بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام محمد وآل الطاهرين
وأخرج أبو نعيم والسلفي لما احج هشام بن عبدالملك في حياة أبيه أو الوليد لم يمكنه أن يصل للحجر من الزحام فنصب له منبر إلى جانب زمزم وجلس ينظر إلى الناس وحوله جماعة من أعيان أهل الشام فبينا هو كذلك إذ أقبل زين العابدين فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم فقال أهل الشام لهشام من هذا قال لا أعرفه
مخافة أن يرغب أهل الشام في زين العابدين فقال الفرزدق أنا أعرفه ثم أنشد
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
ينمى إلى ذروة العز التي قصرت ... عن نيلها عرب الإسلام والعجم
القصيدة المشهورة ومنها
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ... بجده أنبياء الله قد ختموا
فليس قولك من هذا بضائره ... العرب تعرف من أنكرت والعجم
ثم قال
من معشر حبهم دين وبغضهم ... كفر وقربهم منجى ومعتصم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم ... ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
فلما سمعها هشام غضب وحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة وامر له زين العابدين باثني عشر ألف درهم وقال اعذر لو كان عندنا أكثر لوصلناك به فردها قال إنما امتدحه لله لا لعطاء
فقال زين زين العابدين رضي الله عنه إنا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده
فقبلها الفرزدق ثم هجا هشاما في الحبس فبعث فأخرجه
وكان زين العابدين عظيم التجاوز والعفو والصفح حتى إنه سبه رجل فتغافل عنه فقال له إياك أعني
فقال وعنك أعرض أشار إلى آخر خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين الأعراف 199
وكان يقول ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم
توفي وعمره سبع وخمسون منها سنتان مع جده علي ثم عشر مع عمه الحسن ثم إحدى عشرة مع أبيه الحسين
وقيل سمه الوليد بن عبد الملك ودفن بالبقيع عند عمه الحسن عن أحد عشر ذكرا وأربع إناث .
تعليق