بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ما معنى أن الحسين كان نورًا؟ ما معنى النور؟ هناك فرق بين الوجود الإنساني والوجود النوري النوراني، ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾، هناك وجود نوراني غير الوجود الإنساني. الإنسان يتنقل بين عوالم: عالم الذر، ثم عالم الأجنة، ثم عالم الطفولة، ثم عالم الإدراك، أربعة عوالم يمر بها الإنسان، كلما انتقل إلى عالم نسي العالم الذي قبله.
الإنسان في عالم الذر يعيش حياة معينة، ينتقل ويصبح جنينًا، ينسى ما كان في عالم الذر، يخرج من عالم الأجنة، يصبح طفلًا، ينسى ما كان له في بطن أمه، يخرج من الطفولة إلى عالم الإدراك، يعني في عمر خمس سنوات أو سبع سنوات - على اختلاف الناس - يصبح مدركًا، وينسى ما كان له أيام الطفولة. الإنسان روحه تتنقل من عالم إلى عالم آخر، وكلما دخلت عالمًا نسيت ما قبله من العالم الأول؛ لأنها روح محدودة، والمحدود تفرض عليه الحدود أن ينسى ما قبل ذلك. متى يتذكرها الإنسان؟
إذا قُبِضَت روحه، الإنسان بمجرد أن يموت يرجع الشريط، يراه كله، منذ كان من عالم الذر إلى أن قُبِضَت روحه، كل المعلومات يتذكرها، ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾، العوالم الأربعة التي مررت بها الآن تدركها، كنت قد نسيتها، الآن تدركها. ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾، الآن تتذكرون كيف أتيتم فرادى، كيف ولدتم، كيف كنتم في عالم الذر، كما خلقناكم أول مرة.
إذن، الوجود الإنساني وجودٌ ينسى، لكن الوجود النوراني لا ينسى. الإمام في عالم الذر، ثم الإمام جنينًا، ثم الإمام طفلًا، ثم الإمام مدركًا، الإمام في كل مرحلة من مراحل وجوده يتذكر جميع العوالم التي مرَّ بها في وجوده وتنقل ما بينها؛ لأن وجوده وجود نوراني، وجود تسبيحي، كان هذا الوجود وجودًا مقترنًا بالتسبيح، هو يسبّح وهو روح في عالم الذر، وهو جنين، وهو طفل، وهو مدرك، ”خلقكم الله أنوارًا، فجعلكم بعرشه محدقين، حتى منَّ علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه“، وجود تسبيحي يحتفظ بذاكرته بجميع العوالم التي مرَّ بها.
ولأنَّ هذا الوجود التسبيحي النوراني وجودٌ مقترنٌ بالجسد، كان روحًا ثم صار جسدًا، صار جسدًا في بطن أمه ثم صار طفلًا، هذا الجسد الشريف يختلف عن الأجساد، لأن هذا الجسد الشريف اقترن بالتسبيح والتهليل منذ أن كان نطفةً وحتى صار جسدًا يافعًا، لذلك أصبح هذا الجسد الشريف مقدّسًا. المقدّس هو كل ما يقترن بذكر الله، كل وعاء لذكر الله فهو مقدّسٌ، ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾، تراب مشى عليه موسى بن عمران، هذا التراب صار مقدّسًا؛ لأن الله أفرغ فيه ذكره «عز وجل»، ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾، مقام إبراهيم كان محلًا لذكر الله، كما أن مقام إبراهيم صخرة وصار مقدّسًا، وتراب سيناء رمل وصار مقدّسًا، جسم الحسين عليه السلام لأنه كان وعاءً لذكر الله عز وجل منذ أن كان نطفة وحتى صار يافعًا، فجسمه مقدّس.
ولذلك، أنت تقرأ في الزيارة: ”السلام على أرواحكم وأجسادكم“، الجسد أيضًا نسلّم عليه لأنه جسد مقدّس، أجسادهم مقدسة أيضًا لأنها اقترنت بالتسبيح، وقداسة أجسادهم امتدت إلى ترابهم، هذه التربة التي احتضنت أجسادهم أصبحت تربةً مقدسةً؛ لقداسة أجسادهم. ولهذا، ترى النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يأخذ تربة الحسين ويشمها، هل هناك شخص يشم ترابًا؟! التراب لا يُشَمَّ، ولكن النبي شمها؛ يريد أن ينبّه الأمة الإسلامية على أنها تربة مقدسة، حتى أن أفضل إنسان على الأرض كان يشمها ويحترمها، تربة مقدسة اكتسبت القداسة من قداسة جسم الحسين عليه السلام.
اللهم صل على محمد وآل محمد
ما معنى أن الحسين كان نورًا؟ ما معنى النور؟ هناك فرق بين الوجود الإنساني والوجود النوري النوراني، ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾، هناك وجود نوراني غير الوجود الإنساني. الإنسان يتنقل بين عوالم: عالم الذر، ثم عالم الأجنة، ثم عالم الطفولة، ثم عالم الإدراك، أربعة عوالم يمر بها الإنسان، كلما انتقل إلى عالم نسي العالم الذي قبله.
الإنسان في عالم الذر يعيش حياة معينة، ينتقل ويصبح جنينًا، ينسى ما كان في عالم الذر، يخرج من عالم الأجنة، يصبح طفلًا، ينسى ما كان له في بطن أمه، يخرج من الطفولة إلى عالم الإدراك، يعني في عمر خمس سنوات أو سبع سنوات - على اختلاف الناس - يصبح مدركًا، وينسى ما كان له أيام الطفولة. الإنسان روحه تتنقل من عالم إلى عالم آخر، وكلما دخلت عالمًا نسيت ما قبله من العالم الأول؛ لأنها روح محدودة، والمحدود تفرض عليه الحدود أن ينسى ما قبل ذلك. متى يتذكرها الإنسان؟
إذا قُبِضَت روحه، الإنسان بمجرد أن يموت يرجع الشريط، يراه كله، منذ كان من عالم الذر إلى أن قُبِضَت روحه، كل المعلومات يتذكرها، ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾، العوالم الأربعة التي مررت بها الآن تدركها، كنت قد نسيتها، الآن تدركها. ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾، الآن تتذكرون كيف أتيتم فرادى، كيف ولدتم، كيف كنتم في عالم الذر، كما خلقناكم أول مرة.
إذن، الوجود الإنساني وجودٌ ينسى، لكن الوجود النوراني لا ينسى. الإمام في عالم الذر، ثم الإمام جنينًا، ثم الإمام طفلًا، ثم الإمام مدركًا، الإمام في كل مرحلة من مراحل وجوده يتذكر جميع العوالم التي مرَّ بها في وجوده وتنقل ما بينها؛ لأن وجوده وجود نوراني، وجود تسبيحي، كان هذا الوجود وجودًا مقترنًا بالتسبيح، هو يسبّح وهو روح في عالم الذر، وهو جنين، وهو طفل، وهو مدرك، ”خلقكم الله أنوارًا، فجعلكم بعرشه محدقين، حتى منَّ علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه“، وجود تسبيحي يحتفظ بذاكرته بجميع العوالم التي مرَّ بها.
ولأنَّ هذا الوجود التسبيحي النوراني وجودٌ مقترنٌ بالجسد، كان روحًا ثم صار جسدًا، صار جسدًا في بطن أمه ثم صار طفلًا، هذا الجسد الشريف يختلف عن الأجساد، لأن هذا الجسد الشريف اقترن بالتسبيح والتهليل منذ أن كان نطفةً وحتى صار جسدًا يافعًا، لذلك أصبح هذا الجسد الشريف مقدّسًا. المقدّس هو كل ما يقترن بذكر الله، كل وعاء لذكر الله فهو مقدّسٌ، ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾، تراب مشى عليه موسى بن عمران، هذا التراب صار مقدّسًا؛ لأن الله أفرغ فيه ذكره «عز وجل»، ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾، مقام إبراهيم كان محلًا لذكر الله، كما أن مقام إبراهيم صخرة وصار مقدّسًا، وتراب سيناء رمل وصار مقدّسًا، جسم الحسين عليه السلام لأنه كان وعاءً لذكر الله عز وجل منذ أن كان نطفة وحتى صار يافعًا، فجسمه مقدّس.
ولذلك، أنت تقرأ في الزيارة: ”السلام على أرواحكم وأجسادكم“، الجسد أيضًا نسلّم عليه لأنه جسد مقدّس، أجسادهم مقدسة أيضًا لأنها اقترنت بالتسبيح، وقداسة أجسادهم امتدت إلى ترابهم، هذه التربة التي احتضنت أجسادهم أصبحت تربةً مقدسةً؛ لقداسة أجسادهم. ولهذا، ترى النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يأخذ تربة الحسين ويشمها، هل هناك شخص يشم ترابًا؟! التراب لا يُشَمَّ، ولكن النبي شمها؛ يريد أن ينبّه الأمة الإسلامية على أنها تربة مقدسة، حتى أن أفضل إنسان على الأرض كان يشمها ويحترمها، تربة مقدسة اكتسبت القداسة من قداسة جسم الحسين عليه السلام.