من الصعوبة احتواء مظلومية الزهراء لما تحمل من عمق مأساوي ليس على المستوى المادي فقط بل على المستويات الفكرية والمعنوية ، التاريخ الذي ليس لديه ضمير ولا يئن لوجع المظلوم هذا تأريخ مزيف لا رحمة فيه ولا يقدر على احتواء الواقع ا وان ينصف في الحكم عليه ، والا فلمظلومية الزهراء أبعاد كثيرة سياسية وإقتصادية إستطاع معظم المؤلفين الكتابة عنها ولكن رغم كل ذلك لم يقدروا على إحتواء مظلوميتها (عليها السلام)بعد ابيها هناك أسرار لايعلمها إلا الزهراء وآل بيتها والكاتب يعتمد مصادر تاريخية لاتتسع للامور النفسية والروحية التي عاشتها الزهراء ولايعلمها سواهاحتى وصل الامر لتعبر عن هذه المآساة بالبكاء الدائب ليل نهار فابتنى لها الامام علي(ع) بيتا خارج المدينة خاصا للفكر والتعبد يكون مماثلا لغار حراء الذي كان يتعبد به نبي الله محمد عليه وعلى اهل بيته افضل الصلوات، يسمى(بيت الاحزان) وبعدها لتتوج تلك المظلومية وتلك الاحزان بمجهولية قبرها سلام الله عليها وهناك اسرار كثيرة جدا ابتغتها الزهراء من هذه المجهولية هي رسالة الى جميع العالم في كل زمان فاذا كان للرسول(ص) قبر ولجميع الصحابة قبر فلماذا ابنة الرسول بلا قبر وهذا السؤال تعريف واعٍ لمظلوميتها الى يوم القيامة.واكيد لهذه المجهولية العديد من الابعاد ومنها البعد السياسي
فقد وردت روايات كثيرة بان الذي يشيع الزهراء عليها السلام لا تمس جسده النار ببركتها وهو شيء مؤكد ، الامر الاخر هي تعلم انهم يريدون تشييعها ليداهنوا العالم ببراءة كاذبة لكونها ماتت شهيدة ومثلما قلنا اخفاء القبر اعلان عن مظلوميتها واضطهادها وابعاد سياسية كثيرة بينت مظلومية ام الحسنين واغتصاب حقها.هناك اسماء والقاب وكنى كثيرة فلقبها الزهراء وكنيتها ام ابيها وكانت احب الكنى اليها ولقبت بالزهراء لكونها تشع في محرابها ونورها يزهر لاهل السماء والصديقة لانها صادقة وهي العالمة الغير معلمة لكونها تدرّس الفقه في بيتها وهي البضعة والحوراء الانسية والكوثر ويذكر صاحب مجمع البيان ان للكوثر وحدها ثلاثين تفسيرا ، وكانت ولادتها معجزة ولرحيلها معجزة وفي كل تفاصيل حياتها فقد شاءت هذه المعجزة ان تكشف زيف القوم وتفضح عن كل اسرار ممارساتهم الظالمة وهناك امر في غاية الاهمية انها بينت للتأريخ القادم ما سيكتبه في كل زمان، والامر المهم انها كانت تعلم بما سيجري لها فالرسول(ص) اخبرها برحيله عن الدنيا شهيدا وهذا الخبر احزنها لكنها سرت عندما علمت انها اول الراحلين اليه من اهل بيته وفرحت عندما علمت ان الامامة في ولدها ، وهناك البعض يدعي الى اليوم ان الشيعة استخدموا فرحة الزهراء كرد سياسي يتهجمون به على الصحابة بينما فرحة الزهراء لها علاقة باستشهادها، هناك روايات كثيرة تنص على ان الزهراء تفرح كلما اطيع الله وكلما عُبِد الله فنحن نقدر ان نفرحها ونحزنها لكن بعض المصادر اشارت الى انها فرحت في قبرها عند مقتل من اغتصب حقها وتذكر المصادر اسباباً كثيرة منها يوم تتويج الحجة وهناك رواية مشهورة تشير الى ان الرسول (ص) اخبرها بأن وفاته في صفر فكان كلما يمضي صفر تفرح الزهراء لسلامة ولدها هناك امور كثيرة وهناك جوانب مشرقة في حياة الزهراء عليها السلام وجوانب مؤلمة اعتدنا التركيز عليها بينما هناك اشعاعات مشرقة كبيرة في حياتها نستطيع ان نستلهم منها ما نقوّم به انفسنا فالزهراء عليها السلام كانت تبكي ليل نهارو تدعو دائماً لجيرانها وذات يوم دخل عليها الحسن عليها السلام فقال: أيتك تدعين لنفسك فقالت يا ولدي الجار ثم الدار فعلينا ان نأخذ العبرة منها وندعو دائما لجيراننا ونحبهم وعلينا فعلا ان نأخذ من هذه الجوانب المشرقة بقدر تركيزنا على الجوانب المأساوية يوم من الايام دخل عليها الامام علي عليه السلام فوجدها تبحث عن شيء فسألها يا بنت رسول الله عن ماذا تبحثين فقالت ابحث عن ورقة كتبت عليها شيئا من العلم ولا تدري انها اعز علي من ولدي فلابد ان نلتفت الى مسألة العلم عند نسائنا ونحفزهن على التواصل الدؤوب للقراءة والتفسير وهناك جوانب كثيرة مشرقة ففي يوم دخل الامام علي عليه السلام وطلب من الزهراء طعاماً فقالت له يا امير المؤمنين ليس عندنا شيء فسألها الا اخبرتيني بذلك.فقالت: علمني ابي رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ) ان لا اطلب من زوجي شيئاً ابداً فالزهراء عليها السلام تخشى ان تطلب شيئاً من الزوج كي لايخجل حين يعجز عن تلبيته نعم علينا ان نسلّط الاضواء على الجوانب المشرقة في شخصية الزهراء فهي نور يطل على جميع التواريخ نحاول ان نقتدي بالزهراء (ع) وكما هو الرسول قدوتنا فنحاول ان نبين النساء المهجرات المظلومات المضطهدات المثكلات والارامل والمطعونات بفقر من النساء ان قدوتهن في هذه المسيرة الزهراء عليها السلام