تويت
صديقي العزيز:ـ ليس غريبا على أحد منا أن يعرف أنك كتاب مهم، ومن تأليفات الشيخ المفيد وهو محمد بن النعمان من اهل عكبري (ناحية الدجيل) ولكن ما أريد أن أعرفه منك هو لِمَ سُمي الشيخ المفيد بـ(المفيد)؟
صديقي المتلقي العزيز:ـ حين قدم مع والده الى بغداد قرأ على يد أبي عبد الله المعروف بـ(الجعل) وقرأ عند أبي ياسر فأرسله الى علي بن عيسى الرماني فسمه في مجلسه من يسأله عن يوم الغدير والغار؟ فقال: ان الغار دراية وماء الغدير رواية، والرواية لا توجب الدراية. فسأله النعمان: ما تقول فيمن قاتل الامام العادل؟ فأجابه: يكون كافرا... ثم استدرك فاسقا.
فسألة النعمان: ما تقول في امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام؟ فقال: امام. فقال: ما تقول قي يوم الجمل وطلحة والزبير؟ فأجاب: تابا فقال النعمان: اما خبر الجمل فدراية واما خبر التوبة فرواية وكتب له رقعة الى معلمه يوصيه به ويلقبه بالمفيد.
صديقي الرائع:ـ ما علاقتك بكتاب (تهذيب الأحكام) لمحمد بن الحسن الطوسي؟
صديقي المتلقي العزيز:ـ هذا الكتاب يتضمن بعض شروحات الطوسي عني، وذلك لعظمة محتواي وسماني (تهذيب الاحكام) واعتبرني أحد الكتب الأربعة المهمة عند الإمامية.
صديقي الكتاب:ـ لماذا نُفي المفيد وحسب علمي انه نُفي لمرتين؟
صديقي المتلقي العزيز:ـ كان النفي الأول عام 393هـ اثر فتنة وقعت بسب الحرية التي نالها الشيعة لإطلاق مراسيمهم الدينية، وبما انه كان زعيم الطائفة فأبعد لتخمد الفتنة حفاظا عليه.
وأما الثانية كانت سنة 398هـ حيث تم الإعتداء على مسجد (المفيد) فثار أصحابه وقصدوا ابا حامد الاسفرابيني الى محلة (دار قطني) وأبعد المفيد ثانية عن بغداد.
صديقي الكتاب:ـ مهلا علينا فيقال ان الشيخ المفيد كانت عنده وجاهة السلطة حينذاك.
شاهد1:ـ
كتاب البداية والنهاية لابن كثير:ـ كان للشيخ المفيد وجاهة عند الملوك لميل كثير من اهل ذلك الزمان الى التشيع.
شاهد2:-
تاريخ مرآة الزمان:ـ كان المفيد يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة، وكان عضد الدولة يزوره في داره، ويعوده اذا مرض.
سؤال:ـ هل حكام بني بويه كانوا متبنين للشيخ المفيد؟
عزيزي المتلقي:ـ هذا الكلام ليس له حقيقة اطلاقا ولو عرفت واقع الشيخ المفيد وشخصيته ورؤاه لما سألت بل لما استوقفتك مثل هذه الشواهد ابدا.
شاهد1:-
كتاب النجوم الزاهرة لمؤلفه ابن تغري بردي:ـ كان حكام آل بويه ينفون الشيخ المفيد عن بغداد ويبعدونه عنها ولا يعود اليها إلا بشفاعة والحقيقة ان الشيخ كان يستفيد من فسحة الحرية والعقائدية التي منحت للجميع في عهد البويهيين.
شاهد2:-
كتاب الامتاع والمؤانسة ـ ابو حيان التوحيدي:- إن المفيد كان حسن اللسان والجدل، صبورا على الخصم، ضنينا بالسر، جميل العلانية.
مشهد1:-
دار ابن كثير:ـ كان يحضر مجلس المفيد خلق عظيم من جميع الطوائف الاسلامية.
مشهد2:-
مكتب العلامة الأميني:ـ كان المفيد شيخا ليس للامامية حسب بل للامة الاسلامية.
عزيزي المتلقي:- هذه رسالة أخرى أبعثها لك لأكشف لك عن مجموع ما ورثه شيخي المفيد للمكتبة الاسلامية فقد بلغ عدهها 194 بين كتاب ورسالة وفي مختلف المواضيع مثل: الاستبصار، والاصول، والامامة، وايمان ابي طالب، وتفضيل الائمة على الملائكة، وتفضيل امير المؤمنين عليه السلام، وعن الغيبة المقدسة، وفي الاحكام والارشادات، والكثير من الايضاحات والبيانات والاجابات...
صديقي الكتاب:- نحن نعرف ان هناك اجابات حررها الشيخ المفيد لابن واقد، والى الكراجكي ابن الفتح وجواب ابي الفرج بن اسحىق، وجواب النوبندجاني، ولاهل جرجان كذلك، ولاهل الرقة، وجواب على الكرماني، وابن الحمامي، وابن نباته، وبمواضيع مختلفة مثلا خروج المهدي عليه السلام.
ملاحظة:-
هناك مجموعة من الردود كالرد على ابن الاخسيدي، وابن رشيد في الامامة، والرد على ابن كلاب، وعلى ابن عبد الله البصري في تفضيل الملائكة على الانبياء، والرد على الحبائي في التفسير، وعلى اصحاب الحلاج، وهناك المسألة والمسائل والنقوض.
محاورة الكتاب:ـ
لا صوّت الناعي بفقدك انه *** يـــوم عـلى الرسـول عظيـم
والقائــم المهدي يفرح كلما *** تُليت عليك من الدروس علوم
القارئ:ـ هل قيلت عند قبر المفيد؟
الكتاب:ـ لا بل هذه الاشعار وجدت في رقعة على قبر المفيد (رحمه الله)
القارىء:ـ وما الغريب بها؟
الكتاب:ـ يقال أن الابيات تعود للقائم عليه السلام.
محاورة اخرى:-
القارىء:ـ دعنا نعود إليك... يُقال ان بعض النسخ التي استنسخوها منك كانت رديئة الخط.
الكتاب:- لا ليس تعميما فهناك نسخ جيدة منها ما ورد بخط يوسف بن داود، ونسخة ملا محمد صادق بن ملا قلي النيسابوري، لكن المؤاخذة عند بعض النسخ ناقصة، وفي البعض الآخر دوّنت فيها اغلاط، وفي بعض النسخ يجب الانتباه إليها فهناك اغلاط مقصودة للتحريف...
القارىء:- ألا تحدثنا عن نفيك قليلا؟
الكتاب:- أنا أعتبر من أحد الكتب المهمة عند الشيعة الامامية ومهم ايضا عند الكثير من الباحثين الاسلاميين أسست على عدد من الابواب المهمة كمثال: باب ما يجب اثباته عن وجود المعبود جلت عظمته، ونفي التشبيه عنه وتوحيده، وباب وجوب الاعتقاد في انبياء الله جميعهم وابواب أخرى كثيرة متنوعة وجميلة.
تعليق