⚫جهاد الإمام السجّاد(ع) استمرار للنهج الحسيني ⚫

[الحقوقي ليث الأسدي]

⚫انّ الإمام زين العابدين (ع) وإن لم تتوفّر له إمكانات التضحية بالقتال إلى حدّ الشهادة، كما فعل أبوه الإمام الحسين (ع) في كربلاء، لكنّه لم يفقد فرصة المقاومة من طريق هذه الحربة التي تنفذ إلى أعماق الوجدان، والقابلة للتغلغُل في أوساط المجتمع، والسارية مع كلّ نسيم، والممكنة في كلّ الظروف، المتمثّلة بالدعاء. إذ النطق بالدعاء وسيلة للإعلان عن المعتقدات، وتبليغ الرسالات، وتنمية الشعور بالمسؤوليات في أحلك الظروف وأحرجها، وبثّ روح النضال والمقاومة، وتوثيق الرابطة الفكرية، وتأكيد التعهّدات الاجتماعية، وتثبيت العواطف الصالحة، حبّاً بالتولي والإعلان عنه، وبغضاً بالتبري وإبدائه، وتعميق الوعي العقائدي بين الأمّة، وتهيئة الأجواء روحياً وفكرياً وجسميّاً للجهاد والقتال العسكري.
➰ والدعاء في مدرسة الإمام زين العابدين في الوقت الذي يعدّ كنزاً لأعمق التوجهات، وأحرّ الأشواق، وأرفع الطلبات منهاج يتعلّم فيه المؤمن تخطيطاً متكاملاً للوجود والتفكير والعمل، على منهج الإمامة وبقيادة حكيمة تستلهم التعاليم من مصادر الوحي.

◾وهذا ما يجعلنا ندرك وقوف الإمام زين العابدين (ع) للدعاء لأهل الثغور بغض النظر عن الدولة القائمة على الظلم، فهو ينظر إلى ثغور المسلمين التي يشكّل حفظها حفظاً للمسلمين وحماية لأنفسهم وأعراضهم وأموالهم، التي يعتقد الإمام(ع) أنّها تدخل ضمن واجبات الإمامة؛ ومسؤوليات الإمام(ع).
➰والإمام (ع) وإن كان معارضاً للنظام الأموي، ويجدّ في فضحه وتزييف عمله والكشف عن سوء إدارته، ويحكم على القائمين به بالخروج عن الحق والعدل، لكنه يدعو بصوت تخنقه العَبْرة لأهل الثغور الإسلامية، وباللهجة القوية القاطعة لكلّ عذر. وبالنبرة الحادة ذاتها التي يدعو بها لزوال حكم الظالمين، يدعو لاستتباب الأمن والعدل والصلاح على أرض الإسلام.