بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
النصح فعل من الأفعال الممدوحة والتي يحث عليها الدين الإسلامي لأنه دين التناصح والتشاور والمحبة والمودة، ويريد للمسلمين أن يعيشوا حالة الود والتراحم، فاذا رأى المسلم اخوه المسلم بحاجة للنصح فعليه أن يبادر بالنصيحة، ولكن هذه النصيحة يجب ألّا تكون حرجية تسبب الضر الحرجي للآخر .
أنتم تجعلون الآخر في زاوية حرجة !
قال رسولُ اللَّهِ (صلى اللَّه عليه وآله) : ((أمّا علامَةُ النّاصِحِ فأربَعةٌ : يَقضي بالحَقِّ ، ويُعطي الحَقَّ مِن نَفسِهِ ، ويَرضى للنّاسِ ما يَرضاهُ لنَفسِهِ ، ولا يَعتدي على أحَدٍ))[1] .
قد يقول بعضهم: أنتم تجعلون الآخر في زاوية حرجة، فإذا لم يكن معكم، يصبح ظالماً لنفسه، وبالتالي تحتكرون الحقيقة والنجاة !
والجواب: إنَّ الطبيب عندما يؤكّد على المريض بضرورة استعمال دواء معيّن وإلّا فسيتضرّر -بل قد يخسر حياته- إنّما ينصحه، ولذلك لا يعترض أحد على الطبيب بأنّك تجعل المريض في زاوية حرجة، أو أنّك تحتكر الحقيقة، بل يتعامل الجميع مع هذا الموقف على أنّه أداء للواجب الإنسانيّ، وأنَّ الطبيب مخلص مع المريض، ومهنيّ في عمله.
كذلك حال الناصح مع الذي لا يلتزم بأحكام الله تعالى، فإنّه ينطلق معه من موقف إنسانيّ، وعلى الآخر أن يمنح لنفسه فرصة التفكير ولا يرفض مسبقاً، وإلّا لظلم نفسه وغيره، والظلم مرفوض عقلاً.
كما قال الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) : ((مُناصِحُكَ مُشفِقٌ علَيكَ، مُحسِنٌ إلَيكَ، ناظِرٌ في عَواقِبِكَ، مُستَدرِكٌ فَوارِطَكَ، ففي طاعَتِهِ رَشادُكَ ، وفي مُخالَفَتِهِ فَسادُكَ))[2] .
وقال الإمامُ زينُ العابدينَ (عليه السلام) في رسالة الحقوق : ((حَقُّ المُستَنصِحِ أن تُؤدِّيَ إلَيهِ النَّصيحَةَ ، وليَكُنْ مَذهَبُكَ الرّحمَةَ لَهُ والرِّفقَ بهِ ، وحَقُّ النّاصِحِ أن تُلِينَ لَهُ جَناحَكَ وتُصغِيَ إلَيهِ بسَمعِكَ ، فإن أتَى الصَّوابَ حَمِدتَ اللَّه عَزَّ وجلَّ ، وإن لَم يُوافِقْ رَحِمتَهُ ، ولَم تَتَّهِمْهُ وعَلِمتَ أ نّهُ أخطأ ، ولَم تُؤاخِذْهُ بذلكَ إلّا أن يكونَ مَستَحِقّاً لِلتُّهمَةِ فلا تَعبَأ بشيء مِن أمرِهِ على حالٍ))[3] .
-------------------------------------------
[1] تحف العقول، ص : 20 .
[2] غرر الحكم : 9839 .
[3] الخصال، ج 1، ص : 570.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
اللهم صل على محمد وآل محمد
قرآننا عزنا وشرفنا
النصح فعل من الأفعال الممدوحة والتي يحث عليها الدين الإسلامي لأنه دين التناصح والتشاور والمحبة والمودة، ويريد للمسلمين أن يعيشوا حالة الود والتراحم، فاذا رأى المسلم اخوه المسلم بحاجة للنصح فعليه أن يبادر بالنصيحة، ولكن هذه النصيحة يجب ألّا تكون حرجية تسبب الضر الحرجي للآخر .
أنتم تجعلون الآخر في زاوية حرجة !
قال رسولُ اللَّهِ (صلى اللَّه عليه وآله) : ((أمّا علامَةُ النّاصِحِ فأربَعةٌ : يَقضي بالحَقِّ ، ويُعطي الحَقَّ مِن نَفسِهِ ، ويَرضى للنّاسِ ما يَرضاهُ لنَفسِهِ ، ولا يَعتدي على أحَدٍ))[1] .
قد يقول بعضهم: أنتم تجعلون الآخر في زاوية حرجة، فإذا لم يكن معكم، يصبح ظالماً لنفسه، وبالتالي تحتكرون الحقيقة والنجاة !
والجواب: إنَّ الطبيب عندما يؤكّد على المريض بضرورة استعمال دواء معيّن وإلّا فسيتضرّر -بل قد يخسر حياته- إنّما ينصحه، ولذلك لا يعترض أحد على الطبيب بأنّك تجعل المريض في زاوية حرجة، أو أنّك تحتكر الحقيقة، بل يتعامل الجميع مع هذا الموقف على أنّه أداء للواجب الإنسانيّ، وأنَّ الطبيب مخلص مع المريض، ومهنيّ في عمله.
كذلك حال الناصح مع الذي لا يلتزم بأحكام الله تعالى، فإنّه ينطلق معه من موقف إنسانيّ، وعلى الآخر أن يمنح لنفسه فرصة التفكير ولا يرفض مسبقاً، وإلّا لظلم نفسه وغيره، والظلم مرفوض عقلاً.
كما قال الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) : ((مُناصِحُكَ مُشفِقٌ علَيكَ، مُحسِنٌ إلَيكَ، ناظِرٌ في عَواقِبِكَ، مُستَدرِكٌ فَوارِطَكَ، ففي طاعَتِهِ رَشادُكَ ، وفي مُخالَفَتِهِ فَسادُكَ))[2] .
وقال الإمامُ زينُ العابدينَ (عليه السلام) في رسالة الحقوق : ((حَقُّ المُستَنصِحِ أن تُؤدِّيَ إلَيهِ النَّصيحَةَ ، وليَكُنْ مَذهَبُكَ الرّحمَةَ لَهُ والرِّفقَ بهِ ، وحَقُّ النّاصِحِ أن تُلِينَ لَهُ جَناحَكَ وتُصغِيَ إلَيهِ بسَمعِكَ ، فإن أتَى الصَّوابَ حَمِدتَ اللَّه عَزَّ وجلَّ ، وإن لَم يُوافِقْ رَحِمتَهُ ، ولَم تَتَّهِمْهُ وعَلِمتَ أ نّهُ أخطأ ، ولَم تُؤاخِذْهُ بذلكَ إلّا أن يكونَ مَستَحِقّاً لِلتُّهمَةِ فلا تَعبَأ بشيء مِن أمرِهِ على حالٍ))[3] .
-------------------------------------------
[1] تحف العقول، ص : 20 .
[2] غرر الحكم : 9839 .
[3] الخصال، ج 1، ص : 570.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
تعليق