الكاتبة البريطانية كارين ارمسترونج : الإسلام أعطى للنساء حقوقا لم تتمتع بها نساء الغرب
الشريعة الإسلامية أُمُ الشرائع وخاتمتها ، لم يطلع عليها منصفٌ ويتعمق بها إلا وتأثر بها والتاريخ يثبت لنا ذلك ، فهذه الكاتبة البريطانية كارين تأثرت بالشريعة وبسيرة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ممّا دفعها لتأليف كتاب بعنوان ( محمد نبي لزماننا)، والذي يلحظ فيه أنها أنصفت الإسلام في أُمور قد طعن بها بعض الباحثين مثل قضية المساواة وقضية التقوى مستشهدةً بقوله تعالى : ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا * وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُم إِلَى أَمْوَالِكِمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا * وَإِن خِفْتُم ألاَّ تُقْسِطُوا في الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمِْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانَكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا ﴾ [النساء: 1- 3]
وتقول في دفاعها عن قضية تعدّد الزوجات : كثيرًا ما تتعرض هذه القضية إلى نقدٍ؛ بسبب كونه يُعَدُّ أساساً لمعاناة المرأة بينما كان سابقاً أي في وقت نزول الآيات يمثلُ تقدماً اجتماعياً؛ لأنه قبل ظهور الإسلام كان كل من الرجال والنساء يتَّخذ عدة أزواج، فكان يمكن للمرأة بعد الزواج أن تظل في بيت العائلة ويأتي إليها كل أزواجها ولذلك لم تكن الانساب مؤكدة ، وكان الأطفال في العادة يُنسبون لأمهاتهم، ولم يكن الرجال مضطرين للإنفاق على زوجاتهم، ولم يتحملوا مسؤولية أطفالهم، ولكن كانت تلك فترة تحول في بلاد العرب، وأدت فترة الفردية الجديدة إلى أن يصبح الرجال أكثر اهتمامًا بأولادهم وبأملاكهم الشخصية ، شجع القرآن الاتجاه إلى مجتمع أكثر أبوية، وطَبَّقَ محمد - صلى الله عليه واله - ذلك عمليًّا بأن جمع زوجاته في بيوته، وأنفق عليهن، وضمنت آيات تعدُّد الزوجات في سورة النساء أن يفعل رجال المسلمين ذلك. كان القرآن مدركًا للمشاكل الاجتماعية التي خاطبتها تلك الآيات.
فهي ترى أن سيرة الرسول (صلى الله عليه واله) العملية أنصف النساء بعد أن تعرضهن إلى الظلم.
وتقول ايضا في معرض كلامها عن مسألة تعدّد الزوجات في الشريعة : جاء نظام تعدّد الزوجات طبقًا للقرآن ، ليس بغرض إشباع غريزة الرجل، ولكن لرفع الظلم عن الأرامل واليتامى , فإن كثيرًا ما يستحوذ بعض الأنانيين على كل شيء على حساب الضعفاءوكذلك كان كثير من النساء يتعرَّضن للاعتداء ممن يُفترض أن يكونوا حماتهن من الوارثين الذكور، حتى يتحوَّلن إلى أملاك تباع في سوق العبيد، وكان ابن أُبّى على سبيل المثال، يجبر إماءه على البغاء لحسابه، ورفض القرآن ذلك بحسم، وضمن للمرأة نصيبًا في الميراثكان الهدف من تعدد الزوجات ضمان حماية المرأة لتتزوج بكرامة، وحدد التعدد الذي كان مفتوحًا سائبًا بأربع زوجات، مع وجوب معاملتهن بالعدل، وفرض الإسلام على الرجال التعفف عن سلبهن ممتلكاتهن
وقد أعطى القرآن النساء حقوقًا لم تتمتع ببعضها نساء الغرب إلا في القرن التاسع عشر. واحتاج تعدد الزوجات في ذلك المجتمع قليل الموارد إلى كثير من الشجاعة والحب، ليتحمل الرجل مسؤولية أربع زوجات بأطفالهن