🔹من أنا🔹
💫الحلقة 7💫
➰ آمال، ما الذي تقولينه يا زينب، آمال، لااا أبداً لا تناسب أخيكِ، حرام عليك، أنت تظلمين قاسم"
😔 لمَ حينها لم أعترض، وأقول لأمي: وما بها آمال يا أمي، أنا لم أرى فتاة في عفتها وطهارة قلبها و لكنني كنت جباناً وأعترف أنني كنت متردداً"
✋يضرب بكلتي يديه على الجدار: آه ويلي، ويلي، وآسفاه، فإن حصل شيئاً لآمال لن أسامح نفسي أبداً أبدا.😔
🚪تطرق مروة الباب، ومن ثم تدخل على قاسم، حيث كانت تجلس مع زينب في غرفتها:
❁ ما بالك يا قاسم، هل ثمة مكروه؟ أراك حزيناً.
🔹فيحاول قاسم أن يبدو طبيعياً: أبدا أبداً عزيزتي، فقط كنت أحدث منتظر، وأسأله عن أخته
❁مروة: وهل ثمة أخبار عن آمال؟
🔹قاسم: أخبار لا تطمئن أبداً
👈في هذه الأثناء تدخل زينب لتتأكد مما وصلها خلال قروب بنات العائلة: قاسم، هل ما وصلني صحيحاً، هل آمال بين الحياة والموت، أخبرني يا قاسم؟
🔹قاسم: حسب ما فهمته من منتظر، وأوصاني أن أبلغك ذلك، أنّ آمال تحتاج دعاء المؤمنين، فوضعها سيء جدا، زينب، "
يطرق رأسه: " آمال تشوهت، وما بقي جزء من جسدها سليم😔
...تركض زينب خارج الغرفة لتبكي في حضن أمها كما الطفل المفزوع، بينما تلحقها مروة لتحاول تهدئتها
➰بعد قرابة الأسبوع تدخل آمال إلى غرفة العمليات لتخضع لأصعب عملية جراحية، فهي مجموعة عمليات مركبة ومعقدة، يجريها مجموعة من أكفأ الجراحيين في لندن، وكان منتظر قد أخبر الجميع ليدعوا لها.
🙏يومها توجه قاسم إلى أحد المساجد الصغيرة، ليختلي إلى الله ويدعو لآمال بالفرج، أما زينب فقد عقدت في بيتهم مجلساً للتوسل بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ودعت كل أفراد العائلة للحضور، أملاً في أن يفرج الله عن آمال ويشفيها.🙏
⌚استغرقت العملية قرابة الأربع ساعات، وكان إبراهيم لا يفارق منتظر، ينتظران خارج غرفة العمليات ردهاً من الزمن، ومن ثم يخرجان إلى الكفتيريا قليلاً، صليا معاً وقرءا بعض الأدعية، ومن ثم عادا إلى جوار غرفة العمليات
👴 وها هو الطبيب يخرج من الغرفة، فيهرعان إليه بلهفة وخوف وقلق، فيبادر
🔺منتظر: دكتور، ماذا حدث، هل ثمة ما يبشر بالخير
👴فابتسم الطبيب: اطمئن يا عزيزي، فهذه الآمال كلها أمل، إنها بحق معجزة، على الرغم أنني لم أرها قط من قبل، ولكنني ما ارتبطت قبلاً بمريضة كما ارتبطت بها"
🔺منتظر: هل كلامك يعني أنها بخير؟
👴الطبيب: جدا"، فلقد خضعت لعدة عمليات كانت ناجحة، وقد مررنا بحالات حرجة جداً أثناء العملية، ولكنها مرت بسلام، وكأن ثمة من يصلي لها"
👥حينها نظر كل من منتظر وإبراهيم إلى الآخر نظرة شكر لله، فأجابه
😊إبراهيم: بل قل يا دكتور ثمة من يصلون لها، فكل الأحبة في الوطن تصلي من أجلها"
👴 فاستدرك الطبيب حديثه: وبالمناسبة، الفريق الطبي، ونتيجة ما حصل من تشوهات إلى آمال بسبب الحادث، فقد أخضعها لعمليات جراحية تجميلية إضافية، منها عملية شفط وشد للمعدة، وعملية ترميم للوجه، وتكميم للمعدة بعد خياطة الجرح القطعي فيها، وكل ذلك ضمن الأوراق التي تم توقيعها بيننا وبينك منتظر"
🌀فأبدى منتظر تفهما" وقال:نعم نعم، أتفهم ذلك، وكل ما يهمني، أن تعود أختي لنا بالسلامة.
👴فأضاف الطبيب: الحمد لله كل الأمور على ما يرام، ما عدا عينيها، فلم نستطع أن نمسّهما، نحتاج فترة من الزمن حتى نتأكد أنها ما زالت ترى، وأن نظرها لم يتأثر.
🙏أطرق منتظر رأسه، ومن ثم رفع رأسه نحو السماء وقال: اللهم إنّا لا نسألك ردّ القضاء، وإنما نسألك اللطف فيه، لك الشكر ربي على ما أنعمت وتفضلت"
➰ومرّ أسبوعٌ آخر، وما زالت آمال تحت المخدر، دون حراك، في ما يشبه الغيبوبة، وكانت الزيارات ممنوعة عليها، وما كان من منتظر وإبراهيم، إلا أن يتناوبا مراقبة الوضع من الخارج عبر الواجهة الزجاجية التي تطلّ على غرفة العناية المركزة، ليرقبا تطور الحالة، أو إذا ما احتاج الأطباء إليهما في حال الرغبة في إتخاذ أي قرار طاريء
🌹 كانت آمال تنحف يوماً بعد يوم، حيث كان غذائها الوحيد هو المغذي عبر الوريد، ومرّ أسبوعاً آخر، ومضى شهرٌ ومنتظر ما زال مرافقاً لأخته في المستشفى.
👴ذات يوم خرج الطبيب بعد المعاينة بشكل سريع خارج الغرفة منادياً منتظر: منتظر، منتظر تعال بسرعة، آمال تستجيب لنا..
👈 ألبسوه بسرعة ملابس خاصة وطلبوا منه تعقيم يديه، وأُلبس كمامات وقبعة خاصة ودخل برفقة الطبيب والطاقم الطبي إلى الغرفة، بينما كان إبراهيم يراقب الوضع من الخارج، عبر النافذة
✨إقترب منتظر رويداً رويدا"، رفع يده بهدوء، قرّبها إلى كف آمال بدأت كفه تلامس كف آمال واقترب من أذنها بهدوء، وهمس بكلّ الحنان الأخوي الذي يحمله اتجاه شقيقته: نور عيني آمال، هل أنت بخير؟"
❀ فضغطت آمال برفق على كف منتظر، وكان صوتها بالكاد يسمع: منتظر، أنت أخي؟"
😭 لم يتمالك منتظر دموعه، فسقطت حارة ملتهبة بحرارة الشوق والحب اللذين يحملهما لأخته، سقطت دمعة على كف آمال، فقالت بهمس:
❀أخي أو تبكي يا أخي، لا بأس عليك، أنا بخير.
👴هنا إ قترب الطبيب، وربت على كتف منتظر وقال: أرجوك حاول أن لا ترهقها، وبإذن الله منذ الغد سنبدأ في مرحلة جديدة من العلاج".
➰في اليوم الثاني، كانت آمال تستجيب أكثر للعلاج، وكان الجميع متفائل، رغم أنها ما زالت تحت العناية القصوى،
وفي وقت الظهيرة زار الطبيب غرفة آمال، وأعلمها بوضعها وما خضعت له من عمليات جراحية وتجميلية، وكانت آمال مذهولة لما تسمع إلا أنها تكرر عبارة واحدة بصوت خافت منهك:" الحمد لله، الحمد لله"
📋ومن ثم شرح الطبيب وبحضور كل من منتظر وإبراهيم، لآمال تخوفهم من وضع عينيها، وإنّ هناك استشاري عيون سيحضر الآن ليشخص حالة عينيها.
✨في غضون عشر دقائق حضر الإستشاري ورحب بالجميع وعرّف نفسه وبدأ الدكتور بيتر وهو الجراح المتابع لحالة آمال بشكل مباشر، يشرح تفاصيل الحالة بدقة إلى استشاري العيون، الذي قام بدوره بفك الضماد عن عيني آمال ليشخص الحالة عن قرب، جهزت الممرضات جهازاً خاصاً لفحص النظر وقربوه من سرير آمال، وكانت آمال تفتح عينيها العسليتين برفق، فوجّه الطبيب المختص من خلال الجهاز إضاءة خاصة بإتجاه العين اليمنى وسألها: أوتستطيعين رؤية أي ضوء يا آمال؟
❀ فردت آمال بالنفي: لا يا دكتور لا أرى شيئاً، ومن ثم وجّه الإضاءة إلى العين اليسرى: والآن هل ثمة ضوء تشعرين به
فردت آمال بالنفي مجدداً،
🔺فبدأ الطبيب بتطهير عينيها، ووضع بعض القطرات الخاصة، وأعاد تضميدها مجدداً
🌀وكانت آمال ما زالت تشعر بألم شديد في كلّ أنحاء جسدها، فأمر الطبيب الممرضة بإعطائها إبرة مسكن حتى تستطيع أن تخلد للنوم، وطلب من الجميع مغادرة الغرفة.
😰في خارج الغرفة بدا منتظر قلقاً جداً على وضعها، فسأل استشاري العيون بحضور الدكتور بيتر: دكتور، أشعر بالقلق، هل وضع آمال طبيعي، كل شيء يبدو متورماً، ملامحها تغيرت، جسمها قد نحل، وكل ذلك ربما أقنع نفسي به، أنها ستتعافى مع الزمن، لكن نظرها، أو يمكن أن تفقد نظرها؟
👈فبدأ الدكتور بيتر الحديث أولاً: منتظر، عليك أن تتفهم قبل كل شيء أنه يتوجب عليك أن تشكر الرب، أن أختك ما زالت على قيد الحياة، وطبيعي أن تراها بهذا الشكل، فقد كانت أقرب منها للموت من الحياة، أمّا بالنسبة لنظرها، فيهمني أن أسمع مثلك رأي الدكتور جون"
✋فرد الدكتور جون: متأسف جداً لوضع آمال، وأتمنى لها الشفاء العاجل، أمّا بالنسبة إلى عينيها، فمضطر أن أكون صريح معكم، فالصدمة التي تعرضت لها ليست هينة، والكدمات، والضربات والكسور في الوجه ليست بالسهلة، وعليه، إحتمال كبير أن تكون بالفعل قد فقدت نظرها، ولا نملك غير الدعاء لها.
👈واستدرك الدكتور جون: كما وإننا سنُخضعها للفحوصات الدقيقة خلال المرحلة القادمة، و سأطلعكم على أي مستجدات أولاً بأول.
🌀يمرّ أسبوعاً آخر، وما زالت آمال طريحة الفراش، بينما تبدأ السنة الدراسية الجديدة في الوطن، ويرى منتظر نفسه مضطراً إلى مغادرة لندن، ويبدو محرجاً جداً من إبراهيم، الذي آثر أن يبقى في لندن مُرافقاً إلى منتظر، على أن يغادر إلى وطنه في إجازته السنوية، ولذا ما كان من منتظر إلا أن يقول له وهما يتناولان وجبة الغداء سوياً:
🔹أخي إبراهيم، صدق من قال" ربّ أخٍ لم تلده أمك" كنت ولا زلت أسمع عن الطيبة، ومعانيها، ولكنني وجدتها متجسدةً فيك، أخلاقٌ عالية، وشهامة، ونخوة قل نظيرها في زمننا"
🔺هنا يقاطعه إبراهيم:" أخي، لا داعي لكل هذا المدح والإطراء، فكل ما تعتبره في نظرك شهامة وطيبة ونخوة هو واجب أي أخ اتجاه أخيه، وثم رجاءً كلّ الرجاء، لا تكرر ما قلت، فسوف أصدق نفسي"
😄فضحك منتظر وضحك إبراهيم، ومن ثم أردف قائلاً: أخي منتظر، عد إلى الوطن مطمئناً، ولا تحمل هم آمال، ستكون بخير، وسأكون لها حارساً أميناً كأنك موجود معنا، ثق بي"
✨فوقف منتظر، ووقف إبراهيم، فاحتضنا بعضهما طويلا"، ودمعت عيني منتظر وهو يقول:" لا شك أنّ الله رزقني أخاً في هذه الدنيا، لا يمكنني أن أفرط فيه مهما حدث"
➰في اليوم الثاني يهيئ منتظر أخته آمال لقرار عودته لترتيب أمور دراسته، وكذلك وضعها الجامعي، ويطمئنها بأنّ إبراهيم سيكون متابعاً لحالتها.
🍃كانت آمال لا زالت في وضع صعب جداً، ومع ذلك وبصوت ضعيف قالت:
❀أخي لا عليك، سأكون بخير، عد يا أخي، وبلغ كلّ الأحبة سلامي وأشواقي، واطمئن يا أخي، أنا راضية بكل ما حدث لي، ومؤمنة أنّ الله يخبئ لي الأجمل، مهما يكن، فحمدا" لك ربي"
🍃قبّل منتظر كفيها وجبينها، وقال: كنت ولا زلتِ الشعلة التي تضيء لنا كل ظلام
✈يغادر منتظر لندن، ويصل إلى أرض الوطن ويكون قاسم من أول مستقبليه، مع مجموعة من الأهل والأصدقاء، كان منتظر يبحث بين الناس عن زينب، وكان يتوق للسؤال عنها وعن أحوالها، ولكنّه لم يجرؤ.
🏡في الطريق إلى البيت، كان قاسم يحمل في قلبه الكثير من الأسئلة رغبة في الإطمئنان على حال آمال، وكذلك منتظر، كان يتحرق شوقاً للإطمئنان على زينب، وكان الصمت لدقيقة هو سيد الموقف، وفجأة يتحدث الإثنان في وقت واحد: كيف حال....
فيرتبكان، ومن ثم ينفجران من الضحك
💫الحلقة 7💫
➰ آمال، ما الذي تقولينه يا زينب، آمال، لااا أبداً لا تناسب أخيكِ، حرام عليك، أنت تظلمين قاسم"
😔 لمَ حينها لم أعترض، وأقول لأمي: وما بها آمال يا أمي، أنا لم أرى فتاة في عفتها وطهارة قلبها و لكنني كنت جباناً وأعترف أنني كنت متردداً"
✋يضرب بكلتي يديه على الجدار: آه ويلي، ويلي، وآسفاه، فإن حصل شيئاً لآمال لن أسامح نفسي أبداً أبدا.😔
🚪تطرق مروة الباب، ومن ثم تدخل على قاسم، حيث كانت تجلس مع زينب في غرفتها:
❁ ما بالك يا قاسم، هل ثمة مكروه؟ أراك حزيناً.
🔹فيحاول قاسم أن يبدو طبيعياً: أبدا أبداً عزيزتي، فقط كنت أحدث منتظر، وأسأله عن أخته
❁مروة: وهل ثمة أخبار عن آمال؟
🔹قاسم: أخبار لا تطمئن أبداً
👈في هذه الأثناء تدخل زينب لتتأكد مما وصلها خلال قروب بنات العائلة: قاسم، هل ما وصلني صحيحاً، هل آمال بين الحياة والموت، أخبرني يا قاسم؟
🔹قاسم: حسب ما فهمته من منتظر، وأوصاني أن أبلغك ذلك، أنّ آمال تحتاج دعاء المؤمنين، فوضعها سيء جدا، زينب، "
يطرق رأسه: " آمال تشوهت، وما بقي جزء من جسدها سليم😔
...تركض زينب خارج الغرفة لتبكي في حضن أمها كما الطفل المفزوع، بينما تلحقها مروة لتحاول تهدئتها
➰بعد قرابة الأسبوع تدخل آمال إلى غرفة العمليات لتخضع لأصعب عملية جراحية، فهي مجموعة عمليات مركبة ومعقدة، يجريها مجموعة من أكفأ الجراحيين في لندن، وكان منتظر قد أخبر الجميع ليدعوا لها.
🙏يومها توجه قاسم إلى أحد المساجد الصغيرة، ليختلي إلى الله ويدعو لآمال بالفرج، أما زينب فقد عقدت في بيتهم مجلساً للتوسل بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ودعت كل أفراد العائلة للحضور، أملاً في أن يفرج الله عن آمال ويشفيها.🙏
⌚استغرقت العملية قرابة الأربع ساعات، وكان إبراهيم لا يفارق منتظر، ينتظران خارج غرفة العمليات ردهاً من الزمن، ومن ثم يخرجان إلى الكفتيريا قليلاً، صليا معاً وقرءا بعض الأدعية، ومن ثم عادا إلى جوار غرفة العمليات
👴 وها هو الطبيب يخرج من الغرفة، فيهرعان إليه بلهفة وخوف وقلق، فيبادر
🔺منتظر: دكتور، ماذا حدث، هل ثمة ما يبشر بالخير
👴فابتسم الطبيب: اطمئن يا عزيزي، فهذه الآمال كلها أمل، إنها بحق معجزة، على الرغم أنني لم أرها قط من قبل، ولكنني ما ارتبطت قبلاً بمريضة كما ارتبطت بها"
🔺منتظر: هل كلامك يعني أنها بخير؟
👴الطبيب: جدا"، فلقد خضعت لعدة عمليات كانت ناجحة، وقد مررنا بحالات حرجة جداً أثناء العملية، ولكنها مرت بسلام، وكأن ثمة من يصلي لها"
👥حينها نظر كل من منتظر وإبراهيم إلى الآخر نظرة شكر لله، فأجابه
😊إبراهيم: بل قل يا دكتور ثمة من يصلون لها، فكل الأحبة في الوطن تصلي من أجلها"
👴 فاستدرك الطبيب حديثه: وبالمناسبة، الفريق الطبي، ونتيجة ما حصل من تشوهات إلى آمال بسبب الحادث، فقد أخضعها لعمليات جراحية تجميلية إضافية، منها عملية شفط وشد للمعدة، وعملية ترميم للوجه، وتكميم للمعدة بعد خياطة الجرح القطعي فيها، وكل ذلك ضمن الأوراق التي تم توقيعها بيننا وبينك منتظر"
🌀فأبدى منتظر تفهما" وقال:نعم نعم، أتفهم ذلك، وكل ما يهمني، أن تعود أختي لنا بالسلامة.
👴فأضاف الطبيب: الحمد لله كل الأمور على ما يرام، ما عدا عينيها، فلم نستطع أن نمسّهما، نحتاج فترة من الزمن حتى نتأكد أنها ما زالت ترى، وأن نظرها لم يتأثر.
🙏أطرق منتظر رأسه، ومن ثم رفع رأسه نحو السماء وقال: اللهم إنّا لا نسألك ردّ القضاء، وإنما نسألك اللطف فيه، لك الشكر ربي على ما أنعمت وتفضلت"
➰ومرّ أسبوعٌ آخر، وما زالت آمال تحت المخدر، دون حراك، في ما يشبه الغيبوبة، وكانت الزيارات ممنوعة عليها، وما كان من منتظر وإبراهيم، إلا أن يتناوبا مراقبة الوضع من الخارج عبر الواجهة الزجاجية التي تطلّ على غرفة العناية المركزة، ليرقبا تطور الحالة، أو إذا ما احتاج الأطباء إليهما في حال الرغبة في إتخاذ أي قرار طاريء
🌹 كانت آمال تنحف يوماً بعد يوم، حيث كان غذائها الوحيد هو المغذي عبر الوريد، ومرّ أسبوعاً آخر، ومضى شهرٌ ومنتظر ما زال مرافقاً لأخته في المستشفى.
👴ذات يوم خرج الطبيب بعد المعاينة بشكل سريع خارج الغرفة منادياً منتظر: منتظر، منتظر تعال بسرعة، آمال تستجيب لنا..
👈 ألبسوه بسرعة ملابس خاصة وطلبوا منه تعقيم يديه، وأُلبس كمامات وقبعة خاصة ودخل برفقة الطبيب والطاقم الطبي إلى الغرفة، بينما كان إبراهيم يراقب الوضع من الخارج، عبر النافذة
✨إقترب منتظر رويداً رويدا"، رفع يده بهدوء، قرّبها إلى كف آمال بدأت كفه تلامس كف آمال واقترب من أذنها بهدوء، وهمس بكلّ الحنان الأخوي الذي يحمله اتجاه شقيقته: نور عيني آمال، هل أنت بخير؟"
❀ فضغطت آمال برفق على كف منتظر، وكان صوتها بالكاد يسمع: منتظر، أنت أخي؟"
😭 لم يتمالك منتظر دموعه، فسقطت حارة ملتهبة بحرارة الشوق والحب اللذين يحملهما لأخته، سقطت دمعة على كف آمال، فقالت بهمس:
❀أخي أو تبكي يا أخي، لا بأس عليك، أنا بخير.
👴هنا إ قترب الطبيب، وربت على كتف منتظر وقال: أرجوك حاول أن لا ترهقها، وبإذن الله منذ الغد سنبدأ في مرحلة جديدة من العلاج".
➰في اليوم الثاني، كانت آمال تستجيب أكثر للعلاج، وكان الجميع متفائل، رغم أنها ما زالت تحت العناية القصوى،
وفي وقت الظهيرة زار الطبيب غرفة آمال، وأعلمها بوضعها وما خضعت له من عمليات جراحية وتجميلية، وكانت آمال مذهولة لما تسمع إلا أنها تكرر عبارة واحدة بصوت خافت منهك:" الحمد لله، الحمد لله"
📋ومن ثم شرح الطبيب وبحضور كل من منتظر وإبراهيم، لآمال تخوفهم من وضع عينيها، وإنّ هناك استشاري عيون سيحضر الآن ليشخص حالة عينيها.
✨في غضون عشر دقائق حضر الإستشاري ورحب بالجميع وعرّف نفسه وبدأ الدكتور بيتر وهو الجراح المتابع لحالة آمال بشكل مباشر، يشرح تفاصيل الحالة بدقة إلى استشاري العيون، الذي قام بدوره بفك الضماد عن عيني آمال ليشخص الحالة عن قرب، جهزت الممرضات جهازاً خاصاً لفحص النظر وقربوه من سرير آمال، وكانت آمال تفتح عينيها العسليتين برفق، فوجّه الطبيب المختص من خلال الجهاز إضاءة خاصة بإتجاه العين اليمنى وسألها: أوتستطيعين رؤية أي ضوء يا آمال؟
❀ فردت آمال بالنفي: لا يا دكتور لا أرى شيئاً، ومن ثم وجّه الإضاءة إلى العين اليسرى: والآن هل ثمة ضوء تشعرين به
فردت آمال بالنفي مجدداً،
🔺فبدأ الطبيب بتطهير عينيها، ووضع بعض القطرات الخاصة، وأعاد تضميدها مجدداً
🌀وكانت آمال ما زالت تشعر بألم شديد في كلّ أنحاء جسدها، فأمر الطبيب الممرضة بإعطائها إبرة مسكن حتى تستطيع أن تخلد للنوم، وطلب من الجميع مغادرة الغرفة.
😰في خارج الغرفة بدا منتظر قلقاً جداً على وضعها، فسأل استشاري العيون بحضور الدكتور بيتر: دكتور، أشعر بالقلق، هل وضع آمال طبيعي، كل شيء يبدو متورماً، ملامحها تغيرت، جسمها قد نحل، وكل ذلك ربما أقنع نفسي به، أنها ستتعافى مع الزمن، لكن نظرها، أو يمكن أن تفقد نظرها؟
👈فبدأ الدكتور بيتر الحديث أولاً: منتظر، عليك أن تتفهم قبل كل شيء أنه يتوجب عليك أن تشكر الرب، أن أختك ما زالت على قيد الحياة، وطبيعي أن تراها بهذا الشكل، فقد كانت أقرب منها للموت من الحياة، أمّا بالنسبة لنظرها، فيهمني أن أسمع مثلك رأي الدكتور جون"
✋فرد الدكتور جون: متأسف جداً لوضع آمال، وأتمنى لها الشفاء العاجل، أمّا بالنسبة إلى عينيها، فمضطر أن أكون صريح معكم، فالصدمة التي تعرضت لها ليست هينة، والكدمات، والضربات والكسور في الوجه ليست بالسهلة، وعليه، إحتمال كبير أن تكون بالفعل قد فقدت نظرها، ولا نملك غير الدعاء لها.
👈واستدرك الدكتور جون: كما وإننا سنُخضعها للفحوصات الدقيقة خلال المرحلة القادمة، و سأطلعكم على أي مستجدات أولاً بأول.
🌀يمرّ أسبوعاً آخر، وما زالت آمال طريحة الفراش، بينما تبدأ السنة الدراسية الجديدة في الوطن، ويرى منتظر نفسه مضطراً إلى مغادرة لندن، ويبدو محرجاً جداً من إبراهيم، الذي آثر أن يبقى في لندن مُرافقاً إلى منتظر، على أن يغادر إلى وطنه في إجازته السنوية، ولذا ما كان من منتظر إلا أن يقول له وهما يتناولان وجبة الغداء سوياً:
🔹أخي إبراهيم، صدق من قال" ربّ أخٍ لم تلده أمك" كنت ولا زلت أسمع عن الطيبة، ومعانيها، ولكنني وجدتها متجسدةً فيك، أخلاقٌ عالية، وشهامة، ونخوة قل نظيرها في زمننا"
🔺هنا يقاطعه إبراهيم:" أخي، لا داعي لكل هذا المدح والإطراء، فكل ما تعتبره في نظرك شهامة وطيبة ونخوة هو واجب أي أخ اتجاه أخيه، وثم رجاءً كلّ الرجاء، لا تكرر ما قلت، فسوف أصدق نفسي"
😄فضحك منتظر وضحك إبراهيم، ومن ثم أردف قائلاً: أخي منتظر، عد إلى الوطن مطمئناً، ولا تحمل هم آمال، ستكون بخير، وسأكون لها حارساً أميناً كأنك موجود معنا، ثق بي"
✨فوقف منتظر، ووقف إبراهيم، فاحتضنا بعضهما طويلا"، ودمعت عيني منتظر وهو يقول:" لا شك أنّ الله رزقني أخاً في هذه الدنيا، لا يمكنني أن أفرط فيه مهما حدث"
➰في اليوم الثاني يهيئ منتظر أخته آمال لقرار عودته لترتيب أمور دراسته، وكذلك وضعها الجامعي، ويطمئنها بأنّ إبراهيم سيكون متابعاً لحالتها.
🍃كانت آمال لا زالت في وضع صعب جداً، ومع ذلك وبصوت ضعيف قالت:
❀أخي لا عليك، سأكون بخير، عد يا أخي، وبلغ كلّ الأحبة سلامي وأشواقي، واطمئن يا أخي، أنا راضية بكل ما حدث لي، ومؤمنة أنّ الله يخبئ لي الأجمل، مهما يكن، فحمدا" لك ربي"
🍃قبّل منتظر كفيها وجبينها، وقال: كنت ولا زلتِ الشعلة التي تضيء لنا كل ظلام
✈يغادر منتظر لندن، ويصل إلى أرض الوطن ويكون قاسم من أول مستقبليه، مع مجموعة من الأهل والأصدقاء، كان منتظر يبحث بين الناس عن زينب، وكان يتوق للسؤال عنها وعن أحوالها، ولكنّه لم يجرؤ.
🏡في الطريق إلى البيت، كان قاسم يحمل في قلبه الكثير من الأسئلة رغبة في الإطمئنان على حال آمال، وكذلك منتظر، كان يتحرق شوقاً للإطمئنان على زينب، وكان الصمت لدقيقة هو سيد الموقف، وفجأة يتحدث الإثنان في وقت واحد: كيف حال....
فيرتبكان، ومن ثم ينفجران من الضحك