ثورة زيد بن علي عليه السلام لم تحدث من فراغ، ولا من دون هدف محدد بل كان لها أسبابها ودوافعها. إنّ ثورة زيد بن علي عليه السلام ليست
حالة ارتجالية، وقراراً فجائياً اتخذه زيد بن علي عليه السلام؛ بل هي تعبر عن موقف رسالي، وإرادة فذة، وقرار شعبي، فهي لم تكن ثمرة خيال
فردي اوحت به مخيلته؛ وإنما كانت نتيجة عوامل صاغتها ظروف ذلك العصر الذي إصطدمت فيه النزعات الدينية بالنزعات السياسية.
وهناك جملة أسباب أدت لقيام الثورة منها: تفشي الظلم والفساد ومحاربة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم من الشيعة، والإستعداد الشعبي للثورة
حيث اعتمد زيد عليه السلام في بداية الثورة على قاعدة شعبية ظناً منه أنها مخلصة له، ولإمكانية وقدرات زيد عليه السلام في قيادة الثورة؛ لأن
قيادة الثورة لا يمكن أن تكون إلاّ على عاتق العارفين والقادرين الذين تتوفر فيهم عناصر القيام بالثورة بالشكل الصحيح.
مثل هذه الأسباب مجتمعه دفعت الشهيد زيد عليه السلام؛ للقيام بثورته في ليلة الثالث والعشرين من محرم سنة 122هـ.
رشا رزاق الشمري
تم نشره في المجلة العدد40
تعليق