مَنْ أنتَ..
تَسألُنِي الطَّرِيقُ..
وَ أينَ سَالِكْ؟
وَ مَسَافَةُ العُشَّاقِ تَسألُنِي كَذَلِكْ
مَنْ أنتَ وَ البَيدَاءُ تَسمَعُ هَمْسَنَا
وَ تُحِيكُ مِنْ نَسجِ المَسِيرِ لَنَا المَمَالِكْ
وَ لأنتَ يَا رُوحَ الفِدَاءِ سَمِعتَهَا
وَ عَلِمتَ إنِّي إنْ أجُولُ فَفِي مَجَالِك
مَنْ أنتَ.. وَ الرَّايَاتُ تَخفُقُ لِلسَّمَا
فَأُجِيبُ عَبدٌ يا حُسَينُ.. عَلَى سُؤَالِك
عِفتُ الدِّياَرَ وَ صُحبَتِي.. أهلِي وَ
أولادِي فَلا أخشَى الدُّرُوبَ وَ لا المَهَالِكْ
وَ أتَيتُ يَا مَولايَ نَبضَةُ عَاشِقٍ
وَ فُؤَادُ إنسَانِي يَتُوقُ إلَى وِصَالِك
رُوحِي أبَثُ إلى المَسِيرِ لِكَربَلا
فِي الأربَعِينَ مَعَ العِيَالِ إلى ظِلالِك
أمضِي وَ أمضِي وَ الخَيَالُ يَشُطُّ بِي
نَحوَ الفُرَاتِ عَلَى الطَّرِيقِ إلَى نَوَالِك
وَ عَلَى الفِجَاجِ صَبَبتُ دَمعَ قَصَائِدِي
وَ المُفرَدَاتُ هَوَت عَلَى وِترِ ابتِهَالِكْ
وَ أنَا هُنَا حَولِي المَلائِكُ حَلَّقَتْ
وَ كَذَا هُنَا مُليُونُ سَالِكَةٍ وَ سَالِكْ
وَ هُنَا المَدَى المُمتَدُّ يَزحَفُ هَاتِفًا
لَبَّيكَ جِئتُكَ إنَّنِي عَبدٌ لِآلِكْ
لَبَّيكَ أمْضِي لِلدَّمِ المَسفُوكِ لِلـ
ـصَّدرِ المُرَضَّضِ دَهشَةً أبكِي لِحَالِك
لَبَّيكَ أسرَجتُ الشُّعُورَ وَ لامَتِي
مَوجٌ يُصَارِعُ لِلوُصُولِ إلَى هُنَالِكْ
زَادِي هَوَاكَ..
وَ خُضتُ أهوَالَ النَّوَى
عَطِشٌ لِتَرْوِّيَ مُهجَتِي بِنَدَى زُلالِكْ
يَا أيُّهَا الفَذُّ الَّذِي مُذْ قُلتَ (هَلْ
مِنْ نَاصِرٍ) أسرَعتُ أنْهَلُ مِنْ نِضَالِكْ
لَبَّيكَ.. رُوحِي يَا حُسَينُ أبِيعُهَا
وَ أمُوتُ قُربَانًا فِدَاءَكَ بَعدَ ذَلِكْ
وفاء الطويل..
تعليق