شاب توهج الحب في قلبه.
رواها أحد علماء اصفهان المعاصرين – بعد أن كان هو شاهداً لبعض فصولها – عندما كان يرتقي المنبر في مسجد (كوهرشاد) بمدينة مشهد المقدسة. حيث قال:خلال الليالي الأولى لشهر رمضان كنت أراقب حالات المستمعين في المجلس لا تعرف على من يصغي لما أقول باهتمام.... ميزت شابا كان يحضر المجلس في الليالي كان يتخذ مكانه في أطراف المجلس. لكنه بدا يدنو من المنبر في الليالي ألتاليه وما يزال يقترب حتى إذا جاءت الليلة الخامسة أو السادسة كان يقعد عند المنبر، فيحضر قبل الآخرين ليجلس في هذا المكان. كان حديثي عندما ارتقي المنبر عن الإمام ولي العصر (عج).ومن الطبيعي أن يتخذ الحديث في الليالي الأولى السمة العلمية إلى حد ما... ثم كان الكلام في الليالي التالية يتحول بالتدريج.. من البحث العلمي إلى الإشارة الذوقية، وينتقل في طوره من المقال إلى الحال.وقد لاحظت وأنا ابتدئ الخطاب الروحي الذوقي أن حالة هذا الشاب كانت تتغير تغيرا ينفرد به عن كل الحاضرين... حالة عجيبة. كان يصيح (يا صاحب الزمان) والدموع تنحدر من عينيه ويتلوى أحيانا مأخوذ بجذبه روحيه خفيفة... جذبته كانت تؤثر في، وحين تترك جذبته أثرها في قلبي.. تشتد حالتي الروحية وتسمو فينطلق لساني يلهج بأشعار عشقيه وأروح أترنم بكلمات ملتهبة تحيل المجلس إلى وضع آخر...جعلت حديثي حول (واجبات الشيعة) ومحبة الامام ولي العصر (عليه السلام). كنت أقول: علينا أن نحبه، وأبين ما ينبغي ان نفعله في عصر الغيبة.كان هذا الشاب يتلوى ويطلق من فؤاده صيحات عشق حارقة: ياصاحب الزمان.. يا صاحب الزمان! مما قلب حالي وغير الجو الروحي لدي.واذكر أني كنت أقرأ في إحدى هاتيك الليالي هذه الأشعار:يا من بيده العالم *** يا سيد الانس والجن يا صاحب الزمان *** الغوث والأمان
أما هو فكانت دموعه كعاصرات السحاب. كأمراة قد ثكلت بولدها الشاب. كأن صعقة كانت تستبد به وتلقيه على الأرض.يحترق كان. والدموع تهمي من عينيه، ويسقط في حالة من الوهن والضعف. وكان لحالته هذه فعل في داخلي عجيب.إن هذا التغيير الذي طرأ عليّ.. كان لا بد أن ينعكس أيضاً على الحاضرين في المجلس.عدد الحاضرين آنذاك إذا لم يزد على عدد الحاضرين الآن.. فهو لا يقل عنه.مسجد كوهرشاد على سعته، بأواوينه الأربعة.. كان غاصاً بالمستمعين الذين لا يتدنى عددهم عن أربعة آلاف. وكنت أرى نصفهم أحياناً وقد أرتفع عويلهم والبكاء من هذه الناحية من نواحي المسجد تتصاعد صيحة: ياصاحب الزمان! وتعلو من ناحية أخرى نداءات: يا صاحب الزمان! لقد كان المجلس في وضع معنوي عجيب.هذه الحالات كانت تتزايد بتعاقب الليالي... كان هذا الشاب يتلوى ويطلق من فؤاده صيحات عشق حارقه (يا صاحب الزمان، يا صاحب الزمان).انقضت أيام شهر رمضان وانطوى المجلس.. بيد إن عزمي قد انصب على أن ألقى هذا الشاب.. ذلك إنني محب لمحب إمام الزمان (عج).. لهذا رحت ابحث هنا وهناك واسأل معارفي عن هذا الشاب من هو؟ وماذا جرى له؟ وما عنوانه؟ أخيرا توصلت إلى انه صاحب نصف دكان للبقاله في احد أحياء مشهد.فانطلقت إلى المكان ابحث عنه، كان دكانه مغلقا وسألت الجيران عن شاب صفته كذا وكذا فعرفوه وذكروا اسمه. سألتهم وأين هو الآن؟ قالوا فتح دكانه يومين أو ثلاثة بعد شهر رمضان ولكن وضعه قد تبدل عن ذي قبل، منذ أسبوع أغلق دكانه ولاندري أين هو الآن.وأخيرا وبعد ما يقارب الثلاثين يوما.. كنت خارجا من داري وإذا بشاب أمامي ولكن بأي حال؟ رايته نحيفا شاحب الوجه مهزولا قد غارت عيناه في وجنتاه ولم يبقى منه غير جلد وعظم. وما أن وصل إلي حتى أرخى عينيه بالدموع، وناداني باسمي قائلا: رحم الله أباك وأطال عمرك ثم نشج يبكي وهو يقبل وجهي وكتفي وتناول يدي ليقبلها.
سألته: ما خطبك يا ولدي وما الذي حدث؟ قال والله وهو ينتحب رحم الله أباك وأطال عمرك واستمر يدعو ويقول في بكائه: هديتني إلى الطريق رحم الله والديك. بعدها عزم انه يحكي ويروي قصته: لقد حرقت في تلك الليالي النار في قلبي حتى انخلع. تعرفت على محبة إمام الزمان (عج). كان قلبي خاليا من هذه المحبة خلوا تاما ولم يكن بالشيء الصحيح. وبدأ قلبي يتحرك شيئا فشيئا، واخذ الشوق ينبض في داخل فؤادي...ما عادت لي بالنوم رغبه. فقدت أي ميل إلى الطعام والشراب، كل همي أن أنادي من أعماقي (يا صاحب الزمان) وان امضي للبحث عنه حتى ألقاه...وعندما انسلخ شهر رمضان ذهبت لأفتح الدكان فوجدت الرغبة في الكسب قد خرجت من قلبي. قلبي كان متجها تلقاء نقطه واحده معرضا عما سواها. كان قلبي يحترق لرؤية مالك قلبي. لا شان لي بالكسب والعمل ظمآن إلى مشاهدة حبيبي. لا أحب عيشي. لا أحب الطعام والمنام لم تعد لي طاقه لأتحمل الزبائن. لم تعد لي القدرة على القعود في الدكان. نفضت يدي من الدكان فأغلقته وذهبت إلى الجبل المكان بريه خاليه. كنت اصرخ أين أنت يا حبيبي. أين أنت يا عزيزي. أين أنت يا مولاي الرحيم. (ليت شعري أين استقرت بك النوى. عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى). ابكي يا حب يب قلبي ابكي وأنوح.قال: بكيت هناك، احترقت، رحم الله أباك.(وكان عندما يروي قصته لا يملك نفسه من البكاء مطلقا) وأخيرا سكب على نيران قلبي ماء الوصال. أخيرا شاهدت حبيبي. أخيرا وضعت هامتي على قدميه.( عند ذلك اخذ يقول أشياء لا اقدر أن أبوح بها ولا ينبغي لي ذلك.ثم لما فرغ من بكائه.. راح يقبل وجهي وودعني قائلا: لن أعيش بعد الآن أكثر من أسبوع. قلت: ولماذا؟ قال: بلغت غايتي ووصلت إلى مرادي. مرغت وجهي على قدم معشوقي ومالك فؤادي.. أخشى إذا بقيت في الدنيا أن يعود هذا القلب الوضيء إلى ظلامه من جديد. أخاف على هذه الروح النقية أن ترتد إلى التلوث. من أجل هذا... طلبت الموت، فوافق مولاي! والآن.. في أمان الله.. انا ذاهب. استودعك الله. ثم أنه دعا لي. وبعد ستة أيام أو سبعة أيام.. فاضت روحه وفارق الدنيا.
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر
رواها أحد علماء اصفهان المعاصرين – بعد أن كان هو شاهداً لبعض فصولها – عندما كان يرتقي المنبر في مسجد (كوهرشاد) بمدينة مشهد المقدسة. حيث قال:خلال الليالي الأولى لشهر رمضان كنت أراقب حالات المستمعين في المجلس لا تعرف على من يصغي لما أقول باهتمام.... ميزت شابا كان يحضر المجلس في الليالي كان يتخذ مكانه في أطراف المجلس. لكنه بدا يدنو من المنبر في الليالي ألتاليه وما يزال يقترب حتى إذا جاءت الليلة الخامسة أو السادسة كان يقعد عند المنبر، فيحضر قبل الآخرين ليجلس في هذا المكان. كان حديثي عندما ارتقي المنبر عن الإمام ولي العصر (عج).ومن الطبيعي أن يتخذ الحديث في الليالي الأولى السمة العلمية إلى حد ما... ثم كان الكلام في الليالي التالية يتحول بالتدريج.. من البحث العلمي إلى الإشارة الذوقية، وينتقل في طوره من المقال إلى الحال.وقد لاحظت وأنا ابتدئ الخطاب الروحي الذوقي أن حالة هذا الشاب كانت تتغير تغيرا ينفرد به عن كل الحاضرين... حالة عجيبة. كان يصيح (يا صاحب الزمان) والدموع تنحدر من عينيه ويتلوى أحيانا مأخوذ بجذبه روحيه خفيفة... جذبته كانت تؤثر في، وحين تترك جذبته أثرها في قلبي.. تشتد حالتي الروحية وتسمو فينطلق لساني يلهج بأشعار عشقيه وأروح أترنم بكلمات ملتهبة تحيل المجلس إلى وضع آخر...جعلت حديثي حول (واجبات الشيعة) ومحبة الامام ولي العصر (عليه السلام). كنت أقول: علينا أن نحبه، وأبين ما ينبغي ان نفعله في عصر الغيبة.كان هذا الشاب يتلوى ويطلق من فؤاده صيحات عشق حارقة: ياصاحب الزمان.. يا صاحب الزمان! مما قلب حالي وغير الجو الروحي لدي.واذكر أني كنت أقرأ في إحدى هاتيك الليالي هذه الأشعار:يا من بيده العالم *** يا سيد الانس والجن يا صاحب الزمان *** الغوث والأمان
أما هو فكانت دموعه كعاصرات السحاب. كأمراة قد ثكلت بولدها الشاب. كأن صعقة كانت تستبد به وتلقيه على الأرض.يحترق كان. والدموع تهمي من عينيه، ويسقط في حالة من الوهن والضعف. وكان لحالته هذه فعل في داخلي عجيب.إن هذا التغيير الذي طرأ عليّ.. كان لا بد أن ينعكس أيضاً على الحاضرين في المجلس.عدد الحاضرين آنذاك إذا لم يزد على عدد الحاضرين الآن.. فهو لا يقل عنه.مسجد كوهرشاد على سعته، بأواوينه الأربعة.. كان غاصاً بالمستمعين الذين لا يتدنى عددهم عن أربعة آلاف. وكنت أرى نصفهم أحياناً وقد أرتفع عويلهم والبكاء من هذه الناحية من نواحي المسجد تتصاعد صيحة: ياصاحب الزمان! وتعلو من ناحية أخرى نداءات: يا صاحب الزمان! لقد كان المجلس في وضع معنوي عجيب.هذه الحالات كانت تتزايد بتعاقب الليالي... كان هذا الشاب يتلوى ويطلق من فؤاده صيحات عشق حارقه (يا صاحب الزمان، يا صاحب الزمان).انقضت أيام شهر رمضان وانطوى المجلس.. بيد إن عزمي قد انصب على أن ألقى هذا الشاب.. ذلك إنني محب لمحب إمام الزمان (عج).. لهذا رحت ابحث هنا وهناك واسأل معارفي عن هذا الشاب من هو؟ وماذا جرى له؟ وما عنوانه؟ أخيرا توصلت إلى انه صاحب نصف دكان للبقاله في احد أحياء مشهد.فانطلقت إلى المكان ابحث عنه، كان دكانه مغلقا وسألت الجيران عن شاب صفته كذا وكذا فعرفوه وذكروا اسمه. سألتهم وأين هو الآن؟ قالوا فتح دكانه يومين أو ثلاثة بعد شهر رمضان ولكن وضعه قد تبدل عن ذي قبل، منذ أسبوع أغلق دكانه ولاندري أين هو الآن.وأخيرا وبعد ما يقارب الثلاثين يوما.. كنت خارجا من داري وإذا بشاب أمامي ولكن بأي حال؟ رايته نحيفا شاحب الوجه مهزولا قد غارت عيناه في وجنتاه ولم يبقى منه غير جلد وعظم. وما أن وصل إلي حتى أرخى عينيه بالدموع، وناداني باسمي قائلا: رحم الله أباك وأطال عمرك ثم نشج يبكي وهو يقبل وجهي وكتفي وتناول يدي ليقبلها.
سألته: ما خطبك يا ولدي وما الذي حدث؟ قال والله وهو ينتحب رحم الله أباك وأطال عمرك واستمر يدعو ويقول في بكائه: هديتني إلى الطريق رحم الله والديك. بعدها عزم انه يحكي ويروي قصته: لقد حرقت في تلك الليالي النار في قلبي حتى انخلع. تعرفت على محبة إمام الزمان (عج). كان قلبي خاليا من هذه المحبة خلوا تاما ولم يكن بالشيء الصحيح. وبدأ قلبي يتحرك شيئا فشيئا، واخذ الشوق ينبض في داخل فؤادي...ما عادت لي بالنوم رغبه. فقدت أي ميل إلى الطعام والشراب، كل همي أن أنادي من أعماقي (يا صاحب الزمان) وان امضي للبحث عنه حتى ألقاه...وعندما انسلخ شهر رمضان ذهبت لأفتح الدكان فوجدت الرغبة في الكسب قد خرجت من قلبي. قلبي كان متجها تلقاء نقطه واحده معرضا عما سواها. كان قلبي يحترق لرؤية مالك قلبي. لا شان لي بالكسب والعمل ظمآن إلى مشاهدة حبيبي. لا أحب عيشي. لا أحب الطعام والمنام لم تعد لي طاقه لأتحمل الزبائن. لم تعد لي القدرة على القعود في الدكان. نفضت يدي من الدكان فأغلقته وذهبت إلى الجبل المكان بريه خاليه. كنت اصرخ أين أنت يا حبيبي. أين أنت يا عزيزي. أين أنت يا مولاي الرحيم. (ليت شعري أين استقرت بك النوى. عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى). ابكي يا حب يب قلبي ابكي وأنوح.قال: بكيت هناك، احترقت، رحم الله أباك.(وكان عندما يروي قصته لا يملك نفسه من البكاء مطلقا) وأخيرا سكب على نيران قلبي ماء الوصال. أخيرا شاهدت حبيبي. أخيرا وضعت هامتي على قدميه.( عند ذلك اخذ يقول أشياء لا اقدر أن أبوح بها ولا ينبغي لي ذلك.ثم لما فرغ من بكائه.. راح يقبل وجهي وودعني قائلا: لن أعيش بعد الآن أكثر من أسبوع. قلت: ولماذا؟ قال: بلغت غايتي ووصلت إلى مرادي. مرغت وجهي على قدم معشوقي ومالك فؤادي.. أخشى إذا بقيت في الدنيا أن يعود هذا القلب الوضيء إلى ظلامه من جديد. أخاف على هذه الروح النقية أن ترتد إلى التلوث. من أجل هذا... طلبت الموت، فوافق مولاي! والآن.. في أمان الله.. انا ذاهب. استودعك الله. ثم أنه دعا لي. وبعد ستة أيام أو سبعة أيام.. فاضت روحه وفارق الدنيا.
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر
تعليق