تويت
من منا لم يتعرض الى تقليل القيمة والإهانة في حياته؟وفي بعض الأحيان تجبرنا الظروف أن نكون في بيئة غير متوائمة مع مستوانا الفكري والمجتمعي،نعيش حالة من الضغط النفسي ونضل أمام خيارين: أما أن نرد اعتبارنا بالرد بالمثل وبهذا نفقد قيمتنا،أو أن نستمر بالمعاناة ،الإمام الحسن (عليه السلام): مر عليه رجلاً شامي قال: من هذا؟! قيل: هذا الحسن بن علي فانهال عليه بالسباب والشتم، والإمام الحسن يستمع إليه إلى أن انتهى من سبابه وشتمه التفت إليه الإمام الحسن قال: يا هذا أظنك غريباً ولعلك اشتبهت فينا فإن كنت طردياً آويناك وأنت كنت جاعاً أشبعناك وأن كنت عطشاً أرويناك فهلا حولت رحلك إلينا ونزلت ضيفاً علينا فإن لنا منزلاً رحبا، وجاهاً عريضة، ومالاً وفيرة فما تمالك الرجل حتى أنكب عليه يقبله ويقول: ﴿اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾فيكم أهل بيت النبوة، إذاً هذا منبه على أن الإمام الحسن الزكي يعيش سموا النفس والكرامة التي لا تتأثر بالخدش ولا تتأثر بالاعتداء وسُباب أو الشتم،لأنه يعيش سموا النفس ومن كان يعيش سمو النفس لا يتأثر بالاعتداء أبداً،
قال تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً﴾لا يتأثرون لأن كرامتهم فوق هذا التأثر.