شمول خصوصية دعاء النبي ابراهيم ع بذريته حتى خاتم الانبياء والمرسلين وعترته الطاهرة
قال تعالى:: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون} ابراهيم :٣٧
ان الاية القرآنية صرحت في قوله تعالى :{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ ... فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ...} والتي تمثلت بدعاء اطلقه ابو الانبياء النبي ابراهيم {عليه السلام} لكافة ذريته المتمثلة بالرسول الأكرم وعترته الطاهرة (عليهم السلام) ، فتحقق الدعاء ولا يزال يتحقق إلى يومنا هذا في الزمن الحالي ، لإبنه الامام الحسين (عليه السلام) في ارض كربلاء ، ذلك الضريح الطاهر المقدس الذي يضم الجسد الطاهر للامام الحسين (عليه السلام) ، حيث اصبح قبره الطاهر كعبة للزائرين ، يعمّهُ ويقصدهُ الناس من كل بقاع الأرض ، ويتبركوا بنعمة وجوده على ارض كربلاء ، وكذلك الأضرحة المقدسة للنبي والائمة الطاهرين (عليهم السلام ) عترة النبي ابراهيم (عليه السلام)
◇ قال: "الامام الباقر (عليه السلام )في قول إبراهيم (عليه السلام) : " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ " نحن بقية تلك العترة ، وقال: كانت دعوة إبراهيم لنا خاصة (1)
◇ عن رجل عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: " {... إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ... "إلى قوله": لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون} قال :
فقال أبو جعفر (عليه السلام): نحن هم، ونحن بقية تلك الذرية .(2)
◇ وفي رواية أخرى عن حنّان بن سدير عنه (عليه السلام) : ونحن بقية تلك العترة . (3)
● فالذي يحصّل خلال الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (عليه السلام) هو خير دليل لأستجابة دعاء النبي ابراهيم (عليه السلام) ، كما هو في بيت الله الحرام ، فالكل يأتي متلهفا لزيارة أبي عبد الله لينال شفاعته (ع) ولتُحط ذنوبه ، فهذه الحشود المليونية الزاحفة لقبر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) مشياً على الاقدام متحملة لظروف الجو الحار وحرارة الشمس العالية ، فالمولى سبحانه جعل لزيارة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام )فضائل جمة.
◇ فعن الامام الصادق (عليه السلام ) قال:
"مَنْ أَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) مَاشِياً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ دَرَجَةٍ"(4)
فالأجر على قدر المشقة....
وهناك الكثير والكثير من الاحاديث عن النبي والائمة الطاهرين
فمنها :
◇عن الإمام الباقر (علي السلام) قال :
"لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي زِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) مِنَ الْفَضْلِ لَمَاتُوا شَوْقاً وَتَقَطَّعَتْ أَنْفُسُهُمْ عَلَيْهِ حَسَرَات".(5)
◇وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : "مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) وَهُوَ يُرِيدُ الله عَزَّ وجَلَّ شَيَّعَهُ جَبْرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ حَتَّى يُرَدَّ إِلَى مَنْزِلِهِ".(6)
● فشعيرة الزيارة المباركة للإمام الحسين (عليه السلام) ، هي علامة من علامات تقوى القلوب قال تعالى :{ ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } ....(7)
وهي ايضاً من علامات الحب للامام الحسين (عليهالسلام ) ولزيارته الميمونة ، حيث تعددت الطوائف والمذاهب والاديان في الإقبال الى زيارته (عليهالسلام)...
- فعن الحب للإمام الحسين (عليه السلام ) تكلم الامين العام للجنة الاسقفية للحوار الاسلامي المسيحي بلبنان الأب[ انطوان ضو ] الى ان الامام الحسين (عليهالسلام) هو للجميع ، وليس هناك حب اغلى من حب الحسين (عليه السلام ) ، ويمكننا ان نعتبره رمز الرحمة والرأفة ، ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الدولي السابع عشر للمنشدين الحسينيين المخضرمين الذي عقد في مدينة ميبد بمحافظة يزد (وسط ايران).
◇ قَالَ الإمام الصادق (عليه السلام):
"مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ الْخَيْرَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ حُبَّ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) وَحُبَّ زِيَارَتِهِ" (8)
1- مناقب آل أبي طالب ٣: ٣١٤.
4-كامل الزيارات / ص133
5- كامل الزيارات / ص142
6- كامل الزيارات / ص145
7- الحج : 32
8- كامل الزيارات / ص142
تعليق