ما ان لمحت مجلة صدى الروضتين بهذا السؤال كمقترح رحت ابحث في الكثير من المصادر الالكترونية فوجدت ان هناك تشابه وتكرار في المعلومة المصادر: موقع الشيرازي/ ويكي شيعة /الاشعاع الاسلامي
كانت اُم البنين شاعرة فصيحة، تخرج بعد مقتل الحسين (عليه السَّلام) ومقتل أولادها الأربعة كلّ يوم إلى البقيع ومعها عبيد الله ولد ولدها العباس، فتندب أولادها خصوصاً العباس أشجى ندبة، فيجتمع الناس فيسمعون بكاءها وندبتها، وكان مروان بن الحكم على شدّة عداوته لبني هاشم يجيء في مَن يجيء، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي.هنا أقف متسائلة كيف لمثل هذا الرجل المجرم ان يبكي فأتصور انه يأتي للشماتة لكنه يقع تحت تأثير قوة ومصداقية هذا النواح فيتأثر وخاصة هو ابن جيل يحب الشعر ويتأثر به محبته للشعر كشف الكثير من خصائص الأزدواجية النفسية
من جملة رثائها
يا مَن رأى العباسَ كَرَّ *** على جمـاهيرِ النَقد
و وراه مِن أبناءِ حيدر *** كـلّ لـيثٍ ذي لبـد
أُنبئتُ أنّ ابني اُصيبَب *** برأسـهِ مـقطوع يد
ويلي على شبلي آمالَ *** برأسه ضَـربُ العَمد
لو كان سيفُكَ في يدك *** لمـا دنـا منك أحـد
و من مراثيها أيضاً:
لا تَدعـونِّي ويـكِ اُم البنين *** تُـذكّرينـي بليـوث العَرين
كانت بنـون لـي اُدعى بهم *** واليوم أصبحتُ ولا من بنين
أربعـةُ مـثل نسـور الرُبـى *** قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تُنـازع الخرصـان أشـلاءَهم *** فكلُّهـم أمـسى صريعاً طعين
يـا ليت شعـري أ كما أخبروا *** بـأن عبّـاساً قطيـع اليميـن
ووجدت في مقاتل الطالبيين ص90 ما يؤكد شعريتها ويصفها بالشاعرة المفوهة أي انها قادرة على البوحفي كل مكنون ،، وذكرت المصادر انها من بيت كله شعر هاتف من السماء يناديها:
بـُشراكِ فـاطمـة بـالسادةِ الغُررِ......ثلاثةٍ أنـجمٍ والـزاهـرِ الـقمـرِ
أبـوهـمُ سيّدٌ في الخلْق قـاطبـةً......بعد الرسول كذا، قد جاء في الخبرِ
فقالت لها أمها (تمامة بن سهل بن عامر): يا بنية؛ إن صدقت رؤياك، فانك تتزوجين برجل جليل القدر، رفيع الشأن، عظيم المنزلة عند الله، مطاع في عشيرته، وترزقين منه أربعة أولاد، يكون أولهم وجهه كأنّه القمر، وثلاثة كالنجوم الزواهر.
فلما سمع حزام ذلك أقبل عليهما وهو مبتسم ويقول:
هذا عقيل بن أبي طالب جاء يخطب ابنتك للإمام علي عليه السلام وقد استمهلته حتى أسألك عن ابنتك؛ هل تجدين فيها كفاءة بأن تكون زوجة لأمير المؤمنين عليه السلام؟
واعلمي أن بيته بيت الوحي والنبوة، والعلم والآداب والحكمة، فان تجديها أهلاً لأن تكون خادمة في هذا البيت وإلّا فلا.
فقالت زوجته ذات القلب المفعم بالولاء للإمامة:
يا حزام إنّي ـ والله ـ ربيتها وأحسنت تربيتها، وأرجو الله العلي القدير أن يسعد جدّها، وأن تكون صالحة لخدمة سيدي ومولاي أمير المؤمنين عليه السلام، فزوجها به.
فأقبل حزام على ابنته يهنئها ويشركها في فرحته:
يهنيك فاطمة بالفارس البطل
نعم القرين أمير المؤمنين علي
من للأنام إمام حجة وولي
للمؤمنين أمير والغدير جلي
وتذكر المصادر
حين قالل لها بشربن حذلم: يا ام البنين عظم الله لك الأجر بأبي عبد الله الحسين، فما ان سمعت بالخبر، صرخت مولولة ورجعت إلى دار بني هاشم منادية:
لا تزار الدار الا بأهلها
على الدار من بعد الحسين سلام
وقال الشاعر الشيخ أحمد الدجيلي:
أم البـــــنـــــين ومـا اسمى مزاياك
خـــــلدت بــالصبر والإيمان ذكراك
ابناؤك الغر في يوم الطفوف قضوا
وضمخوا فـــي ثراها بالدم الزاكي
لــــــما اتــــى بشر ينعاهم ويندبهم
إليك لم تـــــنفجر بــــالدمع عيـناك
وقلت قولــــتك العظمى التي خلدت
إلى القيامة باق عــــطرها الـزاكي
أفدي بروحــي وأبنائي الحسين
إذا عاش الحسين قـــرير العين مولاك
وقال بحقها الكثير علماء الفضل والتأريخ
قال أبو النصر البخاري في كتابه سر السلسلة العلوية: «لم يعقب أمير المؤمنين من فهرية بعد فاطمة عليها السلام إلا منها، ولم تخرج أم البنين إلى أحد قبله ولا بعده»
وقال الشيخ المامقاني في كتابه تنقيح المقال: «ويستفاد من قوة إيمانها أنّ بشرا كلما نعى إليها أحد أولادها الأربعة قالت ما معناه أخبرني عن الحسين فأخذ ينعي لها أولادها واحدا واحدا حتى نعى إليها العباس عليه السلام قالت: يا هذا قطعت نياط قلبي، أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبد الله الحسين عليه السلام، فها هي كما ترى قد هان عليها قتل بنيها الأربعة إن سلم الحسين عليه السلام ويكشف هذا عن أن لها مرتبة في الديانة رفيعة»
وقال الشهيد الأول: "كانت أمّ البنين من النساء الفاضلات، العارفات بحقّ أهل البيت عليهمالسلام ، مخلصة في ولائهم ، ممحضة في مودّتهم ، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحلّ الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة ، كما كانت تعزّيها أيام العيد ... ".
ووصفها عمر كحالة في كتابه أعلام النساء بقوله: «شاعرة فصيحة».[1ويذكر الخطيب الشيخ عبد الحميد المهاجر في كتابه (العباس بن علي) وكانت أم البنين شاعرة فصيحة لاحت بوادر شاعريتها في الأفق، بشعرها السهل الممتنع، والإيماني، فقد كانت تعوذ ولدها أبا الفضل العباس وهو رضيع صغير، فقد كانت له الأم الحانية، تخاف وتخشى عليه من أعين الحساد من أن تصيبه بأذى أو مكروه، وكانت تعوذه بالله تعالى،
أعيـذه بـالـواحــد من عين كل حاسد
قائـمـهـم والقاعـد مسلمهم والجاحـد
صادرهم والوارد مولـدهـم والـوالـد
والسيدة ام البنين (سلام الله عليها) في واقعة الطف (كربلاء) كانت في المدينة المنورة بسبب علة المرض.. وقد صرحت السيدة فاطمة الصغرى ـ وهي بنت الامام الحسين (عليه السلام)، أو مشتغلة برعاية أولاد بنيها، أو غير ذلك مما علمه عند الله سبحانه.
ولكن لم تكن الاسباب المذكورة مانع لجهادها ضد بني أمية حيث كانت تفضح بني أمية الذين قتلوا الإمام الحسين (عليه السلام).. وهذا ماجعلنا نذكر كلمة الاستشهاد بحقها، فحتما أن اعوان بني امية قاموا بدس السم اليها.