إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( العبد حين يكون حرا) مروة محمد كاظم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( العبد حين يكون حرا) مروة محمد كاظم



    سلمان حروف تنطقها فتمد معها كل أنفاسك نحو السماء ؛ لأنه من أهل السماء، هو الباحث عن الحقيقة وارتأى أن يكون عبدًا عند أقوام و أقوام، و ينتقل من مكان إلى مكان و من قسيسٍ إلى قسيس ؛ ليبحث عن حبيبه الذي وجد حقيقته ثابتة لا ريب فيها في بطون الكتب السماوية جميعا كأنها تقول: ذلك محمد لا ريب فيه هدى و بشرى للعالمين، و راح سلمان يقتفي أثر الرسول يعلم أن القلوب مسافرة دوما ولكن لابد من أن تحط رحالها عند الحبيب، أتى إليه من عصور مضت وقد قضم الزمان أهلها ولم يقدر على (سلمان) الذي طويت له الأزمنة من عيسى حتى محمد(عليهما السلام)، كان يدعو إلى دين حبيبه وكان أول الممهدين له، كان يدعى(روزبة) ويعني السعيد ولما أصبح (ابن الإسلام ) سمّاه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بـ(سلمان) ، سلمان عالم بالمنايا والبلايا، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في فضله: ((سلمان بحر لا ينزف، وكنز لا ينفذ، سلمان منا أهل البيت سلسل يمنح الحكمة ويؤتي البرهان))(1)، سلمان تحمّل أمرهم عليهم السلام فأصبح منهم فنال جلّ عنايتهم ،و نال بذلك العصمة الصغرى والحظوة العظمى و نال قرابتهم ، حتى قيل فيه:
    كانت مودة سلمان له نسباً ولم يكن له بين نوح وابنه رحماً(2)
    و قد روي عن منصور بن بزرج أنه قال: (( قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: ما أكثر ما أسمع منك ذكر سلمان الفارسي فقال: لا تقل سلمان الفارسي ولكن قل: سلمان المحمدي، أتدري ما كثرة ذكري له؟ قلت: لا، قال: لثلاث خلال: أحدها إيثاره هوى أمير المؤمنين عليه السلام على هوى نفسه والثانية حبه للفقراء وإختياره إياه على أهل الثروة والعدد والثالثة حبّه للعلم والعلماء، إنَّ سلمان كان عبداً صالحاً حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين.))(3) وفي الوقت الذي تتفاخر القبائل بأنسابها لم يكن سلمان ليفتخر بنسب سوى بنسبه إلى الإسلام ، عن الباقر عليه السلام قال : (( كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى بلغوا سلمان فقال له عمر بن الخطاب: أخبرني من أنت؟ ومن أبوك؟ وما أصلك؟ فقال: أنا سلمان بن عبد الله، كنت ضالا فهداني الله عز وجل بمحمد (صلى الله عليه وآله) وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد (صلى الله عليه وآله) وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد (صلى الله عليه وآله) هذا نسبي وهذا حسبي))(4)
    وقد كثر فيه المديح وهو أهل له في السماء والأرض، ولم يكن ليفارقوه عليهم السلام و هم الذين قالوا: ((من لزمنا لزمناه))(5) ، فكيف إذا كان الملازم لهم حبيبهم سلمان، فلما توفي سلمان طويت الأرض لعلي بن أبي طالب عليه السلام ليحضر سلمان ويغسله ويجهزه ويدفنه ويصلي عليه.
    ....................
    1) أمالي الصدوق :21
    2) أبو فراس الحمداني.
    3) أمالي الطوسي :١٣٣
    4) بحار الأنوار للمجلسي:22/381-382
    5) المصدر نفسه:26/239​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X