هي معركة بكل تفاصيلها، ودقائق تعبيراتها. وقد نشبت بين ناقدين، الاول: كتب موضوعا عن شاعر مات قبل خمسين عاما، فوصف تدويناته بالاسهاب، وافتقار الحبكة، والركاكة الاسلوبية، والضحالة الموضوعية!! تصدى له الناقد الثاني: الذي طالب بفهم زمن التدوين، والحكم ضمن قياسات ذلك العصر النقدية. فعلم الجمال الكلاسيكي، يختلف عن علم الجمال في عصرنا، حسب تعبير الناقد الثاني. وعلى هذا يمكننا نقد كاتب معاصر نتهمه بعدم التكثيف، اما الكاتب القديم فله موازين نقدية تتحكمه، وكانت بانتظاره دائما.. نرى ان هذا الحكم حقيقي وصائب، ولابد ان تراعى عند الكتابة التواريخ، فلكل زمن له مقاساته النقدية.. دعني آخذ فسحة من التأمل داخل هذه المعركة الحامية الوطيس، شاعر مات قبل خمسين عاما ونطالب له بمؤهلات نقدية موضوعية، تراعى فيها الازمنة والامكنة، والانتماءات، والهويات، وبين ايدينا ارث مبارك هو نهج البلاغة، وجميع تدوينات أئمتنا أئمة الخير، فشعرت وأنا في جحيم هذه المعركة بالانتصار الحقيقي صحتُ خذوا نهج البلاغة، واحضروا امامه كل مستجدات المدارس النقدية، لترون ان النص البلاغي للامام علي عليه السلام قد طاول جميع القياسات التدوينية النقدية الى يوم يبعثون، لكن الذي أحزنني في هذا الحوار العراكي ان بلاغة العرب ميّزت لغة القرآن الكريم حتى قبل ان يؤمنوا به، واليوم ترك دعاة الادب والنقد هذا الارث، دون ان يهتموا بما يوازي مساحته الابداعية، وراحوا يتعاركون على الساذج من النتاج الادبي...
ولله في خلقه شؤون.
أعجبني
تعليق
اكتب تعليقًا...
نشط