زهرة من زهرات بستان كان لونها الزاهي وعبير عطرها الفواح يجذب كل من دخل إليها. لكنها بعد فترة من الزمن ذبُلت ولم تعد كما كانت وذلك بسبب رحيل من كان يعتني بها ويعطيها الأمل فأصبحت كنرجسة كُسر كأسها الذي كان يحمي تويجاتها.فإنحت من شدة الحزن على من كان يسقيها معين حبهُ وحنانه كان إسمها زينب فأفاقت ذات يوم من نومها وذلك اليوم كان ميلادها ولم تجد والدها بجانبها لقد تعلقت به بعد وفاة والدتها فهو لم يتزوج وأغدقها بحبه وجدت على فراشه و وسادته الخالية لعبة على شكل عروس وعقد فيه خارطة العراق من الذهب ورسالة منه كتب فيها انتظريني يا قُرة عيني سوف أعود إليك مكللاً بالنصر فمن أجلكِ يا بنيتي وكُل فتيات العراق وأرضه ومقدساته سأُقاتل الأرهاب وأجلب الأمان الى وطني العزيز.و مرت الأيام فكانت كلما نظرت الى وسادته الخالية تبكي من شدة الإشتياق فتظعها بين ذراعيها وتحتظنها وتنام وقبل أن تنام تُتمتم بهذه الكلمات أبتاه..كُن أسداً في غابة الدواعش إجعل زئيرك يُرهبهم.. أما الأب المقاتل فقد وضع صورة إبنته في سلسلة وعلقها على صدره ، كان كلما نظر الى إبتسامتها تهون عليه المصاعب ويهون عليه الفراق.. فيخاطبها أنا أُقاتل لأحمي وطني ومقدساته أُقاتل من أجل أن تبقى هذه الإبتسامة على شفتيك يا بُنيتي ، وكلما شارك في هجوم على الدواعش كان يُقبل صورتها فينتصر ، في ذات ليلة وهو جالس في فراشه وإذا بصوت وحركة عند مقر فرقته ذهب ليرى ماذا هناك و إذا بوجل من الدواعش يرتدي حزاماً ناسفاً يُريد أن يُدمر الفرقة بأكملها ، إحتضنه فإنفجر و تحول والد زينب الى أشلاء .. لم يجدوا سوى قبضته وفيها صورة لإبنته ، إتصلوا بالفتاة فقالوا لها بأن والدها يُريد لقائها ..كان الموعد عند عتبة باب الحوائج أبي الفضل العباس(عليه السلام)الساعة الرابعة بعد الظهر ، سُعدت زينب بذلك الإتصال فأتت على الموعد متلهفة بإشتياق للقاء والدها وإذ به صندوق عليه عَلم العراق رمت بنفسها عليه غسلته بدموعها .بعد ذلك كفكفت دموعها وأخذت له تحية عسكرية بعد ذلك أقامت له مراسيم دفنه ورجعت الى وسادتها الخالية تُتمتم .. لها بعَبرة و وعيناها مغرورقتان بالدموع سأكمل مسيرتك يا أبي أرقد بسلام..
((بسم الله الرحمن الرحيم))
"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"..
صدق الله العليُّ العظيم
.................................................. .
المصادر:
الآية ١٦٩ آل عمران.
قصة واقعية.
.................................................. .