افياء الحسيني
( الكلمة )
يحاول كل منا ان يبعد الادوات الجارحة بمأمن من الاذى ، او نتعامل بحذر شديد مع تلك الادوات كي لاتجرح ايدينا ، هي نافعة اذا استخدمت بوجهها الحسن دون عبث ، بعضها بعيد عن اذهاننا وهي خطرة تسبب جراح لاتندمل بسهولة ومنها الكلمة اداة قابلة للفتك تقتل وهي غير آبهة بما يحدث ، كلمة تطلقها مرونة اللسان ممكن ان تحرق امة، بينما اذا احسن استخدامها تنهض بها الأمم ، الكلمة البغيضة ترمد القلب والكلمة الجميلة تحفل بصفاء النفوس ، لابد ان ننتبه لانفسنا ونحن نستخدمها كي لاتطعن قلب انسان ،الكلام حين يعميه الحقد يتيه ، قرأت قولا عن لسان الحسين عليه السلام ، في مسرحية الحسين ثائرا ـللكاتب المصري عبد الرحمن الشرقاوي ( أتدري ما معنى الكلمة ـــ مفتاح الجنة في كلمة ـــــ ودخول النار على كلمة ــــ وقضاء الله هو الكلمة ـــ الكلمة نور وبعض الكلمات قبور ، )
لذلك علينا ان ننتبه كي لانصوغ منها حسدا يغطي الود بالغل والتنكيل ونحن لاندري ، ليست شطارة ان تهمز الكلمة لتجرح قلب انسان ، الكلمة.... الكلمة ــ الله الله بالكلمة
*
(نون النسوة )
مع ازدياد الوعي الانساني ووجود منابر الوعظ وبرامج التواصل الاجتماعي والتحضر والانفتاح تزداد الحالات السلبية ويكثر بنا الوجع، نحن بلد النقاء والخير والسلام كانت عندنا اعتى المشاكل تحل بتدخل الناس والجيران ووجوه الخير اليوم ازدادت جرائم القتل والفتك وزادت مشاكل الطلاق والنزاعات والمشاجرات وصارت الاحكام العشائرية في بلدي تشبه اسواق الخضار كل سوق له اسعاره وعادت لنا النهوة والفصلية وصارت النساء من اهم توابع الفصل العشائري، لهذا نرفع المناشدة الى شيوخ العشائر المبجلين ، اصحاب النخوة الوطنية واصحاب الغيرة راجيات منكم السعي لابعاد النساء عن الفصل العشائري ، لانريد ان نسمع عند اهل الزود ان العشيرة الفلانية اخذت فصلا بكذا مليون دينار وسبع نساء وهذا بعيد عن الدين ومرفوض عند اهل الحكمة والعقل والصلاح وهذه المناشدة نتركها بذمة اهل البخت
( سوء الظن )
سوء الظن ينهي العلاقات الاجتماعية والانسانية ويفتك بروح التعاون وخاصة حين يعلن ،يعتقد البعض إن سوء الظن هو قلق إبداعي من اجل استقامة العمل وحرص على إدامته وضبط إدارياته ، بينما الحقيقة لا نحصل من سوء الظن هذا سوى الخراب ويصبح حينها اليقين هو المهمل في التعاملات الإدارية والاجتماعية ،وتنتهي الحكمة المرجوة من تبادل الثقة بين الناس ، وهو ليس بالسلوك المحمود كما يظن بعض المرضى ،سألوا حكيما عن معناه فقال هو امتلاء القلب بالظنون بتهم في غير محلها ، و الإسلام هو انتماء الى حسن الظن ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام ( ولا يغلبن عليك سوء الظن فانه لا يدع بينك وبين خليل صلحا ) وهناك قول آخر لسيد البلغاء مولاي علي بن أبي طالب عليه السلام ( لا يفسدك الظن وقد أصلحك اليقين ) والله سبحانه تعالى قبله يقول ( ان بعض الظن أثم) وسوء الظن تعد من الرذائل البشعة لأنها تؤدي الى فقدان الثقة بين الناس و يجعلهم غير قادرين على التواصل ، أحد الحكماء يشخص بان سوء الظن هو فساد في روح الإنسان وعقله وقلبه وخبث سريرته ويسرح الفطرة الإنسانية الى شيطان ، يبذر الشقاق والفرقة وعلماء النفس يشخصونه مرضا يورث الجبن والبخل والحرص وضعف النفس وأحد أئمة التفسير يرى ( من عظيم حيل الشيطان سوء الظن ) ندعو الى كل مريض مصاب بسوء الظن ان يرحمه الله بالشفاء العاجل ان شاء الله رحمة به و بمن يصيبهم وابل الظن بسوء والله المستعان
&&&
( الوعي)
الوعي حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك، وهو المحصول الفكري الذي ينضوي عليه عقل الإنسان ، الوعي يجعل الإنسان يمتلك مهارة حياتية لقيادة من معه دون ان يغضب أحدا او يجرح أحدا ، أسلوب تفكير يرتقي إلى التعايش المبني على المودة والتفاهم وبناء علاقات إنسانية سليمة بعيدة عن التخبط والتشنج والفوضى ، بعيدا عن تذبذب الرغبات الوعي يبعد الإنسان عن الغرور والتسلط ، ويجعلنا نعرف أنفسنا يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام ( من عرف نفسه عرف ربه) ولا يمكن لأي إنسان معرفة نفسه دون أن يمتلك الوعي الكافي الإمام علي عليه السلام يحثنا لأدراك الذات ومعرفة اليقين ولا يقين دون وعي ، ائمة أهل البيت عليهم السلام أرادوا لنا أن ننظر إلى الدنيا والآخرة بمنظار الوعي بمفهوم المعرفة للتعايش مع الناس والتواصل معهم بمودة من اجل بعث شعور بالطمأنينة بداخل من يدخل دائرة التعامل اليومي ، الوعي كفيل بإيجاد سبل تفاهم أفضل ، ينبه الإنسان الى نوعية التخاطب مع الناس بعيدا عن التسلط والطغونة وعدم جعل الشدة سبيلا للحرص ، وإنما التواضع مع المحيط الإنساني ، يمنح القوة والقدرة الوعي هو التوازن بين المهام والقدرة سيحصل عندها الإبداع .
افياء الحسيني
تعليق