تويت
إن من جملة ما وصّى به العلامة الحلي لولدِه: "إني أوصيك كما افترض الله عليّ من الوصيّة"، وأمرني به "حين إدراك المنيّة، بملازمة التقوى لله، فإنها السنّة القائمة، والفريضة اللازمة، والجُنّة الواقية، والعدّة الباقية، وأنفع ما أعدّه الإنسان ليوم تشخص فيه الأبصار"، إلى آخر وصيّته الخالدة.
توفّي العلامة الحلي عام 726 هجريّة، ودفن في النجف الأشرف إلى جنب مقام أمير المؤمنين عليّ، عن عمرٍ ناهزَ سبعة وسبعين عاماً، قضاها بالعلم والجهاد، حيث جمع بين التنظير والعمل، وأفنى عمره الشريف في الدفاع عن العقيدة والحق، وخدمة العلم والعلماء، والمساهمة في أغناء الواقع الإسلامي بوجه عام على المستويات كافة، حيث لا يزال المسلمون ينتفعون بعلمه فرحمه الله تعالى، وأعطاه أجر العلماء العاملين المحتسبين؛ فأصبح المجدد الحلي مثالاً للعلم والعلماء ليس له نظيرٌ في التأريخ فكان امتداداً للرسالة المحمدّية بتطبيقه وأدائه لإحكام دين الله وكتابه.
وفي قوله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ/ (المجادلة: 11)، كان العلامة أول من لقب بآية الله؛ وذلك لفضله وعلمه الكثير، فمن جملة أساتذته السيد ابن طاووس، والخواجة نصير الدين الطوسي، وابن ميثم البحراني، ومن أشهر تلامذته: قطب الدين الرازي، وفخر المحققين، وابن معية، ومحمد بن علي الجرجاني مناظرته الشهيرة أدت إلى تشيع السلطان محمد خدا بنده المغولي، وكان سبباً لنشر المذهب الشيعي في إيران وله العديد من المؤلفات العلمية.