخر عام ( 206 هـ ).
5 ـ أمره ولاة الأقاليم والخطباء بإظهار فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على المنابر في جميع المناسبات.
6 ـ تبنّيه مذهب الاعتزال وإظهار القول بخلق القرآن في ربيع الأول سنة ( 212 هـ ) ، وكان الدافع من وراء ذلك ـ على ما يظهر لنا ـ سياسياً ، لأجل تصفية بعض الخصوم وإبعاد البعض الآخر، وإجبار بعض الفقهاء، خارج المدار السلطاني، الدخول في فلك البلاط؛ لتمرير بعض المآرب السياسية في مرحلة لاحقة. ثم لعلّه أراد من إظهار هذا الحق باطلاً كان يختبئ في مطاوي نفسه التي لم تُعرف نواياها الحقيقية، فماتت معه بموته.
كما أراد صرف الناس عن التوجه إلى أهل البيت (عليهم السلام) والتمسك بمنهجهم القويم.
بهذا الدهاء السياسي استطاع المأمون العباسي سحب البساط من تحت أرجل شيعة أهل البيت (عليهم السلام) عموماً، والطالبيين بشكل أخص، وفوّت عليهم فرصة أي ثورة أو انتفاضة ضد حكومته. وبذلك تمكن من أن يأمن هذا الجانب ـ وإن كان على حذر ووجل إلى فترة غير قليلة ـ استطاع خلالها ترتيب البيت العباسي، واستحكام أمر الخلافة.
ولم يكن المأمون مستعجلاً هذه المرة مع الاِمام الجواد (عليه السلام) الصبي الصغير ثم الشاب اليافع، بشأن تصفية وجوده ، لما يشكّله عليه السلام من خطر على مستقبل الخلافة والوجود العباسي ككل.
ولقد انعكس ذلك الهدوء السياسي النسبي الذي أعقب تولي الاِمام الرضا (عليه السلام) عهد المأمون له بالخلافة من بعده، على امتداد فترة إمامة أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، إلاّ ما كان من ثورة عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في اليمن سنة ( 207 هـ ).
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
السنوات القلائل التي أعقبت استشهاد الاِمام الرضا (عليه السلام) فكانت هي الاُخرى مشحونة بالحذر والترقب من قبل الشيعة عموماً والبيت الهاشمي خصوصاً؛ للسياسة التي اتخذها المأمون في تقريب الإمام الجواد (عليه السلام) وإنزاله تلك المنزلة منه ، وهذا الترقب والحذر راجع إلى عدة أمور لعلّ من أهمها ما نوجزه بالنقاط التالية :
1 ـ شغف المأمون بأبي جعفر (عليه السلام) بعد أن استدعاه من المدينة المنورة إلى بغداد ؛ لما رأى من غزارة علمه وهو لم يبلغ الحلم بعد ، ولم يحضر عند أحد للتلمّذ والدراسة، ثم إنّ صغر السن وامتلاك علوم جمة والجلوس للمناظرة والحجاج مع كبار الفقهاء هي ظاهرة فريدة وغريبة في دنيا الإسلام يومذاك، تجلب الانتباه وتأخذ بالعقول وتستهويها؛ لهذا فقد أبقاه عنده فترة طويلة.
2 ـ المأمون ، ولأجل رفع أصابع الاتّهام عنه باغتيال الإمام الرضا (عليه السلام)، أراد أن يثبت ظاهرياً للعوام والخواص حبّه للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، من خلال بقائه على ولاء وحب البيت العلوي؛ لذلك أظهر اهتماماً زائداً ، وتكريماً متميزاً للإمام الجواد (عليه السلام)، بل وأقرّ له ما كان يعطي أباه الرضا عليه السلام من عطاء وزيادة، فبلغ عطاؤه ألف ألف درهمٍ سنوياً .مرآة الجنان، اليافعي، ج 2، ص 80.
3 ـ تزويجه إياه من ابنته ( زينب ) المكناة بأم الفضل، واسكانه قصور السلطنة.
4 ـ توليته بعد وروده بغداد عام ( 204 هـ ) عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) مكة والمدينة. وبقي على ولايتهما حتى أواخر عام ( 206 هـ ).
5 ـ أمره ولاة الأقاليم والخطباء بإظهار فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على المنابر في جميع المناسبات.
6 ـ تبنّيه مذهب الاعتزال وإظهار القول بخلق القرآن في ربيع الأول سنة ( 212 هـ ) ، وكان الدافع من وراء ذلك ـ على ما يظهر لنا ـ سياسياً ، لأجل تصفية بعض الخصوم وإبعاد البعض الآخر، وإجبار بعض الفقهاء، خارج المدار السلطاني، الدخول في فلك البلاط؛ لتمرير بعض المآرب السياسية في مرحلة لاحقة. ثم لعلّه أراد من إظهار هذا الحق باطلاً كان يختبئ في مطاوي نفسه التي لم تُعرف نواياها الحقيقية، فماتت معه بموته.
كما أراد صرف الناس عن التوجه إلى أهل البيت (عليهم السلام) والتمسك بمنهجهم القويم.
بهذا الدهاء السياسي استطاع المأمون العباسي سحب البساط من تحت أرجل شيعة أهل البيت (عليهم السلام) عموماً، والطالبيين بشكل أخص، وفوّت عليهم فرصة أي ثورة أو انتفاضة ضد حكومته. وبذلك تمكن من أن يأمن هذا الجانب ـ وإن كان على حذر ووجل إلى فترة غير قليلة ـ استطاع خلالها ترتيب البيت العباسي، واستحكام أمر الخلافة.
ولم يكن المأمون مستعجلاً هذه المرة مع الاِمام الجواد (عليه السلام) الصبي الصغير ثم الشاب اليافع، بشأن تصفية وجوده ، لما يشكّله عليه السلام من خطر على مستقبل الخلافة والوجود العباسي ككل.
ولقد انعكس ذلك الهدوء السياسي النسبي الذي أعقب تولي الاِمام الرضا (عليه السلام) عهد المأمون له بالخلافة من بعده، على امتداد فترة إمامة أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، إلاّ ما كان من ثورة عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في اليمن سنة ( 207 هـ ).
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
تعليق