بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
القرآن دستورنا المقدس
لقد بيّنت الاحاديث ـ بعد الآيات ـ الغرض من المعراج واليك طائفة من هذه الاحاديث.
1 ـ يقول ثابت بن دينار سألت الامامَ زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) عن اللّه جلّ جلاله هل يوصَف بمكان فقال : ((تعالى اللّهُ عَن ذلِكَ)).
قلت : فلم اسرى بنبيه محمّد (صلى الله عليه وآله) إلى السماء؟
قال : ((لِيُريَهُ مَلكوتَ السماوات وما فيها من عجائب صنعِهِ وبدائع خلقه)).
2 ـ وقال يونس بن عبد الرحمان: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): لأيّ عِلة عرج اللّهُ بنبيّه إلى السماء ومنها إلى « سدرة المنتهى » ، ومنها إلى « حجب النور » وخاطبه وناجاهُ هناك واللّه لا يوصف بمكان؟ [1].
فقال (عليه السلام) : ((إنَّ اللّه لا يُوصَفُ بمكان ولا يَجري عليهِ زمانٌ ، وَلكنَّهُ
عزوجل أرادَ ان يُشَرِّف به مَلائِكته ، وسكانَ سَماواتِه ، ويكرِّمَهُم بمشاهدته ، وَيُريَه من عجائب عظمته ما يخبر بهِ بَعدَ هُبُوطِه ، وليسَ ذلِكَ على ما يَقُولُه المشبّهون سبحانَ اللّهِ تعالى عَمّا يَصِفُون)) [2].
أجل يجب أن يكون لرسول الإسلام وخاتم الأنبياء مثل هذا المقام العظيم ومثل هذه المنزلة السامقة، ليقول للبشرية العائشة في القرن العشرين، والّتي أصبحت تفكر في الهُبوط على « المريخ » و « الزهرة » وغيرها من الانجم البعيدة :
بانني قد فعلت هذا من دون أية وسيلة، وانَّ ربّي قد مَنَّ عليّ وعرّفني على نظام السماوات والأرض، وأطلَعَني بقدرته وبعنايته على أسرار الوجود، ورموز الكون.
__________________
[1] علل الشرائع : ص 55 ، البحار : ج 18 ص 347 و 348. تفسير البرهان : ج 2 ، ص 400.
[2] نفس المصدر
السلام عليك يا رسول الله لقد عظمت المصيبة بفقدك وعلى الدنيا العفى من بعدك
تعليق