كان أحد الأغنياء جار لسيّدة مُسنّة لا تمتلك إلّا البيت الّذي تسكنه وحديقة صغيرة تحيط ببيتها، وكان الغني جارها يمتلك قصراً فخماً اكتملت أقسامه المبنية حديثاً إلّا الحديقة الّتي وجد أنّها صغيرة ولا تتناسب مع حجم القصر الفخم، فلم يجد وسيلة لتوسعها إلّا الاستيلاء على حديقة العجوز.
حاولت السيّدة المُسنّة الدفاع عن أرضها وعن حديقتها فلم تظفر بأنصار ينصرونها على الغني الغاصب، فذهبت إليه وقالت: الحديقة لك يا جاري، لكنّني أرجوك أن تملأ لي تراب الحديقة في كيس كبير وتحمله إلى بيتي.
عبأ الغني الكيس بالتراب ولمّا أراد حمله عجز وتعذّر عليه ثقله.
هنا قالت له المرأة المُسنّة: حكّم ضميرك في عملك إنّك لا تستطيع حمل كيس تراب فكيف يكون موقفك إذا طُلِبَ منك حمل الأرض كلّها؟!
فتذكّر موقفه بين يدي الله تعالى وهو يطالبه بحقّ المرأة المُسنّة وحمل الأرض الّتي لم يستطيع أن يحمل كيساً من ترابها، فكفّ عن قراره بإلحاق حديقتها بحديقته.
العبرة :
كيس التراب الّذي احتجّت به السيّدة المُسنّة هو كيسنا جميعاً، لأن ثقل ذنب واحد كبير جداً، فكيف نحمل أثقالاً من الذنوب أو نحمل أثقالاً مع أثقالنا.