بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾
[ سورة الأنعام، الآية: 159]
البدعة في القرآن الكريم:
البدعة في الأمور الدينية تمثّل خطراً يهدد سلامة المنظومة العقائدية والأحكام الشرعية، ونستعرض هنا آيتين من القرآن الكريم من أجل التعرف أكثر على هذا الذنب الكبير:
1 . يقول تبارك وتعالى في الآية الشريفة:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾
وقد ورد في الحديث النبوي الشريف أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال في تفسير: ﴿الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ﴾:
((هُمْ أَصْحابُ الْبِدَعِ وَأَصْحابُ الْأَهْواءِ، لَيْسَ لَهُمْ تَوْبَةٌ، أَنا مِنْهُمْ بَريءٌ وَهُمْ مِنّي بُراءٌ)) كنز العمّال، ج 2، ص 22، ح 2986.
أجل! فالأشخاص الذين يتحركون على مستوى تمزيق الدين وهدم أركانه من خلال إثارة البدع فيه، هؤلاء يخلقون شقاً في الدين ويتسببون في إيجاد الاختلاف والتفرقة بين الناس، وكمثال على ذلك بدعة الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة في باكستان، حيث ذهب البعض إلى جواز هذه البدعة، وخالف البعض الآخر هذا العمل، وتدريجياً اشتد الخلاف بين الناس إلى أن وصل إلى حدّ التكفير والاتهام بالخروج من الدين، وطبعاً فإنّ العلماء والفقهاء مستثنون من هذه القاعدة ولكنّ بعض العوام من الناس الذين هم مصداق الآية الشريفة والحديث النبوي يتحركون في خط الافراط والعناد لإدخال الشهادة الثالثة في الصلاة تبعاً لأهوائهم، وبوحي من جهالتهم .
واللافت، طبقاً للحديث النبوي المذكور فإنّ توبة مثل هؤلاء الأشخاص غير مقبولة لأنّ التوبة لا تتحقق بقول أستغفر اللَّه والندم القلبي فقط، بل يجب أن يتحرك التائب من موقع جبران أخطائه وذنوبه السابقة والعمل على إصلاحها.
والشخص الذي يخلق بدعة في الدين ويدعو آلاف الأفراد للعمل بها، فكيف يمكنه جبران ما فات وإخبار هؤلاء الأشخاص بذلك حتى يغسل الذنب الذي ارتكبه، فضلًا عن أنّ بعض العوام إلى درجة من العناد والتمرد بحيث إنّهم حتى لو سمعوا اعتراف صاحب البدعة بخطئه وندمه، فإنّهم لا يقبلون منه .
والسبب في الموقف المتشدد للإسلام من البدعة، أنّ البدعة تضرب أساس الدين وتستهدف قلبه وأصله، وعندما تزداد البدع فإنّ الدين نفسه يتعرض لخطر الاهتزاز والاضمحلال والتشويش .
2 . ونقرأ في الآية الشريفة 144 من سورة الأنعام: ﴿ ..فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
إنّ أصحاب البدع وبسبب هذا الذنب العظيم يظلمون أنفسهم من جهة، ويظلمون الآخرين بتحركهم في خط الضلالة والانحراف، وكذلك يظلمون الدين بما أدخلوا فيه ما ليس منه وبما عملوا على تشويش صورته وتحريف معالمه وتلويث أحكامه.
ومع الأخذ بالحسبان التعابير الشديدة في الآيات القرآنية تجاه البدعة، ينبغي
أولًا: معرفة حدود البدعة وتمييزها من الإبداعات في المجالات العرفية .
وثانياً: أن نجتنب البدعة المحرمة بشدّة .
سؤال: أحياناً يثير البعض هذا الإشكال، وهو أنّ مواكب العزاء وطريقة الشيعة في إقامة المآتم على مصائب أهل البيت عليهم السلام من اللطم على الصدور وضرب السلاسل وأمثال ذلك، يعدّ بدعة وحراماً، ويجب اجتنابه، فلماذا يواصل الشيعة هذا العمل المحرم ؟
الجواب: إنّ أصل إقامة مراسم العزاء وطبقاً للروايات الكثيرة جائز قطعاً ، ومن مصاديق الأمور العرفية التي لا نسندها إلى الشارع المقدّس، ولا نقيمها على أساس أنّها من أحكام الشرع، وعليه فنحن لم نرتكب البدعة بمعنى (إدخال ما ليس من الدين في الدين). وطبعاً نحن نوصي الأعزاء المشتركين في هذه الهيئات والمآتم أن يراعوا أصلين مهمين:
الأول: أن يكون هذا العزاء وإقامة مراسم المأتم بشكل لا يضرّ بأبدانهم .
والآخر: اجتناب كل ما من شأنه تعريض المذهب للوهن والاهتزاز في نظر الأجانب، ومع رعاية هذين الأمرين في إقامة مراسم العزاء والمأتم، فإنّ هذا السلوك ليس فقط لا يمثّل بدعة ولا إشكال فيه، بل هو من مصاديق تعظيم الشعائر الإلهيّة ويعدّ من أفضل القربات .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾
[ سورة الأنعام، الآية: 159]
البدعة في القرآن الكريم:
البدعة في الأمور الدينية تمثّل خطراً يهدد سلامة المنظومة العقائدية والأحكام الشرعية، ونستعرض هنا آيتين من القرآن الكريم من أجل التعرف أكثر على هذا الذنب الكبير:
1 . يقول تبارك وتعالى في الآية الشريفة:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾
وقد ورد في الحديث النبوي الشريف أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال في تفسير: ﴿الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ﴾:
((هُمْ أَصْحابُ الْبِدَعِ وَأَصْحابُ الْأَهْواءِ، لَيْسَ لَهُمْ تَوْبَةٌ، أَنا مِنْهُمْ بَريءٌ وَهُمْ مِنّي بُراءٌ)) كنز العمّال، ج 2، ص 22، ح 2986.
أجل! فالأشخاص الذين يتحركون على مستوى تمزيق الدين وهدم أركانه من خلال إثارة البدع فيه، هؤلاء يخلقون شقاً في الدين ويتسببون في إيجاد الاختلاف والتفرقة بين الناس، وكمثال على ذلك بدعة الشهادة الثالثة في تشهد الصلاة في باكستان، حيث ذهب البعض إلى جواز هذه البدعة، وخالف البعض الآخر هذا العمل، وتدريجياً اشتد الخلاف بين الناس إلى أن وصل إلى حدّ التكفير والاتهام بالخروج من الدين، وطبعاً فإنّ العلماء والفقهاء مستثنون من هذه القاعدة ولكنّ بعض العوام من الناس الذين هم مصداق الآية الشريفة والحديث النبوي يتحركون في خط الافراط والعناد لإدخال الشهادة الثالثة في الصلاة تبعاً لأهوائهم، وبوحي من جهالتهم .
واللافت، طبقاً للحديث النبوي المذكور فإنّ توبة مثل هؤلاء الأشخاص غير مقبولة لأنّ التوبة لا تتحقق بقول أستغفر اللَّه والندم القلبي فقط، بل يجب أن يتحرك التائب من موقع جبران أخطائه وذنوبه السابقة والعمل على إصلاحها.
والشخص الذي يخلق بدعة في الدين ويدعو آلاف الأفراد للعمل بها، فكيف يمكنه جبران ما فات وإخبار هؤلاء الأشخاص بذلك حتى يغسل الذنب الذي ارتكبه، فضلًا عن أنّ بعض العوام إلى درجة من العناد والتمرد بحيث إنّهم حتى لو سمعوا اعتراف صاحب البدعة بخطئه وندمه، فإنّهم لا يقبلون منه .
والسبب في الموقف المتشدد للإسلام من البدعة، أنّ البدعة تضرب أساس الدين وتستهدف قلبه وأصله، وعندما تزداد البدع فإنّ الدين نفسه يتعرض لخطر الاهتزاز والاضمحلال والتشويش .
2 . ونقرأ في الآية الشريفة 144 من سورة الأنعام: ﴿ ..فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
إنّ أصحاب البدع وبسبب هذا الذنب العظيم يظلمون أنفسهم من جهة، ويظلمون الآخرين بتحركهم في خط الضلالة والانحراف، وكذلك يظلمون الدين بما أدخلوا فيه ما ليس منه وبما عملوا على تشويش صورته وتحريف معالمه وتلويث أحكامه.
ومع الأخذ بالحسبان التعابير الشديدة في الآيات القرآنية تجاه البدعة، ينبغي
أولًا: معرفة حدود البدعة وتمييزها من الإبداعات في المجالات العرفية .
وثانياً: أن نجتنب البدعة المحرمة بشدّة .
سؤال: أحياناً يثير البعض هذا الإشكال، وهو أنّ مواكب العزاء وطريقة الشيعة في إقامة المآتم على مصائب أهل البيت عليهم السلام من اللطم على الصدور وضرب السلاسل وأمثال ذلك، يعدّ بدعة وحراماً، ويجب اجتنابه، فلماذا يواصل الشيعة هذا العمل المحرم ؟
الجواب: إنّ أصل إقامة مراسم العزاء وطبقاً للروايات الكثيرة جائز قطعاً ، ومن مصاديق الأمور العرفية التي لا نسندها إلى الشارع المقدّس، ولا نقيمها على أساس أنّها من أحكام الشرع، وعليه فنحن لم نرتكب البدعة بمعنى (إدخال ما ليس من الدين في الدين). وطبعاً نحن نوصي الأعزاء المشتركين في هذه الهيئات والمآتم أن يراعوا أصلين مهمين:
الأول: أن يكون هذا العزاء وإقامة مراسم المأتم بشكل لا يضرّ بأبدانهم .
والآخر: اجتناب كل ما من شأنه تعريض المذهب للوهن والاهتزاز في نظر الأجانب، ومع رعاية هذين الأمرين في إقامة مراسم العزاء والمأتم، فإنّ هذا السلوك ليس فقط لا يمثّل بدعة ولا إشكال فيه، بل هو من مصاديق تعظيم الشعائر الإلهيّة ويعدّ من أفضل القربات .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
تعليق